لم تستطع وسائل الإعلام اللبنانية رغم تطور أدواتها وحيازتها على شبكة علاقات مخيفة مع الشارع العربي (قدرة الإيصال) ...أن تقنعني شخصياً بأن الخلاص اللبناني سيكون بدولة كرتونية لا تملك سيادة لأن رئيسها المقبل سيكون توافقياً ...إذ لا يمكن لعاقل أن يصدق أكذوبة الرجل التوافقي البناء...لأن تجربتنا السياسية في الوطن العربي تعطي أمثلة مريرة عن الشخصيات الورقية التي حكمت بناء على إجماع الكتل السياسية ذات السيادة الفعلية على خارطة البلد المزمع الحديث عنه .
فعن أي توافق سياسي نتحدث ...ومن هو بالنتيجة الشخص التوافقي؟؟؟؟؟
الإجابة تحمل الكثير من العثرات المنهجية إذا مضينا في ذهنية التعميم ...إلا أن ذلك لا يمنعنا من محاولة التقرب من الإجابة انطلاقاً من شرح المفردات كما علمنا القاموس :
التوافقي : شخص بلا هوية ...يمتلك القدرة على إرضاء الجميع مغيباً إرضاء نفسه فيصبح ظلاً لكل متحرك نتيجة عدم قدرته على اتخاذ القرار بالتحرك.
هذا هو رئيس لبنان الجديد الذي تتغنى بمرحلته المقبلة كافة وسائل الإعلام وأغلب التيارات السياسية المتصارعة في لبنان ... رجل مرحلة إخماد النار المتأججة والمعادل الموضوعي (لبودرة) الأطفال .
رئيس إذا أراد البناء بني موقفه على أوامر من الجهات التي توافقت عليه...وإذا أراد التمرد فسيحكم على نفسه بالزوال ، انطلاقاً من الفرضية التي تقول : لا تنسى من صنعك .
رئيس الصدفة التوافقية ... التي جعلت التيارات السياسية العريقة( في قدمها) تتوافق على الجزمة العسكرية ..وتطيح بتبجحات الديمقراطية والليبرالية اللبنانية التي ثقبوا رؤوسنا بها وكانت نتيجتها هذا الخواء من أي مشروع سياسي واضح يتسق مع عراقة لبنان .
إن نظرة متأنية من قبلنا تعطينا فكرة عن الأشخاص الذين قدموا للبشرية أفعالاًً مهمة ذات تأثير بعيد عن المرحلية ، تتلخص في أنهم لم يكونوا توافقيين ...ولم يفكروا في هذا أصلاً .
والحقيقة أن الشخص الذي لايمتلك أعداء ..لا يمكن قبوله كصاحب مشروع لأنه فاقد للرؤيا...ومشغول بابتسامته وأناقته وطريقة كلامه مع الناس أكثر من انشغاله بمشرعه الذاتي أو الجمعي ...وإذا قلنا الجمعي فهذا لايعني القدرة التصالحية مع الآخر بقدر ما نعني به القدرة التصالحية مع الذات المنتجة لهذا المشروع أو ذاك .
من هنا لايمكن قبول قائد الجيش مخلصاً كما يدور في الساحة السياسية...ولايمكن العبث بالنبوءات بهذا التضليل الفارغ ، يمكن أن يكون رئيس لبنان القادم محرمة كلينيكس ، تستخدم لفترة وتلقى في سلة المهملات بعد انتهاء صلاحيتها ...ويمكن أن يكون مخدراً موضعياً للزمن، كي تجد التيارات السياسية القوية فسحة للحوار بعيداً عن التشدد والعصبيات الطائفية والمناطقية والأنوية...ويمكن أن يكون رقماً في شجرة الزعماء الخلبيين الذين مروا على لبنان ..لكنه لن يكون أكثر من هذا ...والزمن قريب
أكذوبة التوافق اللبناني ومحارم الكلينيكس.. سامر رضوان
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية