أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

في وطني... حرة شامية

في وطني, يعدّون أوراق الشجر
على كل شجرة في كل شارع
يعلمون كل ورقة.. وكل نقطة ماءٍ تذهب إلى أعلاها
في وطني, يعلمون عدد المربعات في كل حجرة رصفوا بها أرصفتنا
ويعلمون من يمشي عليها
في وطني, يعلمون ندف الغيوم التي تعلو سماء الوطن
يعلمون متى أتت وكيف أتت
وقد يأخذون غرامة على كل سحابة ظللت ارض العروبة
في وطني, يعلمون ذرّات الهواء أين تطير
ومن يستنشقها.. ومن يعبق بعبيرها
أي زهرة فتّحت ومتى ارتكبت جرمها
في وطني, يفرشون حواجزهم بأكياس طحيننا
ويتكئون بأرجلهم على أعناقنا
في وطني, لا تطير ذبابة إلّا ومعها هوية
ولا يجتمع اثنان إلا وكان جهاز التنصت ثالثهما
في وطني, حبّات الرز تحصى حبةً حبّة
كذلك الشعير..والطحين
وأيضاً....
في وطني..
تتصاعد أنفاث لفات السجائر من فم أحدهم مجانا
ويوهب الرصاص..والحديد..و الصلب مجانا
وتهدى الأصفاد هديّةً لكل منزل من كل قرية
هذا الوطن الذي ما عاد وطني
صار مستعمرتهم
وصرنا منجم ذهبهم
في وطني.. هذا الوطن..
مسحوا من ذاكرتنا الإله
لنعلم أن دمائنا وأرواحنا ملك لهم وبين أيديهم
هم خالقونا , ولهم الحق بقتلنا متى يشاءون وكيفما يشاؤون

(113)    هل أعجبتك المقالة (117)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي