أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

فارس القرابيص في حمص يترجل... محمد حسن عدلان

استشهد بطل حمص وحي القرابيص عامرسمير الملوحي قائد كتيبة أنس بن مالك صائما يوم الخميس 2-8-2012 وهو يدافع عن الوطن ضد عصابات النظام ،وذلك وبعد أن أوصل طعام الإفطار للجيش الحر في حي جورة الشياح المجاور
بعد مجزرة كرم الزيتون دفع النظام الغبي معظم أهل النخوة للقتال حتى الشهادة ،فالتخلي عن السلاح وعن الدفاع معناه ترك الحي لمجزرة سيرتكبها من لا يعرف ضميرا ولا ينتمي للبشر
كان البطل عامر أحد حماة الأحياء المحاصرة .
وأخبار البطل وصلت لكل الأنحاء مع أنه متواضع لايعمل للشهرة فلا يحب التصوير وإن كانت ابتسامة التفاؤل لا تفارقه ،
لقد كان يحمي الحي ، يواجه الشبيحة، كان يوصل الزخيرة لمن نفذت ذخيرته ،كان يحمس المدافعين بعمله وأخلاقه لا بكلامه فقط ،كان يبحث عن المصابين لإسعافهم، كان يتحدى الخطر ويلبي استغاثة المستغيث ،تجمعت فيه المروءة والحمية والشهامة فكان لا يرد ملهوفا خائبا ، ولطالما قام بنقل العائلات من مكان القصف لمكان آمن ،أذكر مرة أن عائلة من الخالدية لجأت إلى القرابيص طلبا للأمن ،وعندما جاء دور القرابيص بالقصف طلب منه صديقه إعادتها للخالدية فهي أقل خطرا ،ولم يتوان أبو سمير وبابتسامته المعهودة أجاب: أمرك أبو صطيف سأنقلهم من المزراب إلى تحت الدلف،
لذلك فلا غرابة لحي القرابيص وفيه مثل عامر أن يصمد كل هذه الفترة الطويلة ضد الحصار الوحشي والقصف البربري. لقد كان مطلوبا مهما للعصابات التي تسمى بالأمن السوري وقد جرح مرتين ولم يثنه ذلك عن الاستمرار في طلبه للحرية فقد نذر نفسه لحماية الآمنين
إنه من شعب اعتمد على نفسه وعلى حمية الكرام في زمن لم نجد فيه من الحكام العرب حمية المعتصم.
شاب استهان بالدنيا فأثبت في مستنقع الموت رجله وقال لها من تحت أخمصك الحشر
ومن شابه أباه فما ظلم فلطالما انتشينا مع والده أبو عامر وهو يتغنى بصموده ضد الطغاة وضد سجانيه منذ كان فتى يافعا وما زال،
أبو عامر يفيض شهامة وإيمانا وعروبة،كان أحلك يوم حزنا عنده يوم سقوط بغداد،على يد الغزاة والخونة ومن ورائهم مجوس إيران ،وأزهى يوم فرحا عنده يوم انتفاضة حمص وإنزال صورة المقبور حافظ من نادي الضباط بأقدام أبطال حمص الأحرار
والآن فنحن نواسي أنفسنا معك يا أبا عامر بأن شهيدنا أبو سمير ،ارتقى وهو صائم.ووالله إنا لنتمنى أن نلحق به شهداء لنكون في أعلى عليين. ولكن الشهادة يرزقها الله لمن يشاء
ووالله لو خيروه أن يعود إلى الدنيا لرفض ولما قبل إلا ليستشهد مرة أخرى من عظم ما يلاقي من أجر ،هذا ما أبلغنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى.
هنيئا لك أبا عامر وارفع رأسك ها أنت أبو الشهيد ،وبوطن حر عما قريب
نعم الحرية على الأبواب ما دام فيها أمثال هذا البطل (عامر سمير الملوحي ).

(103)    هل أعجبتك المقالة (115)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي