أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

جمال سليمان: النظام حين لا يتحمّل جلسة عشاء في "الكبابجي"

نشر الفنان جمال سليمان مقالاً جرئياً على صفحات صحيفة "الحياة" اللندنية، اليوم الثلاثاء، بعنوان "النظام السوري حين لا يتحمّل جلسة عشاء في الكبابجي"...

ننقله حرفياً عن الزميلة "الحياة": 

من الأمور المدهشة خلال الثورة، أو الأزمة، أو الحراك، أو حملة الاحتجاجات في الشارع السوري – كل وفق ما يحب أن يسميها - أن نسبة كبيرة منا نحن السوريين خائنة ومستعدة للتضحية حتى بنفسها وأولادها وبيوتها خدمة للمؤامرة والمشروع الصهيوني. هذا كان مخيباً لنا نحن السوريين الذين كنا نظن أنفسنا - على اختلاف انتماءاتنا الدينية والعرقية و السياسية والفكرية - وطنيين وقوميين ومعنيين بمقاومة المشروع الصهيوني. والأجيال المعاصرة في تاريخ هذا البلد قدمت قوافل الشهداء وضحت بالعيش الرغيد في سبيل القضية الفلسطينية. وهذا، كما هو معلوم، لم يبدأ مع مجيء البعث إلى السلطة بل من زمن أبعد ، يوم ذهب عز الدين القسام وفوزي القاوقجي وغيرهما كثرٌ من السوريين لنجدة أهلنا في فلسطين، واستمر ذلك إلى يومنا هذا. والشعب السوري يعتبر أن التضحية من أجل المقاومة والدفاع عن الأوطان خطٌّ أحمرُ لا جدال فيه أو عليه. أي أن الشعب السوري لم ينتظر حزباً أو قائداً يسوقه إلى الوطنية ومقاومة المشروع الصهيوني، بل على العكس كانت جماهيرية أي حزب، أو قائد سياسي، قائمة على صدق سعيه و ثباته في هذا المضمار. أي أن السوريين هم الذين اشترطوا في الحاكم مبدأ الإخلاص للمقاومة وليس العكس.إلا أن وسائل الإعلام شبه الرسمية التي تديرها مجموعة من الشبيحة الدمويين الذين حققوا شهرتهم العالمية في فترة وجيزة في حين عجز باقي السوريين عن الوصول إلى ذلك، بمن فيهم نحن معشر الممثلين، تكشف لنا بلا هوادة حجم الخيانة المتفشي فينا نحن السوريين الذين كان لنا رأي مختلف عن رأي النظام في التعاطي مع انتفاضة الشعب السوري ضد الفساد والاستبداد. ومن الخونة التي كشفتهم هذه الوسائل هو أنا، الذي لم أكن أعرف أنني قد أبيع وطني من أجل حفنة من الدولارات.
هذا الكشف حصل مرتين، مرة عندما اتهمت بأنني في لقاء مع قناة «الجزيرة» قمت باسمي وباسم الفنانين السوريين بشكر القناة على تغطيتها الموضوعية والنزيهة لأخبار الثورة السورية. ووقتها توعدني الوطنيون الأشاوس بأن يستقبلوني عند عودتي إلى الوطن استقبال الخونة، وما أدراكم ما هو استقبال الخونة على يد الشبيحة الوطنيين أصحاب السجلات الجنائية الناصعة والماضي المحترم. ويومها اكتشف الرجل الشريف النزيه الساهر على تطبيق القانون، محافظ مدينة دمشق، (الذي سيذكر التاريخ أنه كان من نوائب الزمن على هذه المدينة العظيمة)، أن في بيتي مخالفة تستوجب إزالة قسم منه. ثم اتضح في ما بعد أنني لم أشكر «الجزيرة»، و لم أذمها، لأنني ببساطة لم أجرِ فيها أي لقاء مذ كنا نحن وقطر و «الجزيرة» حبايب نتبادل الزيارات و الهدايا. مع احتفاظي طبعاً بحقي أن أجري لقاء مع «الجزيرة» ومع غيرها في حال طلب مني ذلك، وشعوري بأن الأمر مفيد ويخدم قضية بلدي وشعبي التي أخلص لها فقط من دون أي شخص أو حزب أو تجمع سياسي.
 
عشاء يقلقهم
والكشف الثاني كان قبل أيام، وأيضاً على مواقع التشبيح، حيث انتشر خبر مفاده أن الأستاذ فراس طلاس أقام عشاء تكريمياً على شرفي وشرف الأستاذ عبدالحكيم قطيفان بحضور الإخوان المسلمين ممثلين بالسيد رياض الشقفة و الأستاذ طيفور والأستاذ برهان غليون والسيدة قضماني وباقي أعضاء المجلس الوطني (لم يأت الخبر على حضور السفراء الأميركي والفرنسي والتركي والقطري والبريطاني). ويهوذا أرسل هذا الخبر و نحن مازلنا على طاولة العشاء. و ماهي إلا دقائق حتى انتشر الخبر على أنه اختراق أمني كبير، فيه فضح لحلقة من حلقات المؤامرة على سورية لا سيما أنه - على ذمة يهوذا – كان المجلس الوطني ترك وراءه صراعاته وأزماته ومشاكله المتعلقة بموضوع رئاسته وسافر من أوروبا إلى القاهرة خصيصاً كي يحضر هذا العشاء التكريمي على شرفي أنا العبد الفقير، وشرف صديقي الأستاذ عبدالحكيم قطيفان، وهو في المناسبة لم يأت إلى القاهرة خصيصاً من أجل العشاء بل لاستكمال تصوير دوره في مسلسل «فرقة ناجي عطاالله». وأراد السيد غليون وباقي أعضاء المجلس أن يستغلوا فترة وجودهم معنا كي نتآمر جميعاً ضد بلدنا سورية. وطلب الموقع الإخباري من متابعيه بأن يبقوا على متابعتهم كي يكشف لهم تباعاً حلقات المؤامرة.
عندما قرأت الخبر عدت لأسأل نفسي للمرة الألف: كيف يفكر هؤلاء؟ أي نوع من العقول يحملون داخل جماجمهم؟ ما هي نظرتهم لأنفسهم وهم يطلقون الأكاذيب والأحكام ويعتقدون أن كل سوري سيصدقهم. غير مدركين أن عدد الناس الذين خونوهم أصبح كبيراً جدا إلى درجة يخال المرء معها أن الخيانة تسري في دم معظمنا نحن السوريين.
بادئ ذي بدء، أحب أن أؤكد بأن جزءاً من الخبر صحيح، وهو ليس أول لقاء لي مع الصديق فراس طلاس في القاهرة. وفعلاً تعشينا في مطعم «الكبابجي» (لا أعرف إن كان من أغلى المطاعم في مصر أم لا، وفق رسالة يهوذا)، لكن العشاء تم من دون الحضور المزعوم للمجلس الوطني. وككل السوريين عندما يلتقون، على اختلاف أطيافهم، فقد تحدثنا بالسياسة مطولاً. تمحور حديثنا حول الوضع الراهن والاحتمالات الممكنة، والدور الذي يمكن أياً منا أن يلعبه كي نحافظ على وطننا الجميل سورية بعيداً عن مزيد من الدمار، وعلى مجتمعنا العظيم بعيداً عن مزيد من الاحتقان الطائفي والميل نحو العنف (بت واثقا من أن هذا يعتبر تآمراً من وجهة نظر البعض). تحدثنا عما أنتجه الحل الأمني، وعما آلت إليه عملية العسكرة، وعلى انعكاس ذلك على مستقبل سورية السوري. تحدثنا عن الموقف الدولي واحتمالاته، تحدثنا في كثير من القضايا، وقيل الكثير من الآراء، واستمعنا إلى الدكتور وليد البني وهو عضو سابق في المجلس الوطني، عن تجربة المجلس. أحاديث كثيرة كلها في الشأن السوري، لم يكن الجميع متفقاً بالرأي على بعض التفاصيل، لكن الحديث كان عميقاً، فيه حزن شديد على ما آلت إليه الأمور، وخوف أشد مما قد تؤول إليه في قادم الأيام. والطريف في الأمر أن رسالة يهوذا تقول إن العشاء كان بحضور مبارك من المجلس الوطني في حين كان للمجلس حصة الأسد من النقد القاسي في تلك الجلسة. ولو كان السيد غليون حاضراً لندم على تكلفة السفر وعنائه قاطعاً كل تلك المسافات ليستمع إلى كل هذا النقد المقذع.
لا أقول هذا كي أطمئن الشبيح الإعلامي أو سيده، لأن رضاه أو غضبه غير مهمين بالمعنى الوطني والأخلاقي، ولكنهما بالتأكيد مهمان بالمعنى الأمني، فأنا من السوريين الذين رأوا ويرون إلى أي مدى يمكن غضبهم أن يصل.
وبعيداً من تفاصيل الخبر الغبية بلؤمها. عن أي مؤامرة يتحدثون؟ هل يتحدثون عن مؤامرة الانتقال السلمي نحو دولة مدنية ذات دستور عصري يضمن حرية العمل السياسي، ومبدأ التداول السلمي للسلطة عبر صندوق الانتخابات النزيه والفصل بين السلطات؟ هذه قد تكون بعرف البعض مؤامرة. لكنها بعرف غالبية الشعب السوري مطالب مشروعة تقادم الوعد بالاستجابة لها إلى أن نفد صبر الناس فخرجوا عن صمتهم مطالبين بها، وأنا والمدعوون إلى ذاك العشاء الأخير في الكبابجي يجمعنا التأييد لسلمية المطالب و مشروعيتها. وتأييد معظمنا كان علنياً، ونعتبره موقفاً وطنياً يحقق فيما توقعنا أنه في حال عدم الاستجابة لهذه المطالب المشروعة، وحدوث الصدام نتيجة لذلك، ستكون الفرصة متاحة أمام المؤامرة لأن تجد لها مكاناً وحيزاً. واحتراماً للدقة ولرأي الآخرين أستطيع أن أتحدث عن نفسي وأقول: هذا كان رأيي منذ البداية وما زلت متمسكاً به. ليس من باب العناد، بل لأنه لم يحدث ما يجعلني أغيره، بل على العكس أثبتت كل المجريات صوابه.
 
أين هي المؤامرة؟
أكثر من ذلك، القاصي والداني ممن اطلع على التاريخ المعاصر لمنطقتنا يعرف بوجود مؤامرة على سورية. لكني أختلف مع مؤمنين آخرين بها، بأن هذه المؤامرة ليست أمراً جديداً، بل قديمة جديدة ومتجددة في ظل الصراع الدولي على المنطقة منذ برزت فكرة قيام دولة إسرائيل. أي أن سايكس بيكو هي فصل رئيس من فصولها، واستمرت خيوطها ومتابعتها وتطويرها و تحديثها حتى يومنا هذا. وستستمر مهما كانت نتائج ما يجري اليوم في سورية. وأنا من المؤمنين أيضاً بأننا في كثير من المراحل كنا خير معين لهذه المؤامرة على أنفسنا. من هذا المنطلق اعتبرت أن التعاطي الأمني مع حراك الشارع السوري وانعدام أفق الحوار الجدي الذي ينتج مشروعاً سياسياً يقود نحو التغيير الديموقراطي، أعان المتآمرين على احتلال مواقع لهم في هذا الحراك وجعل الحابل يختلط بالنابل، وتبرز إلى السطح قوى مسلحة ذات ارتباطات وأجندات مختلفة تنشر القتل والتفجير في أحياء سورية، كانت يوماً آمنة يلعب أولادها في شوارعها بطمأنينة. ولعل السيد كوفي أنان كان يشير إليها عندما ذكر الطرف الثالث وأكد كلامه السفير السوري في موسكو.
 
تدويل القضية
من ناحية أخرى، تحولت القضية السورية إلى قضية دولية. ومن دون أن نكذب على أنفسنا، موالين ومعارضين، كلنا اليوم لا نرهف السمع لبعضنا بعضاً بمقدار ما نرهف السمع لما سيقول وزراء خارجية الدول الكبرى. و كلنا نعقد جلسات مسائية لتفسير الإشارات الضمنية لكلامهم، ونستخدم قواميس التحليل اللغوي كي نستشف المقاصد الكامنة وراء كلماتهم. هذا ما صنعناه بأيدينا. أو أنه فخ ركضنا نحوه بعناد شديد. والسلطة هي صاحبة النصيب الأكبر في ذلك لأنها أرادت أن لا تستمع إلى الصوت الوطني الصادق، و لأنها قبلت للمشكلة أن تسير أمامها بدلاً من أن تسبقها بخطوات بما يتيح الفرز في شكل واضح بين المؤامرة وبين الاستحقاق التاريخي الوطني وهو أن سورية لم يعد في إمكانها أن تستمر كما كانت عليه، وأن من حق الشعب السوري أن يطالب بنظام سياسي يضمن له سيادة فعلية على مصيره، لا سيادة لفظية لا نتذكرها إلا في المهرجانات الخطابية.
هذا النوع من الأكاذيب أصبح سماً يومياً. الغاية منه إذكاء نار الفتنة و الكراهية، وخدمة جلية من خدمات كثيرة يروجها ناشرو هكذا أخبار للمؤامرة التي يكثرون الحديث عنها. لكن السوريين، موالين ومعارضين، يعرفون أن هذه المواقع لا تتصرف هكذا عفو الخاطر، أو أنهم زمرة من المتعصبين في حبهم قيادتهم ما أعماهم عن رؤية بعض الحقائق. وأن ممارساتهم هي ممارسات فردية تعكس وجهة نظرهم وحدهم، وأن النظام غير مسؤول عنها أو معني بها. هذا غير صحيح، فهذه المواقع تكتب وتتحرك وفق إدارة وتوجيهات أمنية صارمة ودقيقة من أجل تحقيق غاية واحدة، هي تضليل الشارع السوري وإقناعه بأنه لا يوجد في سورية شرفاء، إلا أولئك الذين يصفقون للنظام ويهتفون له. وأن كل من يعارضه - حتى وإن كان أعزل و لطيفاً بلغته ومسلكه ولا يتقاضى فلوساً من الخارج حتى و لو كانت من قريب مقتدر أحب أن يقدم مساعدة إنسانية - هو خائن. و ما معارضته إلا جزء من مؤامرة كبرى تستهدف الوطن قبل النظام.
إنها إذاً، حرب قذرة على الرأي الآخر وعلى الفكر الوطني الذي يجتهد ليقدم أفكاراً من أجل خلاص سورية من أجل مستقبل السوريين، حرب قذرة بأدوات اخترعها النظام ورجال أعماله الأقرباء والمقربون كي يسدوا عجز الإعلام الرسمي عن الاستخدام المفرط للعنف اللفظي، والبذاءة والشتائم، وعدم الالتزام بتقديم أي برهان أو بينة عن أي خبر أو اتهام، والإيهام بأن هذا هو لسان حال الشعب السوري الذي إذا ثارت حميته الوطنية يعبر عنها بلغة التخوين والشتائم والتحقير، وفي أحيان كثيرة، بالتهديد والوعيد. والغاية في النهاية أنه لا توجد معارضة شريفة وأن كل ما يجري مؤامرة وخيانة. وأنه لا بد من اعتقال الخونة وتعذيبهم ونفيهم أوقتلهم إذا لزم الأمر.
لكن المفارقة أن واقعة عشائنا الأخير هذا تزامنت مع آخر ما سمعنا من السيد بشار الجعفري سفير سورية في الأمم المتحدة، في الجلسة الأخيرة لمجلس الأمن، من أن سورية (يقصد النظام) تفتح أبوابها للمعارضة الشريفة و الوطنية وهي جاهزة للحوار. والسوريون الذين أدمى قلوبهم ما يجري في وطنهم يقولون برجاء ولهفة: يا ليت، ماذا تنتظرون؟ يصرخون بملء جوارحهم: ابدأوا فوراً قبل أن تأتي النيران على ما تبقى من أمان، وأمل، وسلام اجتماعي. لكن - مع الأسف - كلام السيد الجعفري سوريالي إلى حد ما. لأنه، وفق الإعلام السوري الرسمي وشبه الرسمي هذا الحوار غير ممكن. لماذا؟ لأنه، ببساطة ووفق ما يفهم من كلامهم، لا توجد معارضة وطنية وشريفة في سورية. وفكرة المعارضة في حد ذاتها تنطوي، من وجهة نظرهم، على الخيانة، والعمالة. حتى المعارضة التي اعتبرتها المعارضة الأكثر تشدداً عميلة للنظام ومن صنعه – تعرضت لشتى أنواع الحصار والعقاب، وتعرض أعضاؤها إلى حملات التخوين وتشويه السمعة والتهديد والاعتقال. هل نذكر أسماء المعارضين الرافضين التدخل الخارجي، والنابذين الطائفية، والمنددين بالتسليح والعنف، الذين اعتقلوا ورهبوا و جرى تقييد حريتهم، وأحياناً قتلوا بسلاح مجهول الهوية، على رغم قبولهم وقبول النظام بمبادرة أنان؟ لا داعي، لأن الأمور أصبحت معروفة ومتداولة. حتى هؤلاء الشباب الرائعين الذين وقفوا بلافتاتهم البسيطة التي كتب عليها شعار في غاية البراءة والوطنية «أوقفوا القتل كي نبني وطناً» تم اعتقالهم والتحقيق معهم وترهيبهم. هل من الوطنية أن يختلف أحد على هكذا شعار؟ لقد اختلف عليه النظام الأمني. وكم أتمنى لو أسمع رأي السيد الجعفري في ذلك لأعرف عن أي معارضة وأي أبواب يتحدث.
أما آن لنا أن نتوقف عن استهبال العالم ونتحدث بصراحة، ونقول إن كل من لا يعجبه الشكل الحالي للنظام السياسي هو خائن للوطن، وإنه جزء من المؤامرة عليه، وإنه من الوضاعة بحيث يبيع ذمته وشرفه من أجل حفنة من الدولارات. وبالتالي لا نقبل بأي حال من الأحوال حواراً يفضي إلى نظام ديموقراطي حقيقي يضمن التداول السلمي للسلطة والفصل بين المؤسسات. لذلك، نرفض فكرة وجود معارضة تعارض النظام على فساده واستبداده. ثم ما هو تعريف المعارضة الشريفة إذا كانت كل المعارضات الموجودة في الداخل والخارج – على كثرتها للأسف - غير شريفة وفق معايير النظام وآلته الإعلامية؟
أظن أن المعارضة الشريفة في عرف بعض السادة هي المعارضة التي تقبل العيش على الوعود وحسن النوايا التي جربها الشعب السوري طويلاً حتى كرهها وانصرف عنها إلى اللارجعة، وبالتالي لا يهم إن قبلتها المعارضة أم لم تقبلها.
بقي شيء واحد هو أنني أشعر بالخزي والعار للحالة المتكررة التي وصلنا إليها كسوريين في تفسير سلوك بعضنا بعضاً، لطريقة الحكم على بعضنا بعضاً، كأن يقال لأمثالنا إننا نجتمع مع رموز المشروع الصهيوني. أناشدكم أن تتوقفوا عن ذلك. أن تتوقفوا أنتم عن خدمة المشروع الصهيوني. لأنكم بهكذا لغة وهكذا استخدام (في الطالعة والنازلة كلما فتح مخلوق فمه وقال كلمة لا تعجبكم) حوّلتم المصطلح من حقيقة عنصرية معتدية إلى كذبة تثير الاستهزاء. لن أتهمكم بتعمد ذلك خدمة للمشروع الصهيوني نفسه، ولكني سأقنع نفسي بأنها غلطة غير مقصودة. وإلى يأتينا تعريف دقيق ونهائي للمعارضة الشريفة، ولائحة بمن يجوز العشاء معهم ومن لا يجوز، إلى اللقاء مع عشاء آخر قد لا يكون في «الكبابجي»، لكنه لن يفوت يهوذا. وعاشت سورية حرة لكل السوريين.

الحياة - زمان الوصل
(129)    هل أعجبتك المقالة (132)

احمد عبد الهادي

2012-06-18

الأستاذ جمال المحترم ماحصل في هذا العشاء نتمنى أن يحصل مع كل الفنانين لا بل مع كل الأدباء وكل العلماء وكل المهندسين وكل الأطباء وكل كل كل من يقول أنا احب وطني سوريا كما نرى سوريا تنزف دماً قد ملأ الكون من رائحته النتنه لأنه جرى بيد الأخ لأخيه وابن عمه وابن أخته ووو ولأننا نرى الكون يذكر هذا الدم ويسعى إلى عدم ايقافه ولانرى إلا أن الطرف القوي بمعدات القتل يسهل على الإستمرار بالنزف وعدم السعي لإيقافه وعدم الإنصات لصوت العقل وكأن الفرصة قد فاتت على الجميع فلم يعد إلا الإحتكام للسلاح وللأسف ستدخل الدول العظمى وستقسم سوريا ولن نقول عندها على يد أبنائها لا فمن تسبب بذاك فليس من أبنائها ولن نغفر له هذه الداء الطاهرة الزكية التي سالت لأنها طلبت العيش بكرامة وحرية كما يعيش الناس وانشاء الله الحرية قريبة ومن حقنا اننا لو تعشينا عند الكبابجي او بوز الجدي او في فندق الشام ان نتكلم بما نريد ولا رقيب علينا ولاعتيد.


سوري

2012-06-19

جمال سليمان واحد جبان رعديد وصولي مصلحجي وكمان صهر الوزير السابق الطائفي محمد سلمان ...... هادا الرد متل الماسك العصا من النص عامل حالو لا مع الثورة ولا مع النظام واللي بيكسب بعدين بصير معو هي سياسة جمال ..... و تعلمها من حماه .... محمد سلمان اللي ما كان يعين بوزارة الاعلام غير عمعايير طائفية و مصلحية.


2012-06-19

جميل.


samie

2012-06-19

و الله انت فحل و دور صلاح الدين ما ضاع فيك يا اصيل.


sore hore

2012-06-19

الى الفنان جمال سليمان، بصراحة إن مقالك وبشكل عام جميل ومقبول،وأنا أتحدث هنا عن نفسي، وخاصة لكونك فنان وناجح ولست بصحفي متمرس ،بس ليكون حدا ساعدك بالصياغة هه..، على كل هذا فاصل للمزح. ولكن أردت أن أوضح فقط بعض النقاط والتي وردت بمقالك ومأخذي عليها و هي كالتالي: 1- في سبيل القضية الفلسطينية والتي تربينا عليها نعم تم تقديم الغالي والرخيص والشهداء والدماء وكل شئ ولكن قبل الحكم الأسدي وحزب البعث، حزب البعث الذي تم استغلاله وتشويه مبادئه لمصالح عائلة واحدة في سورية وهي عائلة حافظ الأسد، وفيما بعد تم استغلال هذه القضية النبيلة قضية فلسطين لتثبيت أركان الحكم الفاشل لسوريا والذي أصلا هو صنيعة الصهيونية بإمتياز. بعتقد لا خلاف جوهري على هذا الكلام 2- و كذلك بإعتقادي بأن رأيك في بدايات الثورة ،كمان أنني بقول لك ليس تناحة ولا تيبيس رأس من قبلي، يجب أن يتغير وخاصة بعد المشاهدات اليومية من القتل والدمار والإغتصابات والسرقات والحرائق والتهجير وتخريب البنية التحتية والخطف التي يمارسها النظام ضد الشعب الأعزل ولا شو عم تستنا لتغير رأيك، وصلنا اليوم لمرحلة يا أبيض يا أسود وانس الرمادي. 3- أما موضوع المؤامرة الكونية فهذه ربيبة حافظ الأسد ولا في طمع ببلادنا ولا أي شئ من هذا وكانت كذبة للسيطرة على البلاد والعباد ولدوام السلطة لأسرة بعينها ونجحوا بها دون الدخول بتفاصيل وهي قصدي قصة المؤامرة الكونية صناعة صهيونية بإمتياز ومعروفة لكل السوريون أصلا بس ما حدا كان قادر يتنفس في سوريا قبل هذه الثورة المباركة ولمدة فقط 45 سنة لكي يتكلم بصوت عالي ، يعني كذب حافظ الأسد ونحن صدقنا. 4- وبالنسبة للأمان والقوى المسلحة والتي ظهرت على السطح والتفجيرات فهذه كلها وكلها حصرا من صنيعة النظام المخابراتي الفاشل القاتل ويوجد الكثير جدا من الفيديوهات والصور والتحاليل التي هي أكثر من صادقة تبين تفاصيل هذه العمليات والتفجيرات المصطنعة وهذا طبعا من غباء المخططين ضباط المخابرات والمنفذين الشبيحة وتفند عشرات النقاط والعثرات التي وقعوا بها الأغبياء، على فكرة ليش للتفجيرات في سوريا مواسم وأوقات وتظهر فجأة وتختفي فجأة هذا موضوع حير خبراء الجريمة عالميا هه، وانت ونحن على معرفه بغبائهم المستفحل وضحالة خبرتهم بالحياة. طبعا الله يعطيك العافية ويزيد من أمثالك من الفنانين السوريين وأما الذين لم يستحوا على حالهم للآن فنذكر بالمثل الدبة شقت.......إلا نفسا والسلام..


صفوان ابو طارق

2012-06-19

بغض النظر عن ان كلامك فيه من الدبلوماسية الشئ الكثير إلا أنني أرى أنك من الشخصيات الهامة جدأ في سوريا وقد يكون لكل كلمة تقولها اهميتها الخاصة لذلك فإنني أقترح عليك أستاذ جمال أن تكثف ظهورك الاعلامي على القنوات الشهيرة وتقوم أنت بمبادرات علنية لحفظ سوريا مما هو قادم وتحصر الكاذبين بالزاوية ممن يقولون أننا جاهزون للحوار لكن مع الشرفاء ثم يظهر أن الكل بنظرهم غير شرفاء وإنني أقترح عليك مثلاً وانت اهل لذلك أن تقوم لجمع الفنانين عشرة من السنة وعشرة من العلويين وعشرة من المسيحيين ليقولوا بصريح العبارة نحن ضد القتل واننا نطلب من الاسد تطبيق خطة فناني سورية كوفي فنان وليس كوفي عنان وهذه الخطة تنبع من نبض الشارع الذي تعرفه انت جيدا يا استاذ جمال ولا اظن ان هامة كبيرة مثلك تضحي بمصداقيتها ونجوميتها من أجل أي شي وبالمناسبة ان كنت انت من العلويين فأظن ان جمهورك من السنة قد يكون اكبر من العلويين لاننا لسنا طائفيين ولكننا نحتاج لامثالك ان يقف ويتكلم كلمة حق مثل فدوى سليمان وغيرها كثير وانت الاولى ان تكون في المقدمة ايها الفنان المحترم.


2012-06-19

Ben Zlami umurumda değil.


عبير قدرو

2012-06-19

نحن لسنا بحاجة الى منظرين من الخارج لو كنت في الداخل وعشت وعانيت او حتى احسست ما معنى كلمة خوف من طلق ناري او قذيفة او على طفل ذاهب الى مدرسة من قناص او سيارة تمشي بعكس السير لتغيرت نبرة الكلام او حتى صياغته نحن نحترم اراء الاخرين ونتمنى ان نرجع لنعمر الوطن ونبني ما تم تخريبه ونزرع الاراضي التي احترقت نيرون مات وروما باقية لن تموت.


2012-06-19

سوريا بدا حرية.


2012-06-19

سوريا بدا حرية.


ساهر

2012-06-19

كلام جميل وعقلاني.


سوري مقهور

2012-06-23

كلام السيد جمال سليمان هو كلام دبلوماسي وسياسي عميق ويعري حقيقة النظامقبل الثورة. لكن برأيي وبصراحة ان هذا الكلام وبهذه الطريقة الدبلوماسية مقبولة ان تقال في حق النظام قبل الثورة ومن كان يعتقد غير ذلك فهو جاهل على أقل تقدير ... أما في هذا الوقت فالأمور محسومة بعد تحول النظام من جهاز سياسي الى جهاز تشبيحي يحترف مهنة واحدة هي القتل وكيف قاد النظام العملية الاصلاحية خاصته ليطرد كل اندس في اجهزته بحيث تصبح أجهزة قوامها من الشبيحة فقط كما في مجلس الشعب .. ولكني قد أعذر من لم يعش ولو لحظة واحدة من حالة الخوف من قناصة او قذيفة أو المرور على حاجز للشبيحة والامن وكأنك تمر على حاجز اسرائيلي وانت تخاف من الاعتقال لمجرد انه لم يعجبه شكلك ... نحن في الداخل نعيش كابوس من الخوف والحصار ... لذلك أرجوكم يامن انتم في الخارج واسونا فقط بكلام يعبر عن حقيقة المعاناة من هكذا عصابة.


ابو ياسر السوري

2012-07-09

حين يكون الكلام علاك مصدي . أكثر ما يغيظني ، أن يتكلم الإنسان بطريقة من لا يريد أن تعرف إن كان مع أو ضد ، مؤيدا أو معارضا ، لئيما أو شريفا ، وسخا أو نظيفا . يعني يجلس على الخازوق نصف في نصف . ثم يتحدث عن الخوزقة إن كانت في إطار الرفض أو القبول . يا عمي هذه خوزقة ، يعني أن جسما غريبا يدخل في موضع الحياء منك .فعمَّ تتحدث ، وفيم تناقش .؟؟ وما هذا العلاك المصدي .؟؟ يحدثنا الأستاذ جمال سليمان عن الوطنية والقضية الفلسطينية ومقاومة المشروع الصهيوني ، ومؤامرة سايكس بيكو ... ونظام طائفته يمارس اغتصاب نساء السوريين ، ويمارس اللواطة في أطفالهم وشيبهم .. فأي كرامة بقيت لهذا المواطن الذي انتهك النظام عرضه ، وباع أرضه ، ودنس مقدساته ، وسلبه كل حق له في حياته .. أظن أصبح من المقزز والمقرف أن يدار الحديث على هذا المنوال ، فكفى لعبا بعقولنا .. لقد انكشفت اللعبة ، ولن نصدقكم يا أستاذ جمال ولو تعلقتم بأستار الكعبة ، لقد ذاب الثلج ، وانكشف ما تحته قاذورات . فلا تحدثونا بعد اليوم عن المقاومة وأنتم العرابون لكل يهود العالم ومجوسه . لا تتكلموا عن الوطنية ، وأنتم الذين جررتم البلد إلى فتنة قد تنتهي بالتقسيم ، الذي لن نمكنكم منه إن شاء الله .. وسندوسكم وندوس كل داع إليه .. ستبقى سورية للشرفاء من السوريين .. أما الحثالة أمثال بشار الأسد وأذنابه فمكانهم محجوز على مزابل التاريخ ..


التعليقات (13)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي