تطورات وتصريحات تشهدها الساحة العراقية السورية فتدخل العراق في نفق جديد مظلم ٌ للغاية فبعد أن فقدت إيران نفوذها بشكل تدريجي في سوريا , وبعد تفاقم مأزق بشار الأسد تأتي الورقة البديلة للاستعراض على المسرح الدولي العربي متمثلة هذه المرة بوزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الذي فجّر مفاجأة جديدة مأطرة بأسوار الأجندات الإيرانية وهذه المرة تختلف عن المفاجأة السابقة ففي بداية اندلاع شرارة الثورة في سوريا بمراحلها الأولية للربيع العربي تأتي تصريحات وزير الخارجية العراقي بأنظمامه لنظام الأسد الحاكم في سوريا وعدم التخلي عنه قيد أنملة ولم يكن العراق البلد الوحيد وإنما سانده بتلك التصريحات إيران ولبنان وسارت أيام الربيع العربي وسفك الأسد في مقابلها دماء ودماء فوجدت طهران نفسها في مربع ٍ لابد لها من الخروج منه فسحبت نفسها شيئا ً فشيئا ً من نظام الأسد وأبقت الحليف الخاسر دائما ً , أبقت العراق ينفذ مآربها وكما تقول الحكمة من يستنعج تأكله الذئاب , فانبرى وزير الخارجية العراقي بفتح الحقيبة مرة أخرى ولكن مفاجأته تختلف تماما ً عن السابق فصرّح في خطابه الأخير أنه مع الشعب السوري المنتفض والعراق رهن الإشارة في مواجهة نظام الأسد وبهذا استطاعت طهران أن تقحم الشعب العراقي في صدامات ٍ جديدة لا تنتهي كما أقحمت مقتدى الصدر من قبل في مشروع سحب الثقة من المالكي والآن جعلت الصدر يكتفي بالإصلاحات الحكومية تاركا ً وراءه حلفاء أربعة تعاهد معهم في اربيل على عدم التراجع من مشروع سحب الثقة لأنه أمر إلهي عراقي والكثير من المحللين قروا أمورا ً جديدة , فعلى ما يبدو أن الخيارات أمام طهران قد إنتهت وتبقى الأداة الحقيقة الوحيدة الباقية في جعبتها هو العراق لكي تبعد الجميع من ملفاتها النووية ومن فرض عقوبات جديدة فلا شك أن القلق يهيمن على دوائر أروقة الحكم في طهران ومن مصلحة إيران أن تستمر على هذا الحال في سياستها الملتوية ليبقى الإيرانيون في راحة والعراقيون يدفعون ثمن عمالة سياسيو العراق لأنهم أصبحوا الأجندات الواضحة لإيران وغيرها
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية