يتذرع البعض بأنهم يترددون في دعم الثورة على النظام لأنهم خائفون من الفوضى ،ويخشون من الظلم الذي قد يلحق بعض الطوائف، ووالله هم كاذبون ولم يثنهم عن دعم الثوار إلا الجبن أو التنفع ،إنهم مجرد أرانب فمن أين ظهر عندهم التفكير والنخوة والحرص على الأقليات أو الأكثريات كما يدعون ، وبدلا من صمتهم وتنكيس رؤوسهم من الذل فإنهم يوارون جبنهم وضعف نخوتهم وضآلة عشقهم للحرية بهذه الادعاءات المضللة.
ونقول لأمثال هؤلاء ما يلي : لم يظهر أن الثورة تدعو للفوضى ،كما أنها لم تدع لظلم أحد وكانت منذ البداية تدعو للوحدة وتنادي واحد واحد الشعب السوري واحد، فمن أين اخترعوا الخوف والغيرة المصطنعة على ما يسمونه الأقليات.
الخوف المذكور هو خيال من عصابة النظام فهي من بادرت وهددت بالفتنة الطائفية دون سبب منذ البداية في درعا ،ودرعا معروفة ببعدها عن الطائفية وعن نتانتها ودواعيها ، وكأن لسان حال الحاكم الفاسد يقول إما أن أحكمكم ،أو أقتلكم وأخلق الفتنة ،والفتنة حجة يمكن أن يتذرع بها الفاسد إلى الأبد، إذن فلنرضخ تحت الذل إلى يوم يبعثون ..
أما من يدعون بأنهم لا يريدون التغيير خوفا من احتمال الفوضى والظلم ، وهو مجرد احتمال وتخوف ،فهل ما نعيشه الآن بعيد عن الفوضى والظلم ،أيتجنبون احتمال ظلم والقبول بظلم أشد هو واقع على إخوانهم وليس احتمالا ؟ .
كما أن القاصي والداني يعرف أن القادم مهما كان سيئا فلن يكون أسوأ من العصابة الحاكمة حاليا، لأنه كما يقال: كل الكلاب ولاالكلب حمور.
كما لا أجد قولا لهواة العبودية ولعلماء السلطان كالبوطي وحسون وغيرهم ممن يشتمون ويشككون بأهلهم الثوار ويغضون الطرف عن نصرة الحق ورد المعتدين، إلا قول الشاعر:
سريع إلى ابن العم يشتم عرضه
.... .... وليس إلى داعي الوغى بسريع
إنهم راضون بالعبودية ويأملون بتحسين ظروفها عبر الإصلاح المزعوم.
وما أظن هؤلاء الأرانب المنافقين القانعين بالذل إلا سيتحولون بعد انتصار الثورة إلى نمور على أهلهم، وسيفتحون أفواههم بزاوية 180 وتطول ألسنتهم أمتارا مطالبين بحقوقهم المهدورة التي تخاذلوا في طلب جزء منها من الجلاد ،هذه طبيعة الانتهازيين ، لإنهم بصراحة يريدون غنيمة بدون جهد، وهم معذورون لأنهم بالأصل ليسوا كراما ولا رجالا بل عالة على الكرام وعلى الرجال .
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية