أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

يا أيها الملأ أفتوني .. أهي أضغاث أحلام .. أم رؤيا صالحة؟... حمزة عابد

تحدث الكوابيس المزعجة و المرعبة للشخص عادة خلال الساعة الأولى أو الثانية بعد النوم , ويصعب على الشخص الذي حلم بالكابوس أن يتذكر أكثر من مشهد واحد ... لكن هل سبق لكم أن سمعتم بكوابيس جميلة مفرحة كتلك التي تزورني هذه الأيام متهللة مع ساعات الصباح الأولى لتزف لي بشرى نهاية عاجلة للطاغية بالسكتة القلبية أو الجلطة الدماغية و أحياناً برصاصات قاتلة يعاجله بها أحد مرافقيه أو بقذيفة صاروخية تسقط على الجحر الذي يختبىء فيه أو ... أو ... أو ... ؟



سألني أحد الأصدقاء مستغرباً عن سبب قولي إنها كوابيس رغم كونها تحمل في طياتها بشائر انبلاج الفجر بعد ليل دامس دام طويل عاشه السوريون بجراحاته و مراراته و آلامه طيلة ما يزيد على أربعة عقود من القتل و التعذيب و التشريد و الظلم و القهر و تكميم الأفواه و كبت الحريات و الأنفاس ... و أجيب صديقي متنهداً و الغصة تملأ نفسي إنه كابوس لأني لا أريد للأسد و زبانية نظامه نهاية سريعة كهذه دون تجرع كأس العلقم و الحنظل الذي أذاقوه لمئات الآلاف من الضحايا الأبرياء من الأطفال و النساء و الشيوخ و الشباب , و دون أن يشهد ذلك كل العالم .

و يسألني صديقي : أهي روح التشفي و حب الانتقام تلك التي تعتريك ؟؟؟



لا يا صاحبي .. و لكن الجزاء من جنس العمل و الله يمهل ولا يهمل



و هذا الجرذ لا يتصور أن نظامه سيهوي بعد أن طغا وتجبر و نعت الشعب بالجراثيم وتعامل معهم كقطعان الغنم و بدد ثروات البلاد وتعامل مع الوطن كعقار ورثه عن أبيه و أطلق لأزلامه العنان ليعيثوا في الارض فساداً و يزهقوا الأرواح ويسفكوا الدماء و يهلكوا الحرث و النسل ...



اثنان و أربعون عاماً

من القتل والتنكيل تحت حكم بالحديد والنار جرد فيه الجيش من الجاهزية لمواجهة العدو الحقيقي و جعله يمتشق السلاح في وجه شعيه المسالم الأعزل بعد ان اختزل الوطن في عائلته و في شخصه .


و ينتهي كابوسي الجميل بعد أن أراح الله العباد والبلاد منه و من زبانيته لتطوى صفحة من صفحات الظلام إلى غير رجعة وتنتصر إرادة الشعب على أعتى أنظمة الحكم الفاسد المستبد .



قال تعالى (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ) الأنعام

حمزة عابد
(103)    هل أعجبتك المقالة (98)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي