أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

نهاية رجل مقهور ... محمد حسن السوري

مررت بجانب الحديقة وكان هناك بعض الباعة قد وضعوا على سورها بضاعة قليلة لو بيعت فربحها لا يسمن، ولكن قد يغني من الجوع .
اقتربت لابتاع من أحدهم ، سألته: ألا تشعر بالتعب من الوقوف الدائم ؟ رد بصوت مبحوح يظهر مرضا وتجلدا: انا أبو أحمد خلقت لهذا المكان، هنا تحت شجرة الكينا لو لم تجدني فاعلم أن الموت قد أراحني ، واستدرك: إذا لم أعمل فلن أعود لصغاري بطعام، لقد تخرجت من المعهد بمعدل عال ، وأنا غير مسنود ،حلمي بالوظيفة طار لمن من هو أدنى معدلا بكثير.
قطع حديثنا صوت الباعة يصرخون على صاحبنا : أبو أحمد لقد جاؤوا.
حاول المسكين المريض أن يحمل بضاعته بعيدا ،ولكن كانت سيارة البلدية التابعة لدولة الصمود قد اقتحمت المكان ، ونزل منها بضعة أشاوس من أبطال الممانعة،وتراكضوا ينهبون بضاعة أبي أحمد ،وكأنها غنيمة من الصهاينة محتلي الجولان.
توسل أبو أحمد إليهم بصوته الضعيف دون جدوى، فقد كان الضابط ينهره ويشتمه بشتائم لا يجيدها إلا أمثاله القادة أو القوادين.
وقف أبو أحمد منزويا يتفجر أسى وقهرا، كاد يختنق ، فأخرج بخاخة للربو تبقيه في حياة ليست بحياة ، لقد أهين المسكين ومرغت كرامته بالتراب، ولكن الأصعب عنده خسارته لبضاعته، فكيف سيواجه بناته عندما يتراكضن نحوه جائعات وهو خالي اليدين.
تجمع الباعة حوله يواسونه ،وفهمت منهم أن كل واحد منهم مجبر أن يدفع رشوة يومية للضابط يجبيها موفد من قبله تعادل نصف تعبه تقريبا.
ولكن أبا أحمد لم يدفع اليوم لأنه لم يسترزق، فصوته المبحوح هذا اليوم لم يساعده في الترويج لبضاعته ، لقد أسقطه المرض فريسة لذئاب الممانعة في هذا البرد القارس .
وعرفت أيضا أن أحدهم قام بالرد على إهانة الضابط في أحد الأيام فتداعوا إليه ،يوسعونه ضربا وإذلالا ، وصبوا كل بذاءة في الدنيا على (الأخونجي الخائن) ثم أخذوه ولم يعد.
وعرفت أن هذا الضابط اللص الذي يؤجر أرض الوطن ، يعمل جهده لمنع رخصة العمل النظامية لهؤلاء المساكين ليستأثر بسرقتهم ، ولو منحوا الرخصة فبرشوة وشروط من الإذلال أهمها أن تعمل مخبرا وجاسوسا على أبناء الوطن .
ولكن أفظع ما عرفته أن هذا البائع المسكين ضحية اليوم هو ابن شهيد على ثرى الجولان، وأن الضابط من قرية بائع الجولان الشهير .
بعد أيام مررت من نفس المكان ، وجدت الباعة ،ولا أحد تحت شجرة الكينا .
كانت هناك ورقة نعوة باسم (أبو أحمد) .
وتحت النعوة تعليق بخط اليد:
استراح .
يلعن روحك
يا
حافظ .
عرفت أن نوبة ربو حادة قضت عليه ،لم يودع أولاده وهو ينازع الموت لقد تأخروا عنه لأن المدرسة قد أخرجتهم بمسيرة طوعية ليهتفوا للقائد الملهم .

(105)    هل أعجبتك المقالة (98)

محمد حسن السوري

2012-06-13

ﻟﻦ ﺃﺳﺎﻣﺢ ﺃﻧﺎﺷﺪﻛﻢ ﺃﻳﺎ ﻋﺮﺏ ﺃﻳﺎ ﺟﺮﺏ . ﺃﻧﺎ ﺃﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻮﻟﻪ ﺃﻣﺎ ﺳﻤﻌﺘﻢ ﻋﻦ ﻣﺠﻮﺱ ﻋﻦ ﺗﺘﺎﺭ ﺫﺑﺤﻮﺍ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻣﺎ ﺭﺣﻤﻮﺍ ﺃﻣﻮﻣﺔ ﻟﻢ ﻳﺮﻋﻮﺍ ﻃﻔﻮﻟﻪ ﺇﻥ ﺧﻼ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻨﻜﻢ ﺃﻣﺎ ﻓﻴﻜﻢ ﺭﺟﻮﻟﺔ ﺃﻧﺎ ﻟﻦ ﺃﺳﺎﻣﺢ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺃﺧﻲ ﻓﻼ ﺗﺼﺎﻟﺢ ﺑﺪﻡ ﻛُﻠﻴﺐ ﻟﻮ ﺳﺎﻣﺤﺖ ﺍﻟﺠﻠﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﻠﻬﻞ ﻗﺪ ﺗﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﺛﺎﺭ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺑﺎﻋﻪ ﺑﺪﺭﺍﻫﻢ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻫﺬﻱ ﺃﻣﻮﺭ ﻣﺴﺘﺤﻴﻠﺔ ﻟﻮ ﻗﺒﻠﺖ ﺭﺃﺱ ﻗﺎﺗﻠﻬﺎ ﺍﻟﻘﺘﻴﻠﺔ ﺃﻧﺎ ﻟﻦ ﺃﺳﺎﻣﺢ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺃﺧﻲ ﻓﻼ ﺗﺼﺎﻟﺢ ﻫﺬﻱ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺍﻟﺤﻜﻤﻮ ﻗﻄﻌﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﻗﺪ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﻣﺪﺟﺠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﺰﻝ ﻫﺠﻤﻮﺍ ﻗﺪ ﺣﻄﻤﻮﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﺍﻗﺘﺤﻤﻮﺍ ﻛﺎﻟﻌﻨﺎﻛﺐ ﻛﺎﻟﻌﻘﺎﺭﺏ ﺍﺯﺩﺣﻤﻮﺍ ﻭﺍﻷﻡ ﻣﺮﻋﻮﺑﺔ ﺗﺮﺟﻮ ﺍﻟﺤﺜﺎﻟﺔ ﺩﻋﻮﺍ ﻭﻟﺪﻱ، ﻭﻗﺒﻠﺖ ﺃﻗﺪﺍﻡ ﺍﻟﻨﺬﺍﻟﺔ ﺃﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺍﻋﺘﺼﻤﻮﺍ ﺑﺤﻀﻨﻬﺎ ﺍﺭﺗﺤﻤﻮﺍ ﻳﺼﺮﺧﻮﻥ ﺧﺎﺋﻔﻮﻥ ، ﺑﺜﻴﺎﺑﻬﺎ ﻳﺘﻌﻠﻘﻮﻥ ﺑﺸﻌﺮﻫﺎ ﻳﺘﺸﺒﺜﻮﻥ ﻭﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻮﻥ . ﻳﻀﺤﻜﻮﻥ ﻟﻠﺴﻜﻴﻦ ﻳﺸﺤﺬﻭﻥ ﺃﻣﻲ: ﻻ ﺗﺪﻋﻴﻬﻢ ﻳﺬﺑﺤﻮﻧﻲ ﺃﻣﻲ ﺑﺤﻀﻨﻚ ﺧﺒﺌﻴﻨﻲ ﻧﺎﺷﺪﺕ ﻓﻴﻬﻢ ﻛﻞ ﺿﻤﻴﺮ ﺍﺫﺑﺤﻮﻧﻲ ﻭﺍﺭﺣﻤﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺃﺭﺍﻛﻢ ﻃﻴﺒﻴﻦ . ﻗﻬﻘﻬﻮﺍ ﺳﺎﺧﺮﻳﻦ ﺃﻣﺴﻜﻮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺒﻴﻦ ﻏﻀﺖ ﻋﻴﻨﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻜﻴﻦ ﻭﺍﻟﻄﻔﻞ ﻳﺼﺮﺥ ﺁﺥ ... ﺁﺥ ﻭ ﺧﺎﻧﻬﺎ ﺍﻟﺼﺮﺍﺥ ﻳﺮﻓﺲ .. ﻳﺨﻔﺖ .. ﻳﺴﻜﻦ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﺫﺑﺤﻮﻩ ﻭﺧﺼﻠﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﻪ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻛﺎﻟﺨﺮﻭﻑ ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺳﻤﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﺜﺎﻟﺔ . ﺑﻜﻞ ﺃﺻﻨﺎﻑ ﺍﻟﺴﻔﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﻨﺬﺍﻟﺔ ﻣﺪﺟﺠﻴﻦ ﺃﻧﺎ ﻟﻦ ﺃﺳﺎﻣﺢ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺃﺧﻲ ﻓﻼ ﺗﺼﺎﻟﺢ ﻟﻢ ﻳﺮﺍﻋﻮﺍ ﻃﻬﺮ ﺃﺧﺖ ﻃﺎﻫﺮﺓ ﺗﺼﺮﺥ ﺗﺘﻮﺳﻞ ﺩﻭﻥ ﺟﺪﻭﻯ ﻟﻠﻄﻐﺎﺓ ﻟﻮ ﺃﺗﻮﻙ ﺑﺄﺧﺘﻬﻢ ، ﻫﻲ ﺳﺎﻓﻠﺔ ﻣﺜﻠﻬﻢ ﻫﻲ ﻋﺎﻫﺮﺓ ﻗﺪ ﻣﻠﻬﺎ ﻗﺪ ﻋﺎﻓﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺰﻧﺎﺓ ﻻ ﺗﺼﺎﻟﺢ ﻗﺪ ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ : ﻟﻴﺲ ﻧﺤﻦ ﻣﻦ ﺫﺑﺢ ﺍﻟﺮﺿﻴﻊ ﻻ . ﻟﻦ ﻳﻀﻴﻊ ﺩﻡ ﻃﻔﻠﻨﺎ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ . ﻭﻟﻮ ﺑﻌﺪ ﺣﻴﻦ ﻭﻟﻮ ﺑﻌﺪ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ. ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﺃﻣﺎ ﺍﺟﺘﻤﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺫﺑﺢ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺭﻳﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺭﻳﺪ ﻣﺎ ﺭﺩﻫﻢ ﺭﺟﻞ ﺭﺷﻴﺪ ﺃﻧﺎ ﻟﻦ ﺃﺳﺎﻣﺢ ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺃﺧﻲ ﻓﻼ ﺗﺼﺎﻟﺢ ﻻ ﺗﻨﺲ ﻣﻨﻈﺮﻫﻢ ﻣﺘﻜﺎﻟﺒﻴﻦ ﺑﻌﻔﺎﻑ ﺃﺧﺘﻚ ﻃﺎﻣﻌﻴﻦ ﻭﺍﻟﻔﺮﻳﺴﺔ ﻣﺎﻧﻌﺖ ﻛﺎﻟﺤﻤﺎﻣﺔ ﺭﻓﺮﻓﺖ : ﺃﺗﻤﺎﻧﻌﻴﻦ؟ ﻓﺮﺳﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﻧﻌﺔ ﺗﺮﻓﻀﻴﻦ ؟ ﻏﺮﺯﻭﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻴﺦ ﺍﻟﺸﻮﺍﺀ ﺣﺘﻰ ﺑﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﺃﺑﺮﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻫﻞ ﻳُﺼﺎﻟﺢ ﻫﺆﻻﺀ ؟ ﻫﺬﻱ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺣﻜﺎﻳﺎ ﻻ ﺗﺼﺎﻟﺢ ﻭﻟﻮ ﺟﺌﻦ ﺳﺒﺎﻳﺎ ﻻ ﺗﺼﺎﻟﺢ ﻭﻟﻮ ﺳﺠﺪﻭﺍ ﻋﺮﺍﻳﺎ ﻭﺗﻮﺳﻄﺖ ﻛﻞ ﺍﻟﺒﺮﺍﻳﺎ ﻻ ﺗﺼﺎﻟﺢ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﻟﻬﻢ ﺭﻗﺎﺏ ﻭﺍﻟﻤُﺪﻯ ﻟﻴﺴﺖ ﻗﻠﻴﻠﻪ ﻻ ﺗﺼﺎﻟﺢ ﻭﻟﻬﻢ ﻧﺴﺎﺀ ﻭﻋﻨﺪﻧﺎ ﺍﻻﺳﻴﺎﺥ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﻪ ﻻ ﺗﺼﺎﻟﺤﺢ ﻫﺬﻱ ﺃﻣﻮﺭ ﻣﺴﺘﺤﻴﻠﺔ ﺃﻧﺎ ﻟﻦ ﺃﺳﺎﻣﺢ ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺃﺧﻲ ﻓﻼ ﺗﺼﺎﻟﺢ ﻻﺗﺼﺎﻟﺢ ﻻ ﺗﺼﺎﻟﺢ ﻻ ﺗﺼﺎﻟﺢ.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي