بعد أن فشلت كل محاولات عرقنة سوريا أو لبننتها ، انبرى عدد من الخدام ، وهم كتاب يتبعون الخادم الكبير ، الى تسويق فكرة الانتقاضة الشعبية ، لعلها تكون الضربة القاضية ، لتدمير وطن ، ومحوه من على الخريطة ، واشعال الفتنة الأهلية ، واراقة الدماء الذكية ، وتهجير الأقليات ، في حال لم يتم ذبحهم في الانتقاضة المطلوبة .
يجب أن لا نخفي قلقنا ورعبنا من مثل هذه الدعوات ، فالخدام والبيانوني ، ومن لف لفيفهم ، من جماعة الخلاص من سوريا ، لن يتوانوا لحظة عن فكرة تخريب البلد انتقاماً من هذا النظام ، وليكن الطوفان ، المهم الانتقام من هذا النظام ، أما الشعب المسكين ، فهو آخر همومهم واهتماماتهم . وبين الرغبة في الانتقام من النظام ، ودفاع النظام عن نفسه ، ستشتعل الحرائق في سوريا ، ولن يوققها ساعتها الا فناء الوطن .
هؤلاء القابعين في أحضان الحريري في باريس ، ليس لديهم أدنى شك ، في أن أقصر طريق من أجل مسح تاريخ دولة ، هو استنهاض همم الغوغاء والقتلة . ولهم في ما حدث في فرنسا منذ عامين ، قدوة ، وما يزال يحدث في العراق ، من ذبح وتهجير ودمار .
فإذا كان ما حدث في دولة متحضرة مثل فرنسا ، من أعمال شغب وقتل وحرق وتخريب ، فكيف ستكون النتيجة ، في دولة من دول العالم الثالث ، وحتى العاشر ، تئن من وطأة الفقر والتخلف والطائفية النائمة تحت الرماد .
الغوغاء ، الذين يريد خدام والبيانوني والغادري والحريري وجنبلاط ----. استنهاضهم ، هم أشبه بمسخ مشوش التفكير يلتهم كل ما يجده أمامه ، لأنه يفتقر الى أي قدر من الوطنية أو الإرادة الخاصة به . هذا الشخص ، والذي ، يحاولون شحنه ، واطلاقه ، في الوطن ، ليعيث خرابا وسلبا ونهبا . لن يكون أبداَ قادراً على التصرف بطريقة أخلاقية حقاً ، لن يكون لهؤلاء الغوغاء أخلاقية لأنهم لا يتمتعون باستقلالية ، بل هم مدفوعين من الغير ، مدفوعين من الحاقدين على الوطن .
يصف غوستاف لوبون ، في كتابه الجماهير ، سلوك الغوغاء ، والذين ، تحاول بعض رموز معارضة الخارج استعدائهم على أهلهم ووطنهم :
(( الظاهرة الأكثر غرابة التي تُظهرها هذه (الانتفاضة الشعبية )-على ما يسميها كاتب المقال - هي التالية : أياً تكن طبيعة الأفراد الذين يشاركون في هذه الانتفاضة ، ومهما تنوعت وتباينت أنماط حياتهم ، أو مهنهم، أو شخصيتهم ، أو ذكاؤهم ، فإن مجرد حقيقة أنهم يتحولون الى حشد يضفي عليهم نوعا من روح جماعية . وهذه الروح تجعلهم يشعرون ، ويفكرون ، ويتصرفون بطريقة تختلف تماما عن الطريقة التي فيها يشعر ، ويفكر ، ويتصرف كل واحد فيما لو كان بمفرده يعمل ----وإذا كنا نرغب بتكوين فكرة دقيقة عن أخلاقية جموع الانتفاضة هذه ، فعلينا أن نتذكر أن كافة أنواع الكبت الفردي تتلاشى عند مجموعة الأفراد التي تندمح في هذا التجمع ، في حين تستيقظ عندهم كافة الغرائز الوحشية ، والبهيمية، والتدميرية ---)
هذا ما يحاول بعض رموز المعارضة في الخارج ، زرعه داخل الوطن ، من جراثيم وفيروسات التفرقة وتحريك النعرات الطائفية ، بما يمكن لهذا الجمع أن يفعله ، في ممتلكات الغير ، وأماكن عبادة الغير . ولا يغيب عن بالنا ، أن كل شخص ، وبمجرد انتمائه الى هذا الجمع ، الى هذه الجمهرة ، الى هذه الفوضى التي يدعون اليها جماعة المعارضة الموجودة خارج البلاد ، حتى لو كان مثقفاً ، فإنه يُصبح مع هؤلاء بربرياً ، تستحوذ عليه العفوية أوالعنف، أو الوحشية ، بالإضافة الى نمط الكائنات البدائية وهمجيتها .
يقول فرويد في نفس المنحى : ( ان اندماج المرء في حشد هي الطريقة الأكثر مباشرة لإلغاء المسؤولية الفردية ، مما يؤدي ، بصورة طبيعية ، الى فقدان المرء لقيمه الأخلاقية ، وهو عملياً ، محرَض يُدفع الى الجنوح أو العنف،أو التخريب -----وفي هذا المستوى ، لا يتردد عن القتل أو السرقة أو اضرام الحرائق و------)) .
لن ننكر وجود الاعتقالات ، وهي من أكبر أخطاء النظام اليوم .
ولن ننكر وجود الفساد والرشاوى وهي أيضاً من أخطاء النظام .
ولن ننكر القمع وتكميم الأفواه وحجب المواقع الوطنية وهي أيضاً من أخطاء النظام .
ولن ننكر أيضاً تغلغل الأصولية البغيضة في مفاصل الدولة واداراتها وهي أيضاً من أخطاء النظام .
وحتى لا نكون سلبيين ، نتكلم من الفراغ ، نقول : الحل الأمثل ، هو الالتفاف حول الرئيس ، واعطائه الدعم الكافي والقوة الجماهيرية ، ليقف بدوره في وجه الفساد ومراكز القوى الأمنية ، والمسؤولين المنتفعين والمخربين لهذا الوطن من الداخل . وهو حديث وطريق لن نمل من تكراره ، لأننا في التجمع الليبرالي ، نراه الطريق الوحيد ، من أجل انقاذ الوطن ، من الأيام السوداء القادمة ، والتي يتمناها له أعداءه أعداء سوريا أعداء شعب سوريا .
ننقد النظام .
ننقد مراكز القوى الأمنية.
ننقد كل المسؤولين الفاسدين .
ولكن ساعة الخطر ، لن نكون الا مع سوريا ، ولن نموت الا فداء سوريا .
د. الياس حلياني
رئيس التجمع العلماني الديمقراطي الليبرالي المعارض .
عدل
الحرية لكل معتقلي الرأي في سوريا .
رداً على مقالة تدعو لإنتفاضة شعبية في سوريا .
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية