تحلم كل امرأة بأن تكون في أجمل هيئة، لتشد انظار المعجبين، وتنفق أغلب الفتيات كل ما يدخرنه على مراكز التجميل ليحققن أحلامهن، ولكن هذا الجمال الذي حققنه قد يكون في بعض الاحيان نقمة عليهمن، خاصة وأن أعين المتربصات بهن من النساء لن تتركهن وشأنهن بسبب الغيرة والحقد والحسد، كما يطمع فيهن الرجال ويطالبونهن بمبادلتهم الحب والاهتمام، وتقع أغلب النساء في حيرة كبيرة وتصعب عليهن عملية البحث عن الرجل الانسب لهن، ويدخلن في دوامة الصراعات التي لا تنتهى.
كما تواجه المرأة الجميلة مشكلة اخرى، حيث تكون عرضة للتحرش في الشارع وفي العمل، ويلقي الكثير من الناس اللوم عليها لأنها جميلة.
وتقول ايمان مسعود – والتى تعمل طبيبة وعلى قدر كبير من الجمال - إن حسنها لا يجلب لها سوى المشاكل منذ صغرها حيث كان أبواها يخافان عليها، ولا يتركانها على حريتها في التعامل مع زميلاتها أو حضور الحفلات أو الذهاب للنادي، ولا تذهب أبدا الى أي مكان بمفردها، بل لابد من وجود المرافق والرقيب، كما أنها ارتدت الحجاب في سن مبكرة للحد من نظرات المعجبين من حولها، وتضيف انها تجذب اعين المعجبين من شباب وفتيات، ورجال وسيدات، والكل يقف ليتأملها، ويسبب لها ذلك الاحراج والخجل، وبالتالي تفضل الانطواء عن نفسها وعدم التعامل سوى مع أسرتها .
وتقول حنان سليم (مهندسة) انها لم تكن تعرف أن جمالها يمكن أن يسبب لها هذا الاحراج اليومي في العمل والشارع وفي كل مكان حتى أن زوجها فكر بعد الزواج منها أكثر من مرة أن يجعلها تلازم البيت ولا تخرج للعمل ليحفظها من أعين الناظرين إلا أن حبها لمجال عملها وما بذلته من مجهود في الدراسة وحتى التخرج منعها من التخلي عن أحلامها المهنية والجلوس بالبيت لمجرد أنها جميلة والناس معجبون بها، وما يشجعها على الاستمرار في عملها أنها استطاعت التوفيق بين متطلبات اسرتها وعملها في ذات الوقت مما يجعل قرار انقطاعها عن العمل صعب التحقيق سواء من جانب زوجها او مخيلتها حتى.
وعن رأيها في هذا الموضوع الشيق تقول ريهام حجاج (طالبة بالثانوية العامة) إن أية فتاة الجميلة تدفع ضريبة جمالها، وخاصة في مجتمعاتنا الشرقية من خلال اعين الرجال، وتعرضها إلى الكثير من التحرشات، وذلك يتطلب منها مواجهته بكل حزم وجدية.
وتضيف ريهام "إن يسعى أهل الفتاة الجميلة الى تزويجها فى أقرب وقت بعد انتهاء الدراسة او اثناءها حتى تذهب مسؤولية الحفاظ عليها من أعين الناس الى زوجها، وهنا يشعر والدها ببعض الراحة ووالدتها بالاطمئنان عليها مدى الحياة" .
وتلقي جميلة على موظفة العلاقات العامة في احدي المؤسسات الفندقية الكبري، بجزء من المسؤولية علي الفتاة الجميلة نفسها، فهي إذا احتشمت في لباسها لا تدفع الضريبة، إذ أنها تجبر الآخر علي مبادلتها الاحترام، فلا تتعرض للمواقف الحرجة.
وعن دور الجمال في تشغيل عديمات الكفاءة، تقول "من خلال تجربتي في عملي الحالي، لا معني للجمال دون الكفاءة، حتي مذيعة التليفزيون التي تعتمد على جمالها فقط، لا تعتبر ناجحة، ويكفى كما تقول جميلة الاهتمام الزائد على الحد، أو المضايقات المستمرة التى تتعرض لها وتعتبر عبئًا كبيرًا علي الفتاة الجميلة، ولكنها فى نفس الوقت قادرة على وقف التمادي في تلك المعاكسات، خاصة في مجال العمل الذي يعتمد على جمال الفتاة بصورة أكبر".
وعن رأى علم الاجتماع فى تلك القضية تقول د. إيناس عباس استاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، الجمال وإن كان نعمة الاهية الا انه فى المجتمعات الشرقية لا يعتبر كذلك حيث تتركز فى اذهان الناس أن الفتاة والسيدة الجميلة تلاحقها الشائعات والرذائل أينما ذهبت، ومن جهة اخرى فان اية فتاة تتمتع بالجمال يجب أن تلتزم بأخلاقيات مجتمعها في مواجهة العديد من المضايقات التي تتعرض لها، فهذا يقيها من التعرض للانتهاكات اللأخلاقية مثل المعاكسات وغيرها من الأساليب التي قد تكون ذات رد فعل سلبي هي ليست مسؤولة عنه.
ويؤكد د. محمود عبدالحليم استاذ علم النفس بجامعة الإسكندرية ان انبهار الأفراد المحيطين بالفتاة الجميلة يجعلها محط أنظار الجميع، ويسبب لها الضيق النفسي وينتج عن ذلك أمراض نفسية عديدة ومن أهمها شعور الفتاة انها وصمة عار في جبين أسرتها؛ والتي تعاملها على انها دائما يشكون في تصرفاتها فهي ممنوعة من الاختلاط والخروج وتكوين الصداقات كما أن تعاملها مع الرجال من أقاربها وجيرانها وحتى اخوانها فهو أمر ممنوع بكل المقاييس، ويجب تغيير تلك النظرة للفتاة الجميلة والتعامل معها كأية هبة او مهارة تتمتع بها الفتاة في أي مكان بالعالم
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية