ورد في موقع كلنا شركاء بتاريخ 18/08/2012 ذكر "عبد الرؤوف الكسم" في تعليق السيد "وقواق الشامي"، وذلك على موضوع إضافة ثلاثة وزراء جدد إلى لحكومة المُرقّعة الحالية،
وأضيف شيئا قليلا مما عرفته عنه "الكسم" المذكور، وما عانيته منه، ما عاناه الشعب السوري من سوئه وفسادته وولاءاته الخيانية!:
• كان عبد الرؤوف الكسم خلال دراسته الجامعية في "اسطمبول/ تركيا" شيوعيا معروفا بذلك لجميع الطلاب آنئذٍ!
• أكمل دراسته في سويسرة، وتزوج هناك من امرأة – ألمانية – هاربة من ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية!! (اليهود بالذات هم الذين أُعدمت النازية بعضهم، وهرب بعضهم الآخر من ألمانيا آنئذٍ!)
• عندما تخرج وعاد إلى سورية عام 1963، تبين له أن حزب البعث هو الحاكم، وليس "الشيوعي" فانقلب بعثيا وتسجل في الحزب!
• عُيّن "مُعيدا" في كلية الفنون الجميلة بدمشق! وبعد أشهر انقلب إلى "عميد" الكلية! – تغيير موقع حرفين في أسم المنصب فحسب!!- يعني من أدنى رتبة جامعية إلى أعلاها دفعة واحدة!! ثم تطور إلى عميد "كلية الهندسة" حين استوزره رفعت الأسد في مطلع عام 1980!
• عندما كان مشروع ضاحية دمر في أوائل سنته الثانية عام 1977، زارني عبد الرؤوف الكسم، قائلا لي ان "القائد" رفعت الأسد يريد منك أن تنتقل إلى إدارة مشروع سكني جديد لسرايا الدفاع في الديماس قرب دمشق، وعلى أساس شراكة ثلاثية في الأرباح " رفعت والكسم وأنا المهندس سعد الله جبري!" طبعا رفضت! فهذا يعني أن أترك مشروع دمر، وقد أُنفقت أموال المواطنين على الدراسات وتسوية الأرض وبناء مصانع لعدد من مواد البناء، والأبنية السكنية لا زالت في مرحلة الأساسات! وهذا سيكون خيانة لأصحاب المساكن، لأنه لا شيء يضمن استكمال المشروع بعد انتقالي منه إلى مشروع الديماس المقترح! وهكذا وبرفضي المذكور فقد "عبد الرؤوف الكسم" شراكة رفعت بمشروع تقدّر أرباحه بعشرات الملايين "للكسم" على أقل تقدير! ففي يد رفعت كتابة تكلفة عقد المشروع، وبالتالي ارباحه!!
• زارني في منتصف عام 1979 مواطن لبناني – نسيت أسمه - قائلا أنه شريك لرفعت الأسد، وأن شركته تريد تقديم عرض اسعار لجميع مواد الإكمالات للمشروع، فأجبته أننا نقبل من جميع شركات العالم عروضا بذلك، ومن يُقدم أرخص الأسعار للمواد بالمواصفات المقررة، فسيفوز بالعقد!
• بعد شهر أو يزيد عاد "اللبناني" وقدم لي لائحة أسعار، فأحلتها إلى لجنة مختصة لدراستها ومقارنتها مع الأسعار الواردة من الشركات العالمية الأخرى، وكانت النتيجة أن أسعار"اللبناني/ رفعت الأسد" تزيد عن 400% عن اعلى سعر دولي لذات المواد والمواصفات! فرفضت العرض!
• عاد اللبناني ثالثة! وتجاوز حدوده، حيث عرض عليَّ عمولة 5% من سعر العقد – حوالي عشر ملايين- فأنذرته بعدم تكرار ذلك، أو سأتصل فورا بالأمن لاعتقاله. ففر هارباً، بعد أن عرض عليَّ نصائح لأكون عمليا ومنطقيا! مُستندا إلى خبرته فيما اصاب مواطني لبنان في حربهم الأهلية!
• عندما عين رفعت الأسد / حافظ الأسد: عبد الرؤوف الكسم رئيسا للحكومة بداية عام 1980، كان قرار "الكسم" الأول إطلاقاً تشكيل لجنة تحقيق في مشروع دمر برآسة "جورج بشور" وعضوية خمس أعضاء من مختلف الإختصاصات، وإحالة من تراه إلى القضاء!
• داومت اللجنة دواما كاملا لمدة ثلاثة أشهر متتالية في إدارة المشروع، أطلعت فيها على جميع العقود والنفقات وتقدم عمل المشروع، ومعيقات المشروع وشروط العمل ... ثم انقطعت فجأة عن دوامها في المشروع!
• قمت بزيادة السيد "بشور" متسائلا عن عمل اللجنة، فأفادني بأن اللجنة أنهت دراستها وتقريرها، ورفعته "للكسم" رئيس الحكومة.
• طلبت منه نسخة عن التقرير فاعتذر بأن هناك تعليمات صارمة من "الكسم" بعدم إطلاعي – خاصة- على التقرير، وبعد جدل أخلاقي قليل، فتح درجه وسلّمني نسخة موقعة من حميع أعضائها من تقرير اللجنة!
• كان مضمون تقرير اللجنة:
o إمتداح "كامل" لإدارة المشروع في جميع نواحيه العمرانية والمعمارية والتأكيد على سلامة العقود والإنفاقات... وتقدم ونوعية العمل..
o لوم شديد لتقصير الحكومة في دعم المشروع السكني السوري الأول والفريد من نوعه في سورية والعالم العربي! وحيث شمل تقصير الحكومة عدم إمداد المشروع بحاجته الكافية من الأسمنت، إلى أقل من نصف الحاجة الفعلية اليومية، وكذلك تقصير إمداده بحاجته من قروض المصرف العقاري للأعضاء حسب تطور العمل الفعلي!
o أثناء عمل اللجنة علمت من السيد أمين الحزب لمدينة دمشق، ان الكسم قد قال له ولفرع الحزب في دمشق، بان المشروع واقع تحت تقصير شديد، وفساد وسرقات وأخطاء، وستجري محاسبتي على ذلك....
• قمت بتصوير التقرير على 500 نسخة، ومن ثم إرسال صورة لجميع مسؤولي الدولة في الحزب والدولة، بدءا من حافظ الأسد وحتى جميع الهيئات الأمنية والحزبية في سورية! فضلا عن وزراء الحكومة، وأعضاء مجلس "الشعب"
• بعد صدور نتيجة التقرير المذكور أصدر "عبد الرؤوف الكسم، المذكور: ما غيرو" قرارا يمنع أنتروميتال من بيع أي كمية من الإسمنت لأي مواطن أو جهة كانت، وحصر مبيعاتها بمشاريع القصور الجمهورية! وكان واضحا هدفه في إيقاف مشروع دمر عن طريق عدم تزيده بالإسمنت وهي مادة البناء الأولى، إلا أن مدير عام انتروميتال، فهم الغرض، فأخذ بإرسال كميات يومية من الإسمنت للمشروع – بسيارات المشروع لنقل الأسمنت - تساوي إلى نصف الحاجة اليومية، وذلك بدءا من منتصف الليل وحتى السادسة صباحا حصرا! وقد ضمنت الكميات المذكورة تشغيل المشروع لمدة نصف يوم عمليا!
• في شهر آب 1980 طلب رئيس الحكومة من مجلس الإدارة إقالتي من إدارة المشروع، فرفض المجلس ذلك بالأكثرية!
• طلب نائب رئيس الحكومة لشؤون الخدمات آنئذٍ "العميد وليد حمدون" من مجلس إدارة مشروع دمّر الحضور لمكتبه في الساعة التاسعة ليلا في أواخر شهر آب من عام 1980، ولما تم الإجتماع – بحضور بعض الوزراء، ونائب رئيس الهيئة المركزية للقابة والتفتيش - طلب مني الإستقالة! ولما سألته عن السبب، اجاب بانك وعدت المواطنين بأن تكلفة المتر من مساكن المشروع ستكون 100 ليرة سورية، ولكنها الآن تتجاوز 120 ليرة! فأجبته أن ذلك كان في عام 1976 وحين كان سعر طن الأسمنت 80 ليرة سورية، ولكن الحكومة"الكسمية" رفعت اسعار جميع مواد البناء – وخاصة الإسمنت من 80 ليرة إلى 400 ليرة، فكيف يُمكن أن تبقى تكلفة البيوت ذاتها رغم زيادة أسعار مكوناتها بنسبة 400% ومن قبل الحكومة الحالية بالذات؟ وأكملت أن قرار الهيئة العامة للمشروع ومجلس الإدارة بالتالي كان هو تنفيذ المشروع بالأمانة، وليس التعاقد مع متعهد بسعرٍ ثابت!
• أجاب "الحمدون" بأنه كان يجب أن تعرف منذ البداية أن الأسعار سترتفع!! فأجبته بأن المتعارف عليه أن الأسعار قد ترتفع بنسبة 5% سنويا وهذا قد أخذته بعين الإعتبار، أما 400% فهذا ما لا يمكن معرفته لا مني، ولا حتى من جميع مسؤولي الدولة! وضربت له مثلا، بأنه قبل أشهر رفعت الدولة جميع الأجور والرواتب في الدولة والقطاع الخاص بنسبة25%، وصرح حينئذ نائب رئيس الحكومة للشؤون "الإقتصادية" عبد القادر قدورة على التلفزيون السوري في ذات اليوم، بأنه لن يجري – ولن يسمح - برفع سعر أي مادة على الإطلاق!! ولكن بعد مُضي أقل من 24 ساعة، أعلنت وزارة التموين رفع جميع الأسعار، وبخاصة مواد البناء بنسبة 400%!! فكيف لي أن أعرف قبل أربع سنوات أن الحكومة سترفع الأسعار، بينما نائب رئيسها للشؤون الإقتصادية بالذات لا يعلم ذلك قبل 24 ساعة؟؟
• نرفز السيد حمدون – نائب عبد الرؤوف الكسم- وقال أنت تعمل على قلب نظام الحكم!
• صُعقتُ من إجابته، وتساءلت كيف لي أن افعل ذلك – حتى ولو أردته جدلا- وأنا مجرد مهندس معماري ليس لي سلطة لا على عسكري، ولا على دبابة، ولا على طائرة... وأكملت: إذا كان هذا هو إتجاه الحكم فأنا أتقدم باستقالتي! ذلك، علما مني بأن مثل ذلك الإتهام في النظام الأسدي يعني الإعدام بالذات!
• قمت بزيارة "الحمدون" في اليوم التالي في مكتبه، وتساءلته كيف تفكرون بمثل الإتهام المذكور، وكيف لي أن أنفذ شيئا من ذلك وانا مجرد مهندس معماري لا أملك حتى بندقية، ولا أي سلطة ولو على عسكري واحد؟ فأجاب لا فضَّ فوه ضاحكاً وبالحرف الواحد،وأقسم بالله العظيم على ذلك: "منّدبّرلك ياها" إما أنك تعمل مع بعث العراق، أو مع الإخوان المسلمين!!
شيء عن عبد الرؤوف الكسم خاصة، والنظام الأسدي الخائن عامّة ... الجزء الأول
المهندس سعد الله جبري
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية