تحرَّيتُ حزنا كان بالملح يغرق
بقلبي، ونزفي بين جرحين زورق
وصوتي على حبلين يمشي وكلما
تعاميتُ عن أوتاره فيهِ أَعْلَقُ.
ألم تعلمي يا شام أن الذي اكتوى
بِسجَّانهِ حريةَ النورِ يَعشَقُ؟؟
فمي يا دمشقُ اليومَ يحتاج شاعرا
على حرفه من غيبة النطق يشفق
كأني ولا أخفيكِ، ما بين صرختي
وآخر طفل أحرقوه، معلق
أهذي بلادي تحت مرمى عصابة
بساطورِ غِلٍّ طائفيٍّ تُمَزَّقُ؟
*******
إلى أي منديل تسابق دمعتي
يداي وحزني بالمناديل يعلق؟
سريري خداعيُّ الوسائدِ عندما
أحاول تهريبي من النوم يعرقُ
وأدري عناد الجمر يسري بناره
إذا شذ عن سرب المواقد محرق
أليس الذي في بيته نام موعد
على ذبحه يأتيه والصبح أزرق؟
ونحن بمنظار الجنوبي ضده
لهذا بطقس الدين والحزب نُسحق
غدا تنفر الأقلام عن خطب وجهه
وكل يراع لا يجافيه يُخْنَقُ
وإن ساورت كفيه أطفال بلدة
بسلسال أفراح فلا شك تحرق
رمادية الأهواء ليست هوية
لشعب له في ذمة الفتح مشرق
**********
كأني بوادي السكر أمشي وفي فمي
متاهات كرم بالخوابي توثَّقُ
أجبُّ ارتداد النور عني بصفحة
بها ابيضَّتِ الأحلام والسطر مفرق
وعدت وحيدا أحتسي نصف آهتي
ولا غير حزني بين كفيَّ يغرق
تكبدتُ محصول الهواجس يا قرى
ومازال قدَّامي من الدمع مزلق
بحوران أبواب الملاجئ أخفقت
بصد الردى والموت بالباب مطبق
هنا دفعة الأطفال تجري لقبرها
وأخرى بنعش الأمهات ستلحق
وفي حمص تطويل المآذن بدعة
لذا كل تقصير من الطول منطق
لنزفك (داريَّا) ستنمو مدينة
بها الفجر بابَ الشام فتحا سيطرق
ويغمد في صدر الطواغيت حقدهم
أو الموت ساقاه إلى الغيم يطلق
فمن أي أرض تقرأ الرمل وجهتي
وقد عدتُ من أقصى المجازر جُلَّق؟؟
أجدد عهدي بالنيابة عن دم
وهذي تواقيعي بها الحزن يخفق
ــــــــــــ
25/8/2012
ماذا يفيد الشعر ؟ .. محمد إبراهيم الحريري

تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية