أيها الثوار لا تقفزوا إلى "سماء النصر" وتذكروا "أٌحد"

لا شك بأنّ معركة تحرير سوريا من النظام المسيطر على كلّ موارد البلاد البشرية والاقتصادية والزراعية وغيرها إضافةً لسياساتها الداخلية والخارجية قد بات قريبٌ جداً وهو أمر لا يمكن إنكاره أو التستر عليه من قبل مؤيدي النظام أنفسهم الذي يراقبون طريقة انهياره وسط ذهولٍ لم يتوقعوه يوماً وخاصة المتصلبين منهم بمواقفهم.
فكانت الأنباء التي تتالت أمس عن مقتل عدد من أبرز قيادات النظام الفاعلين على الأرض بمثابة نصف انتصار لمؤيدي الثورة، وهزيمة كبرى لمؤيدي النظام، إلا أنّها لا تتعدى الأثر المعنوي الذي يمكن أن تحدثه من انشقاقات كبرى وصغرى وامتداد سريع على الأرض لعناصر الجيش الحر الذين قد يصبحون أكثر قوّة وسيطرة على عدد من احياء دمشق.
ولا بدّ أن يبقي من يؤيد الثورة أحلامه على الارض دون أن يقفز إلى السماء، حيث كشفت الثورة الوجه الحقيقي للنظام الذي لا يوقفه شيء ولا يمكن إنكار إمكانية حرقه الأخضر واليابس في سبيل بقائه في السلطة ورفع مستوى تنحيه هذا إن رغب بالتنحي والتخلي عن البلاد.
فباتت التحركات على الأرض هي ما يفرض أمر رحيله أو محاكمته وشروط نقل السلطة التي قد ترتفع وتنخفض وفقاً للمتغيرات الحقيقية على الأرض فالنظام يملك سلاح الصواريخ والطائرات وهو السيناريو الأكثر سوءً الذي يمكن أن يتبعه النظام في الظروف الحالية، خاصةً إذا لم يتحرك المجتمع الدولي لإيقاف هجومه الإجرامي والمتوقع إن حدث.
ولعل أكثر ما يستحضر الثوار هو الخوف من تكرار ما حدث في معركة أحد على سبيل المثال والتي تمكن فيها المشركين من تحقيق النصر بعد أن تخلى الرماة من المسلمين عن أماكنهم بعد اعتقادهم بأنّ النصر قد أصبح في أيديهم فنزلوا ليستولوا على الغنائم في ذلك الوقت، الامر الذي مكن خالد بن الوليد الذي لم يكن قد دخل الإسلام بعد من الانقلاب على المسلمين وهزيمتهم.
ولذلك فإنّ أكثر ما يمكن اتباعه من تصرفاتٍ في الوقت الحالي وسط تنبيهات من عناصر الجيش الحر أنفسهم بأن يدرك كلٍّ منا الواقع الحقيقي لإمكانيات الجيش الحر وينظر إلى مستقبل الثورة بتعقل وموضوعية حتى لا ينقلب السحر على الساحر ونخسر التقدم الذي أحرزه عناصر الجيش الحر بهذه السرعة الكبيرة والذي لم يكن الكثير من المتفائلين بالثورة يتوقع نصفه في الفترة الحالية على الأقل.
جورج خوري - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية