ورد في تعليق على خبر عنوانه "الثوار يقولون إنه من التهور نقل المعارك إلى دمشق" نشره موقع "كلنا شركاء بتاريخ 11/08/2012، قول مدير مستشفى عسكري في برزة : " المسألة ليست مسألة حرية أو فساد. إسرائيل تريد إضعافنا. روسيا وأميركا تتقاتلان من أجل النفوذ في المنطقة. السعودية وقطر تمولان المعركة، وقد وعدت تركيا بامبراطورية عثمانية جديدة. وهذه هي المشكلة في سوريا اليوم".
يبدو أن مدير المستشفى المذكور هو مجرد عميل فاسد للنظام الأسدي الفاسد الخائن، ويعمل لتسويق إدعاءات النظام الكاذبة، أو هو جاهل لدرجة يصعب معها اعتباره مواطنا سوريا من حيث الأساس!
كلام مدير المستشفى هو كلام خاطئ كلّية بجميع ابعاده، فثورة الشعب العربي السوري ليست تعبيرا وخدمة لإسرائيل التي تُريد إضعافنا، ولا روسيا وأميركا اللتان تتقاتلان من أجل النفوذ في المنطقة، وإنما هي ثورة شعب، عانى من نظام حكم فاسد خائن لحساب "إسرائيل بالذات" تسبب في فقدان الجولان منذ عام 1967، وتثبيت احتلاله من قبل إسرائيل لأكثر من 42 سنة متوالية، وخاصة خلال عهد بشار الأسد الذي تمادى بتعليمات إسرائيلية إلى سلسلة تخريبات إقتصادية ومعيشية من خلال خلق أفظع تراجع إقتصادي وتنموي ومعيشي في التاريخ السوري إطلاقا، تسبب بخلق حالات إفقارٍ وبطالة متعمدة لأكثرية الشعب السوري، هدفها إرغام الشباب السوري عامّة – وخاصة ذوي الخبرات الفنية والعالية على الهجرة خارج البلاد، بقصد حرمان سورية من رأسمال الخبرات الذي هو الأساس الأول إطلاقا لكل تنمية وطنية واقتصادٍ متطور في أي بلد من بلاد العالم جميعا!
وأقول لمدير المستشفى: بل هي مسألة حرية مفقودة، لا يعيش الإنسان السويّ بدونها، ومسألة فساد خلقه ونمّاه نظام الحكم الأسدي الفاسد قاصدا، فخلق به البطالة والفقر لأكثرية الشعب، كما لم تعرفه سورية في تاريخها من قبل!
إن الشعب السوري يُقاتل الآن في سبيل حريته، وهي أعز وأهم ما يعيش عليه كل شعب من شعوب العالم، وهو ما تُقاتل في سبيله جميع شعوب العالم، ومنها سورية التي قاتلت الإستعمار الفرنسي لنيل حريتها واستقلالها! وتقاتل الآن لاستعادة حرية الوطن والشعب التي اغتصبها وخنقها النظام الأسدي العميل!
ومن ناحية أخرى يقاتل أكثرية شباب الوطن وأجياله في سبيل عمل، لا يجدونه، بعد أن اوقف الخائن بشار الأسد تنفيذا لتعليمات أسياده في إسرائيل، كل تنمية وطنية إطلاقا طيلة 12 سنة متوالية – وما زالت – فخلق بذلك:
1. البطالة، وبالتالي الفقر والحرمان، لجميع العاطلين عن العمل!
2. تخفيض مستوى المعيشة لأكثرية المواطنين العاملين فعلا، بعد أن خفّضها – قصدا– بخلقه الغلاء، عن طريق سلسة تخفيضات قيمة العملة السورية حيت هبطت إلى أدنى من ربع قيمتها قبل حكم الفاجر اللص بشار الأسد! وبالتالي تسبب برفع الغلاء وجميع الأسعار لأكثر من 400% خلال عهده المتآمر المشؤوم، مع بقاء المداخيل على حالها تقريباً!
3. قيام بشار الأسد وأقربائه بسرقة فروقات أسعار العملة المخفضة من أموال المواطنين الخاصة، وذلك من خلال عقود فساد هائلة أطنبت حتى المواقع المرتبطة والمُؤيدة للنظام الأسدي في الحديث عنها خلال السنوات السابقة للثورة - بالطبع –
4. خلق بذلك إنكفاء التنمية والإنتاجية الوطنية إلى حدود مؤلمة، بل تسبب بإغلاق أكثر من 2500 مصنع سوري قائم قبل عهده المشؤوم، وتراجع بالزراعة الوطنية، حتى أصبحت سورية تستورد حتى القمح بدل تصديره كما كانت خلال عقودٍ وقرون سابقة! وبعد ذلك يتحججون بعدم سقوط الأمطار، وهم بذلك مجرد كذبة مُخادعين!
5. خلق بذلك اعتلال الميزان التجاري السوري، نتيجة زيادة الواردات، وتناقص الصادرات للأسباب المذكورة! وبالتالي تسبب بإضعاف متتالي لسعر الغعملية السورية، والذي نتج عنه أيضا مفاقمة الغلاء دون توقف!
أما عن مبدأ نقل المعركة إلى دمشق، ففي رأيي المتواضع أنه يجب وجوبا حتميا ذلك - واليوم قبل غدا - ومعركة دمشق بالذات هي التي ستُنهي النظام الخائن نهائيا وتقنص وتقتل رموزه، وتنصر ثورة الشعب، وعندما تنقل المعركة لدمشق، فسيقوم الشعب السوري في جميع مدنه ومحافظاته بالمشاركة بالثورة على التوازي وفي ذات الوقت، لأنه يعرف أنها فرصة العمر لتحقيق النصر السريع على النظام الخائن العميل لإسرائيل – وإسرائيل بالذات – والذي يقوم النظام الأسدي على تنفيذ سياساتها وتعليماتها، لتخريب سورية وتدميرها وتقتيل شعبها، وزرع فتن التفرق بين أبنائها!
نعم إن على قيادة الجيش الحر، وكتائب الثورة السورية، التوجه لدمشق سريعا سريعا، وعندما تُشارك دمشق بالثورة بفعالية كاملة، وخاصة بالتوازي مع ثورة حلب العظيمة، فستهب حينئذ جميع مدن ومحافظات سورية للمشاركة في الثورة وحتى النصر، وحيث سيعجز النظام الخائن عن تفريق الجيش السوري وتوزيعه على مدن سورية جميعا، وبذلك سيتحقق انتصار الثورة وسقوط النظام!
ومن هنا فإن ثورة دمشق الشاملة ستكون مفتاح المعركة الحاسمة سريعا لنصرة ثورة الشعب العربي السوري، وإنهاء أفسد وأخون حكمٍ حكم سورية في تاريها إطلاقا، بعون الله تعالى!
وعندما تنتصر ثورة الشعب فستعود سورية بلدا حرّا ديموقراطيا أمينا، حيث يحكم الشعب نفسه وبلاده بنفسه. وبعدها، وخلال بضعة سنوات قليلة ستعود بواسطة المخلصين الشرفاء من أصحاب الرساميل الوطنية، إضافة لمجهودات هجومية جادة من قبل الدولة، فورة العمل الشريف والتنمية واسعة النطاق، وإنهاء البطالة والفقر والحرمان الذي تُعانية أكثرية الشعب السوري حاليا، وذلك بعد أن أوقف النظام الأسدي الخائن والفاسد التنمية الوطنية توقفا شاملا بسياساته التراجعية الخائنة! وهو ما تسبب بالفقر والحرمان والغلاء للشعب، والضعف والتخلف والتراجع للدولة!
بل هي مسألة حرية و فساد، وإنقاذ للوطن والشعب في سورية!

المهندس سعد الله جبري
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية