أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

يا جبل الأكراد ما يهزك ريح‎

 جبل الأكراد هو أحد سلسلة جبال اللاذقيَّة الواقع شمال شرقي المدينة إلى جانب جبلي صهيون والتركمان، حيث يضم جبل الأكراد ناحيتي سلمى وكنسبا وقراهما، وقد أطلق سكَّان المنطقة هذا الأسم عليه نظراً لتحدًّرِ العديد من سكَّان الجبل من أصول كرديَّة على الرغم من عدم تحدُّثهم اللغة الكرديَّة الآن، وتمتاز قرى الجبل بنسيجها العشائري المعقد حيث يسكنها المسلمون السنَّة والشيعة والمسيحيون والمرشدون (طائفة مذهبيَّة)، ولجبل الأكراد كغيره من بقاع سوريا قصَّته الخاصَّة مع الثورة السوريَّة. 

«نسائم الحريَّة تهبًّ على جبل الأكراد»

في بداية الثورة كانت بعض قرى جبل الأكراد كسلمى وعكو والكرت ،التي تحتوي على مزيج من الطائفتين السنيَّة والعلويَّة، مواكبةً للحراك الثوري في البلاد كغيرها من المدن والقرى الثائرة، كما كانت قوَّات الأمن تواجه المظاهرات السلميَّة بإطلاق النار عشوائيَّاً لتفريق المظاهرات كحالها في باقي المدن والقرى الثائرة، وكان من الغالب أن تصل لهذه القرى تعزيزات أمنيَّة تصل إلى ثلاثمئة عنصر، وأن يتبع وصولها بحملة مداعمات واعتقالات واسعة تطال الناشطين السلميين المناهضين للنظام.

«ورقة الطائفيَّة تحترق ببطئ في جبل الأكراد»

حاول النظام مراراً لعب ورقة الطائفيَّة في العديد من المدن والقرى السوريَّة، ولعلَّ أكثر المواقع عرضةً للتأثُّر بالفتنة الطائفيَّة تلك التي تمتاز بنسيج طائفي حسَّاس ومعقَّد، كذلك هو الوضع في قرى جبل الأكراد، حيث عمل النظام على تجييش بعض الشباب العلويين واستخدامهم في الحواجز للتعرُّف على الناشطين المعارضين إلى جانب إبعاد الشباب العلويين عن الحراك، ولكنَّ انشقاق ضبَّاط وضبَّاط صف علويين واختباؤهم في غابات الجبل قد أفسد خطَّة النظام مجدَّداً مبرزاً إحدى الهتافات الشائعة «واحد، واحد، واحد، الشعب السوري واحد». 

«القصف بات محطَّةً في قصَّة كل منطقةٍ ثائرة»

بدأت رشَّاشات مروحيَّات الجيش السوري باستهداف بعض القرى المعارضة في جبل الأكراد وذلك بتاريخ (25/8/2012) بشكل خفيف وغير متواصل، لكن بعد احتدام المعركة بين الجيشين الحر والنظامي في الحفَّة، انسحب الجيش الحر إلى جبل الأكراد، وذلك بعض مضي ما يقارب الشهر والنصف من بداية القصف على قرى الجبل.
على الرغم من تمكِّن الجيش الحر من إيقاف القصف المروحي لحيازته على رشَّاشات مضادة للطيران، إلَّا أنَّ القصف على قرى الجبل الذي تحوَّل إلى قصف مدفعي بات أشدَّ عنفاً وكثافةً، حيث استخدمت مراصد قرى البارودة وأنباتة وعرامو وصلنفة والزوبار وأستربة بالإضافة إلى مدفعيَّة اللاذقيَّة والحفَّة لدك قرى جبل الأكراد، حيث سقط ما يقارب المئة وخمسة وثمانون شهيداً، بالإضافة إلى خمسة أمثالهم من الجرحى، حيث أسعف منهم مئتا جريح إلى تركيا، استشهد ثمانية وعشرون منهم وأصيب واحد على الأقل بعاهة مستديمة، إلى جانب تدهور الجانب الطبِّي الميداني وحرق معظم غابات الجبل بسبب قصف قوَّات النظام. 

منار حلب - سوريا بدا حرية بالاتفاق مع زمان الوصل
(110)    هل أعجبتك المقالة (122)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي