أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مدير الفضائية السورية : قمنا بخطوات تبلغ حدود الثورة

الإعلامي نضال قبلان جاء إلي الفضائية السورية منذ شباط (فبراير) الماضي، وهو يحمل إرثاً من النجاحات الإعلامية التي لا يستهان بها، إذ كان في الرابعة والعشرين من عمره أصغر الإعلاميين في محطة B.B.C البريطانية، وبعد ست سنوات أي في عام 1991 كان أحد المؤسسين لتلفزيون الشرق الأوسط ، وشغل فيه قسم كبير مذيعي الأخبار، وفي السنة الأخيرة تسلم قسم تطوير البرامج ، ومن هذا القسم خرج أول برنامج حواري سياسي مباشر علي الفضائيات العربية، وكان أول برنامج يعتمد الإنتاج المشترك بين محطة تلفزيونية عربية ومحطة إعلامية أمريكية رسمية هي صوت أمريكا، وكان نجاح هذا البرنامج وراء استقطاب كبار الشخصيات العربية والعالمية إليه كبيل كلينتون وسواه.
وفي الفترة ذاتها اشتغل نضال قبلان كمراسل معتمد لمحطة C.N.N باللغة الإنكليزية، متخصص بمتابعة كل ما يتعلق بسورية والمنطقة وعملية السلام التي كانت متحركة في ذاك الوقت.
ولا أدل علي نجاح قبلان الإعلامي من اختياره ـ ولأكثر من مرة ـ كأفضل إعلامي عربي في بريطانيا وخارجها، وآخر هذه الترشيحات جاءت عام 1998 في استفتاء لمجلة الأهرام الدولية . كما كان من مؤسسي تلفزيون أبو ظبي عام 1997 وعمل فيه مديراً للبرامج الخاصة. وقد عاد إلي سورية عام 2004 ليشغل منصب مدير القناة السورية الثانية حتي عام 2007 حين تسلم إدارة القناة الفضائية السورية مع بدء حملة الاستفتاء علي منصب الرئاسة في سورية.
هذه المسيرة الغنية دفعتنا باتجاه السؤال:
هل يمكن المقارنة بين العمل الإعلامي داخل سورية والعمل الإعلامي خارجها؟
بشكل عام هناك فوارق كثيرة بين العمل في محطة خاصة والعمل في الإعلام الرسمي، من حيث الإمكانيات وهوامش التحرك، ومع ذلك الموجود من الإمكانيات وهوامش التحرك مكننا من إحداث تغيير كبير في واقع القناة الثاني التي كانت تسمي في الهيئة قناة المنفيين.
قمنا بإنجاز أكثر من عشرين برنامجاً جديداً، وحاولنا تطوير شكل القناة ومضمونها وآليات العمل فيها، وبأقل موارد مالية وفنية صادفتها في أي محطة عملت بها.
تجربتي في القناة الثانية السورية كانت متميزة ومفيدة، إذ لم يكن في هذه القناة الكثير من الإمكانيات الأولية للقناة، لكنها أهلتني للدخول في صلب عمل الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.
إلي أي درجة استفدت من خبرتك في قسم تطوير البرامج في تلفزيون الشرق الأوسط ومن ثم في القناة الثانية في التلفزيون السوري في محاولة تطوير الفضائية السورية؟
بالنسبة للفضائية السورية كانت التجربة مختلفة تماماً، وشكلت نقلة نوعية في مسيرة حياتي الإعلامية لأكثر من اعتبار:
1 ـ لما لهذه الفضائية من أهمية بالنسبة للبلد، فهي واجهة الوطن علي العالم، ونافذة العالم إلي الوطن إعلامياً.
2 ـ إدراك أهمية الإعلام بالنسبة لنا كبلد يقف مع قلة قليلة جداً من العالم في خندق الممانعة الوطنية، وهذا يعطي الإعلام أهمية في ترسيخ القيم التي تجسدها سورية منذ عقود.
3 ـ كونها الفضائية الرسمية الوحيدة في سورية، فهذا يعطيها أهمية أكبر، ويحملنا مسؤولية أكبر.
من هنا أعتبر تكليفي بهذا المنصب مسؤولية كبيرة، إذ كان لزاماً أن نسعي في الفضائية السورية لمواكبة عملية إعادة رسم خارطة سورية علي ضوء المتغيرات الدولية والإقليمية التي حدثت في المنطقة والعالم، ونحن ندرك أن الإعلام كان مقصراً عن سوية المواقف والدور السياسي للبلد، وهذا ما نحاول مقاربته عن طريق تطوير العمل الإعلامي. واعتقد أن الانطلاقة التي حققناها بداية هذا العام عبر (38) برنامجا جديدا تشكل العتبة الأولي في رؤيتنا للتطوير.
ومع يقيني أنه ما زال من المبكر الحكم علي هذه البرامج الجديدة، لكنها المرة الأولي منذ تأسيس الفضائية يتم إنجاز هذا العدد من البرامج وخلال أشهر قليلة، وهي قد لا تكون بسوية واحدة، إلا أن بعضها سيترك بصمة جيدة لدي المشاهدين. أو أننا نأمل ذلك.
انطلاقاً من تجربتك الشخصية، وتجارب أخري كثيرة، نتساءل باستمرار لماذا نصدّر في سورية إعلاميين ناجحين ولا نصدر إعلاماً ناجحاً ؟
أحب أن أزيد علي البعد الانتقادي في هذا السؤال، فأقول أن إعلامنا جعلنا نخسر الكثير من المواجهات الرابحة سياسياً، لأن أدواتنا الإعلامية كانت مقصّرة فأفقدتنا الكثير من الانتصارات.
وهذه حقيقة مؤلمة، لكنها حقيقة، فالخطاب السياسي كان سابقاً بأشواط كبيرة علي الخطاب الإعلامي، وبرأيي أن هذه النتائج السلبية من حيث الأداء في العــــديد من المراحل المفصلية كانت نتيجة تراكمية لأخطاء تبدأ بمعايير التوظيف وتمر بالصقل والتدريب والتطوير، وتنتهي بإسلوب إدارة الإعلام.
إعلامنا المحلي يعتبر أن مهمته الرئيسية تكرار الخطاب السياسي مع الفارق بينهما ؟
لذلك بقينا في العملية الإعلامية مفرزين في حين ذابت الكثير من حواجز العالم النفسية والاجتماعية والسياسية. ونحن هنا نتحدث عن التلفزيون السوري، حتي لا نتدخل بشؤون الآخرين، فإننا وفيما يتصل بالتلفزيون قمنا بخطوات كبيرة تبلغ في بعض الأحيان حدود الثورة، في طريقة تعاملنا مع الأحداث، من حيث السرعة والنوعية، ومن حيث الكم أيضاً. واعتقد أننا إذا استحضرنا أداء التلفزيون السوري في حرب تموز (يوليو) 2006 وأثناء الانتخابات التشريعية والاستفتاء علي رئاسة الجمهورية لوجدنا علامات فارقة في أداء التلفزيون كماً ونوعاً.
وبناء علي الخبرات التراكمية للعاملين في مفاصل الهيئة، قطعنا أشواطاً كبيرة في عملية تدريب الكوادر داخل الهيئة وخارجها، وقمنا بتحديث التجهيزات، وبتطوير الهوية البصرية والبرامجية للتلفزيون.
والآن فإن واقع شاشتنا الحالي وإن لم يكن مبعث رضا كامل بالنسبة لنا، لكنه قطع أشواطاً كبيرة في الاتجاه الصحيح، ونأمل أن باقات البرامج السياسية والاجتماعية والثقافية المنوعة الجديدة التي بدأت مع إطلالة العام الجديد ستشكل قفزة باتجاه وضع الفضائية السورية حيث تستحق، ونحن مستعدون لأخذ أي مقترحات أو ردود فعل حتي لو كانت نقدية بهدف تطوير أدائنا، وهناك الكثير من المواقع التفاعلية لبرامجنا الجديدة مع الجمهور، وهذا أحد أغراضها الأساسية.
وختاماً أريد التأكيد علي أن هذه البرامج الجديدة ليست نهاية التطوير، وإنما هي خطوة في مسيرة نعلم أنها مسيرة طويلة وشاقة، ونؤكد أن التطوير عملية مستمرة، لا تبدأ مع دورة برامجية ولا تنتهي بها.

القدس العربي
(250)    هل أعجبتك المقالة (171)

مواطن عادي

2008-01-20

ياحبيبي اي ثوره اي بطيخ والله كل مافتحت عالفضائيه السوريا بحس حالي رجعت لحقبة الستينات برامج سايسيه موجهه ولقاءات معته وممله ونشرة الاخبار لسا متل ماهي ... استقبل وودع وشرب ونام والبرامج المباشره شييييييييي والله لو يقي الاخ ساكت كان احسنلو من هالعلاك المصدي هو كان بيشتغل بتلفزيو الشرق الاوسط ... يتفرج عليه هلأ ويقارن وبعدين يحكي عن الثوره بس بالاتجاه المعاكس يعني ثوره لورااااااااااا ودمتم .


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي