أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بعد الثورة تغير الكثير بداخلنا ... مطانس الداود

عندما استقر الحال بنا في الاغتراب افقنا مثل الذي خرج من حافلة منقلبة ,اوخرج من تحت

الردم اثناء زلزال ,كأننا كنا في دوامة كبيرة وهدأت ,وتفتحت كل الجروح التي كانت متوارية تحت

ثقل الغربة . اشيائنا الصغيرة هناك التي تركناها خلفنا باتت لاتفارقنا ,بقايا صورنا المعلقة

على الجدران , اصوات جيراننا مازالت تقلق السكون في داخلنا ,كل تلك الذكريات كانت تهيم

بنا تحركنا من الداخل مثل الجمر تحت النيران ,كل تلك الذكريات الجميلة عن الوطن اختفت جميعها

خلف الدخان الأسود المتصاعد من منازلنا من اشيائنا التي كنا نتوق ان نراها عندما ستسوقنا

رياحا قوية الى الوطن . كل الأشياء تغيرت ,لكن الأهم اللذي تغير فينا :لقد اصبحنا نحزن حيث

توجب الفرح . بالأمس كنت استمع الى فرقة موسيقية تعزف مقطوعات كلاسيكية حيث كنت

اذوب واشرد عند الاستماع اليها ,بالأمس لم اعد استطيع البقاء اردت العودة الى البيت لأعرف

ماحصل لأهلنا اللذين يركضون تحت القصف يسحب بعضهم اشلاء بعض يهربون تطاردهم القنابل

لم يعودوا يأبهون لأشيائهم, دورهم, يركضون وقطرات من دمهم جروحم تتساقط خلفهم دون ضماد.

لقد غيرت فداحة الجرائم التي ارتكبتها قوات النظام كل ما بداخلنا , نعم اصبحنا نحزن حيث يفرح

الآخرون, ونقارن كل الأشياء الجميلة كل الهدوء الذي يحيط بنا بما يحدث عندنا من

قتل ,من اغتصاب ,من صرخات الأطفال . ايها العالم النائم الم تتغير مثلنا بعد الا ننتمي معا الى

انسانية واحدة ,لماذا لا تصرخون بوجه من يحرك آلة القتل ومن يدعمونها , انني اعفي العرب

من دعوتي لأنه واجبهم تجاه اخوانهم, جيرانهم, فاهمي لغتهم .






(102)    هل أعجبتك المقالة (99)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي