أشعر بالأسف الشديد إذ قمت بإرسال أي مادة إلى موقع زمان الوصل لنشرها من خلاله، عذري الوحيد أني ظننت أنني سأجد لديهم احتراماً لأي كاتب وحقوقه المعنوية التي لم يعد يطمح الكتّاب إلى سواها. فلم ولن يشرفني أن يظهر اسمي في موقع يسمح فيه لمن هو مثل المدعو زكريا عبارة بالكتابة، وما أبعد ما فعله عن فعل الكتابة.
ولا أعتب على إنسان توقف عقله عند حدود معينة فليس من شأني أن أوسع له أفقه إن كان هو الذي يدعي أنه قرأ وفهم، لم يستطع أن يوسعها بنفسه، وراح يصدر الأحكام يميناً وشمالاً على كتاب كتبته كاتبة معتبراً أن ما كتبته هو سيرتها الشخصية وهو ما يقع فيه كثيرون من محدودي العقل خاصة عندما تكون الكاتبة امرأة ولمجرد أن هذه الكاتبة كتبت عن الجنس؛ الموضوع الذي يصيب أصحاب هذه العقول بالرعب لأن عقولهم الضحلة لم تتسع بعد لتعترف بأن الجنس هو أهم جزء في علاقات الحب التي يسعى البشر إليها.
وأتحدى كل من جاهد ضد هذا الكتاب وكاتبته، أن يبحث عميقاً داخل نفسه ويكون صادقاً معها وليس معي ويجيب نفسه، أولا يقتنص أي فرصة ليشاهد خلسة أفلاماً جنسية أو روايات إباحية كما تسمى؟
لكننا ومن شدة اعتيادنا على أن نقول غير ما نفعل، ولشدة التظاهر والادعاء الذين يحكمان حياتنا، لم يعد بإمكاننا الحصول حتى على لحظة الصدق هذه.
وليت من أبدع حتى الآن ما أبدع كان قد كتب كلمة واحدة نستطيع أن نصنف بها ما كتب نقداً، كل ما كتبه لا يخرج عن إطار القذف والتشهير وإطلاق الأحكام السفيهة على كاتبة لم توجه له أي نوع من الإهانة. ولو كنا في بلاد تحترم حقوق الكاتب المعنوية لعرفت الكاتبة كيف تأخذ حقها منه عن طريق المحكمة. ويكفينا خجلاً أن الكتاب تم منعه في آخر معرض للكتاب في دمشق ودمشق كانت في حينها على أبواب تحضيراتها لتكون عاصمة ثقافية لعام 2008.
ويكفي الطريقة التي انهى بها ما كتب في المرة الثانية لتشهد على مدى صفاقته، عندما يسمح لنفسه بأن يقول: "أوسعتها صفعاً وركل مؤخرة". أي صفاقة وانحدار أكثر من هذا.
إن موقعكم عندما نشر كلاماً مثل الذي ورد أعلاه، مكّن من كتب هذا الكلام من قوله علناً. وهذا يعني أن التفوه به صار عنده سهلاً ومباحاً عندما يقرأ أي مادة لا تلقى الترحيب من ذائقته الإصلاحية ومن حسه الفائق بنشر الأخلاق الحميدة كما يعرفها هو فقط وليس غيره، فقرر أن ينصب نفسه قاضيا ومفتياً في شؤون الكتابة والأخلاق.
فلتذهب حرية النشر إلى الجحيم إن كان هذا هو معناها. نحن نسعى إلى تحرير العقول وإفساح المجال أمامها للانطلاق والتفكير والوصول إلى النتائج، ليس إلى تقييدها بقيود جديدة كهذه.
وللقارئ حرية الرأي الكاملة في أن يعجبه ما يقرأ أو لا يعجبه، لكن ليس من حقه أن يتعرض بطريقة خالية من أي تهذيب لمن كتب، فالكاتب في النهاية لم يجبرنا على قراءة الكتاب. نحن من اختار وقرر القراءة بكامل ما نملك من عقل وإرادة، وأظن أن لدينا من العقل ما يكفي لنتخذ قراراتنا من غير أي تأثر بأحكام تأتينا معلبة جاهزة من الآخرين.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية