لا يحزن المعارض المزور، وكيف يحزن قلب مات وشبع موتاً؟ ولماذا يحزن ما دام لا شيء يربطه بهموم قومه وأرضه سوى أن قومه بالنسبة اليه هم خراف يسلب صوفها ويباع جلدها ويؤكل لحمها ويسحق عظمها؟ أما إذا حزن، فحزنه كاذب ومجرد تمثيل قادر على انتزاع التصفيق من السذج فقط.
والمعارض المزور لا يقنط ولا يعرف اليأس، ولماذا ييأس وكل ما حوله صالح للاستثمار، وكل صفقة خاسرة تليها صفقات مؤكد ربحها؟
والمعارض المزور ليس فريسة سهلة للموت، فهو يسير بفرح في جنازات العشرات من المعارضين الحقيقين بينما المعارضون الصادقون لم يتح لهم يوماً السير في جنازة واحدة لمعارضكاذب.
والمعارض المزور رابط الجأش دائماً ومتأهب للتكلم في أي زمان ومكان، ولديه باستمرار تفسير لكل شيء وتسويغ لكل شيء.
والمعارض المزور يعارض السلطة الحاكمة بجرأة وشجاعة، ويؤيدها أيضا بجرأة وشجاعة.وحين تكون معارضتها أجدى مادياً ومعنوياً، فهو المعارض الأول، وصوته يطغى على كل الأصوات الأخرى.
والمعارض المزور مناوىء لكل الأفكار والأحزاب، وصديق لكل الأفكار والأحزاب، ويجيد استخدامها كعربة تقله مجاناً الى الشاطىء الآخر حيث المناصب والثروات.
والمعارض المزور يجهل الخجل، وكيف يخجل من تعود ألا يخجل من استغلاله لوطنه وآلامه؟
والمعارض المزور شديد التباهي بوطنه أيام توزيع الطعام، ولكنه يصبح انساناً عالمياً وطنه هو الكرة الأرضية بأسرها يوم تحدق المحن بوطنه وشعبه.
والمعارض المزور لا يطاله أي قانون بينما المزورون الآخرون يطاردون بلا هوادة، ويعاقبون بلا رحمة، فياله من ظلم فادح لا يظفر بحقه من الاستنكار والتنديد!
المعارضون المزورون ... زكريا تامر

تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية