أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

فنانون ونشطاء سوريون يدعمون الثورة عبر الأفلام

أطلق مهرجان سوريا الحرة السينمائي الأول "الافتراضي" على موقع الفيس بوك، تظاهرة "الفيلم الدرامي" لاجل الثورة السورية. يعرض من خلالها أفلام درامية قصيرة لفناني ونشطاء الثورة وكلٌ حسب موضوعه. فاتخذت الأفلام طابعاً حكائياً لا يخلو من المأساة العميقة إلى جانب شيء من الفكاهة، لتدخل ضمن فضاء "المضحك المبكي".

الغريب والمثير في هذه التظاهرة، أنّ صانعي الأفلام القصيرة من ممثلين ومخرجين لا ينتمون بالضرورة إلى عالم الفن الأكاديمي، بعضهم ثوار على الأرض يحاربون بالكلمة والفكرة. وبعضهم الآخر هواة ومتدربون في طريقهم إلى الاحترافية. يحاولون عبر سينماهم المتواضعة أن يؤكّدوا للعالم طرحهم السّلمي والواعي في الثورة.

افتتح المهرجان بفيلم قديم للشاب الشهيد باسل شحادة بعنوان "هدية صباح يوم سبت" وفيه يتحدّث عن قصة حقيقية لطفل نجا من العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان عام 2006. والفيلم من إنتاج العام 2010 ومدته 4 دقائق.

وجود "هدية صباح يوم سبت" جاء تكريماً لروح باسل التي ارتقت عالياً أثناء قيامه بتغطية الأحداث في مدينة حمص المنكوبة. فباسل بالنسبة للسوريين شهيد الحرية والسينما في آنٍ واحد.

ومن الأفلام المعروضة فيلم "مقلوبة" وهو فكرة وإخراج دورة الإخراج السينمائي في مدينة جاسكو الإعلامية في الأردن. وأشرف على تنفيذه محمد بايزيد وكان عبد الله الأصيل وغازي الجابري من الممثلين فيه.

"مقلوبة" يتحدث بدقيقة ونصف الدقيقة عن القمع الشرس الذي يتعرّض له الشعب السوري في مظاهراته السلمية. مبيناً للجلاد صورته البشعة أثناء ممارسته للعنف على غيرهم، مما يدفعهم إلى الانسحاب والتراجع نحو السلمية تماماً كما المتظاهرين.

أما فيلم "حاجز" فيحكي قصة الحواجز الأمنية والعسكرية التي تمترست في معظم شوارعنا السورية، فلاقى منها السوريون القمع والظلم الشديدين وقلبت حياتهم إلى جحيمٍ خالص. ومع أنّ هذا الفيلم الدرامي لم يحكِ قصةَ شخصياتٍ معينة على أرض الواقع، إلا أنه تحدّث عن حال وبلسان كل سوري أوقفه حاجزٌ ما في شارعٍ أو حارةٍ ما. الشيء الذي جعله شبيهاً بلأفلام الوثائقية إلى حدٍ ما.

تبدأ أحداث "حاجز" من أمام منزل أسرةٍ سورية وهي تحزم أمتعتها الضرورية للعيش بعيداً عن ضربات الهاون وحملات المداهمة والاعتقال. يضع الأب الأغراض في السيارة ويمضي بزوجته الشابة وطفلته. وفي الطريق يوقفه رجال موجهين فوهات بنادقهم باتجاهه، يضربونه ويهينونه، يخيفون زوجته وابنته وسط استعراضٍ يثير الاستفزاز.

وبعد إفلاته مهددين ومتوعدين تأكله الحيرة والغضب، فإما الخوف إلى الأبد وإمّا الحرية الآن مهما كان الثمن غالياً. هي معادلة السهل الممتنع التي أوقفت شعباً بأكمله أمام خيارات الموت والحياة. لكن بطل الفيلم قرر بسرعة وكان قراره واضحاً، فالتفّ بعلم الثورة واتكأ أمام لوحة سيارته التي كتب عليها "حماة" مجهّزاً نفسه من جديد لرحلة عذابٍ جديدة.

ولخّصت الكلمات المكتوبة في نهاية الفيلم حكاية ملايين السوريين، معطيةً النتيجة النهائية من كل المناورات والمباحثات والتحاورات السياسية والشعبية: "لم يكن حاجزاً في طريق.. كان حاجز خوف بداخلنا.. كسرناه اليوم رغم الإهانة لكي نعود كراماً".

"حاجز" من إخراج محمد خاطر وتمثيل التوأم أحمد ومحمد ملص وقد تمّ إنتاجه دعماً للثورة السورية، ضمن مجموعة "إعلاميون من أجل سوريا".

من جهةٍ أخرى كان النقد الساخر مادةً فاعلة لأفلامٍ أخرى مثل المشهد التمثيلي الذي حمل اسم "سوبر ستار مجلس الشعب" يسخر من خلاله الشباب السوري من كيفية اختيار أعضاء مجلس الشعب في ظل النظام القائم. وهو من إنتاج نشطاء الثورة السورية "تجمّع الشباب الأحرار" في العام 2012 ومدته 3 دقائق.

مدة التظاهرة ثلاثة أيام وتستمر من 18 حتى 20 يونيو/حزيران الحالي. ويتضمن كل يوم ثلاثة أفلام درامية قصيرة. حيث يختتم عروضه بفيلم "هل مللت من الثورة؟" من إنتاج نشطاء في الثورة السورية ومدته 4 دقائق، وهو عبارة عن حوار مع الذات عن عزيمة الشعب السوري على تحقيق مطالبه في الثورة.

ميدل ايست أونلاين
(114)    هل أعجبتك المقالة (123)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي