تلفزيون الدنيا في عرضه لـ مسلسل بقعة ضوء .. انفصال عن الواقع أم "بوادر انشقاق" ؟
يعرض تلفزيون الدنيا السوري هذه الأيام المسلسل الناقد والشهير "بقعة ضوء"، وهو ما دفع عددا من المتابعين إلى الاشارة بتندر أن بث المسلسل عبارة عن "انشقاق رمزي" نظرا لأن حلقات المسلسل المذكور ذاتها تحمل في طياتها ما يناقض التوجه العام لسياسة التلفزيون.
ومما تجدر الإشارة إليه ان الجزء الذي يعرضه تلفزيون الدنيا يزخر بتناوله دراميا لموضاعات توصف هذي الأيام بالساخنة، حيث تتمحور حول موضوعات تغيب عن مخرجات التفلزيون المذكور.
و يتطرق المسلسل إلى قضايا الفساد الأمني، و الحريات، و حقوق الانسان وهي ما تعتبره المعارضة السورية انها جوهر انطلاق الاحتجاجات قبل أكثر من عام، اذا أن الازمة السورية انسانية اجتماعية أولا، وسياسيا ثانيا.
وينتقد مسلسل بقعة ضوء بجرأة ما يمكن وصفه مفرزات سياسة السلطات السورية وتداعياته على مفاصل الحياة الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية و الانسانية في سورية.
و المتابع اليقظ لتلفزيون الدنيا يجد أنه يختصر في تغطيته للازمة السورية على نشرات أخبار تتماهى بشكل مطلق مع رواية السلطات السورية, و برامج حوارية لتحليل وتشريح ما تصفه بالمؤامرة " الكونية" على سورية – الدولة – النظام – الأسد، و أخيرا فقرة تُعرف بالتضليل الإعلامي وهي عبارة عن تفنيد لما تصفه بالفبركات و التضليل الذي تمارسه قنوات عربية وغربية ضد سوريا "الأسد".
و تلفزيون الدنيا الذي يتمتع بنسبة مشاهدة كبيرة جدا بين اوساط مؤيدي الرئيس بشار الأسد، لا يعرض أبدا مشكلات أساسية و قضايا يقر ويعترف النظام نفسه بها من خلال مؤسسته الدبلوماسية على سبيل المثال.
و بالمقارنة بين الموضوعات المعالجة دراميا في المسلسل و اعلاميا في القناة نستنتج انه إما بأن المسلسل يتحدث عن بلد آخر غير سورية, أو على سبيل التندر يشير البعض أن بث المسلسل مؤشر لانشاق التلفزيون عن النظام إذا أنه تبني ضمني لطروحاته التي تعاند السلطات السورية في الاعتراف بها.
ومما يجدر ذكره أن تلفزيون الدنيا يحصل على تمويله خلال الأزمة من الثالوث الاقتصادي العملاق المتمثل برأسه "رامي مخلوف" ابن خالة الرئيس الحالي وذراعيه "حمشو " و "معروف " . .
آدم سعيد - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية