أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أسئلة لحزب الله والمقاومة...

ارتكب بعضٌ من جمهور المعارضة في سوريا ورموزها أخطاءً جسيمةً عندما ذكّروا السيد حسن نصر الله بما تبرّع به الشعب السوري للنازحين اللبنانيين، إبان الحرب الإسرائيلية على البلد الجار، صيف عام 2006، وذلك خطأ لن يمحَ لأنه ليس من شيم السوريين تذكير إخوانهم بالعطاء.

السادة المقامون: نحن كسوريين نعلم تماماً "تضحياتكم في مواجهة العدو الإسرائيلي"، ونفهم بالقدر ذاته تحالفكم المتين حتى الدم مع النظام السوري، أو "القيادة في سوريا" كما تسمونها.

السيد نصر الله، إذا كنا مُجبرين على وضع صور الأسد في الدوائر الحكومية، وكإجراء احترازي في المحال التجارية الخاصة، فلم نكن مجبرين أبداً على وضع صورتك في بيوتنا؛ إذ كنا بحق -وبأغلبية كبيرة- نرى فيك وبرجال الحزب "ولا زلنا" أصدق الرجال المواجهين لإسرائيل.

هذه المقدمات الطويلة، ليست إلا مدخلاً مريحاً لكي تتضح دوافع الكتابة لزمرة سياسية ما زالت تُفضّل مصالحها الإقليمية على وقف قتل السوريين، وبقاء النظام في دمشق استمراراً للحلف القديم، على طرح أو دفع مقترح لتسوية توقف اقتتال أبناء البلد الواحد.

وفي أحسن الأحوال ترى (هذه الزمرة) أن الأسد أفضل من الدخول في متاهات انتظار قيادة قد لا تختار الحلفاء أنفسهم الذين اختارهم الرئيسان الأب والابن، وبالتالي ستكون ترسانة حزب الله وربما وجوده مهدداً بحق.

في الحقيقة لا يمكن في أي عُرف سياسي أن ينتقل حليف بهذا المستوى، ضُخَ له السلاح وتلقى الدعم المفتوح والمتنوع أن ينقلب على حليفه أو على الأقل يتخذ لنفسه موقفاً وسطياً كما بعض رجالات لبنان، الذين نأوا بأنفسهم عما يحدث في سوريا. نفهم ذلك.

ولما سبق، لم نستغرب كسوريين أن يكون السيد حسن وأنصار الحزب مع بشار الأسد فيما يزعم الأخير أنه يقاتل "الإرهاب"، ولم نستغرب أن خطباء الأسد في لبنان استخدموا لغة في الدفاع عن النظام، حتى الأخير نفسه لم يعد يستخدمها. اختصرها بما يفيد أن بقاء النظام السوري يعني استمرار "مقاومة إسرائيل"، وسقوطه يعني أن إسرائيل أصبحت نزيلة دائمة في بيروت ودمشق.

وفي أحسن الأحوال، يسأل المؤيد اللبناني للنظام، عن بديل بشار؟ كأن النظام السوري قد ترك الحياة السياسية في سوريا تفرز بديلاً طوال العقود التي تسلم فيها زمام السلطة. وليس الحزب اللبناني بجاهل لذلك.

إذن تبدو المعادلة بسيطة جداً، يريد بعض اللبنانيين بقاء النظام السوري بسبب مصالحهم، وهم مقتنعون تماماً أنه يخوض منذ الدقائق الأولى ليوم 15 آذار 2011 حرباً ضد "الإرهاب والتكفيريين"...، وأن من يقاتل ضده "عدو" يماثل "إسرائيل" من وجهة نظر النظام.

طبعاً لن نخوض في هذا المقال معركة توضيح وصول المعارضة السورية إلى مرحلة التسليح، والرد على العنف المفرط ببعض الأسلحة الخفيفة والأقل من المتوسطة.

لكن نريد أن نضع على مكتب السيد حسن كثيراً من الأسئلة التي تحتاج لموقف شجاع من رجل لطالما تعاطف مع حركات الشعوب المقهورة، ولطالما عرف بشجاعته.

هل تحالفك مع بشار الأسد أهم من بقاء الشعب السوري؟ كيف تعادل الأمور في ميزانك السياسي؟ أنت تقول وتدعم معنوياً وربما مادياً وقتالياً بالسلاح والمقاتلين الذي يوجهون سلاحهم ضد السوريين (وربما لا من ناحية السلاح)، إذن أنت طرف مباشر في أزمة داخلية؟ هل تشعر أنك ترد دين حرب 2006 للأسد شخصياً في ذلك؟ وأنت تعلم أن الأسد والشعب السوري -أمامه وليس وخلفه- وقف إلى جانبك لأنك تقاتل عدواً خارجياً، أما هو (أي الأسد) فيقتل أبناء بلده، ولو كانوا مسلحين، يقتلهم وأهلهم وذويهم وأبناء وبنات الحي الذي مروا فيه؟. بالله عليك كيف تنام قرير العين ومئات الأطفال السوريين يقتلهم "أحباؤك"؟

هل هذا عادل يا سيد؟ إذا كنت لا تؤمن أن الثورة سورية حقاً، وهذا من حقك كرأي مختلف، ومعجب جداً بقيادة الأسد، أيمنعك ذلك من أن تصرح على العلن أن المجازر المرتكبة بحق الأطفال على الأقل حرام، وتنصحه أن يجد طريقة أخرى؟

لنفكر معاً.. لماذا بقاء الأسد مهم لحزب الله؟ الجواب هو بكلمة واحدة ... إسرائيل؟ أليس كذلك؟ حسنٌ هل ذلك يبرر له قتل أكثر من 22 ألف سوري؟ وتشريد الملايين، وتدمير نسب كبيرة من مدن؟ وضرب اقتصاد دولة بأكملها؟

كيف سيحارب الجيش السوري إسرائيل إذا كان قادراً بدم بارد أن يقتل من يقول: "لا لبشار"؟

السيد الأمين العام لحزب الله أنت سيّد العارفين بقدرات المخابرات السورية على جز كل من يعارض سياسة الرئيس، أجبني لماذا مسموح أن تكون أنت معارضاً في لبنان ومعارضة مسلحة "موجهة للخارج" أعرف، وليس مسموحاً كان ولا يزال أن تخرج فتاة لا تحمل سلاحاً أو شاب ليقول أنا لا أحبك يا بشار؟.

تقول في خلدك أن المعارضة الآن مسلحة وممولة وتتصرف ضمن أجندات خارجية، ولو أسقطت النظام سيسقط معها حزب الله، يعني من أجل أن يبقى حزب الله يجب أن يموت نصف الشعب السوري؟ هل هذا منطق عادل برأيك؟

عواد حمدان - زمان الوصل
(133)    هل أعجبتك المقالة (118)

hmad 3ali

2012-09-05

........................ مو أحسن قال رجال قال.


ahmad 3ali

2012-09-05

لم يكن ليخدعنا بشعاراته من قبل ليخدعنا الان وقد سقطت الاقنعه........معاركه الكلامية مع اسرائيل ليست لتحرير الارض وانما خدمة لمصلحة الولي الفقيه ومخطط الهلال الشيعي.


محمد السوري

2012-09-06

حزب الله وعصابته ينفذون صرخة معمميهم في طهران عندما قام احدهم ينادي .. لانقاذ اهل البيت في الشام وبالتالي هم يتقربون بقتلنا الى الله دون اي اعتبار لالاخلاق ولا لقيم فسحفا لهم.


التعليقات (3)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي