أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

شركاء القناص ... محمد حسن عدلان

تجمع الناس حول الوالد المفجوع وهو يرثي ولده، إنه يعجز عن وصف حزنه ومصيبته بابنه ،كثيرون هم الذين شاركوا في اغتيال طفله البريء ،إنه بشار وزبانيته ،،إنه البوطي وحسون إنها روسيا والصين ،بل إنهم حكام العرب ودول الجوار،إنهم الصامتون جميعا.
كلهم تعاونوا ولكن ليس على البر والتقوى بل على إرسل قناص لاغتيال براءة طفل بعمر الورود، رصاصة وسط الصدر تماما ،وهذا المكا ن يعني أن القناص مدرب جيدا
، لقد سدد ووضع دائرة التسديد على المنتصف تماما بحيث لا تخيب، حتى لو انحرفت اليد قليلا فإنها قاتلة، كبسة واحدة على الزناد ثم تحدث فجوة وسط جسمه الغض الناعم ،
كان أبوه يحلم أن يعيش ابنه في حرية ،وأن يمتلك وطنا لا يعيش فيه غريبا خائفا كما عاش أبوه، خرج يهتف مع الهاتفين، ورفع صوته البريء يردد:الله أكبر،لم يكن يعلم أن التكبير من المحرمات .
لم يعجب صوته أحد القناصين من أبطال الممانعة ، فكان له بالمرصاد، وأسكته برصاصة واحدة صنعت فيه حفرة من الصدر إلى الظهر.
كيف سيخبر الوالد أمه أن ولدها قد استشهد،الأم تنتظر ولدها ،فماذا يقول لها؟ .
قناص شجاع حرمها رؤية ولدها بقية حياتها ، لم تشبع عيناها منه بعد.
شكرا أيها القناص الماهر الشجاع ، عد إلى أطفالك قرير العين ، خذ أجرك من سيدك عن هذا العمل البطولي وأحضر الهدايا لهم فقد أنجزت عملا كبيرا ،وعندما يلتف أطفالك من حولك تذكر أنهم يفتخرون بإنجازاتك ، فقد أرسلت طفلا بريئا إلى الجنة ،وعذرا إن أخرناك عنهم .
إذا شكرك أطفالك على الهدايا التي حصلتها بتعبك، أخبرهم أننا لم نتعبك كثيرا، كل ما في الأمر تسديد على وسط الصدر ،وضغطة بسيطة على الزناد، ثم يتدفق الدم وينتهي كل شيء، نأسف إن كان أزعجك الصراخ والعويل، ونكرر الشكر لإنسانيتك التي جعلتك تنسحب من منظر الدماء المفجع، والتشنجات الأليمة ، فأنت إنسان متحضر تحب المناظر المفرحة والموسيقى الهادئة.
ارجع لأطفالك سالما غانما ، أسرع إليهم بهديتك أيها البطل إنهم بالانتظار ...

(140)    هل أعجبتك المقالة (149)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي