أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

هموم و اهتمامات وزير دفاع ... صخر الرملي

جينا لولو بريجيدا في سورية
جينا لولو هذه ممثلة ايطالية اعتلت عرش الشاشة الفضية عدة عقود من القرن الماضي.
كان مصطفى طلاس الشاب برتبة الملازم أول و قطعته متمركزة في السويداء حيث التسلية الوحيدة في ذلك الزمان كانت "السينما". مصطفى كان من معجباً بـ جينا لولو و كان مدمناً على ارسال الرسائل اليها و لكن أنى للنجمة العالمية التي يركع عند قدميها كبار مشاهير العالم أن ترد على ملازم في جيش دولة صغيرة مثل سورية.
حب جينا لم يفارق قلب الضابط الشاب الذي استمر بالكتابة اليها عاماً بعد عام. تقدمت الأيام و السنون وإذ بمصطفى طلاس يصبح وزيراً للدفاع و على الرغم من كثرة مشاغله و المسؤوليات الملقاة على عاتقه وجد وقتاً فاستل اليراع و القرطاس و خطّ لجينا رسالة جديدة ضمـّنها دعوة رسمية لزيارة البلاد مع بطاقة طائرة روما – دمشق – روما. جينا فكرت: لا ريب أن هذا المقاتل الشرس الذي بدأ بمراسلتي وهو ملازم أول يكاتبني اليوم وهو وزير دفاع فلا بد أنه "شغلة مرتبة". ردت جينا على دعوة أبو صطيف بالقبول و لكنها قدمت الى سورية بطائرتها الخاصة حيث رافقتها بمجرد دخولها الاجواء السورية ثلة من طائرات الميغ الاعتراضية الفاخرة.
في سورية استقبل سيادة الوزير جينا أحسن استقبال في سكنه الخاص ولدى العماد مصطفى في متحفه الخاص الوسادة التي حضنت رأس جينا (بالمناسبة في متحف العماد مجموعة وسائد نامت عليها نساء شهيرات مثل المطربة الفرنسية جين مانسن التي زارت سورية بدعوة مشابهة). وفي أثناء تجول "جينا" في بيت العماد لفت انتباهها لوحة جدارية مثبت عليها مجموعة كبيرة من الأسلحة البيضاء (سيوف و خناجر و ما شابه) فطلبت جينا من العماد أن يؤمن لها سيف شرقي بمثابة تذكار من دمشق فوعدها العماد بأنها لن تغادر سورية بدون سيف يليق بمقامها.
انتهت زيارة جينا لسورية فرافقها العماد شخصياً الى المطار حيث جلسا في قاعة الشرف يتجاذبان أطراف الحديث و هنا قالت جينا : الله يسامحك يا ميمو (= تصغير مصطفى) وعدتني بسيف صغير وما نفـّذت وعدك.فانتفض ابو صطيف وقال لها: باطل... والله ما بتسافري الا ومعك أحلى سيف و التفت الى أحد عناصر المرافقة و قال له: شوف حبيبي طيران بتروح لعندي عل بيت و من اللوحة الجدارية التي في مكتبي خللي أم فراس تنزّل لك سيف. اتصل العماد كذلك بالحركة و طلب منهم "اختراع" اي عذر لتأخير اقلاع الطائرة و انتظار تعليماته!
في بيت العماد وقفت أم فراس أمام اللوحة محتارة ثم نزلت من اللوحة سيف مبهدل يعلوه الصدأ وعليه نقوش و كتابات بالكاد مقروءة ولا ريب ان أم فراس فكرت " هذا السيف زيادة عليها". أخذ المرافق السيف وعند محل بيع أزهار طلب أب يلفوا له السيف بورقة مناسبة؛ في المطار سلم العماد ضيفة الجمهورية السيف وقبلها مودعاً ومؤكداً لها أن بوابات دمشق السبعة مفتوحة لها في أي وقت.
بعد عدة أيام استلم العماد فاكساً من جينا موجزه أن لجينا صديق عالم أثريات عاين السيف وتوصل بالنتيجة الى أنه سيف السلطان العثماني فلان بن فلان وأن السيف يعتبر قطعة أثرية نادرة قد يتجاوز ثمنها بضعة ملايين من الدولارات. و جينا أدركت ان هذا السيف لابد و أن يكون من إرث الجمهورية العربية السورية وأن خطأً قد وقع و أنها ستعيد السيف عن طريق السفارة السورية في روما وأن كل ما كانت تريده هو سيف ليس بالضرورة أصلي و انما أي شيء من باب شرقي بثلاثين أو خمسين دولار بمثابة سوفينير من سورية.
ردّ أبو صطيف بفاكس جوابي موجزه أننا (= نحن العرب) الهديّة عندنا لا تردّ و بعدين مو السيف غالي...أنتي الغالية يا جينا.
من "مذكرات مصطفى طلاس" باختصار و تصرف
صدرت المذكرات عن دار طلاس و بعد يومين من طرح الكتاب في السوق قامت الأجهزة المختصة بسحب كل النسخ.

(93)    هل أعجبتك المقالة (95)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي