منذ مدة طويلة وأنا مقيم في هذه البلدة ولكن نادرا ما أرى الناس أو أكلمهم لأنني من النوع الذي يحب الوحدة والتفكير والشرود إضافة لأن أحلام اليقظة تشبع عندي رغبات كثيرة لا أستطيع تحقيقها على أرض الواقع كنت نادراً ما أسير نهاراً في طرقات البلدة كان الليل صديقي الوحيد حيث أجد بهدوء الليل وسكينته مكانا لنفسي القلقة التي لا تهدأ إلا في الليل .كنت أعمل في متجر لبيع الخردوات كان صاحب المتجر رجل طيب ولكنني لم أكن أعلم بأن نهايتي قد كتبتها عندما قررت العمل عنده لم يكن أحد في البلدة يعرف شيئاً عني حتى اسمي كان يجهلونه كانوا يطلقون علي أسماء كثيرة منها المتشرد أو المجنون أو الأبله .....وما إلى ذلك لم أتضايق في يوم من الأيام من هذه الأسماء لأنني أعرف اسمي الحقيقي كنت نادرا ما أتكلم أو أبتسم كنت أتحرك بصمت وبعد فترة من الوقت شعرت بأنني شخص مميز ,حيث كنت بنظر الناس إنسان له سلوك مميز وعادات مميزة وصفات مميزة ...الناس كلما شاهدوني في ضوء النهار يتحدثون عني ولكن دون أن أسمع أي حرف كانت ملامحي خشنة وخصوصا وجهي الذي صبغه الزمن بألوان من التعب والشقاء وذات يوم لم أعلم بأن نهايتي قد اقتربت وذلك عندما استيقظت في الصباح الباكر وقمت بإعداد القهوة للرجل الذي أعمل لديه ودون انتباه للنار التي كانت مشتعلة تحت الرماد سرت على الرماد ولم أشعر بالنار إلا بعد أن قطعت مسافة كبيرة من السير وصلت وكانت قدماي قد بدأت الدماء تسيل منهم وألم يعصف بقلبي وبعد ثلاثة أيام من إصابتي كان أهل البلدة بأكملهم قد عرفوا اسمي
خصوصا عندما قالوا لي أن نار العشق والهوى في قلب المحب أقوى من النار التي تحرق جسده وبعد شفائي حزمت أمتعتي و رحلت تاركا ورائي قصتي التي لن ينسوها أبدا قصة حبي الصامت,قصة عشقي لمن أحب .
الإهداء:حبك يا عميقة العينين مثل الموت والولادة صعب بأن يعاد مرتين...
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية