أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

عروة نيربية: حمص بحاجة لكل أبناء سوريا اليوم

نشرت صفحات الثورة على الأنترنت نصا ذيلته بتوقيع الفنان عروة نيربية يتحدث فيها عما يجري في مدينته حمص .

" في حمص، المجزرة انتهت، وبدأت الحرب. لبس العالم قبعاته الزرق وقال سأتفرّج على الحرب، فأنا لم أرَ المجزرة. في حمص، سقطت ممالك ونشأت دول، مات كثيرون وولد البعض، تشرد الآلاف وضاعت الأعمار وراحت البيوت... كل الأغراض التي اقتصد الحمصي ليشتريها، ضاعت، كل متاع الدنيا ضاع، فلا يشرحنٌّ أحدٌ لمن فقد متاع الدنيا كله للتوّ أن أمامه احتمال أن لا يجد شيئاً في الآخرة.
في حمص، البعض يصمد، البعض يهرب
، البعض يحمي، البعض يهلوس، البعض ينتظر الوجبة اليومية، البعض ينتظر تحرك الدبابة، البعض يدفع الدبابة باليدين لتقتل جاره، البعض يختبئ وراء ستارة، البعض يختبئ وراء مصفحة، والبعض يبحث عن حياته بين الأنقاض. في حمص، البعض يسرق، البعض يستعيد المسروقات، البعض الآخر يسرق المسروقات ويعرضها للبيع، وهناك دوماً من يشتري المسروقات.
في حمص، لم أجد حمص... وجدت الركام والرماد والأبواب المفتوحة والجدران المتهاوية. سمعت القذائف والرصاص والشكوى والأغاني وصداها في الشوارع الفارغة... سمعت صوت قطع من بيوت أهلي تتكسر تحت رجلي أينما دست.

في حمص، وجدت أغلب من تحتاجهم المدينة من أبنائها قد خرجوا منها، تركوها للمجرّبين يجتهدون فيها باعادة اختراع العجلة، وصلوا اليوم الى تجريب المربع كعجلة... ويفكرون في الخطوة التالية، بركاكة شيخ يريد أن يفتي بشأن تسليح الأعمدة البيتونية، أو مسلح بطل يتخيل مستقبل سياسة الدولة، أو بطل بجانبهما لم يفقد الاتزان ولم يضع في التاريخ. لم يبق من أهل حمص فيها الا قلة، ولم يبق في حمص من سوريا الا بضعة أكياس من الرز، ورنين سكايب الليلي يسأل كيف الحال.
حمص بحاجة لكل أبناء سوريا اليوم، كي يعود اليها بعض صوابها، بعض الحب وبعض العقل. فليتوجه الجميع الى حمص. بالجسد، بالصوت، بالمال الحكيم، بالحوار، بالدفاع، بالرسائل... أكياس الرز قد تقيم الأود لكنها لن تردّ الروح "

 

اعتقال المنتج السينمائي عروة النيربية

 

زمان الوصل
(130)    هل أعجبتك المقالة (147)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي