هل سورية في أزمة كيان كما زعم خير الله خير الله منذ أيام ؟
فمنذ استقلالها ومرحلة الانقلابات ثم الوحدة مرورا بحكم البعث في عام ١٩٦٣
وبعدها انقلاب حافظ الأسد في عام ١٩٧٠ وتكريسه كقائد ملهم وحكمه الديكتاتوري حتى موته في عام ٢٠٠٠ وسيطرة عائلته على الحكم
منذ الاستقلال وحتى الآن هل وجد السوريين صيغة لوطنهم وهل بنوا وطنا ودولة بهذه الصيغة وتحت هذه التسمية وكيان حقيقي يضمن حقوق جميع أفراد الشعب الذي يعيش على هذه الأرض وينتمي إليها ؟
هل سرقة السلطة من قبل انتهازيين تحت غطاء العلمانية واحكامهم قبضتهم على سورية بدعم غربي للقضاء على أي كيان يأخذ صبغة إسلامية سيدوم للأبد
ان الثورة السورية ثورة شعب بكل مكوناته هي ثورة بكل معنى الكلمة
هي ليست ثورة طائفة أو جماعة هي ثورة شعبية ضد ماض مرفوض وحاضر مأساوي
ثورة لأجل هوية طمست ملامحها وغيبت
ثورة لأجل قيم ومبادئ داستها أقدام عديمي الشرف واللصوص والفاسدين والدخلاء
هي ثورة شعب يستحق حياة واقعا أفضل بكثير
هي ولادة بمخاض صعب ولكنها ستخلق كيانا جديد وسٌتّعرف وطنا جديدا لاشك في ذلك
والحقيقة التي تتضح يوما بعد يوم إن إبادة هؤلاء الانتهازيين - المتشبثين بالسلطة تجار شعارات العروبة والمقاومة الذين يسحقون الشعب ويدمرون سورية ويمزقون كيانها - هي خيانة عظمى ومؤامرة مفضوحة مع أعداء سورية أعداء شعبها
هم يبتزون الغرب بتخويفه من كيان جديد ومن ثورة ستفرض واقعا جديدا يخلق معادلات وتوازنات جديدة تحفظ مصلحة الشعب والوطن
معادلات وتوازنات جديدة خيارات وليس رهانات وصفقات مشبوهة لتحقيق غايات ومصالح فئوية أو طائفية ضيقة
فالكذبة المفضوحة التي أوصلت الأسد الأب للسلطة منذ ٤٠ عاما
والتي يراهن عليها الأسد الأبن وأفراد عائلته من قطاع طرق ومجرمين وانتهازيين ووصوليين ليستمر في حكم سورية للأبد لم يعد يصدقها أحد
فكلنا شركاء في الوطن نحن كشعب سورية وابنائها كلنا شركاء اخوة ولسنا أعداء
مهما ضل البعض أو جيشوا أو استغلوا وضيعوا بوصلاتهم
كيان سورية الجديد يجب أن يبنى وتوضع خطوطه العريضة ويشارك في رسم ملامحه كل من يعيش على أرض سورية وينتمي إليها بمعايير موضوعية وشفافة
كيان سورية في وجدان الشعب وفي ضمير أي مواطن ينتمي لهذا الوطن
ولكنه احتجب وغاب خلف غيوم سوادء ومشاريع لخونة باعوا الوطن وصفقات مشبوهة في الظلام وفرطوا بأرضه وترابه وهاهم اليوم يحاولون تدميره وابادة شعبه واذلاله
كيان مدني دولة مدنية تكفل حقوق الفرد وتؤهل جيلا ليبني هذا الوطن ونهضته وأمنه واستقراره الحقيقي
كيان يحفظ حقوق شهداءه ومناضليه ويرد لهم جميلهم لانارتهم طريقنا ودربنا نحو وطن حقيقي حر وكريم
فالثورة فضحت الواقع والماضي فضحت الكذبة الكبيرة التي كانت تسمى سورية الأسد أو البعث أو غيره سورية هي سورية ليست ملكا لأحد وليست على مقاس أحد
سورية أكبر من الجميع وقبل الجميع
سورية الوطن أكبر من هؤلاء الصغار وأعظم وأعرق ولن يغير ملامحها أحد
وستشرق شمسها من جديد مهما كلح الظلام واشتدت قسوته وبرودته
ومهما تطلب انقاذها من دماء وتضحيات
سورية ثورتها وأزمتها وكيانها ..... هبة حسن

هبة حسن
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية