أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

إنشقاق عشرات العمداء وتخوف من إبادة جماعية بحمص

كشفت مصادر واسعة الاطلاع في الجيش السوري الحر عن انشقاق عشرات العمداء مؤخرا وتوجههم إلى تركيا، وسط تكتم مطلق خوفا من عمليات انتقامية بحق عائلاتهم وأقاربهم، كان آخرهم عميد من آل بري، وهو قائد لفوج مدفعية، كما أكد نشطاء أن حالة من " التململ والخوف "  بدأت تنتشر في صفوف ضباط الجيش السوري النظامي، لافتين إلى " أن الكثير من ضباط الرتب المتوسطة في الجيش الموالي للأسد وجدوا أنفسهم - بعد سنة ونصف على اندلاع الثورة - متورطين بحرب دامية، ستنتهي بالضرورة لمصلحة الثوار بحكم الغلبة العددية، الأمر الذي دفعهم إلى إعادة حساباتهم وعدم التورط أكثر مع نظام الأسد".

ويشير النشطاء إلى أن " الضباط التابعين للنظام صاروا يعرفون، بحكم عملهم الميداني، أن هنالك جيشا منظما يواجه النظام وليس عصابات كما يقول الإعلام السوري.. معظمهم يرى أن الجيش الحر صار خصما عسكريا فاعلا ضد الجيش النظامي يتمتع بقدرات قد تمكنه من الحسم في حال تم دعمه بالسلاح ".

من جهة أخرى نفى الناطق الإعلامي باسم الجيش السوري الحر، المقدم المظلي المنشق خالد الحمود ما أوردته وسائل الإعلام التابعة للنظام السوري عن أن قوات الأمن السورية تمكنت من قتل القيادي المسؤول عن تخطيط التفجيرات بـجبهة النصرة التابعة لمنظمة القاعدة، في ريف دمشق بعد اشتباك معه، مشددا على أنه لا وجود لمقاتلي "القاعدة" في سوريا، وأن فكر (القاعدة) التكفيري والطائفي لا يتناسب مع توجهات الثورة السورية بالأساس، التي ليس لها اتجاه ديني أو سياسي.

وكانت وكالة الأنباء الرسمية السورية سانا أعلنت أنه "وبعد التحري والمتابعة وبالتعاون مع الأهالي داهمت الجهات المختصة وكرا لإرهابيين في ريف دمشق واشتبكت معهم، فتمكنت من قتل الإرهابي وليد أحمد العايش، الذراع اليمنى لزعيم جبهة النصرة التابعة لـ(القاعدة)، الذي أشرف على تفخيخ جميع السيارات التي تم تفجيرها في دمشق".

وأوردت سانا أن الجهات المختصة ضبطت كذلك في وكر الإرهابيين كمية من الأسلحة والذخائر، وأرفقت الخبر بصورة لمن قالت إنّه وليد أحمد عياش (26 عاما) سوري الجنسية .

واعتبر المقدم الحمود أن "جبهة النصرة" هي مجموعة ابتكرها النظام لإيهام الغرب بأن "القاعدة" أصبحت في سوريا، وأنها قد تسيطر على الأسلحة الكيماوية، مما يهدد المصالح الأميركية والإسرائيلية في المنطقة. وقال في تصريحات لصحف : "لا علاقة لنا بأي من عناصر (القاعدة) الذين نلفظهم أصلا، لفكرهم التكفيري والطائفي، لأن اتجاهنا الوحيد تحرير سوريا بعيدا عن أي اتجاه ديني أو مذهبي" .

كما نفى مصدر قيادي في الجيش السوري الحر تسلل مقاتلين مسلحين عبر الحدود اللبنانية - السورية والحدود التركية - السورية إلى الداخل السوري، مؤكدا أن " تلك الادعاءات عارية تماما من الصحة، ويتمسك بها النظام لتبريره قصف المناطق السورية الثائرة عليه ".

وجاء تصريح المصدر عقب إعلان وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا أن " الجهات المختصة أحبطت محاولة تسلل مجموعة إرهابية مسلحة من الأراضي اللبنانية في منطقة تلكلخ قرب قرية العرموطة "، كما أعلنت أن " قوات حرس الحدود تصدت ليلة أمس لمحاولة تسلل مجموعة إرهابية مسلحة إلى داخل الأراضي السورية في موقع الزوف بريف إدلب ".

وفي السياق أعرب عدد من الناشطين عن تخوفهم من رفع النظام السوري وتيرة العنف والقتل باعتبار أنه لا يوجد من يراقب أعماله ميدانيا. وأفادت لجان التنسيق المحلية أمس بمقتل ما يزيد على 43 شخصا معظمهم في ريف دمشق وحمص، بالتزامن مع استمرار عملية الحصار التي تنتهجها قوات الأمن، بحسب الناشطين في حمص وريفها.

وقال عضو لجان التنسيق المحلية في حمص سليم قباني إن آلاف العائلات محاصرة في مدينة حمص وريفها، معربا عن تخوفه من «عمليات إبادة جماعية يسعى النظام لتنفيذها، كونه يقصف وبقوة وبكل أنواع الأسلحة هذه التجمعات السكنية حيث يستهدف المدنيين وبشكل مباشر».

وأوضح قباني أن 20 صاروخا سقطت على قلعة الحصن الأثرية، كما تم استهداف الرستن بما يزيد على 300 قذيفة مدفعية، وقال: "يتم قصفنا بصواريخ لم نتمكن حتى الساعة من تحديد نوعيتها".

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حي الخالدية وأحياء أخرى في مدينة حمص "تتعرض للقصف منذ يوم السبت من قبل القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام هذه الأحياء"، لافتا إلى أن مدنيا قتل صباح أمس في الخالدية نتيجة القصف، فيما قتل مقاتل معارض في حي كرم شمشم في المدينة إثر اشتباكات مع القوات النظامية، ومقاتل آخر في أحد أحياء حمص القديمة برصاص قناص. وقال ناشطون إن مواطنين اثنين قتلا في قصف وإطلاق نار من القوات النظامية على تلبيسة في ريف حمص، وآخرين في قصف على مدينة الرستن.

وكان نشطاء ميدانيين قد لفتو في وقت سابق إلى أن القصف المستمر يحاصر أكثر من ألف عائلة في أحياء حمص، داعيا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى -التدخل الفوري- لوقف القصف و"إجلاء وحماية» العائلات والجرحى. بدوره، قال الناشط أبو بلال من حمص القديمة إن «القصف لم يتوقف علينا، والحصار خانق". وأضاف: "إذا دخلت القوات النظامية الأحياء المحاصرة، ستتم إبادة الأشخاص العالقين فيها". وتحدث أبو بلال الحمصي عن أن "الأدوية تنفد، وهناك نقص كبير في الغذاء والماء"، مشيرا إلى أن عشرات الجرحى "سيموتون إذا لم يحصلوا على العلاج، ولا يمكننا إخراجهم من المدينة".

الشرق الاوسط
(111)    هل أعجبتك المقالة (105)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي