الأعياد المنتظرة ... زكريا تامر

كل ما على سطح الأرض له عيده المنتظر بلهفة، و قد يأتي أو قد لا يأتي.
عيد الشمس حين يسمح لها بالامتناع عن الشروق، فتستريح من رؤية ما يخجل.
عيد الأم حين تنجب أولاداً لا ينقص عددهم باسم الحفاظ على أمن البلاد.
عيد المعلم حين يتعلم تلامذته ما عليهم من دروس من دون أن يحتاج إلى طرد نعاسه وفتح فمه.
عيد أصحاب الصحف حين تنهمر عليهم الإعلانات ذات الأجور المغرية بعد تقديم وثائق تثبت نجاح الترويض والتدجين.
عيد النهر الصغير حين ترحل الضفادع الثرثارة عن مائه.
عيد الأديب حين يعثر على دار نشر توافق على طبع نتاجه بشروط تثبت أن الأدب أغلى سعراً من البصل.
عيد الغني حين يمتلك كيساً بحجم القارة الأفريقية، يمتلئ بالمال بلا جهد، ويُغري بشراء أكياس أخرى.
عيد البعيد عن وطنه حين يرى سحابة تزعم أنها آتية من بلاده، ولا دليل لديها يبرهن على أنها حلقت فعلاً فوق الوطن.
عيد الجراد حين تكتظ الحقول بالسنابل، ولا حراس لها.
عيد الممثل حين تعرض عليه أدوار البطولة الرجالية والنسائية في مسلسل تلفزيوني يتألف من ألف حلقة.
عيد المواطن حين يأكل ويشبع ولا يحني رأسه.
عيد الزوج حين تسافر زوجته إلى آخر الدنيا، وتعلن المطارات الإضراب.
عيد الهواء حين يلغى الزفير والشهيق.
عيد المستبد حين ينام شعبه النوم الطويل بغير مخدر.
عيد الفلسطيني حين يوارى في تراب فلسطيني.
عيد السوري حين يتخلص من طغاته ويمشي في جنازتهم مزغرداً.