أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

هل يجرؤ الأسد فعلاً على إسقاط طائرة تركية

ما نعرفه عن بشار الأسد، أنه أضعف كثيراً من أن يعترض فراشة لأصغر دولة في العالم، فضلاً عن أن يسقط طائرة لدولة كتركية. ويعود ذلك كما يعلم القارئ، إلى عدم قدرته على مواجهة عسكرية مع أي دولة أخرى. وقد أثبتت المجازر التي يرتكبها كل يوم ضد شعبه، أنه قادر فقط على توجيه الرصاص لصدور الأطفال والنساء والمدنيين السلميين. وهو يحاول منذ خمسة عشر شهراً أن يسيطر على مجموعة من "العصابات المسلحة"، ولم يتسنَ له ذلك حتى الساعة، فكيف يمد رأسه نحن "سماء تركيا".

 في فترة حكم الأسد الثاني لسورية، قامت الطائرات الصهيونية بقصف عين الصاحب في العمق السوري، كما قامت بقصف منشأة نووية مزعومة في دير الزور، وتجرأت طائرات العدو على التحليق فوق القصر الجمهوري. وذهب وقتها بشار للاحتفاظ بحق الرد إلى يوم القيامة. تماماً كما احتفظ أبوه بحق تحرير الجولان، ومات دون أن يمارس حقه في الرد.

 عندما نتذكر تلك الاعتداءات على الأراضي السورية وصمت بشار أمامها، أضف عليها بالطبع اختراقات القوات الأمريكية مراراً للأراضي السورية بحجة البحث عن أعضاء القاعدة. تثور الشكوك في أذهاننا على الفور، حول الجرأة التي هبطت على قوات الأسد لتسقط طائرة تركية، من المستبعد تماماً أن يكون لها أهداف قتالية في المجال الجوي السوري.

 بعد بث خبر سقوط الطائرة بقليل، سارعت حكومة بشار لتقديم الاعتذار، ومن أين لها أن تواجه دولة كتركية، كانت قد رضخت لها بالماضي وسلمتها عبد الله أوجلان، من أول تهديد تركي لدمشق.

 الشكوك التي أثارتها هذه القصة تتمحور أساساً حول عدة محاور،أهمها أن تكون قوات بشار قد أسقطت الطائرة عن طريق الخطأ، فبعد انشقاق العقيد السوري حسن مرعي حمادة عن سلاح الجو الأسدي ولجوئه بطائرته إلى الأردن، أصبحت القوات الأسدية في حالة من الفوضى العارمة، ولهذا فقد استعجلت بإطلاق النار على الهدف الجوي المجهول ظناً منها أو خوفاً أن يكون طياراً منشقاً، ولما بدا الأمر غير ذلك تم الاعتذار السريع لتركية. بينما استفاد بشار إعلامياً من الحادثة وقام بتوظيفها بهدف رفع معنويات قواته المتعبة. إذ ظهر وكأنه يقول للعالم أنه في أحسن حال وأنه قادر على خوض المعركة حتى النهاية ولو كان ذلك ضد تركية أو غيرها. وأراد يوحي أن انشقاق ضابط من القوات الجوية لن يضعف القدرات العسكرية التي يمتلكها.

 المحور الثاني، والذي لا أخفي خوفي منه، أن تكون المسألة برمتها اتفاقاً مع تركية، ومن خلفها المجتمع الدولي الذي يريد إطالة عمر الأسد بأي طريقة في سبيل إنهاك سورية الثورة وتمزيقها. ومما يثير الشكوك هنا، لهجة بيان الناطق العسكري السوري الواثقة، والارتباك التركي في التعامل مع الحادثة، فقد نفى أردوغان، أن يكون السوريون قد أسقطوا أي طائرة، ثم نفي نفيه لاحقاً. ثم بعد وقت قصير، أخبر الرجل الصحافة أن السوريين بالفعل هم من أسقط الطائرة، وأن الطياريَن الذيَن كانا على متنها قد نجَوَا. فهم يبحثون عن حطام الطائرة فقط. هذه الرد التركي الغريب والمريب، يوحي للأسف أن هناك شيئاً ما في الخفاء.

 شخصياً لا أعول على أردوغان كثيراً، فقد وعد وأخلف، وهدد ولم يفعل، هو أقرب إلى ظاهرة صوتية شديدة الضجة، ولكنه غير مستعد لفعل أي شيء، فالرجل جزء من النظام العالمي الذي لا يرى بديلاً آخر يستطيع أن يخدم الصهاينة كما يفعل بشار الأسد.

 بالطبع فالمسألة مجرد شكوك، لكن هذه الشكوك ستسقط فوراً، في حال إقدام أردوغان على اتخاذ إجراءات محددة تحفظ ماء وجهه، وتعيد الثقة فيه وفي سياسته. وأياً تكن القصة فإنني متأكد أن الأسد يعد أيامه، ولم يبق له إلا القليل، حتى لو تآمر إنس الأرض وجنهم لبقائه في منصبه، وإن غداً لناظره قريب.

 

*دكتوراه في الإعلام - فرنسا

د. عوض السليمان* - زمان الوصل
(106)    هل أعجبتك المقالة (112)

حمص الوليد

2012-06-23

ويوجد احتمال آخر ان تكون تركيا ارسلت الطائرة لكشف اماكن الدفاعات الجوية السورية والاسلحة المستخدمة يعني لكشف اللثام عن الاسلحة المستخدمة طبعا انا استبعد السيناريو المطروح لان تركيا اضعف واجبن ان تقوم بهالسيناريو ولو تامر علينا من يتامر عن حريتنا لن نحيد ولن نتنازل.


كاسر راس الشبيحة

2012-06-23

الاحتمال الثاني هو الصحيح لاطالة عمر البطة والغالب ان بشار طلب اسقاط طائرة اسرائيلية لرفع معنويات الشبيحة فأعطوه طائرة تركية هذا اذا لم يكن الامر كله تمثيلية فسقوط بشار الاسد على امريكا التي تدعمه اهون بكثير من سقوط طائرة اسرائيلية هروب الطيار السوري شكل صفعة قوية للشبيحة و عموم بني قيقي فطلب بشار اسقاط اي شي لاننا نعرف مضاداتنا الارضية ما لها حيل تضرط عدم المؤاخذة وكل الضباط مشغولين بشرب المتي وبيع الاسلحة للجيش الحر الذي سيقص رقبة بشار قريبا والخونة الذين معه من امثال حزب اللات وا ردوغان.


لينا سعيد

2012-06-23

وكانت مهمتي قصف مناطق مدنية بدرعا حوران مصنع الكرم والشهامة كانت امامي الاهداف التي عينوها لنا قبل خروجنا .. حيث خرجنا 6 طائرات ومع العلم لست ان الوحيد الذي قمت بالانشقاق عن النظام القاتل كان هناك بطل اخر على موعد ان يلتحق بي اليوم لكن المضادات الارضية اسقطت الطائرات ونشرت الصفحات انها طائرات تركية. وانا من هنا من الاردن اتحدى هذه النظام السفاح ان ينشر صور الطائرات التي سقطت وزعم انها تركية .. عن الطيار المنشق.


التعليقات (3)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي