أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بين الخميني والعرعور ... محمد حسن عدلان

ذاع صيت شاه إيران ومخابراته (السافاك) بالقمع الذي لا مثيل له إلا عند حاكم سوريا وفروع مخابراته البضعة عشر ،فإنه بمجرد سماع اسم (مخابرات) سيصاب المواطن البريء بالهذيان رعبا .
وازدياد الحاكم في جوره أخرج الشعب عن طوره في كلا البلدين
فثار الإيرانيون بقيادة رجل الدين الخميني ، ولم يقل أحد حينذاك أنها ثورة طائفية مع أن هناك طوائف كبيرة أخرى من سنة عرب وأكراد وبلوش ...لكنهم تفهموا الوضع بأنها ثورة ضد الحاكم الفرد المستبد.
بالنسبة لسوريا ثار الشعب بكامله من كل الطوائف ,ولا داعي لذكر أسماء قيادين علمانيين ومن كل الطوائف، من داخل المجلس الوطني وخارجه مثل غليون، تزييني ، صبرة ،د.دليلة، المناع ،منتهى الأطرش،رستم ...) وسمعنا شعارات الثوار تهدر: (واحد واحد واحد الشعب السوري واحد)
(كلنا بدنا حرية، سنية وعلوية،وأكراد ومسيحية ،ودروز واسماعيليه)
واستجاب أحد رجال الدين وهو الشيخ عدنان العرعور وشجع الثورة بعد أن امتنع عن الدعوة إليها في البداية حقنا للدماء، ولكن لما اشتدت ولم يعد هناك مجال للتراجع فإما أن يكون مع أو ضد ، فاختار الحق ووقف مع الثورة ،وكان أن هتف البعض يحييه باعتبار أن شعبنا يميل للتدين وليس للطائفية ،ولو كان شعبنا طائفيا لما وصل الأسد للسلطة.
وهناك فرق بين المتدين وبين الطائفي، فقد يكون هناك إنسان غير متدين ولكنه طائفي، وبالعكس ، أما الذي يعتبر المتدين طائفيا فهو جاهل أو طائفي.
ومعيار الطائفية هو أن تتعصب لأبناء طائفتك ،وتكره غيرهم، وتعامل الناس وتقيمهم على أساس معتقدهم،وليس على أساس عملهم وأخلاقهم.وهذا ما يتصف به النظام السوري والأنكى أنه يتهم من يشير إلى ذلك بالطائفية.
إن هناك من ينتقد كتابا دون قراءته، وهذا مثله كمن يتهم العرعور دون سماعه ، ولمثل هذا أوجه الدعوة لسماع الشيخ العرعور ولو قليلا ، للتأكد من كراهيته للطائفية بدلا من ترديد ادعاءات النظام كالببغاء.
وقد استمعت لكلام الشيخ ، فلم أجد حرفا واحدا طائفيا ،ومما علق بذهني أنه اعترض على محدثه المذيع عندما دعا بالشر على البعثيين ، فصحح له قائلا بالحرف: (ادع على الظالمين لأنه ليس كل البعثيين ولا كل العلويين ظالمين وكذلك ليس كل المسلمين جيدين).
وامتداحه لمن خبأ المحاصرين السنة في اللاذقية ، وذكر أن من أنقذهم شباب من الأخوة العلويين وأشاد بهم.وهو لا يكل عن التنديد بالطائفية والدعوة لنبذها.
ومع ذلك يتهمه النظام بالفتنة ، لماذا ؟ . لأن النظام يعتبر أن كل من يعترضه مخطئ ، وسيخترع له تهمة من تحت الأرض ، فالمسيحية مي سكاف هي عرعورة سلفية، والأخرى عاهرة، والآخر لوطي أو خائن أو عميل، وأنا مثلا قبضت الأموال من بندر والحريري وسندويشة فيها 500ليرة ... وهلم جرا، فإذا كان الشعب جائعا ويبيع رئيسه بسندويشة فتبا لك من رئيس رخيص وعليك أن توارى رأسك الصغير خجلا إن كان فيك خجل.
ولكن ليس العتب على النظام ورئيسه فهو يترنح، وبالتالي سيشتم معارضيه ما شاء له الشتم ، ولكن العتب على من غرر بهم النظام ، فأتباع النظام في سورية سموا الثوار بالعراعير ،ولكن في إيران لم نجد وقتها من يسمي المتظاهرين بالخماخيم.
هؤلاء لم يكونوا بمستوى طوائف الشعب الإيراني الذي وقف بكل أطيافه المتعددة وقتها مع رجل الدين الخميني ضد الدكتاتور المستبد، فأسقطه وصنع من إيران قوة نووية ، بينما دكتاتورنا يتلقى الصفعات من الصهاينة ويحتفظ بحق الرد عليهم، ولكن مع الشعب لا يحتفظ به بل يتسرع بالرد وبكل وحشية .
ثم إن من يهتف للعرعور جزء من الثوار وليس كلهم ،وقد اجتمع الجميع لتغيير الفساد والاستبداد.
هل انتماء مسؤول أو رئيس إلى طائفة معينة يحميه من المساءلة إذا جار واستبد وجعل الدولة مزرعة له؟ وهل انتماء الفاسد لطائفة يجعل من يعارضه طائفيا.هذا لم يحدث من قبل.
فلنعد جميعنا نحن السوريين إلى الصواب وتأييد ثورتنا على الاستبداد ، لنقيم دولة مؤسسات ينعم بها الجميع، فسوريا تسعنا جميعا عشنا فيها قبل الأسد أخوة وسنظل كذلك بعده.
فلا تقعوا في فخ النظام، فوالله لا خوف على أي إنسان بسبب انتمائه الطائفي ولكن العقاب سيحل بمن أجرم وفقط من أجرم مهما كانت طائفته أو انتماؤه .

(98)    هل أعجبتك المقالة (99)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي