أضاء "صلاح الدين" ليشعل ثورة ما كادت تنطفئ جذوتها حتى تعود لتسري نارها في قلوب الاحرار في حلب اصراراً ومثابرة...
نهر من دم و نور
ذاك الذي شاهدته في احد شوارع صلاح الدين الفرعية بعد ان أطلقت قوات الأمن العنان لنيرانها كي تمنح تذكرة الإرتقاء إلى جنان الخلد حيث الراحة الدائمة...
نهر من دم و نور
ذاك الذي سطره أشجعنا و أنبلنا و أكرمنا و أغلانا .. شهداء الحرية و الكرامة شهداء الشرف و المجد شهداء الوطن العزيز...
نهر من دم و نور
كذلك كان الدم يسري على الأسفلت الذي اتقد غضباً من رصاص الغدر الذي أطلقه الأمن الأسدي على متظاهرين خرجوا من جامع بلال..، ذاك الجامع الذي بات أسطورة قوة و تحد ليلتحق بركب منارات الحرية التي اضاءت ثورة حلب.
من بعد صلاة الجمعة انطلق الاحرار فهذا قادم من سيف الدولة و ذاك من السكري و اّخر من الشهباء و من المرجة و من الفرقان و الجميلية و الأعظمية و صديق اّخر قدم من العزيزية ...
أعلام خضر كربيع الحرية التي أرخت بظلالها الوارفة على شعب حرم منها لعقود من الزمان نجومه حمراء كالدماء التي سالت فيما يلي من زمن .. بيضاء كما هو الوطن لكل السوريين سوداء كسواد الغمامة التي اعترت الوطن...
"الشعب يريد اسقاط النظام" و اعدام السفاح والانتقام لوطن لطالما رزح تحت نير الديكتاتورية و السرقة و الفساد...
ها هنا استشهد الطبيب و المهندس و العامل وهناك ضمائر أبت إلا أن تصمت في حضرة الخوف الذي لا يعرف لطريق هؤلاء الأحرار سبيلاً...
في "صلاح الدين" ولدت الثورة و فيها ستنتصر وعلى ثراها ستنهمر دموع الفرح طالما كانت العزيمة كتلك التي تألقت في عيون الشباب و هم يصرخون ملء افواههم، "علوا الصوت علوا الصوت علو علو الصوت يا منعيش بكرامة يا أما بنموت"..
و أي موت أحلى من الموت شهادةً
قالوها من شغاف قلوبهم فاستجاب رب كريم لأحد عشر فارساً منهم مانحاً أياهم تذكرة الدخول الى جنان الرحمن، تاركين خلفهم عشرات الجرحى و آلاف القلوب التي تتمنى مصيراً كمصيرهم.
فعن أي نصر يتحدث من والى الظالم..؟ و عن اي انتهاء للأزمة..؟
طالما كان في قلوب هؤلاء نفس الرغبة المشتعلة و نفس الظمأ للحرية أو للشهادة...؟
*ناشط ميداني
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية