حماة الديار ..... عليكم سلام ؟؟!! كم تغنى بهم ونادى الشعراء والكتاب وزعماء المنابر وخطباء المجالس،،،؟ جيشنا لا ننسى صيحة فيروز في ( خطت قدمكم على الارض هدارة ،،،،،، انتو الاحبة والكن الصدارة) نعم نعم لكم الصدارة ؟؟؟!!،،،،، حوموا يانسور عالداير عالداير ،،،،، لى اخر تلك الاغاني التي طالما ألهبت حماسنا منذ حرب تشرين ١٩٧٣ ، حتى حرب لبنان عام ١٩٨٢، وكثير من اغنيات درج اعلام النظام على ترديدها كلما عن على باله موال،،،،، وكان السوريون بحسهم وحماسهم الوطني، وغيرتهم الوطنية، يشدهم الحماس محلقين في اعالي السماء نشوة بالوطن وحبا بترابه، يدفعون بفلذات اكبادهم للالتحاق بالمؤسسة العسكرية لانها الضريبة والواجب،،،،،رغم يقيننا بأن الاسد المورث منذ استيلاءه على السلطة، وتربعه على جماجم رفاق دربه ومسيرته اخذ يدفع باتجاه واحد لم يحيد عنه قط،،،،،؟ تحويل تلك المؤسسة الى هزء ومسخ، ولتعطيل طاقات الشباب من ابنا ءالوطن، وحرمانها من ابسط مقومات وجودها كمعنية بحماية الوطن والذود عن الحمى،،،، وزرع في ارفع المراتب وادناها رجالات كقيادات، واصحاب قرار من اهل الثقة لديه والسابحين في فلكه دون الوطن ؟؟ ومن اصحاب الحظوة لدى كل الاجهزة الامنية المدنية منها والعسكرية ليكونوا على هرم القيادة؟؟ واغدق عليهم بالمكرمات والمزايا الخاصة؟؟واطلق ايديهم بالنهب السلب والرشوة وفرض فنون من الاتاوات التي تبدأ من المجند مقابل بقاءه حرا طليقا دون الالتحاق بالخدمة الا عند دفع المعلوم، وحتى المراتب المتوسطة و العليا، من حيث توزيع المكرمات والهبات على اساس الولاء والطاعة ، ومستوى الرضى عن السلوك والطاعة العمياء، وتبدأ بتوزيع ومحاصصة المناصب والمغانم والسيارات وكل ما تقع عليه اليد، حتى بيع انواع المحروقات والوقود بالسوق السودا، ومخصصات اطعام الافراد ؟؟ وتخصيص السيارات الخاصة لاسر المنتفذين منهم مع قطعان من رجال الحراسة لمنزل الضابط، وسائق لحرمه وابنه وابنته،،، وبعض من المقربين له حسب مكانة و وضعية كل منهم، هو جيشنا بعقيدته التي رسمها له حافظ الاسد، وعزز خلال مسيرته لقيادة البلد مقولة شعبية ( جيش ابوشحاطة)! للحط من قدر وهيبة المؤسسة العسكرية بعد الامعان من حرمانها من كل ما يسد رمق المجند فيها؟؟ وما يكفيه حاجاته الغذائية على اقدر تقدير ليكون بالتالي المجند في خدمته الاجبارية عالة على اهله طوال مدة خدمته يستجدي مصاريف انتقاله من والى قطعته العسكرية في حال كان من الطبقات الفقيرة والتي في معظمها يمتنع ابناؤها خلال خدمتهم العسكرية من التمتمع باي اجازات لضيق ذات اليد.
في نفس الوقت امعن القائد الاعلى للجيش، وهو نفسه بالطبع قائد الوطن، وصاحب كل الالقاب والمناصب العليا، وصناعة القرار، بكل المستويات في اذلال الجيش الرسمي السوري من خلال تشكيل جيوش اخرى وفق اليات متطورة ، وتسليح عال جدا، وتجهيزات متطورة للغاية، واقتصر عديد تلك الجيوش في معظمها على فئة معينة تدين بالولاء له فقط، واعطاها من المزايا ما لم تحلم به المؤسسة العسكرية الرسمية ، فمنها سرايا الدفاع واخرى لللصراع وقوات الحرس الجمهوري وقوات نخبوية اخرى باسماء ومسميات تبعث على الهلع والرعب في النفوس؟؟!! مع التركيز على ثقافة الفوقية والاستعلاء والكبر في نفوس العاملين في تلك الجيوش الموازية والمختلفة في تركيبتها وتدريبها ومرتباتها من حيث حزم المزايا التي يتمتع بها منتسبوها ولتجعلهم في مصاف النخبة المختارة وغيرهم في القاع؟؟؟
قام قائد الوطن وعلى امتداد عقود من قبضته الفولاذية و ماورثه لوريثه بانشاء قاعدة متكاملة لاجهزة الرعب والبطش في ارجاء الوطن ؟؟!!حتى باتت ارض سوريا مزروعة بعيون المخابرات، ومباني وقلاع اجهزة المخابرات ،علاوة على انتشار العملاء في كل زاوية وحي ومؤسسة ، حتى ليكاد ان يكون ثلث الناس من المخبرين؟؟!! اما تحت التهديد او بفعل اغراءالنفوذ المزعوم؟؟ او التلويح بالويل والثبور لكل من يحاول الاعتذار او محاولة الرفض، وهكذا تحول معظم السوريون بفعل الرؤية الاستخباراتية الحكيمة الثاقبة في احصاء النفس لكل مواطن، ومصادرة احلامه ؟؟ حتى بات السوريون وعلى مدار اربعة عقود ونيف يخاف اخيه وزوجه؟؟ ولا يجرؤ على التلفظ باي كلام قد يساء تفسيره او من الممكن ان يؤخذ على معان تمس هيبة القائد او سياسة البلد.
المؤسسة العسكرية باتت من اكثر المؤسسات موطنا للفساد والمحسوبيات والرشوة التي يغيب عنها اي نوع من الضبط والربط والنظام والانضباط، وسط غياب اي خطط ومنهجيات لاعداد وتدريب قطاعات الجيش على اداء اي ادوار للدفاع عن الوطن، لتظل اسيرة الفساد والنهب ودوام التسبيح بحمد القائد واهله وزبائنه وكل السابحين في فلكه، ليشبع الشعب من معلقات. فنون الخطابة في الصمود والممانعة والوقوف في وجه مخططات الاستهداف والامبريالية واسقاط المخططات الخارجية والاجندات المشبوهة الى قواميس طافحة بالوطنية، واسترداد الحقوق المسلوبة والمنهوبة (طبعا دون المسلمة تحت الطاولة) والتي يتم تدبيجها بمناسبة ودون مناسبة واتخام المواطن السوري باسماعه تلك المطولات الخطابية والرفس على المنابر تمجد بطولات هذا الجيش وقيادته المسكونة بالوطن؟! بل حتى انها هي الوطن بشحمه ولحمه؟؟؟
ومنذ ان هب الشعب السوري مناديا بالحرية والكرامة المنهوبة على يد النظام القمعي الدكتاتوري عمت صيحات المتظاهرين منادية بالجيش حماة للديار؟؟!! لكن القائمين على رأس تلك المؤسسة كان لهم رأيا اخر فامروا بتوجيه فوهات بنادق ومواسير مدافع حماة الديار باتجاه المدن باهلها وسكانها كبارا وصغارا لتوزع الدمار وكل فنون القتل البشع الممنهج ولتسرح الدبابات والمجنزرات والمصفحات وعربات النقل المصفحة في طرقات وساحات وزواريب الوطن تعيث فيها القتل والدمار ، بعد ان تركت تلك القوات اماكن تمركزها هناك على تخوم جولاننا المحتل واستدارت لتصب حممها باتجاه الداخل وكأن من كانت تواجهه طوال اربعين سنة واكثر لم يعد للنظام وللوطن عدوا؟؟ بل واكثر من مأمون الجانب !! حيث تركت له الحدود ملعبا للريح حتى بدون حراس لاسمال الجنود الصناديد هناك في مواقع الخنادق الامامية للممانعة وحراسة الوطن من التهديدات الخارجية من عدو اتخمنا النظام بخطورته؟؟ وعلى انه يتربص بالبلد ليفتك بها في اي لحظة سانحة ؟؟!!وعلى اساس ما روج له واضب على نهب خيرات وثروات سوريا لعقود خمسة ماضية باسم الدفاع عن الوطن وميزانية ما اسموها وزارة الدفاع والنفقات العسكرية والتسليح وتطوير الانظمة الدفاعية وكان ان ختمها قائد الوطن المورث لمن لا ينسى بنظرية ( التوازن الاستراتيجي مع العدو ) والتي بدلها لاحقا الى ( استراتيجية السلام في المنطقة) فكان يبدل من عنوان الى عنوان حسب المقاس ومتطلبات المرحلة ويمعن في تعزيز مسخ المؤسسة العسكرية حتى فقدت اي هيبة او بعض من احترام ممكن، ولا ندري حتى اللحظة تحت اي بند او قانون او فقرة في الدستور او في العقل او في المنطق عندما يأمر قائد اعلى للقوات المسلحة في بلد يفترض انه في حالة مواجهة مع عدو قواته المرابطة على الحدود بلملمة عدتها وعديدها والتوجه للداخل لتنفيذ مهام القتل والتدمير ؟؟؟ والتساؤل البسيط الذي لابد هنا ان يرفعه اي عاقل ؟؟؟ ما هي عقوبة المحارب المنسحب من ارض المعركة،؟؟ او ارض المرابطة في وجه عدو متأهب وبكامل سلاحه وترك الحدود بلا حماية ،،،،؟؟؟ لا شك بان كل دساتير وقوانين الكون ونواميس البشر تحكم بالاعدام على العسكري المنسحب والمرابط في مواجهة عدوه على حدود وطنه بالاعدام وبحكم مهنته العسكرية رميا بالرصاص وفي الميدان، الى جانب كل من له علاقة باصدار امر الانسحاب والاستدارة وترك الموقع لاشتراكهم في الجريمة الوطنية الكبرى والتي عادة ما تصنف على انها خيانة عظمى، وهنا في حالتنا فان بشار ابن حافظ الاسد وكونه بحكم المستولي على منصب القائد الاعلى للقوات المسلحة فانه المسؤول عن اعطاء الامر لقطعاته العسكرية المرابطة على تخوم الجولان بالتحرك للداخل وترك مواقعها وحود الوطن بلا حسيب او رقيب،،،، فذلك بلا ادنى شك بمثابة هروب المقاتل من ارض المعركة بكامل عدته وعتاده ، وينسحب الحكم على كل من شاركه بالتنفيذ؟؟؟ اما اوامر قتل شعبه الاعزل بكل انواع وصنوف الاسلحة امراخر سيكون تحت طائلة القانون والمسؤولية ولن يرحم القانون كل من تلوثت يديه بدم الابرياء.
اذا هو جيشنا ،،،؟ حماة الديار ،،،،، وبهذه الصورة المزرية التي رسمها له القائد؟! و وريثه ينحدر الى مستويات اخلاقية ما دون الوضيعة ، وخاصة بعد ان وضعه في الصفوف الاولى في مواجهة العزل من ابناء الشعب؟ ومن وراءه قطعان الامن وجحافل الشبيحة ليتم قنص ورماية كل من يتهاون، او تأخذه رحمة، او يتردد في قتل المدنيين العزل في المظاهرات السلمية في كل المدن السورية الثائرة على نظام القتل والقهر ، وراح الالاف من الضحايا على يد مرتزقة النظام من الامن والشبيحة بعد رفضهم اطلاق النار على العزل من المدنيين في مختلف المدن الثائرة،،،،،، هي حال حماة الديار مقابل قطعان الجيوش الاخرى صاحبة النفوذ والحضوة والمزايا والعطايا والمكرمات،،،،؟؟ ليضع المسمار الاخير في نعش المؤسسة العسكرية في طريقة جهنمية ممنهجة،،،،؟؟!! في. الوقت الذي لابد فيه من رد الاعتبار لجيشنا العربي السوري واعادة بناء عقيدته العسكرية للوطن ، والولاء للوطن، والارض وحماية الارض والعرض وصونها، دون الاشخاص مهما كانت مراتبهم ومواضعهم ومراكزهم ، فالمؤسسة العسكرية في حقبة مابعد نظام الطاغية ستكون للوطن وسيعود لها ألقها ومكانتها ..... وسنغني معا وبلسان واحد على امتداد سوريا ( حماة الديار عليكم سلام ،،،،،،،، أبت ان تذل النفوس الكرام ،،،، الى اخر القصيدة) لكن بزهو وفخر بالوطن الحر الكريم.
* صحفي سوري مغترب
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية