قلل حقوقي سوري ناشط في مجال حقوق الإنسان من شأن قرار مجلس الشعب السوري إحداث لجنة للحريات وحقوق الإنسان، وأشار إلى وجود عشرات المحامين المعتقلين تعسفياً ومختفين قسرياً في سورية فقط لأنهم احتجوا ضد الاعتقال وغياب القانون والقضاء، ورأى أن السلطات السورية تُعلن عن الحريات وتعتقل وتُعلن عن الحق بالحياة وتقتل، على حد وصفه
وقال رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية المحامي أنور البني ، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء "أتعجب من مجلس شعب يعقد جلساته وأصوات القصف تصل مسامعه في مبنى المجلس، والشعب الذي (انتخبه) يُعاني من القتل والاعتقال والتعذيب والنهب، وبلد يتم تدميره يومياً في مختلف محافظاته، ولا يتطرق بأي من جلساته أو مناقشاته لما يجري وكأنه موجود في بلد آخر" وفق قوله.
وتابع "أتعجب من رئيس مجلس شعب هو محام ورئيس فرع نقابة محامين يفكر في لجنة حريات قبل أن يفكر بعشرات المحامين المعتقلين تعسيفياً ومختفين قسرياً، وقوائم باعتقال العشرات من المحامين غيرهم، فقط لأنهم عبّروا عن رأيهم بما يجري في سورية واحتجوا ضد الاعتقال وغياب القانون والقضاء" حسب تأكيده
وأضاف "إنهم كمن يقدّمون لشخص رأسه تحت المقصلة وردة ليشمها ويستمتع بعبيرها قبل أن تُقطع رقبته" حسب وصفه
وكان مجلس الشعب قد وافق الثلاثاء على إحداث لجنة تتعلق بالحريات العامة وحقوق الإنسان، ورأى عدد من أعضاء المجلس أن إحداث مثل هذه اللجنة وغيرها "خطوة إصلاحية منطقية تأتي تجسيداً لما تضمنه الدستور ولاسيما في باب الحريات والحقوق" في البلاد
وحول ذلك قال معتقل الرأي السابق البني "الواقع إن هذه هي جزء واضح ومكمل (للإصلاحات) التي تدّعي السلطة أنها قامت بها، السلطة تُعلن عن الحريات وتعتقل، تُعلن عن الحق بالحياة وتقتل، تُعلن عن مشاريع البناء وتُدمّر، تُعلن عن محاربة الفساد وتنهب ما تبقى من ثروات الوطن، تتحدث عن المشاركة وتقتل الآخر أو تعتقله وتصادر الوطن، تتحدث عن الحوار وتصّنع الطاولة والكراسي والمتحاورين وتتركهم ينشغلون بذلك ريثما تفرغ من قتل الباقين وتطهير المجتمع من الجراثيم المعارضة التي لا تقبل الانصياع والقبول (بالإصلاحات)، المهم بالنسبة للسلطة هو الإعلان، وعلى الشعب أن يصدّق"
وعن تنويه أعضاء المجلس بأهمية هذه اللجنة في هذه المرحلة خصوصاً "لأن الحرية حق مقدس يكفله الدستور إضافة إلى ضرورة تكريس قيم العدالة والثقة بين أجهزة الدولة والمواطنين واحترام كرامة المواطن عنواناً للمرحلة الجديدة" وفق البيان الرسمي السوري، قال البني "لا يمكن وصف ما يجري إلا بالمسخرة، سيّما وأني وأنا أتحدث أسمع دوي المدفعية تقصف مناطق بدمشق وريفها، وحتماً هناك صياح وأنين ودعاء وموت ودمار، لن يسمعها ولن تصل لآذان من يتحدث عن لجان للحريات وحقوق الإنسان، فآذانهم لا تسمع حتماً لأنهم مجرد تماثيل" على حد تعبيره
آكي
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية