أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ستغني فيروز في دمشق شئتم أم أبيتم ...عبدالله محمد طه

أوجه اليك تحية عروبية صافية وصادقة بإسمي وإسم أعضاء رابطة أصدقاء سوريا حول العالم ، وقد أغضبنا ما صدر عن بعض الأبواق النشاز التي تدعوك الى عدم الغناء بسوريا هذه الأبواق الهامشية التابعة لهوامش نسيّها الزمن.
مرة أخرى في هذه المناسبة الثقافية الكبرى باختيار دمشق عاصمة الثقافة العربية لعام 2008 يتم إقحام السياسة بكل شيء، بمحاولة الإساءة لسوريا العروبة خط الدفاع العربي الوحيد المتبقي والصامد أمام محاولات الذّل والخنوع التي أصبحت محيطة بنا من كل مكان ، مرة أخرى يتم الإساءة لرمز وطني وعربي كبير والى العلاقة الأبدية بين الشعبين الشقيقين في سوريا ولبنان ، إننا في رابطة أصدقاء سوريا حول العالم بما تضّم من مغتربين ومثقفين  نوجه هذه الرسالة اليك يا سفيرة النجوم والأحلام :
( أيتها الرائعة فيروز إن من يحب لبنان يغني في دمشق ، من يغني للحرية، ويغني للقدس، ويغني للضمير والكرامة والغضب والوطن يغني لبلد الصمود والتصدي لسوريا  ، حامل لواء تحرير القدس، جامع ضمير كرامة الأمة العربية من محيطها الى خليجها ، لبلد حامل هموم الامة .
غني أيتها السيدة العظيمة "صح النوم" في دمشق، فقادة هذاالبلد دفعوا كثيرا" وتحملوا كثيرا" في سبيل مواقفهم الوطنية الداعمة للمقاومة العربية في وجه الاحتلال الأجنبي ، يا سفيرتنا الى النجوم، أنت رسمت لنا الوطن - الحلم فتعالي نكمل لوحة أحلامنا ، تلك اللوحة التي رسمها مؤسس سوريا الحديثة الخالد حافظ الأسد ، اللوحة التي تمثل حلمنا بالعيش كأمة عربية واحدة شامخة الرأس بين الأمم .
أيتها السيدة الفاضلة لقد تربعت على عرش القلوب لدى أحرار العرب، فليستمر تربعك على  هذا العرش بغنائك لقلعة وقادة الأحرار في دمشق، لأن الفن ثقافة، والثقافة إبداع، والإبداع حرية، والعروبة حرية، ودمشق عاصمة كل ما ذكرت  ، ولن تكون هناك عروبة  إلا حيث تكون دمشق ، لذلك ستكون دمشق "عاصمة للثقافة العربية 2008" حيث هي مهد الثقافة ورائدتها ، إن مغتربوا سوريا وأصدقائها حول العالم ومثقفوها في كل مكان يدعوك الى بلدك الثاني دمشق ولتصدح حنجرتك الذهبية في أحياء دمشق ، أذهبي  الى دمشق ولتطلي على مسرحها  الذي يطل على أقدم مدن العالم.
 يا فيروز، لبنان المقاومة ، لبنان الأحرار ، لبنان رافض المشروع الأمريكي يدعوك لزيارة دمشق ، بالأمس زار دمشق السيدة بيلوسي رئيسة مجلس النواب الامريكي وزارها أعضاء من الجمعية الوطنية الفرنسية وسفراء ووزراء من كل أصقاع الارض ، واعترف العالم مجددا" بأن دمشق هي قبلة السياسة والسياسين ، ولا أحد أبدا" أستطاع ويستطيع أن يهمش أو يلغي دور دمشق ، أم الاحرار ".
آذارسيأتي يا سيدتي ، وآذار يذكرنا بربيع دمشق، ربيع الرجال الأحرار الملتزمين بالمشروع العربي القومي   والمؤمنين بسوريا العربية القوية بقيادتها وشعبها ، لا ربيع رجال دمشق المخطوفين والمنقادين للمشروع الامريكي الزائل وهم من سينساهم التاريخ والشعب وسيرمي بهم حيث مكانهم المعروف .
 نحن ننتظرك في دمشق والآف المغتربين السوريين آتون لسماعك ، غني في دمشق يا فيروز )

(112)    هل أعجبتك المقالة (110)

فيروزي

2008-01-17

أهلاً بكِ يا فيروز في سماء دمشق بلَّلي أرواحنا بعطر صوتكِ المجنّح بالسمو والارتقاء نحو زرقة السماء! ………………………………… فيروز صديقةُ براري الرُّوح أنشودة الحياة* ـ الجزء الثَّامن (نصّ مفتوح) إهداء: إلى الفنّانة المبدعة السيّدة فيروز ….. ….. …. تُخشخِشُ الرِّيحُ بكلِّ رعونةٍ مؤذنةً بانسيابِ دمعةٍ طازجة من لونِ السُّخونة! دمعةُ عشقٍ فوقَ بوبؤِ الرُّوحِ دمعةُ شوقٍ إلى طينِ الأزقّةِ إلى أختي الحنونة! يفرُّ العمرُ كالنَّسيمِ عابراً دكنةَ اللَّيلِ وجعٌ في ظلالِ الأمانِ وجعٌ على ايقاعِ القلبِ يتناثرُ فوقَ تخومِ التِّلالِ! طائرُ الشَّوقِ يحلِّقُ فوقَ عرشي عرشٌ لا يجاري مخالبَ العصرِ يتوارى بينَ شهوةِ الحرفِِ بعيداً عن خفرِ الولاءِ عن هجومِ القرشِ! عرشي مملكةٌ مبرعمة من دهشةِ الحرفِ تنقشُ على وجنةِ الموجِ شهقةَ الخلاصِ! خلاصُ الرُّوحِ من ضجرِ العمرِ من خطرِ الانزلاقِ! فرحٌ يلوحُ في غمائمِ الأفقِ يهفو القلبُ إلى بحيراتِ الصِّبا إلى مشاكساتِ الطُّفولةِ إلى هلاهلِ الشَّفقِ! تفرُّ الأيّامُ من أجنحةِ العمرِ عابرةً زرقةَ السَّماءِ تخورُ بينَ طلاسمِ الزَّمنِ بينَ قهقهاتِ السِّنينِ! زمنٌ معلَّقٌ من أذنيهِ ملولبٌ في غبارِ العجاجِ زمنٌ من فيضِ البكاءِ أينَ سترسو تلافيفُ الغبارِ كم من الضَّجرِ حتّى تشقَّقَتْ وجنةَ القمرِ! يرخي اللَّيلُ صدرهُ على أشواكِ القنافذِ تتكوَّرُ كَكُراتٍ مرميّةٍ على أطرافِ الأراجيحِ! تنهضُ القصيدةُ بكلِّ شموخٍ كأنَّها مندلقة من حفاوةِ المروجِ وحدُه حرفي يسطعُ في قبّةِ الرُّوحِ يمنحني فرحاً أسمو فوقَ خفقةِ الموجِ من ألقِ الانتشاءِ! تتراكمُ الأيّامُ فوقَ غشاوةِ الحلمِ تذوبُ مثلَ الثَّلجِ بينَ توقِ الحنينِ ورغوةِ الألمِ! تشتعلُ الذَّاكرةُ شوقاً إلى معابرِ الصِّبا إلى بيادرِ الرُّوحِ إلى فيروز وهي تغنّي لنجيماتِ الصَّباحِ! فيروز يا موجةَ فرحي يا غصناً دائمَ الاخضرارِ يا صديقةَ المحبّةِ والسَّلامِ يا صديقةَ الشَّجرِ والعصافيرِ يا وجعَ الإنسانِ المضرّجِ بغبارِ الحروبِ! فيروز شمعةٌ متلألئة من زخّاتِ المطرِ من نداءِ الذَّاكرة من خيوطِ الصَّباحِ! بستانٌ مكتنزٌ بأزاهيرِ الكرزِ بكنوزِ البحرِ بحبّاتِ اللَّوزِ بزخّاتِ المطرِ! فيروز ترتيلةٌ منبعثةٌ من ظلالِ الجنّةِ من الحلمِ الآفلِ غفوةُ طفلٍ فوقَ أعشابِ المروجِ! لآلئُ الرُّوحِ تنمو فوقَ حنينِ البحرِ تهفو إلى عذوبةِ الماءِ إلى تجلّياتِ الحرفِ إلى هطولِ خيراتِ السَّماءِ! فيروز صديقةُ براري الرُّوحِ ترفرفُ مثلَ النَّسيمِ فوقَ تواشيحِ الفجرِ فوقَ أسرارِ اللَّيلِ تغفو على حفيفِ الموجِ على ألوانِ الوفاءِ! فيروز كنزٌ معبّقٌ بمرجانِ البحرِ صوتُ الضّياءِ المتهاطلِ فوقَ شهوةِ النُّجومِ فوقَ ترانيمِ البهاءِ! جاءني انسيابُ الصَّوتِ على إيقاعِ رفرفاتِ الموجِ صوتٌ تشكَّلَ من حناجرِ البحرِ صوتٌ متناغمٌ معَ حبقِ السَّوسنِ يتماهى بفرحٍ معَ بتلاتِ الطُّفولةِ معَ شموخِ الجبالِ معَ اشراقةِ الشَّفقِ! فيروز يا أميرةَ التَّراتيلِ يا بحراً في سماءِ الغناءِ كيفَ عبرتِ رحابَ الأغاني تزرعينَ في ظلالِ القلبِ أبهجَ الأماني! موجةٌ تغازلُ موجةً نسمةٌ مهتاجةٌ تنتظرُ خيراتِ الغيومِ صوتٌ ينبعُ من رحمِ الحياةِ يرتسمُ فوقَ بسمةِ أملٍ فوقَ رذاذاتِ الشَّوقِ فوقَ جبينِ البقاءِ! فرحٌ عندَ بزوغِ الشَّفقِ عندَ انبعاثِ التجلِّي فرحٌ عندَ انشراحِ الدِّيارِ حيثُ شراعُ القلبِ يهتفُ لأزاهيرِ اللَّيلِ لحفيفِ البراري! فرحٌ عندَ هبوطِ اللَّيلِ عندَ عناقِ البدرِ فرحٌ على مساحاتِ الشِّعرِ على تمايلاتِ النَّفلِ على ثراءِ البذارِ! فيروز أنشودةُ فرحٍ على رحابِ البراري فرحٌ رغمَ جراحِ السِّنينِ رغمَ غبارِ الحروبِ رغمَ أحزانِ البنينِ شمعةٌ تضيءُ القلبَ على مدى النّهارِ! فرحٌ فوقَ قبّةِ الرُّوحِ فرحٌ ينمو في سماءِ يومي كلّما تصدحينَ لأجنحةِ الرِّيحِ لاخضرارِ الجنينِ لأسرابِ العصافيرِ! فيروز يا هديةَ السَّماءِ يا وجعي المعفّرِ بعشبةِ الخلاصِ يا رسولةَ البحرِ يا صديقةَ الشَّمسِ في أوجِ الانبلاجِ! تروينَ عطشَ الفيافي ثغورَ البساتينِ حنينَ المسافاتِ بعذوبةٍ يداعبُ صوتُكِ أهدابَ البنينِ! فيروز يا زهوةَ الرُّوحِ يا لونَ البياضِ يا شجرةَ القلبِ الوارفة بأقراصِ العسلِ بحبقِ النّعناعِ! أيّتها الصَّوت المتلألئ بحفيفِ الملائكة ببسمةِ الطُّفولةِ بأسرارِ البحرِ بأجنحةِ الرِّيحِ بخصوبةِ الحنينِ! يا لونَ البداياتِ وأريجَ النَّهاياتِ يا لبَّ الأناشيدِ يا شهدَ الأماني في صباحِ العيدِ! تموجينَ بانتعاشٍ في غبشِ الصَّباحاتِ تهطلينَ عذوبةً فوقَ نسائمِ الشَّفقِ فوقَ مروجِ العناقِ! تصدحينَ مثلَ طيورِ النَّعيمِ مثلَ حفيفِ الرّوضِ فيرقصُ البحرُ رقصةَ التجلّي يخفقُ قلبي من بهجةِ الدُّفءِ المتهاطلِ من ثغرِ السَّماءِ! يزدادُ الطَّّلُّ نضارةً من حُبورِ الغناءِ من جموحِ الموجِ من روعةِ العناقِ عناقُ الأرضِ لزخّاتِ الوفاءِ عناقُ البحرِ لبيادرِ المحبّة لنورِ الضّياءِ! فيروز يا بسمةَ بدرٍ تعانقُ خيوطَ الشَّمسِ تسمو نحو الأعالي نحوَ أقاصي السَّماءِ! تسترخي زنابقُ الرّوضِ من وهجِ الانتعاشِ تعلو في قبّةِ الشَّوقِ تغفو على نضارةِ النَّدى على جبينِ المساءِ! يا موجةَ فرحٍ تظلِّلُ نداوةَ الوردِ يا خفقةَ طائرٍ يحلّقُ في ضبابِ اللَّيلِ يا بهجةَ الرَّبيعِ يا هديلَ اليمامِ! هل تقمَّصَتْكِ أريجُ الزُّهورِ أم تغلغلَتْ نسائمُ الرَّبيعِ في أسرارِ البحرِ ثمَّ استقرَّت في شهقةِ الآهِ؟! آهاتُكِ من لونِ الحياةِ من بسمةِ البساتينِ تغفو على أنغامِكِ أسرابُ القطا أشواقُ البنينِ! أحملُ أغانيكِ فوقَ رضابِ الرُّوحِ تطهِّرني من زمهريرِ الغربةِ من صقيعِ المنافي تنقذني من ضجرِ الرَّحيلِ! رحيلُ الإنسانِ في متاهاتِ الحياةِ في خضابِ اللَّيلِ في جمرِ الصّحارى في ظلالِ السِّنينِ! كم من اللَّيالي كم من الصَّباحاتِ من الآهاتِ كم من الجراحِ وأنتِ ما تزالينَ أنتِ سيّدةُ الشَّفقِ روعةُ الغسقِ عندَ إندلاعِ العناقِ! ترنو نجيماتُ الصَّباحِ إلى بهاءِ الشُّموخِ إلى الصَّوتِ المبلَّلِ بحبقِ الأزاهيرِ بأريجِ الوفاءِ! يا بحراً مغطّى بالنَّارنجِ يا شوقَ العصافيرِ إلى بيادرِ العمرِ إلى الذَّاكرة الغافية فوقَ تخومِ المروجِ فوقَ أكوامِ السَّنابلِ! يا حديقةً مكتنزةً بنداوةِ الظِّلالِ بعناقيدِ العنبِ بجموحِ غزالةٍ برّية بحمائمِ السَّلامِ! يا لونَ البخورِ يا رنينَ الأجراسِ كم من الأغاني حتّى انتعشَتْ قلوبُ النّاسِ! أحبُّكِ أكثرَ من البحرِ أكثرَ من حلمي أكثرَ من سُفُنِ الحبِّ أكثرَ من حنينِ العشبِ إلى اكتنافِ الضَّبابِ أكثرَ من أريجِ الأزاهيرِ أكثرَ من غفوةِ الرُّوحِ يينَ خمائلِ الأملِ أكثرَ من جولةِ الشِّعرِ في بحارِ المزاميرِ! يا صديقةَ الأرضِ يا صوتاً يضاهي بلابلَ الرَّوضِ يا فرحي المفتوح على هديرِ الرِّيحِ على اِمتدادِ جنَّاتِ الخلدِ! أحبُّكِ أكثرَ من وهجِ الصَّباحِ أكثرَ من حنينِ الأمواجِ إلى خيوطِ الشَّفقِ إلى خدودِ الهلالِ! تغفينَ فوقَ مرافئِ سُفُني فوقَ دفاترِ حلمي فوقَ بسمةِ الشَّوقِ فوقَ نضارةِ النَّدى فوقَ غمائمِ اللَّيلِ فوقَ هدهداتِ الرُّوحِ فوقَ أرجوحةِ الشَّجنِ! تعبرينَ تواشيحَ الدُّفءِ كنوزَ القلبِ خمائلَ القصيدةِ حتّى الثَّلجُ لا ينجو من وهجِ الأغاني ينامُ فوقَ بياضِ الوئامِ فوقَ ربوعِ القِمَمِ! يرقصُ القمرُ طرباً على أنغامِ المحبّة على هدهداتِ الغناءِ على بشائرِ القلمِ! تولدُ القصيدةُ على أنغامِ أغانيكِ على حكايا الأزاهيرِ على رنينِ النواقيسِ على معابرِ الألمِ! أجرامُ السَّماءِ تهتاجُ تستحمُّ بالماءِ الزّلالِ بأشجارِ الرّوحِ بالبخورِ المتصاعدة من رحابِ الحلمِ! يا بياضَ الأثيرِ يا قصيدةً مختومةً بأغصانِ الوفاءِ بحروفٍ متناثرة من نُدَفِ الثَّلجِ يا صوتاً منبعثاً من حنينِ الوردِ إلى اشراقةِ الهُدُبِ! تنتشي الكلماتُ فيرقصُ الحرفُ ألقاً من تمايلاتِ روعةِ الزَّنبقِ من عذوبةِ الشَّفقِ من بهجةِ ايقاعِ الطَّربِ! السَّماءُ شامخةٌ تزغردُ من حبورِ الأغاني ينتعشُ القلبُ سموّاً فرحٌ يسترخي فوقَ بيادرِ الطُّموحِ خفقةُ الرّوحِ تزهو تسمو إلى أعماقِ أغوارِ التجلِّي! تنزاحُ غشاوةُ حزنٍ كلّما أسمعُ ترانيمَكِ كلَّما أسمعُ هدهداتِ الحنينِ كلَّما تنامُ عصافيرُ الخميلةِ فوقَ أعشابِ شبّاكي! تموجُ أغانيكِ مثلَ خفقةِ طائرٍ بين أحلامِ الصَّباحِ ترقصُ موجةُ الحبِّ طرباً على إيقاعِ الأماني على تجلِّياتِ ليلاكِ! بلسمُ الرُّوحِ أنتِ يا خمرةَ الكرومِ يا انتعاشةَ القلبِ يا خفقةَ الدُّفءِ في رضابِ القصيدة في سموِّ دنياكِ! فيروز بستانُ محبّة شجرةٌ باسقة مكلَّلة بالزَّنابقِ بخمائلِ اللّوتس بشوقِ الإنسانِ إلى ضياءِ القمرِ! تنبعُ من أغانيكِ بحيراتُ أمانٍ أنغامُكِ ملَّونة مثلَ قوسِ قزحٍ مثلَ هديلِ البحرِ مثلَ اندلاعِ شوقِ النّجومِ إلى شهوةِ النّيازكِ! صوتٌ متهاطلٌ من بيادرِ الطُّفولة من كرومِ ماردين من باقاتِ الحنطة من ينابيعِ الماضي من أوجاعِ المسافاتِ! تكبرُ فيروز ويكبر حبُّنا لأحلى الأغاني ترقصُ أزاهيرُ الصَّباحِ أعشابُ البراري تحلِّقُ الطُّيورُ جذلى في أعماقِ السَّماءِ! وجعٌ غزيرُ الانشطارِ في سماءِ بيروت وجعُ ولا كلَّ الأوجاعِ حروبٌ منذُ بزوغِ العمرِ حتّى انطفاءِ الجمرِ حتَّى اندلاعِ البكاءِ! حروبٌ على مدى البحرِ على شراعِ القهرِ حروبٌ من لونِ الجُّنونِ من شراهةِ الغوصِ في ذرّاتِ السُّمومِ! حروبٌ مشرئبّة بالشَّوكِ بشظايا العارِ بسماكاتِ الغبارِ بالتهابِ سحايا الجنونِ! حروبٌ سقيمة من لونِ دكنةِ الثَّعابينِ فتِّتَتْ ظهرَ التِّلالِ خاصراتِ الجبالِ صلابةَ الصَّخرِ! حروبٌ حارقة أحرقَتْ بهاءَ الرُّوحِ حروبٌ مسترخية على ضجرِ العمرِ على شخيرِ الزَّنازينِ! حروبٌ فاقعة لا لونَ لها .. تقصفُ حبقَ الحياةِ تقضمُ ليالي الزَّفافِ تحوِّلُ هديلَ اليمامِ إلى نداءِ السُّمومِ إلى زعيقِ المجانينِ! . وحدُها فيروز تعبرُ بياضَ الرُّوحِ تمسحُ عن جبهةِ العمرِ ضراوةَ الأنينِ تخلخلُ بعبقِ الأغاني أحزانَ السَّنينِ! فيروز يا صديقةَ البدرِ يا شهقةَ البحرِ يا عبقَ الشِّعرِ يا لونَ الأملِ في سماءِ البنينِ! صوتُكِ من لونِ الحنينِ من لونِ الأماني ينبوعٌ شامخٌ بأجنحةِ المحبَّةِ يهطلُ فوقَ وميضِ العيونِ فوقَ أبراجِ الشِّعرِ فوقَ أعلى الجبينِ! تعالي نرسمُ ليلةَ الميلادِ على أجنحةِ النَّسيمِ على وجنةِ القصيدةِ على شراعِ الأماني على شهقاتِ السِّنينِ! تعالي يا بشرى الخلاصِ نزرعُ حبَّاتِ المطرِ فوقَ دكنةِ اللَّيلِ فوقَ براري الصَّحارى عناقاتِ الدُّفءِ الحميمِ! أيّتها الطِّفلة المترعرعة في ظلالِ المحبّةِ صوتُكِ يتناغمُ معَ أنينِ البحرِ معَ شوقِ الرُّوحِ معَ ضياءِ الهلالِ فوقَ ربوعِ البساتينِ! تعالي يا أنشودةَ الأناشيدِ يا نسيماً معطَّراً ببكاءِ البحرِ يا بكاءَ الزَّهرِ يا وردةً منبعثةً من حفيفِ الكونِ! يا صديقةَ البرِّ والبحرِ يا لونَ الهدايةِ إلى بواطنِ الحلمِ إلى مروجِ الرَّبيعِ إلى لواعجِ القلمِ! يغفو صوتُكِ فوقَ بهاءِ القمرِ فوقَ آهاتِ الأزقَّةِ فوقَ خدودِ الغاباتِ حافراً فوقَ حبقِ اللَّونِ ايقاعاً منساباً معَ عذوبةِ التَّرانيمِ! تورقُ ليالي الشّتاءِ براعمَ حبٍّ تتناثرُ فوقَ خمائلِ العمرِ مبدِّدةً طلاسمَ الأرقِ عتمةَ الضّجرِ مرابعَ الألمِ! هل نَبَعْتِ من زحامِ الآهاتِ من أنينِ غربةِ الرُّوحِ أم أنّكِ سنبلة مترعرعة فوقَ روابي الحلمِ منذُ الأزلِ! هل نبتَتْ جذورُكِ في حقولِ الأرزِ أم في مروجِ ماردين حيثُ تلامسُ الشُّموعُ مهجةَ الأفُقِ؟! أيّّتها المنسابة من ظلالِ البدرِ تحلِّقين عالياً مثلَ نسائمِ البحرِ مثلَ حبّاتِ المطرِ كأنَّكِ شهقة قرنفلة متدلِّية من أحلامِ الطُّفولةِ من أهازيجِ البساتينِ! هل زارَكِ يوماً بريقُ الشُّهبِ أم أنَّكِ ومضةُ عشقٍ متطايرة من هدوءِ اللَّيلِ من مغائرِ الألقِ من دموعِ الملايينِ؟! يا صديقةَ الحياةِ يا لونَ القصيدةِ المتهاطلةِ من غمائمِ الرُّوحِ يا شمعةَ السَّلامِ يا شهقةً مفتوحةً على تواشيحِ الأفقِ على مساحاتِ التِّلالِ! تلالُ المحبّة موشورٌ يتناثرُ عبقه فوقَ مرابعِ النَّهارِ فوقَ أغصانِ القصيدةِ فوقَ ضياءِ الشَّفقِ! يا بيدراً مكتنزاً بخفايا البحرِ بأعذبِ ألوانِ العطاءِ ببهجةِ الأراجيحِ! أيّتها الزُّهرة المعبّقة بعطاءاتِ الغيومِ يا مطراً هاطلاً من اهتياجِ الرِّيحِ من ألحانِ الوئامِ! هل تحنّينَ إلى ماردين أم أنّكِ غِصْتِ في رحابِ الغناءِ فتهْتِ في عوالمِ الشُّموعِ شموعُ الميلادِ شموعُ السُّموِّ مع بخورِ الصَّفاءِ! صفاءُ الرُّوحِ مع خمائلِ الإنسانِ مع أنغامِ الطُّيورِ مع كلِّ الكائناتِ! تغنّينَ لطفلِ المغارةِ لأطفالٍ من نكهةِ البرارةِ يا صديقةَ اللَّونِ والكونِ يا نسمةً مسترخية في تخومِ الصَّحارى يا وردةً مسربلة بأريجِ الغاباتِ! يا همسةَ الحزانى يا عطشَ الحبِّ يا شوقاً مخضَّباً بالدُّموعِ كيفَ عبرتِ عوالمَ الدَّندناتِ تكبحينَ بمهارةِ لذيذة جموحَ الآهاتِ؟! يا نغمةً تتراقصُ معَ زقزقاتِ العصافيرِ معَ أنغامِ الطُّيورِ معَ خيراتِ الأرضِ معَ بشائرِ الحياةِ! صوتُكِ مهجةُ عشقٍ على ايقاعِ العناقِ عناقُ الرّوحِ والقلبِ عناقٌ مبرعمٌ في سماءِ لبنان في سماءِ الشَّرقِ في سماءِ الغربِ في صفاءِ السَّماءِ! تنتعشُ غربتي انتعاشاً عميقاً من بسمةِ الوفاءِ وفاءُ الحرفِ مع عذوبةِ الأداءِ وفاءُ روحِكِ لغيومِ الصَّباحِ لنداءِ أسرارِ الغناءِ! يا مجدَ الحرفِ يا ترنيمةَ العيدِ يا بهجةَ الميلادِ يا بحرَ الأمنياتِ تؤنسينَ الرُّوحَ تكبحينَ أحزانَ اللَّيالي تخفِّفينَ من خشونةِ الأنسِ من افتراسِ الوحوشِ من هديرِ البراري! يا عطشي المفتوحِ إلى تفَّاحِ اللَّيلِ تنبعينَ حبَّاً مدبَّقاً بأريجِ النَّارنجِ حبَّاً مسربلاً بنكهةِ الرّوحِ في بحارِ الأشواقِ! يا قبلةَ الرُّوحِ يا بلسماً يشفي الجِّراحَ تموجينَ في ثنايا القلبِ يا جنّةَ القلبِ يا صديقةَ الشِّعرِ يا روضةً مزدانةً بأبهى ما تُوِّجَ في أغاديرِ الغناءِ! تنسجينَ بخفّةِ النَّسمةِ خيوطَ الحنينِ شعلةَ الأماني ترسمينَ فوقَ جبينِ العمرِ أحلى الأغاني! ينابيعُ الدُّفءِ تسطعُ من شموخِ التجلِّي من روعةِ الأنغامِ من أصالةِ اللَّونِ من براعةِ الانسجامِ! أحبُّكِ أكثرَ من البحرِ أكثرَ من الحبِّ أكثرَ من الأرضَ يا رسولةَ الماءِ يا خصوبةَ الفرحِ الآتي! تشبهينَ حفاوةَ الجمرِ يا نداوةَ حلمي يا حبقَ الشِّعرِ يا ترتيلةً منبعثةً من وشاحِ الغمامِ! هل راودكِ أن تغني لبسماتِ النُّجومِ لوميضِ الشُّهبِ لجموحِ الغزالِ أم أنَّكِ ترغبينَ أن تفرشي حنينَ صوتكِ فوقَ هاماتِ الجبالِ؟! أنتِ موجةُ حبٍّ مفتوحةٍ على ينابيعِ الرّوضِ على هاماتِ القصائد على صدرِ المروجِ فوقَ ثغرِ الهلالِ! ترفرفينَ دائماً فوقَ قبَّةِ السَّماءِ فوقَ شموخِ الأوابدِ! أنتِ لونُ البياضِ لونُ العطاءِ الغافي على أجنحةِ الحلمِ على أسرارِ الغمامِ! وحدُه صوتُكِ خفَّفَ من أنينِ حزني من ارتصاصاتِ غربتي من ضراوةِ المكائدِ من خباثةِ الشَّياطينِ! يا لونَ الأرضِ البكرِ يا وجعَ البحرِ يا طيرَ المحبّة يا نسمةً مخضّبة بدفءِ الشَّرقِ! يا نغمةَ الرّوحِ تزرعينَ موسيقى عذبة في ظلالِ القلبِ أنغامٌ متلألئة بضياءِ النُّجومِ منبعثة من نكهةِ المطرِ صوتُكِ منارةُ الخلاصِ! خلاصي من ضجرِ الحياةِ من غربةِ هذا الزّمان من انشراخِ اللَّيلِ من غربةِ الرُّوحِ من مَلَلِ الصَّباحِ! تعالي يا صديقةَ البحرِ نرسمُ أنشودةَ الأملِ على شفاهِ الطُّفولةِ على صهيلِ البرقِ على بتلاتِ الزُّهورِ! هل كنتِ يوماً زهرةً برّية موجةً هائجة مستنبتة من نداوةِ الغيومِ أم أنّكِ رسالةُ فرحٍ مندلقة من خيوطِ الضّياءِ؟! هل كنتِ نسمةً هائمة فوقَ أمواجِ البحرِ موجةً من المحبّةِ في رحابِ المروجِ في كبدِ السَّماءِ؟! ما هذا الفرح المنبعث من حقولِ اللَّوزِ من أراجيحِ الطُّفولة من أزاهيرِ الصَّباحِ؟! يزدادُ الصَّباحُ ضياءً على إيقاعِ البهاءِ تشبهينَ نضارةَ المروجِ لونُ المطرِ أثناءَ الغروبِ رسالةُ أمَلٍ إلى خلفِ البحارِ إلى غربتي المحفوفةِ بشهوةِ الشِّعرِ! صوتُكِ باقةُ عشقٍ معبّقٌ بندى الحنينِ برحيقِ العشبِ بأنغامِ النّارنجِ! صوتُكِ يغدقُ عليّ كلّ أنواعِ الرَّخاءِ صوتُكِ فرحي الآتي لونُ حرفي مهمازُ سموِّي نحوَ قلاعِ السَّماءِ! أيتها المكلَّلة بأريجِ التِّينِ هل تبلسَمَتْ جذورُكِ المعرّشة في ماردين بصفاءِ الرّوحِ بهفهفاتِ أغاني (مارْ) أفرام السَّرياني؟! أيّتها الملفّحة بعشقِ الكرومِ بأرجوحةِ الرَّحيلِ زهرةٌ من ماردين تحلِّقُ في سماءِ بيروتَ تمتدُّ حتّى أقاصي الكونِ! كم من الأغاني حتّى ابتسمتِ الرِّيحُ لآهاتِ الحزانى لهفهفاتِ الطُّفولة لوجهِ الضّياءِ! تدورُ طاحونةُ العمرِ طاحِنةً نداوةَ اللَّيالي فارشةً أجنحةَ الصَّمتِ فوقَ سفنِ البحرِ تحتَ هلالاتِ الهلالِ! تفرُّ الشُّهورُ والسُّنونُ متوغِّلةً في أجنحةِ اللَّيلِ في رحلةِ التِّيهِ في خيوطِ الشّمسِ! يموجُ الحلمُ في رحابِ الرَّحيلِ في انسيابِ الغديرِ يبحثُ عن بسمةِ السَّماءِ عن حنينِ الوردِ إلى أبراجِ الغناءِ! ثمَّةَ أملٌ يترعرَعُ بين مفارقِ العمرِ بينَ خيوطِ الشَّوقِ بحثاً عن بهجةِ الأيّامِ عن ايقاعِ المطرِ عن أغوارِ البراءِ! موسيقى مهتاجة تندلعُ من جوانحي مثلَ هديرِ اللَّيلِ مثلَ بكاءِ النّهرِ أسمعُ خفقةَ قلبي تناجي قصصَ البحرِ أراجيحَ الطُّفولة أبهى ما رُسِّخَ في جبينِ البقاءِ! موسيقى من لونِ الجراحِ تحملُ إيقاعَ الشدِّ والمدِّ كأنّها من رحمِ العنفِ من أجيجِ النّارِ من هديرِ الشِّتاءِ! ألوذُ إلى محرابِ الهدوءِ يستقبلني كهفي على حفيفِ السُّكونِ تزرعُ فيروزُ ليلي فرحاً تبدِّدُ أنينَ غربتي غربةٌ مفتوحةٌ على مساحاتِ الشِّعرِ على ينابيعِ الأنينِ! مفرقعاتٌ في كلِّ الأزقَّةِ في أعماقِ المدنِ طفولةٌ تلعبُ شبابٌ في قمّةِ المتعةِ وآخرونَ تائهونَ في غمارِ التَّعبِ! تعبٌ عندَ انبلاجِ الفجرِ عندَ الولادةِ عندَ صباحِ العيدِ في ليلةِ الميلادِ في كلِّ الأحايينِ! تعبٌ من لونِ الهديرِ من خشونةِ العمرِ من لظى القلبِ من غرابةِ الرّؤى كأنَّنا نعيشُ في زمنِ الأساطيرِ! مفرقعاتٌ تفرقعُ قلوبَ الحزانى ملايينُ الأمّهاتِ يبحثْنَ عن كسرةِ خبزٍ عن بقايا الحطبِ! عصرٌ تعلو أبراجَهُ فوقَ جماجمِ العمرِ عصرٌ مهتاجٌ من فحيحِ الذَّرّةِ من لونِ الفقاقيعِ تورّمَ من خباثةِ الثَّعالبِ عصرٌ مبقّعٌ بالتكلُّسِ بطغيانِ تلالِ الرَّمادِ! فرحٌ مبرقعٌ بخريرِ الدِّماءِ بأجيجِ الجمرِ فرحٌ من دكنةِ اللَّيلِ يتمايلُ على جماجمِ الفقراءِ! زمنٌ أدهى من شرخِ الجنونِ من غدرِ الثعابينِ زمنٌ مفهرسٌ بتجاويفِ القيرِ بخلخلةِ أجنحةِ العصافيرِ! ***** موسيقى في رحابِ السَّاحاتِ في أبهى الأجواءِ موسيقى مزدانة بالحبورِ ملايينُ الأطفالِ تنامُ بينَ مخالبِ الألمِ مشرَّدين على شفيرِ الكونِ! عجباً أرى يفرحونَ بقدومِ الميلادِ بهدايا الأعيادِ وهناكَ! عندَ مفارقِ الدُّنيا حروبٌ من لونِ السُّمومِ من لونِ الجنونِ! إنسانُ هذا الزَّمان ممسوخُ ببريقِ الحضارةِ لا يعي أبعادَ تلظِّي الرُّوحِ ولا تفاقمَ الآهاتِ! إنسانٌ معفّرٌ بأنيابِ الضَّواري لا يبالي إلا بعلوِّ الأبراجِ على جماجمِ الطُّفولةِ على رقابِ الأبرارِ! يهرُّ العمرُ سريعاً مثلَ أوراقِ الخريفِ قهقهاتٌ تشقُّ صمتَ اللَّيلِ عمرٌ يتآكلُ مثلَ سفوحِ الجبالِ! كلّما تقتربُ ليلةُ رأس السّنة تستنفرُ كينونتي حزناً أكبرُ عاماً آخرَ أزدادُ اقتراباً من أَجَلِي من كنفِ الترُّابِ من عتمةِ الصَّمتِ! كيفَ يتجاهلُ المرءُ تصحُّرَ البدنِ تراخي خيوطَ الدّفءِ؟! وحدُهُ الشِّعرُ يخفِّفُ من هولِ الفجائعِ من انشراخِ الألمِ! لا أفرحُ أبداً في ليلةِ رأسِ السّنة تهزُّني مثلَ هديرِ الرِّيحِ من فروةِ الرأسِ حتّى أخمصِ القدمِ! هل في ربوعِ العمرِ بهجةً أرقى من سموِّ الرُّوحِ من نشوةِ التجلّي بينَ رحابِ القلمِ؟! تعالَ يا جنّتي يا حرفي المتطايرِ من حنينِ الموجةِ يا صديقَ الرُّوحِ يا بلسماً يشفي خفايا الألمِ! يتناهى إلى مسامعي أنينُ اللَّيلِ من شظايا العمرِ فأهرعُ إلى قلمي ماسحاً سطوةَ الصَّنمِ! أرسمُ وجنةَ القمرِ على شاكلةِ امرأةٍ منبعثة من ضلوعِ البحرِ من دموعِ السَّماءِ من جموحِ البدنِ! بكِ يا فيروز في سماء دمشق بلَّلي أرواحنا بعطر صوتكِ المجنّح بالسمو والارتقاء نحو زرقة السماء! ………………………………… فيروز صديقةُ براري الرُّوح أنشودة الحياة* ـ الجزء الثَّامن (نصّ مفتوح) إهداء: إلى الفنّانة المبدعة السيّدة فيروز ….. ….. …. تُخشخِشُ الرِّيحُ بكلِّ رعونةٍ مؤذنةً بانسيابِ دمعةٍ طازجة من لونِ السُّخونة! دمعةُ عشقٍ فوقَ بوبؤِ الرُّوحِ دمعةُ شوقٍ إلى طينِ الأزقّةِ إلى أختي الحنونة! يفرُّ العمرُ كالنَّسيمِ عابراً دكنةَ اللَّيلِ وجعٌ في ظلالِ الأمانِ وجعٌ على ايقاعِ القلبِ يتناثرُ فوقَ تخومِ التِّلالِ! طائرُ الشَّوقِ يحلِّقُ فوقَ عرشي عرشٌ لا يجاري مخالبَ العصرِ يتوارى بينَ شهوةِ الحرفِِ بعيداً عن خفرِ الولاءِ عن هجومِ القرشِ! عرشي مملكةٌ مبرعمة من دهشةِ الحرفِ تنقشُ على وجنةِ الموجِ شهقةَ الخلاصِ! خلاصُ الرُّوحِ من ضجرِ العمرِ من خطرِ الانزلاقِ! فرحٌ يلوحُ في غمائمِ الأفقِ يهفو القلبُ إلى بحيراتِ الصِّبا إلى مشاكساتِ الطُّفولةِ إلى هلاهلِ الشَّفقِ! تفرُّ الأيّامُ من أجنحةِ العمرِ عابرةً زرقةَ السَّماءِ تخورُ بينَ طلاسمِ الزَّمنِ بينَ قهقهاتِ السِّنينِ! زمنٌ معلَّقٌ من أذنيهِ ملولبٌ في غبارِ العجاجِ زمنٌ من فيضِ البكاءِ أينَ سترسو تلافيفُ الغبارِ كم من الضَّجرِ حتّى تشقَّقَتْ وجنةَ القمرِ! يرخي اللَّيلُ صدرهُ على أشواكِ القنافذِ تتكوَّرُ كَكُراتٍ مرميّةٍ على أطرافِ الأراجيحِ! تنهضُ القصيدةُ بكلِّ شموخٍ كأنَّها مندلقة من حفاوةِ المروجِ وحدُه حرفي يسطعُ في قبّةِ الرُّوحِ يمنحني فرحاً أسمو فوقَ خفقةِ الموجِ من ألقِ الانتشاءِ! تتراكمُ الأيّامُ فوقَ غشاوةِ الحلمِ تذوبُ مثلَ الثَّلجِ بينَ توقِ الحنينِ ورغوةِ الألمِ! تشتعلُ الذَّاكرةُ شوقاً إلى معابرِ الصِّبا إلى بيادرِ الرُّوحِ إلى فيروز وهي تغنّي لنجيماتِ الصَّباحِ! فيروز يا موجةَ فرحي يا غصناً دائمَ الاخضرارِ يا صديقةَ المحبّةِ والسَّلامِ يا صديقةَ الشَّجرِ والعصافيرِ يا وجعَ الإنسانِ المضرّجِ بغبارِ الحروبِ! فيروز شمعةٌ متلألئة من زخّاتِ المطرِ من نداءِ الذَّاكرة من خيوطِ الصَّباحِ! بستانٌ مكتنزٌ بأزاهيرِ الكرزِ بكنوزِ البحرِ بحبّاتِ اللَّوزِ بزخّاتِ المطرِ! فيروز ترتيلةٌ منبعثةٌ من ظلالِ الجنّةِ من الحلمِ الآفلِ غفوةُ طفلٍ فوقَ أعشابِ المروجِ! لآلئُ الرُّوحِ تنمو فوقَ حنينِ البحرِ تهفو إلى عذوبةِ الماءِ إلى تجلّياتِ الحرفِ إلى هطولِ خيراتِ السَّماءِ! فيروز صديقةُ براري الرُّوحِ ترفرفُ مثلَ النَّسيمِ فوقَ تواشيحِ الفجرِ فوقَ أسرارِ اللَّيلِ تغفو على حفيفِ الموجِ على ألوانِ الوفاءِ! فيروز كنزٌ معبّقٌ بمرجانِ البحرِ صوتُ الضّياءِ المتهاطلِ فوقَ شهوةِ النُّجومِ فوقَ ترانيمِ البهاءِ! جاءني انسيابُ الصَّوتِ على إيقاعِ رفرفاتِ الموجِ صوتٌ تشكَّلَ من حناجرِ البحرِ صوتٌ متناغمٌ معَ حبقِ السَّوسنِ يتماهى بفرحٍ معَ بتلاتِ الطُّفولةِ معَ شموخِ الجبالِ معَ اشراقةِ الشَّفقِ! فيروز يا أميرةَ التَّراتيلِ يا بحراً في سماءِ الغناءِ كيفَ عبرتِ رحابَ الأغاني تزرعينَ في ظلالِ القلبِ أبهجَ الأماني! موجةٌ تغازلُ موجةً نسمةٌ مهتاجةٌ تنتظرُ خيراتِ الغيومِ صوتٌ ينبعُ من رحمِ الحياةِ يرتسمُ فوقَ بسمةِ أملٍ فوقَ رذاذاتِ الشَّوقِ فوقَ جبينِ البقاءِ! فرحٌ عندَ بزوغِ الشَّفقِ عندَ انبعاثِ التجلِّي فرحٌ عندَ انشراحِ الدِّيارِ حيثُ شراعُ القلبِ يهتفُ لأزاهيرِ اللَّيلِ لحفيفِ البراري! فرحٌ عندَ هبوطِ اللَّيلِ عندَ عناقِ البدرِ فرحٌ على مساحاتِ الشِّعرِ على تمايلاتِ النَّفلِ على ثراءِ البذارِ! فيروز أنشودةُ فرحٍ على رحابِ البراري فرحٌ رغمَ جراحِ السِّنينِ رغمَ غبارِ الحروبِ رغمَ أحزانِ البنينِ شمعةٌ تضيءُ القلبَ على مدى النّهارِ! فرحٌ فوقَ قبّةِ الرُّوحِ فرحٌ ينمو في سماءِ يومي كلّما تصدحينَ لأجنحةِ الرِّيحِ لاخضرارِ الجنينِ لأسرابِ العصافيرِ! فيروز يا هديةَ السَّماءِ يا وجعي المعفّرِ بعشبةِ الخلاصِ يا رسولةَ البحرِ يا صديقةَ الشَّمسِ في أوجِ الانبلاجِ! تروينَ عطشَ الفيافي ثغورَ البساتينِ حنينَ المسافاتِ بعذوبةٍ يداعبُ صوتُكِ أهدابَ البنينِ! فيروز يا زهوةَ الرُّوحِ يا لونَ البياضِ يا شجرةَ القلبِ الوارفة بأقراصِ العسلِ بحبقِ النّعناعِ! أيّتها الصَّوت المتلألئ بحفيفِ الملائكة ببسمةِ الطُّفولةِ بأسرارِ البحرِ بأجنحةِ الرِّيحِ بخصوبةِ الحنينِ! يا لونَ البداياتِ وأريجَ النَّهاياتِ يا لبَّ الأناشيدِ يا شهدَ الأماني في صباحِ العيدِ! تموجينَ بانتعاشٍ في غبشِ الصَّباحاتِ تهطلينَ عذوبةً فوقَ نسائمِ الشَّفقِ فوقَ مروجِ العناقِ! تصدحينَ مثلَ طيورِ النَّعيمِ مثلَ حفيفِ الرّوضِ فيرقصُ البحرُ رقصةَ التجلّي يخفقُ قلبي من بهجةِ الدُّفءِ المتهاطلِ من ثغرِ السَّماءِ! يزدادُ الطَّّلُّ نضارةً من حُبورِ الغناءِ من جموحِ الموجِ من روعةِ العناقِ عناقُ الأرضِ لزخّاتِ الوفاءِ عناقُ البحرِ لبيادرِ المحبّة لنورِ الضّياءِ! فيروز يا بسمةَ بدرٍ تعانقُ خيوطَ الشَّمسِ تسمو نحو الأعالي نحوَ أقاصي السَّماءِ! تسترخي زنابقُ الرّوضِ من وهجِ الانتعاشِ تعلو في قبّةِ الشَّوقِ تغفو على نضارةِ النَّدى على جبينِ المساءِ! يا موجةَ فرحٍ تظلِّلُ نداوةَ الوردِ يا خفقةَ طائرٍ يحلّقُ في ضبابِ اللَّيلِ يا بهجةَ الرَّبيعِ يا هديلَ اليمامِ! هل تقمَّصَتْكِ أريجُ الزُّهورِ أم تغلغلَتْ نسائمُ الرَّبيعِ في أسرارِ البحرِ ثمَّ استقرَّت في شهقةِ الآهِ؟! آهاتُكِ من لونِ الحياةِ من بسمةِ البساتينِ تغفو على أنغامِكِ أسرابُ القطا أشواقُ البنينِ! أحملُ أغانيكِ فوقَ رضابِ الرُّوحِ تطهِّرني من زمهريرِ الغربةِ من صقيعِ المنافي تنقذني من ضجرِ الرَّحيلِ! رحيلُ الإنسانِ في متاهاتِ الحياةِ في خضابِ اللَّيلِ في جمرِ الصّحارى في ظلالِ السِّنينِ! كم من اللَّيالي كم من الصَّباحاتِ من الآهاتِ كم من الجراحِ وأنتِ ما تزالينَ أنتِ سيّدةُ الشَّفقِ روعةُ الغسقِ عندَ إندلاعِ العناقِ! ترنو نجيماتُ الصَّباحِ إلى بهاءِ الشُّموخِ إلى الصَّوتِ المبلَّلِ بحبقِ الأزاهيرِ بأريجِ الوفاءِ! يا بحراً مغطّى بالنَّارنجِ يا شوقَ العصافيرِ إلى بيادرِ العمرِ إلى الذَّاكرة الغافية فوقَ تخومِ المروجِ فوقَ أكوامِ السَّنابلِ! يا حديقةً مكتنزةً بنداوةِ الظِّلالِ بعناقيدِ العنبِ بجموحِ غزالةٍ برّية بحمائمِ السَّلامِ! يا لونَ البخورِ يا رنينَ الأجراسِ كم من الأغاني حتّى انتعشَتْ قلوبُ النّاسِ! أحبُّكِ أكثرَ من البحرِ أكثرَ من حلمي أكثرَ من سُفُنِ الحبِّ أكثرَ من حنينِ العشبِ إلى اكتنافِ الضَّبابِ أكثرَ من أريجِ الأزاهيرِ أكثرَ من غفوةِ الرُّوحِ يينَ خمائلِ الأملِ أكثرَ من جولةِ الشِّعرِ في بحارِ المزاميرِ! يا صديقةَ الأرضِ يا صوتاً يضاهي بلابلَ الرَّوضِ يا فرحي المفتوح على هديرِ الرِّيحِ على اِمتدادِ جنَّاتِ الخلدِ! أحبُّكِ أكثرَ من وهجِ الصَّباحِ أكثرَ من حنينِ الأمواجِ إلى خيوطِ الشَّفقِ إلى خدودِ الهلالِ! تغفينَ فوقَ مرافئِ سُفُني فوقَ دفاترِ حلمي فوقَ بسمةِ الشَّوقِ فوقَ نضارةِ النَّدى فوقَ غمائمِ اللَّيلِ فوقَ هدهداتِ الرُّوحِ فوقَ أرجوحةِ الشَّجنِ! تعبرينَ تواشيحَ الدُّفءِ كنوزَ القلبِ خمائلَ القصيدةِ حتّى الثَّلجُ لا ينجو من وهجِ الأغاني ينامُ فوقَ بياضِ الوئامِ فوقَ ربوعِ القِمَمِ! يرقصُ القمرُ طرباً على أنغامِ المحبّة على هدهداتِ الغناءِ على بشائرِ القلمِ! تولدُ القصيدةُ على أنغامِ أغانيكِ على حكايا الأزاهيرِ على رنينِ النواقيسِ على معابرِ الألمِ! أجرامُ السَّماءِ تهتاجُ تستحمُّ بالماءِ الزّلالِ بأشجارِ الرّوحِ بالبخورِ المتصاعدة من رحابِ الحلمِ! يا بياضَ الأثيرِ يا قصيدةً مختومةً بأغصانِ الوفاءِ بحروفٍ متناثرة من نُدَفِ الثَّلجِ يا صوتاً منبعثاً من حنينِ الوردِ إلى اشراقةِ الهُدُبِ! تنتشي الكلماتُ فيرقصُ الحرفُ ألقاً من تمايلاتِ روعةِ الزَّنبقِ من عذوبةِ الشَّفقِ من بهجةِ ايقاعِ الطَّربِ! السَّماءُ شامخةٌ تزغردُ من حبورِ الأغاني ينتعشُ القلبُ سموّاً فرحٌ يسترخي فوقَ بيادرِ الطُّموحِ خفقةُ الرّوحِ تزهو تسمو إلى أعماقِ أغوارِ التجلِّي! تنزاحُ غشاوةُ حزنٍ كلّما أسمعُ ترانيمَكِ كلَّما أسمعُ هدهداتِ الحنينِ كلَّما تنامُ عصافيرُ الخميلةِ فوقَ أعشابِ شبّاكي! تموجُ أغانيكِ مثلَ خفقةِ طائرٍ بين أحلامِ الصَّباحِ ترقصُ موجةُ الحبِّ طرباً على إيقاعِ الأماني على تجلِّياتِ ليلاكِ! بلسمُ الرُّوحِ أنتِ يا خمرةَ الكرومِ يا انتعاشةَ القلبِ يا خفقةَ الدُّفءِ في رضابِ القصيدة في سموِّ دنياكِ! فيروز بستانُ محبّة شجرةٌ باسقة مكلَّلة بالزَّنابقِ بخمائلِ اللّوتس بشوقِ الإنسانِ إلى ضياءِ القمرِ! تنبعُ من أغانيكِ بحيراتُ أمانٍ أنغامُكِ ملَّونة مثلَ قوسِ قزحٍ مثلَ هديلِ البحرِ مثلَ اندلاعِ شوقِ النّجومِ إلى شهوةِ النّيازكِ! صوتٌ متهاطلٌ من بيادرِ الطُّفولة من كرومِ ماردين من باقاتِ الحنطة من ينابيعِ الماضي من أوجاعِ المسافاتِ! تكبرُ فيروز ويكبر حبُّنا لأحلى الأغاني ترقصُ أزاهيرُ الصَّباحِ أعشابُ البراري تحلِّقُ الطُّيورُ جذلى في أعماقِ السَّماءِ! وجعٌ غزيرُ الانشطارِ في سماءِ بيروت وجعُ ولا كلَّ الأوجاعِ حروبٌ منذُ بزوغِ العمرِ حتّى انطفاءِ الجمرِ حتَّى اندلاعِ البكاءِ! حروبٌ على مدى البحرِ على شراعِ القهرِ حروبٌ من لونِ الجُّنونِ من شراهةِ الغوصِ في ذرّاتِ السُّمومِ! حروبٌ مشرئبّة بالشَّوكِ بشظايا العارِ بسماكاتِ الغبارِ بالتهابِ سحايا الجنونِ! حروبٌ سقيمة من لونِ دكنةِ الثَّعابينِ فتِّتَتْ ظهرَ التِّلالِ خاصراتِ الجبالِ صلابةَ الصَّخرِ! حروبٌ حارقة أحرقَتْ بهاءَ الرُّوحِ حروبٌ مسترخية على ضجرِ العمرِ على شخيرِ الزَّنازينِ! حروبٌ فاقعة لا لونَ لها .. تقصفُ حبقَ الحياةِ تقضمُ ليالي الزَّفافِ تحوِّلُ هديلَ اليمامِ إلى نداءِ السُّمومِ إلى زعيقِ المجانينِ! . وحدُها فيروز تعبرُ بياضَ الرُّوحِ تمسحُ عن جبهةِ العمرِ ضراوةَ الأنينِ تخلخلُ بعبقِ الأغاني أحزانَ السَّنينِ! فيروز يا صديقةَ البدرِ يا شهقةَ البحرِ يا عبقَ الشِّعرِ يا لونَ الأملِ في سماءِ البنينِ! صوتُكِ من لونِ الحنينِ من لونِ الأماني ينبوعٌ شامخٌ بأجنحةِ المحبَّةِ يهطلُ فوقَ وميضِ العيونِ فوقَ أبراجِ الشِّعرِ فوقَ أعلى الجبينِ! تعالي نرسمُ ليلةَ الميلادِ على أجنحةِ النَّسيمِ على وجنةِ القصيدةِ على شراعِ الأماني على شهقاتِ السِّنينِ! تعالي يا بشرى الخلاصِ نزرعُ حبَّاتِ المطرِ فوقَ دكنةِ اللَّيلِ فوقَ براري الصَّحارى عناقاتِ الدُّفءِ الحميمِ! أيّتها الطِّفلة المترعرعة في ظلالِ المحبّةِ صوتُكِ يتناغمُ معَ أنينِ البحرِ معَ شوقِ الرُّوحِ معَ ضياءِ الهلالِ فوقَ ربوعِ البساتينِ! تعالي يا أنشودةَ الأناشيدِ يا نسيماً معطَّراً ببكاءِ البحرِ يا بكاءَ الزَّهرِ يا وردةً منبعثةً من حفيفِ الكونِ! يا صديقةَ البرِّ والبحرِ يا لونَ الهدايةِ إلى بواطنِ الحلمِ إلى مروجِ الرَّبيعِ إلى لواعجِ القلمِ! يغفو صوتُكِ فوقَ بهاءِ القمرِ فوقَ آهاتِ الأزقَّةِ فوقَ خدودِ الغاباتِ حافراً فوقَ حبقِ اللَّونِ ايقاعاً منساباً معَ عذوبةِ التَّرانيمِ! تورقُ ليالي الشّتاءِ براعمَ حبٍّ تتناثرُ فوقَ خمائلِ العمرِ مبدِّدةً طلاسمَ الأرقِ عتمةَ الضّجرِ مرابعَ الألمِ! هل نَبَعْتِ من زحامِ الآهاتِ من أنينِ غربةِ الرُّوحِ أم أنّكِ سنبلة مترعرعة فوقَ روابي الحلمِ منذُ الأزلِ! هل نبتَتْ جذورُكِ في حقولِ الأرزِ أم في مروجِ ماردين حيثُ تلامسُ الشُّموعُ مهجةَ الأفُقِ؟! أيّّتها المنسابة من ظلالِ البدرِ تحلِّقين عالياً مثلَ نسائمِ البحرِ مثلَ حبّاتِ المطرِ كأنَّكِ شهقة قرنفلة متدلِّية من أحلامِ الطُّفولةِ من أهازيجِ البساتينِ! هل زارَكِ يوماً بريقُ الشُّهبِ أم أنَّكِ ومضةُ عشقٍ متطايرة من هدوءِ اللَّيلِ من مغائرِ الألقِ من دموعِ الملايينِ؟! يا صديقةَ الحياةِ يا لونَ القصيدةِ المتهاطلةِ من غمائمِ الرُّوحِ يا شمعةَ السَّلامِ يا شهقةً مفتوحةً على تواشيحِ الأفقِ على مساحاتِ التِّلالِ! تلالُ المحبّة موشورٌ يتناثرُ عبقه فوقَ مرابعِ النَّهارِ فوقَ أغصانِ القصيدةِ فوقَ ضياءِ الشَّفقِ! يا بيدراً مكتنزاً بخفايا البحرِ بأعذبِ ألوانِ العطاءِ ببهجةِ الأراجيحِ! أيّتها الزُّهرة المعبّقة بعطاءاتِ الغيومِ يا مطراً هاطلاً من اهتياجِ الرِّيحِ من ألحانِ الوئامِ! هل تحنّينَ إلى ماردين أم أنّكِ غِصْتِ في رحابِ الغناءِ فتهْتِ في عوالمِ الشُّموعِ شموعُ الميلادِ شموعُ السُّموِّ مع بخورِ الصَّفاءِ! صفاءُ الرُّوحِ مع خمائلِ الإنسانِ مع أنغامِ الطُّيورِ مع كلِّ الكائناتِ! تغنّينَ لطفلِ المغارةِ لأطفالٍ من نكهةِ البرارةِ يا صديقةَ اللَّونِ والكونِ يا نسمةً مسترخية في تخومِ الصَّحارى يا وردةً مسربلة بأريجِ الغاباتِ! يا همسةَ الحزانى يا عطشَ الحبِّ يا شوقاً مخضَّباً بالدُّموعِ كيفَ عبرتِ عوالمَ الدَّندناتِ تكبحينَ بمهارةِ لذيذة جموحَ الآهاتِ؟! يا نغمةً تتراقصُ معَ زقزقاتِ العصافيرِ معَ أنغامِ الطُّيورِ معَ خيراتِ الأرضِ معَ بشائرِ الحياةِ! صوتُكِ مهجةُ عشقٍ على ايقاعِ العناقِ عناقُ الرّوحِ والقلبِ عناقٌ مبرعمٌ في سماءِ لبنان في سماءِ الشَّرقِ في سماءِ الغربِ في صفاءِ السَّماءِ! تنتعشُ غربتي انتعاشاً عميقاً من بسمةِ الوفاءِ وفاءُ الحرفِ مع عذوبةِ الأداءِ وفاءُ روحِكِ لغيومِ الصَّباحِ لنداءِ أسرارِ الغناءِ! يا مجدَ الحرفِ يا ترنيمةَ العيدِ يا بهجةَ الميلادِ يا بحرَ الأمنياتِ تؤنسينَ الرُّوحَ تكبحينَ أحزانَ اللَّيالي تخفِّفينَ من خشونةِ الأنسِ من افتراسِ الوحوشِ من هديرِ البراري! يا عطشي المفتوحِ إلى تفَّاحِ اللَّيلِ تنبعينَ حبَّاً مدبَّقاً بأريجِ النَّارنجِ حبَّاً مسربلاً بنكهةِ الرّوحِ في بحارِ الأشواقِ! يا قبلةَ الرُّوحِ يا بلسماً يشفي الجِّراحَ تموجينَ في ثنايا القلبِ يا جنّةَ القلبِ يا صديقةَ الشِّعرِ يا روضةً مزدانةً بأبهى ما تُوِّجَ في أغاديرِ الغناءِ! تنسجينَ بخفّةِ النَّسمةِ خيوطَ الحنينِ شعلةَ الأماني ترسمينَ فوقَ جبينِ العمرِ أحلى الأغاني! ينابيعُ الدُّفءِ تسطعُ من شموخِ التجلِّي من روعةِ الأنغامِ من أصالةِ اللَّونِ من براعةِ الانسجامِ! أحبُّكِ أكثرَ من البحرِ أكثرَ من الحبِّ أكثرَ من الأرضَ يا رسولةَ الماءِ يا خصوبةَ الفرحِ الآتي! تشبهينَ حفاوةَ الجمرِ يا نداوةَ حلمي يا حبقَ الشِّعرِ يا ترتيلةً منبعثةً من وشاحِ الغمامِ! هل راودكِ أن تغني لبسماتِ النُّجومِ لوميضِ الشُّهبِ لجموحِ الغزالِ أم أنَّكِ ترغبينَ أن تفرشي حنينَ صوتكِ فوقَ هاماتِ الجبالِ؟! أنتِ موجةُ حبٍّ مفتوحةٍ على ينابيعِ الرّوضِ على هاماتِ القصائد على صدرِ المروجِ فوقَ ثغرِ الهلالِ! ترفرفينَ دائماً فوقَ قبَّةِ السَّماءِ فوقَ شموخِ الأوابدِ! أنتِ لونُ البياضِ لونُ العطاءِ الغافي على أجنحةِ الحلمِ على أسرارِ الغمامِ! وحدُه صوتُكِ خفَّفَ من أنينِ حزني من ارتصاصاتِ غربتي من ضراوةِ المكائدِ من خباثةِ الشَّياطينِ! يا لونَ الأرضِ البكرِ يا وجعَ البحرِ يا طيرَ المحبّة يا نسمةً مخضّبة بدفءِ الشَّرقِ! يا نغمةَ الرّوحِ تزرعينَ موسيقى عذبة في ظلالِ القلبِ أنغامٌ متلألئة بضياءِ النُّجومِ منبعثة من نكهةِ المطرِ صوتُكِ منارةُ الخلاصِ! خلاصي من ضجرِ الحياةِ من غربةِ هذا الزّمان من انشراخِ اللَّيلِ من غربةِ الرُّوحِ من مَلَلِ الصَّباحِ! تعالي يا صديقةَ البحرِ نرسمُ أنشودةَ الأملِ على شفاهِ الطُّفولةِ على صهيلِ البرقِ على بتلاتِ الزُّهورِ! هل كنتِ يوماً زهرةً برّية موجةً هائجة مستنبتة من نداوةِ الغيومِ أم أنّكِ رسالةُ فرحٍ مندلقة من خيوطِ الضّياءِ؟! هل كنتِ نسمةً هائمة فوقَ أمواجِ البحرِ موجةً من المحبّةِ في رحابِ المروجِ في كبدِ السَّماءِ؟! ما هذا الفرح المنبعث من حقولِ اللَّوزِ من أراجيحِ الطُّفولة من أزاهيرِ الصَّباحِ؟! يزدادُ الصَّباحُ ضياءً على إيقاعِ البهاءِ تشبهينَ نضارةَ المروجِ لونُ المطرِ أثناءَ الغروبِ رسالةُ أمَلٍ إلى خلفِ البحارِ إلى غربتي المحفوفةِ بشهوةِ الشِّعرِ! صوتُكِ باقةُ عشقٍ معبّقٌ بندى الحنينِ برحيقِ العشبِ بأنغامِ النّارنجِ! صوتُكِ يغدقُ عليّ كلّ أنواعِ الرَّخاءِ صوتُكِ فرحي الآتي لونُ حرفي مهمازُ سموِّي نحوَ قلاعِ السَّماءِ! أيتها المكلَّلة بأريجِ التِّينِ هل تبلسَمَتْ جذورُكِ المعرّشة في ماردين بصفاءِ الرّوحِ بهفهفاتِ أغاني (مارْ) أفرام السَّرياني؟! أيّتها الملفّحة بعشقِ الكرومِ بأرجوحةِ الرَّحيلِ زهرةٌ من ماردين تحلِّقُ في سماءِ بيروتَ تمتدُّ حتّى أقاصي الكونِ! كم من الأغاني حتّى ابتسمتِ الرِّيحُ لآهاتِ الحزانى لهفهفاتِ الطُّفولة لوجهِ الضّياءِ! تدورُ طاحونةُ العمرِ طاحِنةً نداوةَ اللَّيالي فارشةً أجنحةَ الصَّمتِ فوقَ سفنِ البحرِ تحتَ هلالاتِ الهلالِ! تفرُّ الشُّهورُ والسُّنونُ متوغِّلةً في أجنحةِ اللَّيلِ في رحلةِ التِّيهِ في خيوطِ الشّمسِ! يموجُ الحلمُ في رحابِ الرَّحيلِ في انسيابِ الغديرِ يبحثُ عن بسمةِ السَّماءِ عن حنينِ الوردِ إلى أبراجِ الغناءِ! ثمَّةَ أملٌ يترعرَعُ بين مفارقِ العمرِ بينَ خيوطِ الشَّوقِ بحثاً عن بهجةِ الأيّامِ عن ايقاعِ المطرِ عن أغوارِ البراءِ! موسيقى مهتاجة تندلعُ من جوانحي مثلَ هديرِ اللَّيلِ مثلَ بكاءِ النّهرِ أسمعُ خفقةَ قلبي تناجي قصصَ البحرِ أراجيحَ الطُّفولة أبهى ما رُسِّخَ في جبينِ البقاءِ! موسيقى من لونِ الجراحِ تحملُ إيقاعَ الشدِّ والمدِّ كأنّها من رحمِ العنفِ من أجيجِ النّارِ من هديرِ الشِّتاءِ! ألوذُ إلى محرابِ الهدوءِ يستقبلني كهفي على حفيفِ السُّكونِ تزرعُ فيروزُ ليلي فرحاً تبدِّدُ أنينَ غربتي غربةٌ مفتوحةٌ على مساحاتِ الشِّعرِ على ينابيعِ الأنينِ! مفرقعاتٌ في كلِّ الأزقَّةِ في أعماقِ المدنِ طفولةٌ تلعبُ شبابٌ في قمّةِ المتعةِ وآخرونَ تائهونَ في غمارِ التَّعبِ! تعبٌ عندَ انبلاجِ الفجرِ عندَ الولادةِ عندَ صباحِ العيدِ في ليلةِ الميلادِ في كلِّ الأحايينِ! تعبٌ من لونِ الهديرِ من خشونةِ العمرِ من لظى القلبِ من غرابةِ الرّؤى كأنَّنا نعيشُ في زمنِ الأساطيرِ! مفرقعاتٌ تفرقعُ قلوبَ الحزانى ملايينُ الأمّهاتِ يبحثْنَ عن كسرةِ خبزٍ عن بقايا الحطبِ! عصرٌ تعلو أبراجَهُ فوقَ جماجمِ العمرِ عصرٌ مهتاجٌ من فحيحِ الذَّرّةِ من لونِ الفقاقيعِ تورّمَ من خباثةِ الثَّعالبِ عصرٌ مبقّعٌ بالتكلُّسِ بطغيانِ تلالِ الرَّمادِ! فرحٌ مبرقعٌ بخريرِ الدِّماءِ بأجيجِ الجمرِ فرحٌ من دكنةِ اللَّيلِ يتمايلُ على جماجمِ الفقراءِ! زمنٌ أدهى من شرخِ الجنونِ من غدرِ الثعابينِ زمنٌ مفهرسٌ بتجاويفِ القيرِ بخلخلةِ أجنحةِ العصافيرِ! ***** موسيقى في رحابِ السَّاحاتِ في أبهى الأجواءِ موسيقى مزدانة بالحبورِ ملايينُ الأطفالِ تنامُ بينَ مخالبِ الألمِ مشرَّدين على شفيرِ الكونِ! عجباً أرى يفرحونَ بقدومِ الميلادِ بهدايا الأعيادِ وهناكَ! عندَ مفارقِ الدُّنيا حروبٌ من لونِ السُّمومِ من لونِ الجنونِ! إنسانُ هذا الزَّمان ممسوخُ ببريقِ الحضارةِ لا يعي أبعادَ تلظِّي الرُّوحِ ولا تفاقمَ الآهاتِ! إنسانٌ معفّرٌ بأنيابِ الضَّواري لا يبالي إلا بعلوِّ الأبراجِ على جماجمِ الطُّفولةِ على رقابِ الأبرارِ! يهرُّ العمرُ سريعاً مثلَ أوراقِ الخريفِ قهقهاتٌ تشقُّ صمتَ اللَّيلِ عمرٌ يتآكلُ مثلَ سفوحِ الجبالِ! كلّما تقتربُ ليلةُ رأس السّنة تستنفرُ كينونتي حزناً أكبرُ عاماً آخرَ أزدادُ اقتراباً من أَجَلِي من كنفِ الترُّابِ من عتمةِ الصَّمتِ! كيفَ يتجاهلُ المرءُ تصحُّرَ البدنِ تراخي خيوطَ الدّفءِ؟! وحدُهُ الشِّعرُ يخفِّفُ من هولِ الفجائعِ من انشراخِ الألمِ! لا أفرحُ أبداً في ليلةِ رأسِ السّنة تهزُّني مثلَ هديرِ الرِّيحِ من فروةِ الرأسِ حتّى أخمصِ القدمِ! هل في ربوعِ العمرِ بهجةً أرقى من سموِّ الرُّوحِ من نشوةِ التجلّي بينَ رحابِ القلمِ؟! تعالَ يا جنّتي يا حرفي المتطايرِ من حنينِ الموجةِ يا صديقَ الرُّوحِ يا بلسماً يشفي خفايا الألمِ! يتناهى إلى مسامعي أنينُ اللَّيلِ من شظايا العمرِ فأهرعُ إلى قلمي ماسحاً سطوةَ الصَّنمِ! أرسمُ وجنةَ القمرِ على شاكلةِ امرأةٍ منبعثة من ضلوعِ البحرِ من دموعِ السَّماءِ من جموحِ البدنِ! أعزائي القراء والقارئات لمن يودّ أن يقرأ نص: فيروز صديقة براري الروح، كاملاً، أن يعود إلى صفحتي (صفحة صبري يوسف) في موقع دروب، ويقرأها متسلسلة في عشرة أقسام، آملا أن تستمتعوا بقراءة هذه البراري التي أنعشت الروح روحي! مع خالص المودّة http://www.doroob.com/?author=521 صبري يوسف ـ ستوكهولم .


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي