أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الدّم السوريّ في سوق النّخاسة... صبري مرزا

حين تصبح السياسة فنّ المُمكن ، وحين يتّخذ اللاعبون في مسرح السياسة رؤوس الضّحايا كرات تُتَقاذَف ،حينئذٍ تَغيّب الأخلاق ، وتخبو المشاعر الإنسانيّة ، وتبرز المصالح الأنانيّة ، فيغدو العالم غابة ، وتعلو راية الملك في هذه الغابة ( الأسد ) وتتسابق صغار الوحوش لكسب ودّ الملك المغرور ، فيزداد الملك بطشًا وطغيانًا ، وتعلو راية الوحشية ، وتنكشف النّفوس المريضة عن حقد دفين بطّن كلّ خليّة من خلايا الطّاغية .
هذه هي حال الشعب السوريّ في قرن الحضارة ، وجبروت الإعلام المكفّن بلبوس الكذب والرّياء، حيث تغدو الشعوب المدجّنة أسيرة أهواء فرسان الغابة المظلمة ، وحيث لا يقوى نور الحقّ أن يخترق ظلمة الظلمات ، ولكنّ الله يأبى إلا أن يتمّ نوره .
إنّ الله تعالى خلق الخلق ، وسخّر لهذا المخلوق العجيب كل ّما في السّماوات والأرض ،( وسخّر لكم الليل والنّهار والشّمس والقمر ) ( ألم ترَوا أنّ الله سخّر لكم ما في السّماوات وما في الأرض )، ثمّ أكرمه بالعقل ، وأمره أن يُعمِل هذا العقل في كشف أسرار هذا الكون العجيب المسخّر لهذا الإنسان المكرّم: ( ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البرّ والبحر )، ودعاه ليُعمِل عقله في هذا الكون المسخّر ( قل انظروا ما في السّماوات والأرض ) ، وعدّ الله ساعة تفكُّر في هذا الكون وما فيه قمّة العبادة ، بل وخير عبادة .
هذا الدّور الموكول إلى الإنسان في التفكّر لبناء حياة كريمة على الأرض صادره الطّغاة والجبابرة وكهنوت السياسة ، وحرّموه على شعوب الأرض ، بل نصّبوا أنفسهم أربابًا من دون الله .
وعاش الشعب السوريّ في كنف هؤلاء الطّغاة الذين خاطبوا المستضعفين من شعوبهم ( ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرّشاد )عاش هذا الشّعب المقهور نصف قرن من الزّمان ، بل توقّف الزّمان وجمد ، وعلا صوت ( ما أريكم إلا ما أرى ) حتّى شاء الله لهذا الشّعب أن يبعث من رقدة طويلة ، دونها رقدة أهل الكهف ، ولكنّهم حملوا من أهل الكهف بزرة الإيمان ( إنّهم فتية آمنوا بربّهم ) فزادهم الله هدى ، ونزع من قلوبهم الخوف ، وبصّرهم بالطّريق ( وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم ) عن مدّة لبثهم ، ولم يقفوا كثيرًا في التّحري عن طول لبثهم ، بل انطلقوا بثورة وقودها أرواح تطلب الية والكرامة ، ولا ترضى بغير الشّهادة بديلاُ فإذا العالم كلّه يقف في وجه هذا الشعب ، سهامًا للطّغاة ، وصواريخ للقتل والهدم والحرق ، حتى صار الدّم السوري رخيصّا . أجل : هزلتُ حتى سامه المستضعفون ، وبيعت بالنّسيئة حتى طمع فيها المفلسون . وحين أيقن غربان الحقد أنّ هذا الشّعب حطّم كل قيوده، وأوى إلى ركن مكين فملأ صوته آفاق السماوات والأرضين ( ما لنا غيرك يا ألله ) أدرك الحاقدون والمبغضون في شرق وغرب ، وجنوب وشمال ، وعرب وعجم ، أن ّ هذا الشّعب لن يقف على حدود أرضه وبيده مشاعل الحرية والكرامة ، بل سيملأ الأرض من حوله بهاتيك المشاعل ! فماذا يفعلون : حاولوا أن يدغدغوا أحلامنا ، وأن يغطوا أقنعة الشرّ بإبراز مشاعر توحي بوقوفهم إلى جانب هذا الشعب الّذي مزّق كل أستار المذلّة ، وارتدى ثوب الكرامة ، فهاهو العالم( المتمحضر ) الآن يعلن وقوفه إلى جانبنا ، فيستنكر بطش السّلطان المهزوم ، وينزل به أقصى العقوبات الاقتصادية لكي يشلّ يده، فلا يمضي في غيّه وبطشه!كيف ؟ حسبي أن أذكر أنّ هذا العالم ( المتمحضر ) حظّر توريد الكافيار وعطور باريس إلى سوريا ، كما حظر على جند الله السّلاح بناء على اتفاق دوليّ بحظره على سوريا النّظام . فماذا نفعل !؟ تبًّا لكم ولحظركم .
بدأناها ب ( مالنا غيرك يا ألله ) فماذا خسر من كان الله معه ، وماذا سيربح من تخلّى الله عنه. أبشروا- يا أحبّتي - فإن نصر الله آت ( ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ) . ( وعد الله الّذين آمنوا منكم وعملوا الصّالحات ليستخلفنّهم في الأرض كما استخلف الّذين من قبلهم وليمكنّن لهم دينهم الّذي ارتضى لهم وليبدلنّهم من بعد خوفهم أمنًا، يعبدونني لا يشركون بي شيئًا ) .

(105)    هل أعجبتك المقالة (98)

2012-09-14

الله اكبر .


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي