أردوغان: "بورما خط أحمر والسوريون إلعب غيرها"

أثارت زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى بورما تأييداً ملفتاً من قبل العديد من أبناء الدول العربية والإسلامية لما تعانيه البلاد من إبادة جماعية للمسلمين بحسب ما تتناقله وسائل إعلام محلية وعالمية.

ولعل المفارقة الأبرز هي عدم تلهف وتعاطف السوريين تحديداً مع زيارة أردوغان إلى بورما على الرغم من الرابط الديني وبين الكثير منهم وأهالي بورما إضافةً للرابط الإنساني، حيث أبدى العديد منهم تعاطفه مع أهالي بورما واشمئزازه من توقيت الزيارة والشخصية الزائرة التي عرفت بكثرة تصريحاتها وقلة أفعالها.

فأصبحت زيارة أردوغان وتعاطفه مع أهالي بورما مادةً دسمة للسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي (تويتر وفيسبوك) وخاصةً من قبل الحمويين الذين ذاقوا الأمريين من تصريحات رئيس الوزراء التركي بعد أن رفعوا علم تركيا في مظاهراتهم المناهضة للنظام السوري كردٍ للجميل بعد أن أكّد أردوغان بأنّ حماة خط أحمر ولن يسمح للنظام السوري بالاقتراب منها واقتحامها في وقت مشابه لهذه الأيام من السنة الماضية.

ولكن الجيش النظامي قصف المدينة في أوائل رمضان وهجّر أهلها واعتقل الكثير من سكانها وأسقط العديد من الشهداء وما كان من أردوغان سوى إرسال السفير التركي إلى حماة بعد انتهاء العملية العسكرية للتأكّد من أنّ النظام سحب الآليات الثقيلة إلى خارج المحافظة وأنهى العملية العسكرية.

ليسأل أحد الناشطين ساخراً عن سبب هذه الزيارة المفاجئة لأردوغان، فقد يكون مرتبطاً بقرب الانتخابات التي كانت تشهدها تركيا في بداية الثورة السورية، واقترح آخر على سكان بورما رفع لافتات تطالب أردوغان بالأفعال بدل الأقوال أثناء زياردتهم (من أولها لن نريد أقوال وتصريحات رنانة)، بينما أكّد أخرون ضرورة إسماعه تصريحاته التي هدد فيها النظام السوري منذ بداية الثورة والتي بلغ عددها العشرات.

ويأتي ذلك في ظل الدمار والارتفاع الكبير في نسبة الشهداء في الشهر الأخير تحديداً وسط صمت دولي وإنساني جراء ما يحدث في سوريا، مبررين لأنفسهم الفيتو الروسي والصيني الذي رفع مرتين في مجلس الأمن لرفض قرارات تُدين للنظام السوري.