أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

هل للثورة بعد طائفي ... محمد حسن عدلان

لقد ثار الشعب السوري لأسباب كثير ة من فساد ونهب وقمع أمني وتحويل سورية إلى مزرعة متوارثة لعصابة من اللصوص
هذه أسباب كافية للثورة فكيف لو أضيف لها السبب الأهم لهذا الانفجار وهو التسلط الطائفي البغيض الذي لا يتجاهله إلا مكابر .
نعم إن البعد الطائفي له دور كبير في الثورة ، وما العيب فيه ، ما العيب في رفض ظلم بدأه النظام ، بل العيب كل العيب في دفن رؤوسنا في الرمال وقبول الذل بحجة واهية مفادها : إن المطالبة برفع الظلم والمطالبة بالحقوق من الطائفيين تعد فتنة طائفية .
وإلا فما العمل ؟ . هل امتلاء فروع الأمن البضعة عشر بشبابنا وأن يداس على رؤوسنا من الطائفيين. هل هذا شيء جميل لنتقبله ؟
هل المشاركة في المواطنة تعني وجود كل جلادي السجون من طائفة وكل المجلودين من طائفة أخرى؟!
هل كتب علينا أن نبتسم للإهانات برحابة صدر إلى الأبد؟!
هل يجب أن نستمرئ البقاء مواطنين من الدرجة الثانية أو العاشرة إلى يوم يبعثون ؟ !
هل حدث في التاريخ أن استسلمت الأكثرية لظلم الأقلية ؟!وهل نحن جبناء أو عديمي الأهلية لنشذ عن قواعد التاريخ؟!.
قد يقولون لا يجب التمييز بين أقلية وأكثرية .بل المساواة بينهما.
ولكن هل ما كان يحدث تمييز أم مساواة ؟ . قد يحدث قبول من الأكثرية لحك أقلية إذا كان هناك عدل ورقي من الأقلية ،أما مع همجية وظلم واضح يراه الأعمى فلا وألف لا.
وإذا ظن النظام بغبائه أننا كنا راضين بالخنوع فقد كان واهما ، كل مافي الأمر أننا كنا نتحين الفرصة بعدما بذر النظام بغبائه وظلمه بذور مصرعه ، نعم إنها النار تحت الرماد تراكمت حتى حدث البركان .
إنه من الحمق أن تقوم أقلية أو أقليات بالاعتداء على الأكثرية التي ضمنت عبر التاريخ للأقليات حقوقها ووجودها، بل إن وقوف الأقليات بوجه الأكثرية التي تطالب بحقوقها من نظام فاسد - ولو كانت مستفيدة من فتات فساده - هذا الوقوف هو قمة الانتهازية الآنية وهو عدم تبصر للمستقبل ومدعاة للانتقام فيما بعد ، والجميع يعرف أن النظام آيل للسقوط عاجلا أم آجلا،فهل من الحكمة رقص الأقلية على جثث الشهداء، وإذا كان الرعاع يفعلون ذلك فأين حكماؤهم أليس بينهم رجل رشيد.
بل ويفتخر بعض الطائفيين أنهم استطاعوا السيطرة على الأكثرية وإذلالها 40 عاما ، وليس لهم بذلك من الفخر من شيء ،فحكمهم مجرد اختطاف عصابة لبلد وهذه العصابة تستخد م الكذب والنفاق لتستطيع الحكم ،وأضح دليل على ذلك أن رئيس العصابة حافظ ثم ابنه يتظاهران بالصلاة نفاقا كالأكثرية ويغدقون على البوطي وغيره ليزكيهم ويشهد بإسلامهم فأين هو الفخر ؟! هل هو فخر بالنفاق أم الكذب والخداع أم الظلم والنهب؟! هل هو فخر أن استلمتم البلد عامرة وسكتنا على أمل أن تكونوا بشرا تعرفون التداول والعدل فاختطفتموها ولم تسلموها إلا خرابا.
ولكن الليل مهما كان مظلما لا بد وأن يعقبه نور الفجر .وها هو الفجر قد لاح.

(100)    هل أعجبتك المقالة (102)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي