أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

محمد حبش و المركب الأسدي... مؤيد اسكيف

لا يوجد للثورة بوّاب و لا يمكن لأحد أن يسمح أو يمنع أحداّ من دخول الثورة آمناً مطمئناً بل لا يمكن إلا أن نرحب بكل من يعلن موقفه ولو متأخراً و أزيد على هذا و أقول بأنه مرحب بكل من يدخل الثورة و لو لأسباب مصلحية كحماية نفسه أو للتخلي عن المركب الأسدي الغارق .. هذه بديهية لا يمكن مناقشتها في ظل هذه القتامة, و لكن ما يمكن أن نحتج عليه هو محاولة تصدر هؤلاء الانتهازيين و المتسلقين الهاربين من مركب الأسد لمشهد الثورة, و هذا واجب على كل متعاطف مع تضحيات شعبنا السوري العظيم..
كانت مواقف محمد حبش عضو مجلس الشعب السوري و " مسبع الكارات " متقدمة على الكثير من أركان النظام و رموزه و موظفيه و خدمه و حشمه و شبيحته, و كان هذا الموقف يسجل له في البداية قبل أن تملأ الدماء ساحة الوطن السوري و لكن و بعد أن صار القتل و أخبار الشهداء و الضحايا من المدنيين و الأطفال خبزا يوميا صارت حاجتنا لاتخاذ موقف أخلاقي – لا سياسي – ملحة جداً .. بل هي الهدف و هذا ما كنا ننتظره من كل الشرفاء.

لا يمكن مقارنة " انشقاق " محمد حبش النائب السوري السابق في البرلمان أو هروبه من مركب بشار الأسد الغارق بانشقاق أي جندي أو ضابط في الجيش و القوات المسلحة و لا يمكن اعتبار هذا الخبر بطولة تتيح له تصدر مشهد الثورة ليحصل على موقع ما في سوريا الجديدة.

الجندي أو الضابط السوري الذي كان يحارب مع النظام كان مرغما و بندقية الأمن السوري مسلطة على رقبته و رقاب أبنائه و مع دنو أي فرصة للهرب و الانشقاق كان هذا الجندي لا يتأخر عن التزامه الأخلاقي و الوطني بل إن ضحايا كثر منهم استشهدوا بعد أن فشلت عملية الانشقاق, و تم التمثيل بجثثهم و يصعب التكهن بظروف الكثير من هؤلاء الضباط حتى اللحظة .. بينما كان محمد حبش في تلك الفترة و حتى " قفزه " من المركب الغارق يصول و يجول و يسافر و يعود بل كان هو أحد الذين صفقوا لبشار الأسد تحت قبة البرلمان و كان من دعاة الإصلاح و الحوار على الطريقة الأسدية بل إنه و بعد انشقاقه كان يتوسل " سيادة الرئيس " بأن يذهب إلى الحل لاسياسي لينقذ البلد ببكائية لا تليق بتضحيات شعبنا .. 
و هذه البكائية التي ظهر بها تكشف أنه لم يعرف بُعد و حقيقة و عمق التحدي الذي يمتلأ به ثورانا على الأرض و العزيمة التي لا تلين فيظهر حبش متباكياً متوسلا " سيادة الرئيس " بأن ينقذ البلد و هذا إن دل على شيء فهو يدل على افتقار حبش لخلفية سياسية و عزيمة ثورية تقدر أن تمثل هذا الشارع ..و هنا أكرر .. نحن نرحب بكل من يتخلى عن النظام و لكنه لم يعد مجديا أن نستخدم أسلوبا دعويا تسويقيا لدخول المزيد في عالم الثورة من صامتين و موالين .. فالثورة قد تشبعت .. و تبلورت إلى حد كبير مساحاتها الجغرافية و الاجتماعية بعد أن تعمدت بحدود الدم و لا يمكن لأحد أن يزاود على الشهداء و المعتقلين و مشاريع الشهداء و المعتقلين اليوميين .. 

من يتابع صفحة السيد حبش على صفحته الفيسبوكية يمكن ملاحظة إعلاناته عن الإطلالات الإعلامية و التلفزيونية المرتقبة، و يطلب من رواد صفحته أن يتابعوه, و هنا نقول : لقد مللنا من "جماعتنا " فهل يحتاج الطنبور المزيد من النغم ؟

لا بل في بعض ما كتبه يستجدي " الشيخ " حبش علماء سوريا و يحشر من بينها أسماء لا نعرف ما الذي وضعها في مصاف العلماء, بل مثل هذه الأسماء عليها إشارات و خطوط عريضة و خاصة من صار يشكل ميليشات مسلحة منافسة للجيش الحر من أجل شراء أوراق سياسية للتمكن من تبوأ مواقع أكثر تقدما في المجلس الوطني و الواجهة السياسية ..

في موضع آخر يتباكى " المتحدث الإعلامي غير الرسمي باسم النظام " على شهداء دوما بعد المجزرة التي ارتكبتها قوات النظام و هنا السؤال .. لماذا لم يتباك على شهداء مجزرة الحولة ؟ و لماذا لم يتباك على المجازر المروعة قبلها في حمص و ريفها و إدلب و ريفها؟ بل لماذا لم يتباك على شهداء حوران من البداية؟ فقط الآن بعد أن صار مركب الاسد يخمر في عباب البحر متأرجحا على أمواج تأخذه يمينا و شمالا؟

أتخيل دوما لو أن البوطي أو الحسون أو حجاب رئيس الوزارء أو عادل سفر أو آصف شوكت أو عباس النوري قد انضموا لصفوف الثورة فهل يعقل أن يكون لهم مواقع متقدمة في صفوف الثورة؟ إذا لماذا قامت ثورتنا ؟ ألم تكن ضد هؤلاء؟ ألم نصرخ في وجوههم و هم سبباً رئيسياً في معاناتنا؟

قد يضرب أحدهم مثالاً عن قائد جيش المسلمين خالد بن الوليد و كيف دخل الإسلام متأخراً, و أعتقد أن التشبيه مختلف جداً فنحن هنا لسنا في معركةٍ دينيّةٍ دعويّةٍ فضلاً عن أن هذا المثال يمكن أن ينطبق على قادة الجيش و الأمن و الضباط و الجنود الذين يتحينون الفرصة المناسبة للانضمام إلى الثورة بعيداً عن بندقية الأمن المرفوعة في وجوههم طيلة الوقت..

إن الظاهرة الحبشية لن تكون الأخيرة من عمر ثورتنا و علينا ألا نفاجئ بتلون الكثيرين من أركان النظام السابق لمحاولة دخول الثورة و البحث عن مكان أو موقع .. و علينا حرصاً على دماء الشهداء و إيماناً منا بطهرانيتها أن نقف بوجه هؤلاء و أن نقول لهم قفوا هاهنا .. أخذتم فرصتكم في مجلس النظام , و ليس ممكنا أن تدخلوا سوريا الجديدة إلا بعملية ديموقراطية إن حصلتم على أصوات تطالب بكم .. شرعيتكم و شرعية أي تحرك سياسي أو أي حديث باسم سوريا الجديدة تأخوذها من هناك من الشارع .. لا من مجرد موقف متأخر قمتم بإعلانه من استديو تلفزيوني قبضتم سلفاً أجرة إطلالتكم عليها .. 

كلمة أخيرة :
أحد المآخذ على الثورة المصرية في أنها لم تكتمل و لم تكن عميقة ولم تحدث تحولاً حقيقياً في ثقافة المجتمع هو استمرار أحد ابواق النظام المصري " عمرو أديب " على رأس عمله " الردحي " إذ يعتبر هذا التلون مؤشرا خطيراً على عدم إحداث تحول في صانع الراي العام و يمكن القياس على ذلك في واجهة الحدث السياسي و غيره .. 

زمان الوصل
(121)    هل أعجبتك المقالة (112)

هرسي محمد

2012-06-30

كلام غير منطقي، فالدكتور محمد حبش كان من بداية الثورة صوتا صادقا للحق ، وقد واجه في الداخل كثيرا من التهديدات واعتقد انه كان يعكس رأي الكثير من السوريين الذين يريدون لكلمة الحق ان ترتفع عاليا.


محمد

2012-07-05

بل كلام منطقي، بمحمد حبش كان ذو الوجهين من بداية الثورة ومواقفه مؤيدة للنظام، كما أنه إلى الآن يتكلم بكلام يجعل أكثر العنف سببه الثوار، ولم يواجه أي تهديد من الداخل بل كان مرحبا به من النظام واعوانه، ومن تابع لقاءته ومحادثته في وسائل الاعلام عرف ذلك..


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي