أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

هل من يملك من إيضاح أو تفسير؟ ... العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم

                                     
ما إن يحاول مواطن عربي الدفاع عن سوريا وفصائل المقاومة, إلا وانبرى له البعض بوابل من التهجم والنقد.
وراحوا يدبجون التعليقات, بالهجوم على الكاتب وسوريا وقيادتها,بحقد ولؤم وكلام فارغ ليس بصحيح أو مفيد.
وأرد على هذا البعض بهذا المقال. تاركا لهم الإجابة والتفسير,عسى أن يعرفوا مكامن الخلل أو التقصير. ويهتدوا إلى الحقيقة, فيقلعون عن هذه العادة وهذا الأسلوب الذي لا يخدم سوى الإدارة الأمريكية وإسرائيل. 
واقع عجيب ومحير, ويستعصى على المرء فهمه, أو أن يجد له من إيضاح أو تفسير مهما أجهد التفكير.
فكيف نفسر مع مرور السنين قوة الولايات المتحدة الأمريكية اللامحدودة, وضعفنا العربي الذي ليس حدود.
فإن كانت مساحة الولايات المتحدة الأمريكية 9,2كم مربع, فمساحة الوطن العربي 13,4كم مربع.وإن كان عدد سكانها 300مليون نسمة, موزعين على 51 ولاية. فإن سكان الوطن العربي عن تعدادها يزيد, وموزعين على 22 دولة فقط.وإن كان يدير أمورها في كل شأن وزير واحد ومدير. فإن كل شأن مقابله يديره  لدينا 22وزير ومثلهم من المديرين. وإن كانت تتمدد على عدد كبير من خطوط الطول والعرض, فوطننا العربي يتمدد على ما هو يزيد.والأغرب من ذلك إصرار الأمم المتحدة في تقاريرها على أن تخلف  المجتمعات العربية سببه ضآلة الحريات السياسية. في حين ينتخب الأمريكيين رئيس واحد كل أربع سنوات, وأعضاء لمجلسي الشيوخ والنواب كل عامين لمن قضى في النيابة أربع أو ست أعوام. في حين ننتخب 13 رئيس و وحوالي 24 مابين مجلس نواب وشيوخ وأعيان وشورى وغيرهم من المسميات. وأننا نمتاز عليها بوجود سلطان وملوك وأمراء كالأمير سعد الحريري وشيوخ كالشيخ أمين الجميل والبيك وليد جنبلاط, وعندها ليس لهم من وجود.
وحتى كل صحيفة ومحطة إذاعة وفضائية تصدر في الولايات المتحدة الأمريكية, نصدر زيادة عنها أضعاف. وحتى في مجال الثراء والبذخ, فنحن متفوقين عليها, ولدينا أيضا جحافل من الأثرياء والحمد لله. وحتى إن كان فيها فقر فنحن أيضا لدينا الكثير من الفقراء والمعوزين. وحتى دستورها وقوانينها وقضائها الذي ثبت أنهم قاصرين في ظل إدارة الرئيس بوش, لدينا قصر أكثر منهم في بعض الدول العربية من المحيط إلى الخليج.
إن كان للرئيس الأمريكي الكثير من الامتيازات والصلاحيات,فهما إنما نقطتي ماء في بحر امتيازات بعض زعمائنا العرب.وإن كان الرئيس جورج بوش يفاخر بأن لديه جيش واحد,فأصغر أمارة لديها جيش. وإن كان له أجهزة امن. فأجهزة امن محمود عباس,أو نوري المالكي أكثر عددا مما لديه. وإن كان للرئيس الأمريكي قصر هو البيت البيض ومنتجع ومزرعة. فأصغر أمير عربي يملك منها أكثر مما يملك الرئيس الأمريكي, وحتى أفخم وأكثر أبهة, وأفضل زخرفة وفرشا وتحفا ورياشين. وإن كان لدى الولايات المتحدة الأمريكية جامعات ومراكز دراسات وبحوث, فلدينا مثلها أيضا. وحتى انه لدينا خريجين ومدرسين وأستاذة ومثقفين وشعراء وأدباء وفنانين وأطباء ومهندسين مثلها أيضا وأكثر. ولدينا أيضا مثلها تجار وصناعيين وحرفيين كما لديها. حتى المشافي والمستوصفات والمراكز الطبية الجراحية والتصوير والتحاليل موجودة لدينا كما هي موجودة لديها.
·    البعض يرجع السبب إلى أن تخلف العرب والمسلمين سببه انتشار الفساد, والفساد ثبت أنه لديها أصلب عودا وأشد مراسا, وأكثر بكثير مما لدينا ولدى الآخرين.و روائح الفضائح في الغرب تزكم الأنوف. فكم من فضيحة ثبت أن الرئيس الأمريكي كان يتجسس فيها على خصومه ومنتقديه ومنافسيه, أو يستخدم البيت البيضاوي لمآربه الخاصة, ثم أخيرا فضيحة شيراك وأبنته التي يحقق فيهما القضاء.
·    والبعض يرجع السبب إلى تمسكها بالنظام الرأسمالي, ولدينا برجوازيات و رأسمالية ورأسماليان أكثر توحشا وجشعا مما لديها ولدى الآخرين.وربحهم الصافي بمئات الملايين.
·    والبعض يعتبر أن تمسك بعضنا بالنظام الاشتراكي أخرنا وخلفنا لسنين. وها هي الصين بنظامها الاشتراكي صارت اكبر مزاحم للآخرين. وأيضا لدينا دول لم تترك النظام الرأسمالي لحظة ومتمسكة فيه باليدين والرجلين ومع ذلك فهي حسب التقارير الدولية تحتل المراتب الأولى في سلم المتخلفين.
·    والبعض يعتبر أن تقاعسنا عن إعطاء المرأة كامل حقوقها هو السبب. والمرأة لدينا تحظى بالكثير من الحقوق , وراحت تطرق كل ميادين الحياة. ومن النساء أستاذة وساسة  وزراء ومدراء وقضاة ورجال أعمال في مختلف الميادين. إضافة إلى أن كثير من النساء في الولايات المتحدة تعاني أكثر بكثير مما تعانيه بعض النساء العربيات والمسلمات. وكم من جريمة مروعة قتل فيهم الزوج زوجته أو أولاده.
·    والبعض يعتبر أن حجاب المرأة هو السبب. ولكن حبن نرى تصرفات رايس وتاتشر وغيرهم تراهم رغم سفورهم فهم محجبي العقل, وتفكيرهم ضحل وقتلة ومجرمات وإرهابيات.وأخطر الحجب على المرأة والرجل هي الحجب التي يحجب بهما العقل والتفكير والحوار.
·    والبعض يعتبر السبب هو هجرة العقول والنخب. وكثير من الدول العربية عالجت وتستمر بعلاج هذا الموضوع بمنتهى الشفافية, ومع ذلك لم تحقق ما تصبوا إليه. وحتى النخبة الأميركية من المحافظين الجدد والصقور أضروا ببلادهم ضررا يعجز عنه كافة الجهلة والحمقى والأغبياء في العالم مجتمعين.
·    والبعض يرجع السبب إلى فرض حالات الطوارئ وانعدام الحريات. والولايات المتحدة عانت في الماضي نفس هذه المعاناة, وتنهج من جديد فرض حالة الطوارئ, وتفرض قوانين  وتقصقص من الحريات الشخصية للمواطن وتحد منها بحجة محاربة الإرهاب ومع ذلك لم تتأثر.
·    والبعض يرجع السبب إلى الاستعمار.والولايات المتحدة كانت مستعمرة من الانكليز, وتحررت منه, وتحولت الإمبراطورية البريطانية إلى خادم مطيع للولايات المتحدة الأمريكية. في حين مازال هناك البعض لدينا بعد تحررنا من الإنكليز وغيرهم, يحن أو يوظف نفسه عميلا للإنكليز وغير الانكليز.
·    والبعض يرجع السبب إلى سطوة أجهزة الأمن العربية. ولكن سطوة أجهزة الأمن الأمريكية لا تضاهيها سطوة وإجرام.وحتى الأنظمة الحليفة لها أجهزتها الأمنية أشد شراسة من كل الأجهزة. 
لا أريد أن أسهب في تعداد الذرائع والحجج التي باتت معروفة ومملة من كثرة السرد والتنظير والتكرار.إن كان من بعض فصائل الموالاة أو المعارضة, أومن بعض المفكرين والمثقفين. ولكنني أعتقد أن الإجابة والتفسير لهذا الموضوع يكمن في الإجابة على هذه الأسئلة بموضوعية من قبل من يمتهنوا النقد والتعليق, وهي:
1.   هل للعمل قدسية وحق واجب ومفروض على من يؤديه عندنا, كما هو سائد ومتبع في الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب.بحيث يعطى حقه بكل إخلاص وتقدير واحترام؟  أم أن العمل لدينا عار ومهان ومهضومة حقوقه, من العامل والمعامل والمؤسسات والدوائر؟
2.   وهل المنصب عبارة عن مسئولية, تفرض على صاحبه أن يثبت جدارته فيه واهتمامه ونجاح مؤسسته وكسب احترام وتقدير المواطنين, بما يرونه مجسدا على أرض الواقع, كما هو متبع في الولايات المتحدة ودول الغرب. أم كما هو سائد في عالمنا العربي عبارة عن امتياز  وباب للرزق والإثراء غير المشروع وتحقيق المصالح النفعية والشخصية المقيتة؟
3.   وهل وقت العمل وحقوق العمل وواجبات العمل المفروضة في كل عمل, يعطون  كامل حقوقهم وينفذون على الشكل الصحيح من قبل الجميع كما هو متبع في دول الغرب,أم أن بعضننا يقوم بقصقصة هذه الحقوق والواجبات والمتطلبات على مزاجه وبما يرضيه؟
4.   وهل بعض المسئولين في وطننا العربي يحترمون مواطنيهم, ويسهرون على راحتهم وإيصالهم لحقوقهم المشروعة كما ينتهجه رئيس البلاد وكما يأمرهم ويحثهم عليه على الدوام, أو على  الأقل كما يعامل المسئول الأمريكي أو الغربي مواطنيه؟
5.     وهل قوانين المحاسبة للمخطئين والمفسدين لدينا صارمة كما هي في أميركا ودول الغرب؟
6.   ولماذا لم  لا نجد في أوطاننا العربية معارضا غربيا أو أمريكيا لنظامه أو فصائل معارضة لأنظمتهم تتخذ من بعض أقطارنا العربية قواعد لتحركاتها,بينما نجد أن معارضتنا العربية والإسلامية  تقيم في الغرب وتتعاون مع الغرب وتستقوي بالغرب وتأتمر بالغرب؟
7.   ولماذا لا نجد عملاء فرنسيين وبريطانيين وأمريكيين يتآمرون على أوطانهم ,بينما نجد طوابير من العملاء في وطننا العربي كعملاء العراق ولبنان وفلسطين؟
8.   ولماذا لا يهرب مسئول أمريكي أو بريطاني إلينا بعد أن قضى  سنين عمره في خدمة بلاده ونظامه ورئيسه, أو صرف من عمله بسبب كبر سنه أو بسبب فساده, ويتحفنا بتوجيه التهم لرئيسه وحزبه ونظامه. ويتنصل من كل أفعاله وفساده ويلقي بهم على الغير, بينما يفعلها لدينا البعض ؟ وهل السبب صرامة قوانينهم  التي تعتبره خائن,بينما يهلل له لدينا كمعارض؟
9.   ولماذا يسارع البرجوازي تاجرا كان أم صناعيا أو مصرفيا أو صاحب معمل في دول الغرب, لدفع الضرائب المترتبة عليه بسعادة وسرور, بينما يتهرب البرجوازي والتاجر والصناعي  في بلادنا من دفعها, ويفسدون  بعض من ضمائرهم ضعيفة من الموظفين بالرشوة والسمسرة ليفسدوا المجتمع , ويحملوا الدولة  وبلادهم الكثير من الخسائر؟
10. ولماذا خبراء الاقتصاد في دول الغرب أول ما يلجئون لتنشيط عجلة الاقتصاد, ومكافحة التضخم و الحد من الخسائر إلى ضغط نفقات المؤسسات الخاصة والرسمية ,والحد من الهدر ومكافحة الفساد, وزيادة الضرائب على البرجوازيين والصناعيين والتجار والمواد الكمالية. بينما يلجأ خبراء الاقتصاد لدينا إلى زيادة الضرائب على المواطنين ورفع أسعار المتطلبات الضرورية من ماء وكهرباء وضرائب عقارات وعقود بيع وشراء؟
11. ولماذا يحترم مسئولي الدولة والحكومة في الغرب دخول صغار الكسبة, والزيادات التي تدفع لهم لتحسين ظروف معيشتهم. في حين يلتف كثير من خبراء الاقتصاد لدينا, ومعهم بعض المسئولين والتجار لتفريغ المنح والزيادات من مضامينها بدلا من حمايتها, وتجييرها للتجار والباعة جملة ومفرق, وللدولة من خلال التلاعب بالأسعار وزيادة الضرائب ورفع الأسعار؟
12. ولماذا كانت العمليات الانتحارية من قبل الأمريكيين والفرنسيين والبريطانيين مبررة ضد النازية واليابان أثناء الحرب العالمية الثانية, بينما باتت إرهابية حين ينتهجها الفلسطينيين واللبنانيين والعراقيين ضد الغزاة والمستعمرين الصهاينة والمحتلين؟
13. ولماذا أستئصلت دول أوروبا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية بدون رحمة أو شفقة كل من تلكأ عن المقاومة, أو تعاون مع الغزاة والنازيين والفاشيين. بينما هو مبرر لمن يتعاون مع الصهاينة والإسرائيليين ومحتلي العراق, والمعتدين على لبنان صيف عام 2006م, وحتى يقدم لهم الدعم, وتقاطع وتحارب فصائل المقاومة والدول الداعمة لها؟
14. ولماذا يصر الرئيس جورج بوش على دعم الديمقراطيين والإصلاحيين في بيروت وبغداد ودمشق وطهران, ويضطهد هو وكثير من أنظمة الغرب كل من يحاول نشر الإصلاح والديمقراطية في باقي الدول العربية, رغم أن بعضها غارق في الفساد والجهل والتخلف؟
15. ولماذا تعلن وزير خارجية إسرائيل أن بلادها وحكومتها ستتابع التحرك من أجل أمن إسرائيل ولو كلفها انتقادات دولية. في حين يؤيد البعض إسرائيل وإدارة جورج بوش, ويتواطأ معهما, أو مع أحدهما خوفا من أن تصدر بحقه انتقادات أمريكية أو إسرائيلية؟
16. ولماذا تفاخر الإدارة الأمريكية بعلاقاتها الإستراتيجية مع إسرائيل في كل محفل,وتتعهد بحماية أمن إسرائيل وتزويدها بالمعونات والأسلحة, بينما يتهرب البعض من التحالف الاستراتيجي مع سوريا أو دعمها,ودعم كل دولة عربية أو إسلامية تتعرض للعدوان الأمريكي أو الإسرائيلي بسبب رفض الانصياع لشروطهم الجائرة والتعجيزية؟
17. ثم ما ذنب حكوماتنا الوطنية حين تفتح أبواب التوظيف لمواطنيها, أو تسند المسئوليات لشباب المستقبل ,لتقلد المسئوليات , ليكونوا المدافعين عن المواطنين, وتسهيل أمورهم,فإذا ببعض هؤلاء يتنكرون لأبسط المهام والواجبات وسيئون للمواطنين والسلطة والوظيفة؟
18. ثم ما هو ذنب حكوماتنا الوطنية, إذا كان منطق تحقيق المنفعة الشخصية, وتحقيق الربح الشخصي وتحقيق المصلحة الشخصية, هو الرائج  في أوساط بعض المواطنين والموظفين والتجار والمهنيين والمتعلمين والأخصائيين والأطباء والصيادلة والحقوقيين والقضاة والمهندسين, بحيث بات العديد تجار في كل شيء ومنطقهم ومنهجهم التجارة والربح؟
19. ولماذا تتحرك الإدارة الأمريكية وبعض الحكومات الغربية,  للمطالبة بإطلاق سراح الخونة والعملاء والفاسدين والمقصرين, الذين أقروا بأنهم مدانين وصدرت بحقهم أحكام قضائية؟
20. ولماذا عومل الأمريكيين وحتى بعض كبار الضباط و حتى بعض النواب والإعلاميين وجورج غلاوي على أنهم خونة لأنهم انتقدوا المبررات الكاذبة  للعدوان والاحتلال الأمريكي للعراق, بينما تعامل بعض الحكومات الأوروبية والرئيس جورج بوش, العملاء من العرب مسلمين ومسيحيين وأكراد وغيرهم على أنهم رسل حرية وإصلاح وديمقراطية؟
21.  ولماذا تقف الإدارة الأمريكية وبعض الأنظمة الأوروبية وبعض الزعماء الأوروبيين, مع ما يسمى بالأكثرية في لبنان, رغم أنها لا تمثل سوى جزء صغير من كل من المسيحيين والمسلمين سنة وشيعة وموحدين وباقي الطوائف التي تزيد عن السبعة عشر طائفة وملة؟
22. ولماذا لم تعامل جريمة اغتيال بنازير بوتو كما عوملت جريمة اغتيال رفيق الحريري؟
23.  ولماذا كل هذا العداء الجنوني الغير المبرر من الإدارة الأمريكية وبعض الحكومات الأوروبية والعربية لسوريا شعبا وقيادة ورئيسا, رغم معرفة الجميع وقناعاتهم الضمنية أن سوريا هي البلد الوحيد الذي يسير على نهج وخط وطني وعربي وإنساني صحيح وسليم؟
24.  ثم هل المجتمعات نتاج الحكومات أم الحكومات هي نتاج المجتمعات؟
25. ثم لماذا لا يقلد هؤلاء الناقدين والمعلقين ما هو سائد في الولايات المتحدة ودول الغرب, من فضح قضايا الفساد والفاسدين والمرتشين بالأسماء والتواريخ والأرقام, والحكومة وأجهزة الأمن سيكونون مسرورين وسعداء, وسيطاردون هؤلاء ويحاسبونهم ليكونوا عبرة لغيرهم. أم أن الخوف وتناقل الشائعات هي ما يهتم فيه هذا البعض,ويريدون أجهزة الأمن والسلطات أن يضربوا بالمندل والودع, أو يستعينوا بالبصارة والمشعوذين لمعرفة الفاسدين؟
26.  ثم لماذا كل ما حاول نظام أو رئيس أن ينفتح على شعبه, ويتلمس مشاكله وهمومه وقضاياه, أو يتصدى للعدوان والغزاة والمخططات الاستعمارية , أو يسعى لتحرير أرضه. سارعت الإدارة الأمريكية وحلفائها وإسرائيل بالتآمر عليه, وتحريك الخونة والعملاء والمتآمرين لينكص عن مسعاه, ويعزز القبضة الأمنية, ويصبح حديث وسائط الإعلام؟ وهل أستوعب أحد حكمة الرئيس بشار حافظ الأسد, حين بقي مصمما على نهجه ولم يأبه بهذه المؤامرات وهذا المخطط الامبريالي الصهيوني. وأستمر بالتواصل مع المواطنين و معالجة قضاياهم بشفافية, ومتمسكا بنهجه الوطني ورافضا الانصياع والاستسلام, وحاميا لقضايا أمته ووطنه وشعبه.ومجهضا مخططات كل من إسرائيل والإدارة الأمريكية وحلفائهم؟
27. ثم هل من نسي مقولة الرئيس الخالد حافظ الأسد حين قال: لا أريد من أحد التستر عن العيوب والنواقص, ولا السكوت عن مكامن الخلل والخطأ والتقاعس والتقصير؟
28.  ثم هل من ينكر أن العداء الذي يكنه وينتهجه البعض ضد سوريا وشعبها وقيادتها ورئيسها حفظهم الله ورعاه , إنما سببه هو إجهاضهم للمخطط الأميركي الصهيوني؟
29. ثم هل هو عاقل ووطني وشريف من يعتبر سوريا عدوا للبنان وإسرائيل جارة للبنان؟
30.  وهل من ينكر أن الوضع السياسي والاقتصادي في سوريا رغم الحصار والمقاطعة والعداء هو أفضل من أوضاع جيرانها, وحتى أفضل من أوضاع معظم الدول العربية وباقي دول العالم بفضل السياسة الحكيمة التي ينتهجها الرئيس بشار حافظ الأسد حفظه الله ورعاه؟
31. وهل من ينكر أن الولايات المتحدة الأمريكية التي غزت واحتلت العراق بذريعة نشر الحرية والديمقراطية, إنما نشرت الإجرام والفساد, ونصبت الفاسدين والخونة والعملاء حكاما عليه, ودمرت شعبا ووطنا, ونكلت بمواطنيه بمنتهى القسوة والإجرام والإرهاب؟
32. وأليس عمل انتهازي  وعدواني وحتى إجرامي وإرهابي  من الرئيس الأمريكي جورج بوش أن يستغل كرم الضيافة العربية من بعض الدول العربية التي زارها حين وقف يتهم فصائل المقاومة العربية في لبنان والعراق وفلسطين وحزب الله بالإرهاب؟
33. وأخيرا أليست الوحدة العربية هي الحل الأفضل والأمثل للعرب ليكونوا دولة قوية وموحدة ومتطورة ويحسب لها ألف حساب, بديلا عن حالة التشرذم السائدة؟
حين يحكم القارئ ضميره ووجدانه  في الإجابة على هذه الأسئلة,سيعذرني وسيعتبرني مصيبا فيما أكتب, ومحقا في  الدفاع عن سوريا بشعبها وقيادتها والسيد رئيسها بشار حافظ الأسد حفظه الله ورعاه. وسيكتشف أن بعض النقد والتعليقات إنما هي خلط الحابل بالنابل, وربوض خلف بعض الظواهر المرضية وبعض نهج ضعاف النفوس, ليتخذ منهم نقطة الانطلاق نحو التهجم على وطنه أو سوريا وقيادتها وقائدها حفظه الله ورعاه, ليس بنية سليمة وإنما بهدف شيطاني هدفه دعم وتأييد الإدارة الأميركية وإسرائيل. وربما لا يعرف بعض القراء أنني في سن لا تسمح لي بالتملق, وأنني من أكثر من يكره التملق والنفاق. وأنني  لا أوفر مقصر ومهمل وفاسد ومقصر بنقد, وقد نالني منهم كثير من هدر الحقوق. وكذلك فعدد سنين عمري لا تسمح لي بأن أكون منافسا لأحد, أو مرشحا لمنصب جديد .فما بقي لي من عمر على هذه الدنيا الفانية بات في حكم الغروب. 


     الاثنين 14/1/2008م                     
        بريد الإلكتروني:   [email protected]
                             :  [email protected]
                         :  [email protected]
 
           

(112)    هل أعجبتك المقالة (110)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي