يرتجف القلم بيدي دون ان يخط حرفا واحدا, لقد غرز نابه في الورق كالمسمار وبدات قبعته تدور
كحصانا شد الى وتد ويصهل يريد الانعتاق ويرسم الدائرة فوق الدائرة , صوت المذيع يرج الهواء:
لجان التنسيق المحلية تعلن ان عدد الشهداء بلغ التسعون ويعلوا النداء وصراخ الأطفال في الليل
وهناك نزوح وهناك قنابل تلاحق الهاربين , ويصهل الحصان ويدور ويقلع الوتد قاصدا الشمس .
منذ خمسون عاما لم تشرق الشمس ببهاء مثل هذا اليوم ,تبتسم انه يوم الانعتاق يوم قطع الأغلال.
يوم الانطلاق ,اصهل ايها الحصان واقفز فوق الحواجز ,لا احد ياتي من الخارج كلهم متفرجون ,
وبعد ان ينتهي السيرك سيعود كل متفرج الى بيته , وحده الجيش الحر يصهل متجاوزا كل
الحواجز , لاتكن ريشة طائرة لاوزن لها بل مدفعا يقض مضاجع الظلم , او صوتا صارخا يصم آذان
الخائفين ,انه يوم الانعتاق ,لاتفوتوا الفرصة ايها الأحرار . يقلع القلم نفسه ويتابع المسير باتجاه
الشمس يسابق الحصان لاوقت للتردد الحرية تدق الأبواب بالأقلام وباليدين وبالأناشيد .
لاتكن ريشة طائرة لاوزن لها, هذا ماخطه القلم وهو يطلق الرصاص .
.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية