أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حلال لهم وحرام على السوريين! ... الياس س الياس

يتغنى السوريون بمشاركة جول جمال... ويتغنون كذلك بمشاركتهم في حرب فلسطين... في فلسطين يفتخر الناس بابن جبلة الشيخ عز الدين القسام وبمشاركة العراقيين بحرب تحرير فلسطين عام ١٩٤٨... ومقابرهم شاهدة على الامر...
في لبنان كان فرقاء الحرب الاهلية لا يخجلون باسماء متعددة من مشاركة العرب وغير العرب في مؤازرتهم ضد بعضهم... وفي لبنان نفسه كان اتباع الخميني يجدون مكانا ليتدربوا للقيام بثورتهم ضد الخميني... كانت العلاقة وثيقة بالراحل ياسر عرفات... معسكرات اليسار الفلسطيني كانت تعج ايضا بهؤلاء وبالاكراد الذين تدربوا هناك...

الجزائريون يفاخرون بدعم عبد الناصر لثورتهم وقدوم مقاتلين من ليبيا والمغرب وتونس لمساندتهم...
ذهب خليل الوزير " ابو جهاد" الى الجزائر والصين ليجيء بدعم السلاح للثورة الفلسطينية... ووجد عبد القادر الجزائري مكانه بين الشعب السوري كما وجد امين الحسيني مكانا له في بيروت... ومثله وجد في بيروت ودمشق مفكرين و مناضلين عربا مكانا لهم بين هؤلاء...

في العراق وجد سوريون بعد الانقلاب البعثي في سوريا وبعد مذبحة حماة ملاذا لهم... ومن العراق كان العراقيون يجيئون الى سوريا لتنظيم صفوفهم ضد صدام حسين... بل كان بعضهم يذهب الى معسكرات تدريب في ايران... ليقاتلوا في تنظيمات معينة ضد نظام الحكم... كان المالكي وطالباني ومعظم رجال بريمر يقيمون في دمشق...

نظام البعث في سوريا لم يتحرج يوما من الحديث عن " اقطار عربية" فلم يكن يخفي تدخله بشؤون دول وشعوب على اعتبار ان منطلقاته " قومية"...

حتى حسن نصر الله اليوم لا يتحرج من مساندته للاسد والبحرانيين ومكونات معينة في العراق... بل لا يخفي علاقته الوثيقة بالولي الفقيه كفكرة وناظم لعمله وسياساته...

لم يترك النظام الرسمي العربي الساحة الفلسطينية الا وتدخل فيها...

حتى لو نظرنا الى يسار العرب، سنجد بالتاَكيد ان فكرة " التضامن الاممي" ناظما للرؤية المشتركة لنضال الشعوب في قضية تحررها... ففي الحرب الاهلية الاسبانية مثلا جاء من يقف مع هذا الطرف او ذاك من عموم القارة الاوروبية... بل حتى ان بعضهم ساهم في الثورة الفلسطينية من غير العرب.. ومن كل القارات... في الثورة الاميركية شارك فرنسيون مخلدون الى يومنا هذا في اميركا...

السؤال الان:
لماذا كل هذاالتهويل والنفاق الذي يمارسه العرب بساستهم واعلامهم شعوبا وقوى سياسية في تعزيز النظرة المهولة والكارثية لمشاركة عربي اخر في سوريا دفاعا عن شعب يتعرض لمذبحة؟؟
هذا النفاق ينطبق على الجميع من لبنان الذي يتبرع فيه وزير خارجية هذا الكيان الهزلي ممثلا بحكومة ميقاتي ليكون ضمن جوقة وزراء خارجية الاسد وليس بلدانهم.. ومثله حسن نصر الله الذي لا يخجل من التباهي باصول موسى الصدر المغيب و" امميته النضالية والكفاحية"... ومثله احفاد الثورة الجزائرية الذين لفرط حساسيتهم ظنوا ان جحافل الفرنسيين على ابواب دمشق... ومثلهم الخليج العربي الذي تخردقه ايران من سلطنة عمان الى الامارات والكويت فيبدي حساسية شديدة وخوف رهيب اذا ماعبر مواطن او سوري مقيم عن تضامنه مع شعب سوريا... وهو ما ينطبق على جل الفصائل الفلسطينية التي كنت تتغنى ب" يا وحدنا" وتستصرخ الشعوب العربية واذ بها تتقوقع على فكرة سخيفة مارسها لبنان الرسمي " الناَي بالنفس" وشعبهم نفسه يتعرض للقتل في سوريا...

ان الامر ينطبق على الاعلام المقاوم والاعلام الليبرالي الذي يقفز فرحا وصارخا " وجدناها" اذا ما تبين لهم ان مقاتلا عربيا وليس شرطا مقاتلا بمعنى مسلح بل يمكن ان يكون طبيبا او مغيثا لاثبات نظرية سخيفة ايضا اسمها " مؤامرة كونية"... بالطيع الامر مفهوم من منطلقات فكرية اذ ان الامر يتعلق بالملتحون الاسلاميون.... لكن ليساَل هؤلاء الرفاق انفسهم مرة واحدة: لماذا لم نستطع سوى تصدير العلاك المصدي عن حق الشعوب بالدفاع عن نفسها وعن التضامن الانساني الاممي والغوص في شطب تاريخهم في التنظير للكفاح المسلح على الطريقة الماوية حتى... ان الغرب الذي تتهمه سلطة فاشية تدعي انها علمانية في دمشق مع تحالفاتها غير العلمانية من الضاحية مرورا بطهران وبغداد ووصولا للامبريالية الجديدة في موسكو بدعم الثورة السورية تعرف انها تقول كما من الهراء والكذب اذ نعرف جميعا انه لا دعم غير تصريحات وتهويل اعلامي وصل قمة مسخرته بمقاطعة الاسد بالكافيار والشيكولاته والسيكار... بينما الدعم التسليحي واللوجستي يجيء من هؤلاء والى جانبهم الرفيق هوغو تشافيز والبرازيليين...

سيكتب التاريخ هذا الفصل من المهازل التي تشارك فيها حتى قوى سورية تدعي انها معارضة للنظام بلوكها ذات الشعارات التي تجيء من نظام واعلام يدعون انهم يعارضونه...
هل السوريون بحاجة لمقاتيلن؟ طبعا لا ... لكنهم بحاجة لسلاح ومن هول التهويل عليهم تظن ان اي مساندة لهم هي ممارسة تخالف الانسانية ومن الامور الخارقة التي لم يقم بها هؤلاء المنافقون الذين يرفعون اصواتهم صراخا ليذبح السوري بصمت... وهذه ستسجل عارا على العرب وعلى الانسانية وهم يجدون في صراخ هؤلاء ملاذا للتعبير عن عجزهم التاريخي... انتظروا وسترون فعلا كم هي الثورة السورية ثورة عالمية فاضحة للعبة الامم ولعبة ممارسة الاكاذيب عن ممانعات ومقاومات هي في جوهرها شعارات للمتاجرة ليس الا...

(114)    هل أعجبتك المقالة (105)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي