أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

نزار نيوف .. غرندايزر انطلق !!... اياد الشامي


شكَّل زار نيوف حالة فريدة تستحق التأمل كنموذج مثالي لضبابية المواقف وتقلب المبادئ وتناقض الآراء، فهو (معارض للنظام السوري) كما يصف نفسه، لكنه لا يكف عن فتح النار على كافة فصائل المعارضة السورية بكافة اتجاهاتها واطيافها ورموزها ، فيما يغيب نقد النظام السوري في موقعه (الحقيقة) الذي تحول إلى ما يشبه نسخة من قناة الدنيا ولكن بصيغة أكثر احترافية .. والقارئ المتابع لموقع نزار نيوف يحار في فهم رسالة هذا (المعارض!!) وماذا يريد بالضبط؟ فهو ببساطة لم يقدم شيئاً حقيقياً في معارضة النظام السوري (إلا إذا اعتبرنا الاكتفاء بالسب والشتم ووصف بشار بـ "الأحمق المجرم" معارضة !!) فالواقع أنه يخدم (بوعي أو بدون وعي ) النظام ..
دعونا نعود إلى الوراء قليلاً .. بالتأكيد لن نعود إلى عشرين أو ثلاثين سنة خلت (وهي السنوات التي تقاسم فيها نزار نيوف محنة السجن مع من يراهم اليوم خونة وعملاء ومرتزقة !!) إذ يبدو أن الاعتقال في سجون الأسد لا يكفي لمنح السجين صك الوطنية والاخلاص وفق منطق السيد نزار نيوف !!..
إذن دعونا نرجع إلى تاريخ قريب .. بداية الثورة السورية في منتصف آذار من عام 2011 .. يومها أطل السيد نزار نيوف عبر القنوات الإخبارية العربية مندداً بجرائم الجيش الأسدي بحق الشعب السوري الأعزل وحراكه السلمي (ركز على الشعب الأعزل والحراك السلمي جيداً وضع تحتها خطاً) ويومها رفض السيد نزار نيوف رواية النظام عن وجود عناصر مسلحة تقتل الشعب، واعتبرها خرافة واكذوبة، وتحدى النظام أن يظهر مسلحاً واحداً فقط (مرة ثانية تذكر هذا التحدي) وظهر مرة وهو يبكي (نعم يبكي) من صور الدبابات السورية وهي تقتل السوريين في درعا، ووصف الجيش السوري بأنه بات عصابة للدفاع عن السلطة (تذكر للمرة الثالثة هذا التعبير) .. وبطبيعة الحال عكس موقعه (الحقيقة) هذه المواقف فيما ينشره من أخبار وتقارير بدت منحازة للحراك الشعبي ومنددة بجيش بشار .. ثم .. ماذا حدث؟ ..
فجأة .. وبدون مقدمات .. ظهر على موقع السيد نزار نيوف فيلم فيديو لخطيب درعاوي لا أحد يعرف قرعة ابوه وهو يتكلم بكلام طائفي بحق الدروز .. وهنا صنع السيد نيوف من الحبة قبة، ومن النملة فيلاً ، إذا اكتشف فجأة أن الثورة السورية (التي كانت قبل قليل سلمية شعبية وطنية بمطالب محقة) مخترقة من قبل جماعات (سلفية تكفيرية طائفية بدوية وهابية .. الخ الخ الخ) .. وشيئاً فشيئاً بدأت تغيب عن موقعه أخبار (إجرام نظام الأسد وجيشه بحق الشعب الأعزل) لتغطي مساحات الموقع أخباراً من قبيل: مجموعة مسلحة يتزعمها عبدو بيضة تقتل بوحشية علوياً .. فيلم فيديو حصلت عليه الحقيقة يظهر خطبة للجهادي السلفي ابو سعيد الطنبرجي .. ثم .. بدأ خطاب الموقع يتغير .. فبعد أن كان السيد نزار نيوف يرتجف بعصبية كعادته وهو يتحدى النظام أن يظهروا مسلحاً واحدا فقط ، بدأ يقول: يبدو أن رواية النظام عن وجود مسلحين فيها شيء من الصحة .. وخلال شهر فقط وصل السيد نيوف إلى يقين كامل بأن الحراك الثوري والانتفاضة السورية (التي كان يباركها بقوة) إنما يقودها (القتلة واللصوص والمجرمون وقطاع الطرق والمهربون والحشاشون والعملاء والمرتزقة والسفلة و"القاعدة" و"الأخوان المسلمون"، وكل من له "ثأر" شخصي أو عام في رقبة السلطة المدعومين من أمريكا وتركيا ودول الخليج واسرائيل )!! ..
لم تعد الثورة السورية حراكا شعبيا سلمياً .. فقد تبين أن (الانتفاضة بدأت منذ ساعاتها الأولى مسلحة حتى الأسنان) !!! ..
لم يعد السيد نزار نيوف يبكي على الصور المروعة لجرائم بشار وجيشه .. بل لم يعد ينقل أصلاً أي من أخبارها !! .. فقد باتت الأخبار المكررة والوحيدة في موقعه (عصابات كتيبة الفاروق الاخوانية ترتكب مجزرة بحق الجيش السوري !) (مجرمو الجيش الحر الذين يقودهم انطوان لحد سورية رياض الأسعد يرتكب مجزرة مروعة راح ضحيتها عناصر من رجال الأمن !!) .. أما مجازر من قبيل مجزرة الحولة والتريمسة والمعضمية والميدان ودوما فلم يتكف السيد نزار نيوف بتجاهلها بل إنه بات يكرر رواية النظام من أن (عصابات السلفيين ومجرمي كتيبة الفاروق التي يشرف عليه فاروق طيفور شخصيا هي من قام بتنفيذها !!!) .. بل وصل إلى حد التأكيد على أن بين يديه وثائق (تبرء النظام من جرم إعطاء الأوامر بالقتل !!!) على حد تعبيره !! ..

لم يعد الجيش السوري (عصابة تدافع عن النظام وترتكب أبشع الجرائم) والتي تدمي القلب وتبكي عيون السيد نزار نيوف .. فقد تحول هذا الجيش الذي مازال حتى هذه اللحظة يقصف البيوت فوق قاطنيها (قدس أقداس كرامتنا الوطنية، و حسبهم أن ما يشفع لهم بزة "الكاكي" التي سقط عشرات الألوف من شهداء الجيش السوري وهم يرتدونها، وما علق على أحذيتهم من تراب الجولان الطاهر وهم يواجهون جيش يشوع التلمودي) أما من يشيد بقتل عنصر واحد منهم حتى لو كان آصف شوكت وهشام الاختيار (فلن يستحق منا سوى اللعنة !!!!) .. ووفق هذا المنطق فإن أشخاصاً من قبيل رفعت الأسد، وحافظ الأسد، وعلي دوبا، ورستم غزالي، وعاطف نجيب، وسلسلة طويلة من الجنود النكرات الذين ظهروا في مئات الأفلام وهم يدوسون على أجساد السوريين ويتفننون في إذلالهم وتعذيبهم هم جميعهم، ووفق منطق هذا (المعارض !! ) (قدس أقداس كرامتنا الوطنية، و حسبهم أن ما يشفع لهم بزة "الكاكي" التي سقط عشرات الألوف من شهداء الجيش السوري وهم يرتدونها، وما علق على أحذيتهم من تراب الجولان الطاهر وهم يواجهون جيش يشوع التلمودي) !! .. فتأمل يا رعاك الله (على حد تعبير توفيق البجيرمي) ..
حسنا .. من حق السيد نزار نيوف أن يغير قناعاته بناء على ما يراه هو (أدلة دامغة وبراهين مؤكدة).. ولكن يحق لنا كقراء أن نسأله عن هذه (الأدلة الدامغة والبراهين المؤكدة) لنكتشف أنها من قبيل (أفاد مصدر خاص للحقيقة .. نقل لنا مصدر من داخل الجيش الحر .. أفاد أحد أبناء مدينة (..) .. وقد أكد مصدر من داخل جماعة الإخوان المسلمين .. ) ولك أن تتخيل أهمية (الحقائق !!) المبنية على مثل هذه المصادر الموثقة !! .. بل وصل الأمر بالسيد نزار نيوف إلى اختراع حبكة بوليسية هوليودية لا نراها إلا في أفلام جيمس بوند، فقد اكتشفنا أن السيد نزار نيوف يتابع بشكل يومي محادثات الصف الأول من قيادات الجيش الحر السرية (لاحظ السرية !) عبر السكايب !! وهو ما عجز عنه بشار وجيشه !!! وقد تمكن السيد نيوف من اختراق الحسابات الخاصة لغالبية قيادات الجيش الحر (بشكل مباشر تارة .. أو عن طريق أحد ضباط الجيش الحر الذي صحا ضميره فجأة ولم يجد من يثق به إلا السيد نزار نيوف وحقيقته).. وبدأ نيوف ينشر لنا سلسلة موثقة بالصور والأفلام لفضائح وأسرار مجرمو الجيش الحر (وهي خليط من قصص اباحية وصور وافلام جنسية كتلك التي يتداولها المراهقون).. الطريف في الأمر أن السيد نزار نيوف طلب من مصدره الذي يزوده بهذه الأسرار والوثائق (وهو ضابط رفيع المستوى ومطلع على أدق واخطر التفاصيل والأسرار حسب رواية نيوف !! ) أن يبقى في صفوف الجيش الحر حتى ينقل له أول بأول المزيد من الوثائق .. وطبعاً علينا أن نصدق أن جميع أفراد الجيش الحر (ومن يدعمهم من مخابرات أمريكية وتركية واسرائيلية حسب رواية نيوف) لم يكتشفوا حتى الآن هذا المصدر، بل إنهم لم يكلفوا خاطرهم بتغيير كلمات السر لحساباتهم على أقل تقدير !!! ..
علينا أن نصدق السيد نزار نيوف (ومصادره الخاصة والمطلعة القريبة من صناع الحدث) فهو الصحفي الفلتة الذي (حصد على مدار 25 عاما من عمله في صحافة التحقيقات 12 جائزة عالمية في مجال حرية الصحافة، بما فيها "جائزة اليونيسكو"المسماة "نوبل الصحافة"، وجائزة "الريشة الذهبية" للاتحاد العالمي لناشري ورؤساء تحرير الصحف ، وجائزة "هيومان رايتس ووتش (هلمان / هامت) للتحقيقات الصحفية المتعلقة بانتهاكات حقوق الأنسان، وجائزة Hero التي يمنحها" المعهد الدولي للصحافة " في فيينا) وإن كان من حقنا أن نسأل: هل يستحق كاتب تفيض مقالاته بكلمات وعبارات من قبيل (تعريص .. قواد .. عرصة .. شرمطة .. خرى .. لحس الطياز ..) إلى آخر تراكيب ومفردات السيد نزار نيوف الذي ينتقيها بعناية من لسان العرب الممدود .. أقول هل يستحق مثل هذا الكاتب التقدير ؟وهل ترقى كتابات مبنية على هذه اللغة جوائز صحفية؟ .. ربما ..
هل بقي شيء ؟ .. نعم ..فالسيد نزار نيوف (معااااارض ) .. نعم ورب الكعبة .. معارض حتى النخاع لنظام بشار كما يؤكد بعظمة لسانه .. وهنا ندخل دائرة أكثر سريالية في شخصية السيد نزار نيوف .. فموقع الحقيقة مكرس بالكامل لتصفية الحسابات مع جميع (نعم جميع) فصائل المعارضة: الإسلامية والليبرالية واليسارية، الحزبية والمستقلة، الداخلية والخارجية، السلمية والمسلحة .. كل من يعارض النظام السوري هو عند السيد نزار نيوف (مجرم، خائن، مرتزق، عميل، لص، عرصة، شرموط، قواد ، عاهر، قحبة، كلب أجرب، متصهين قذر،... الى آخر تراكيب ومصطلحات الصحفي الفلتة التي نال عنها جوائز صحفية) .. وقائمة (الخونة) طويلة جداً: المجلس الوطني السوري، هيئة التنسيق الوطني، الاخوان المسلمون، الجيش الحر، فايز سارة، ميشيل كيلو، برهان غليون، محمد العبد الله، ياسين الحاج صالح، هيثم المالح، وحيد صقير، أيمن عبد النور، رضوان زيادة، بل لم يسلم من لسان نزار نيوف حتى (رفاق النضال والدرب) مثل رياض الترك !! .. وللأمانة فإن نزار نيوف مازل يكن تقديراً واحتراماً لشخصية واحدة فقط من المعارضة وهي .... هيثم مناع !! (على الرغم من أن هذه الشخصية تحديداً ليس لها أي ثقل شعبي في الداخل السوري، بل مرفوضة من الحراك الثوري والشعبي على حد سواء !!) فهل لهذه الأمر دلالة معينة ؟ ..
هل يذكر أحدكم المسلسل الكرتوني الشهير (غراندايزر) عندما كان بطله (دايسكي) يحرك مارداً آلياً بصرخة : غرندايز انطلق !!! .. لا ادري لماذا اتذكر غرانديزر كلما تصفحت موقع السيد نزار نيوف !! .. هل لأنه يشبه غراندايزر الذي أطلقه (احدهم) ليدمر ويحرق خصومه بأسلحة من قبيل (الرزة المزدوجة، ورعد الفضاء !!) ؟؟ ..
ربما ..

(160)    هل أعجبتك المقالة (143)

سيلكوني

2012-08-22

اولا هناك خلاف شخصي مع السيد نزار نيوف ولكن هذا الخلاف الشخصي لن يجعلني ابدا لا اتفق معه فيما يقوله نعم هناك الكثير من الفبركات والشطحات لنزار نيوف لا ينكرها احد ولكن هل ما يكتبه في موقعه ليس فيه من الحقيقه بشيئ ..????نزار نيوف وبالرغم من اختلافي الشخصي معه اراه بطل في زمن اصبحنا نخاف من ان ننقد احدا من المعارضه حتى لا نتهم بالعماله للنظام والخيانه نعم المعارضه السوريه من يمينها الى يسارها كما وصفها او يصفها نزار هي اسوء من النظام الف مره اما الجيش الحر فحدث ولا حرج ذبح على الهويه ورمي من على الاسطح للظن واعدامات ميدانيه على حسب المزاج وقطع الراس على حسب المزاج اي ثوره نظيفه تتحدثون عنها ؟؟؟؟؟انا والله اوافق نزار بكل ما يكتبه واعترف انه اشجع من الكثير من المتسلقين والمتشعلقين باسم الثوره.


مالي سيليكوني

2012-12-11

يا سيليكوني ﻻ تتخنها إنت التاني.. يعني انتقاد المعارضة صار أحلى ن العسل وكل واحد بتمو كلمة عم يقولها ﻻ تخاف..فما في داعي يعني تعمللو دعاية لهاد نيوف ﻷنو نحنا مالنا بعازتو وبعازة مصادرو الخلبية وتبع إنو كل ساعة برأي.. يعني يا المجرم يا الكزاب؟..بلدنا أهم من هدول كللون على بعضون.ولما بيكون في قاعدة ﻻ تخاف.. والله لينفرمو فرم إزا دقو بأي سوري متل ما ح ينفرم المجرم اللي عنا...


وائل

2013-02-13

أعجبني المقال .. رغم التجني الكبير على نزار نيوف.. نزار صحيح أنه يسب المعارضة وبعتبرها شرموطة، وعرص،...والخ ولكن لم يكتف بوصف بشار الأسد بـ "المجرم والأحمق" إنما تعداه إلى وصفه بالـ "الجرو والعاهر وعشرات الصفات الأخرى" وفند عشرات عمليات الاحتيال الاعلامي الذي تنتهجه وسائل الاعلام الرسمي والموالي بشكل عام. الرجل ينتقد الجميع ويعتبر أن الجميع أساؤوا لسوريا.. وهو حر في أن يرى الجميع مذنبا بحق الوطن..


مقهور

2014-09-26

إلى وائل. شتم نيوف للنظام وفضحه بعض كذباته التي بات يعرفها القاضي والداني لكي يكسب بعض المصداقية لا يفني كذباته وفبركاته الكثيرة والأهم طائفيته. الرجل لا يتكلم من منطق وطني. هو قد يكون معارضا لآل الأسد فقط لأنهم سجنوه نتيجة لخلافات داخل الطائفة. لكنه موالي للنظام وليس للأسد وأقل دليل هو تقديسه للجيش الأسدي ووصف قتلاه بالشهداء لكنه يخون الثوار ويهاجمهم بل حتى ينادي بقتل الأهالي الذين احتضنوهم وقالها بصراحة أنه لن يبالي لو قتل أحد ممن قدم المأوى لأولئك الإرهابيون. وعدا عن ذلك شتمه للرموز الإسلامية المقدسة بشكل يكشف أنه ليس إلا طائفي. هو يكره آل الأسد لكنه موالي حتى النخاع لهيمنة الطائفة على سوريا. أما سليكوني فطبعا انت ستراه بطلا لأنه ضد الثورة لأنك كاره للثورة لسبب لا اعرفه ربما لسبب طائفي أو كرها بالإسلاميين الذين يشكلون عمودها الفقري لكن كلمنصف يعرف الفرق بين إجرام النظام وما يقع فيه الثوار. فرق هائل يجعل النظام اسوأ منهم ليس بألف مرة بل بمليار مرة. عدا عن ذلك فالثوار يصدر منهم ما يصدر نتيجة للفوضى في صفوفهم وهي المصاحبة لأي ثوار أما النظام فهو مؤسسات كاملة وقوات عسكرية وأمنية نظامية هرمية وتمارس الإجرام بشكل ممنهج. ما ذكرته عن جرائم للثوار يرتكب النظام أضعافها وابشع منه ويكفي قتل الرضع في المعتقلات فهذه وحدها كافية لتعرف من هو..


التعليقات (4)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي