أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

رؤساء من البشر... محمد حسن عدلان

ما هذه هي الثقافة الهمجية التي زرعها النظام في مناصريه؟
الرؤساء البشر وأولهم شكري القوتلي المنتخب بنزاهة تنازل عن الرئاسة وهو معشوق من الشعب ..كلهم ذهبوا .وها هو آخرهم الأتاسي الطبيب الراقي تنازل بهدوء ولم يحرض أحدا على الفتنة، ولم تكن هناك افتعال لها ليحافظ على كرسيه.
كلهم رحلوا وبقي الشعب ،رحلوا وبقيت سوريا عامرة بدون فتنة أو تدمير،فتركوا خلفهم ذكريات فيها محاسن ومساوئ ولكن ليس فيها افتعال للفتن ولا تجييش فئة على أخرى ولا التداري بحثالة من المجرمين والشبيحة ضد نخب الشعب من أجل الكرسي، فتركوا ذكرى تسمح بالترحم عليهم لا لعنهم. 
واستلم الأسد بانقلاب عسكري وظن الناس أنه مجرد انقلاب سياسي ولم يفكر احد بافتعال الفتن على أمل أن يكون الحاكم من البشر ، فأرادا من سمى نفسه (الأسد) اغتصاب سوريا وتحويلها مزرعة له للأبد، وزاد الظلم واتسعت الهوة بين سوريا والدول التي تقدمت ،فأراد الشعب بمعظمه التغيير والتخلص من الفساد والرعب ،لكن النظام وما زرعه من تخلف يحاول جر البلد إلى الفتنة والدمار ، يوهم طائفته أنه يحميها، وفي الحقيقة أنه يسخرها ويورطها لحمايته ، وللأسف انطلت الخديعة على معظم طائفته العلوية ولم يسأل وجهاؤها أنفسهم عن تسامح الأغلبية التي ضمنت لهم البقاء معها طوال التاريخ.
لقد بدأت الثورة بسلمية ووحدة وطنية رائعة لاحظناها في شعاراتها وتصرفاتها ، ولكن النظام حاول كل جهده جرها للعنف والفتنة، ومازال يحاول ذلك فهي ملجأه الأخير لينجو من العقاب على أساس أن الجميع ملوثة أيديهم بالدماء كما حدث في الحرب الأهلية اللبنانية وما أعقبها من نجاة مجرميها .
لماذا كل هذا التشبث بالكرسي كما تتشبث الذبابة بذنب البعير ، فالرؤساء شئنا أم أبينا زائلون ولكن الشعب باق بكل أطيافه فلنورث ذكرى حسنة لجيل المستقبل.
فالزمن لا يرجع للوراء والوطن للجميع، وليس هناك عنصر أرقى يبقى للأبد، والباقي أدنى يظل رعية للدكتاتور ، دكتاتور سمى نفسه( الأسد ملك الغابة )وظن أن سوريا هي غابته التي يريد.

(103)    هل أعجبتك المقالة (102)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي