أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تفاصيل انشقاق كتيبة صواريخ متمركزة في الغنطو بحمص

بينما تواصل قوات الأمن السورية عملياتها العسكرية التي تحصد يوميا عشرات القتلى، أعلنت كتيبة صواريخ متمركزة في بلدة الغنطو بحمص عن انشقاقها، وأكد العقيد مالك الكردي نائب قائد الجيش السوري الحر، الذي يتولى ميدانيا قيادة العمليات العسكرية على محاور مدينة الحفة، لـ«الشرق الأوسط» أمس أن وحداته «تمكنت من إسقاط مروحية للجيش النظامي وأسرت 12 شبيحا تابعين للنظام، كما قامت بصد هجمات عند المدخل الغربي للمدينة ومن المحور الشرقي»، مشيرا إلى أن «الطيران الجوي يحلق نهارا بشكل مستمر منذ 5 أيام فوق سماء المدينة».
وفي موازاة ذلك أعلن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن «14115 شخصا قتلوا في مختلف أنحاء سوريا منذ بدء الاحتجاجات في سوريا منتصف شهر مارس (آذار) 2011، بينهم 9862 مدنيا». وذكر أن «ثلاثة آلاف قتلوا منذ بدء تطبيق وقف إطلاق النار بموجب خطة النقاط الست للمبعوث الدولي كوفي أنان في 12 أبريل (نيسان) الماضي».
وقال إن «عدد المنشقين الذين قتلوا بلغ 783 مقابل 3470 من أفراد الجيش النظامي وقوات الأمن»، مشيرا إلى أن «هذا الرقم لا يشمل القتلى من فرق الشبيحة الموالية للنظام الذين يقدر عددهم بالآلاف». وكانت الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري حملت أمس على تصعيد «النظام الفاشي في دمشق من عملياته العسكرية»، وقالت إنه «حول في الأيام القليلة الماضية المذابح وتدمير الأحياء وتهجير سكانها إلى سياسة منهجية تهدف إلى ردع الشعب عن دعم الثورة ومحاولة استعادة المبادرة السياسية والميدانية التي أخذ يفتقدها في مواجهة التعبئة الشعبية والعربية والدولية بعد مذبحة الحولة».
وبينما استنكرت هذا «التصعيد الدموي الخطير الذي يعني المزيد من قتل أبناء الشعب السوري وتدمير المساكن على رؤوس أصحابها وتهجير عشرات الألوف من قراهم وبلداتهم حتى تجاوز عدد هؤلاء اليوم المليون ونصف المليون حسب إحصاءات الصليب الأحمر»، دعت المراقبين الدوليين الموجودين في سوريا للتوجه فورا إلى المناطق المنكوبة. كما دعت الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة المراقبين الدوليين وحكومات البلدان الصديقة، العربية والأجنبية، والمنظمات الإنسانية وجميع أصحاب الضمير التدخل العاجل من أجل وقف المذابح المستمرة في حمص ودرعا وجبل الأكراد واللاذقية وسهل الغاب وغيرها من المناطق، وإدانة أعمال القتل والتنكيل والتهجير المستمرة في سوريا منذ خمسة عشر شهرا، مطالبة مجلس الأمن الدولي بعقد جلسة طارئة لحماية المدنيين السوريين وفق الفصل السابع.
وفي حين أشارت لجان التنسيق إلى «انشقاق الكتيبة 743 التابعة للواء 72 التابع للفرقة 26 في الدفاع الجوي وانضمامها إلى صفوف الجيش الحر»، أفاد المرصد السوري عن محاولة قوات الأمن اقتحام القرية «بعد سيطرة مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة على مركز كتيبة دفاع جوي للقوات النظامية قبل أن ينسحبوا بعد انشقاق معظم عناصر الكتيبة».
وأعلن ناشطون في القصير أيضا سيطرة الجيش الحر على كتيبة الصواريخ المتمركزة في قرية الغنطو (قاعدة الدفاع الجوي الإقليمي)، وهي كتيبة صواريخ فولغا تابعة للواء 72 الفرقة 26 التابعة لإدارة الدفاع الجوي. وقال الناشطون إن «كل الضباط والعناصر الموجودة في القاعدة انشقوا، وذلك بالتنسيق مع الجيش الحر الموجود في المنطقة»، وجاء هذا التطور الخطير ليزيد تصعيد قوات الجيش النظامي وتكثيف قصفها على منطقة الغنطو وكل المناطق المتمردة في محافظة حمص.
كما هاجم الجيش الحر في مدينة القصير «بناء البلدية يوم أمس واستهدفه بقذائف (آر بي جي)، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المبنى»، كما بث ناشطون صورا تظهر احتراق مبنى البلدية، وقالوا إن «بناء البلدية مثل رعبا لأهالي المدينة، فهو أكبر معاقل جيش الأسد وشبيحته داخل مدينة القصير، كما أنه أعلى بناء ويكشف كل الأحياء وحتى محيط المدينة، ويتمركز على سطحه القناصة منذ عدة شهور، الذين قتلوا العشرات من المدنيين». وفي غضون ذلك، وفي حين زار وفد من المراقبين الدوليين مدينة بانياس وفي بلدة اليادودة في درعا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بـ«تعرض مدينة الحفة وقرى مجاورة لها لقصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية، بموازاة وصول تعزيزات جديدة من القوات النظامية إلى المنطقة».
وقال نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي، الذي يتولى ميدانيا قيادة العمليات العسكرية على محاور مدينة الحفة، لـ«الشرق الأوسط» أمس إن وحداته «تمكنت من إسقاط مروحية للجيش النظامي وأسرت 12 شبيحا تابعين للنظام، كما قامت بصد هجمات عند المدخل الغربي للمدينة ومن المحور الشرقي»، مشيرا إلى أن «الطيران الجوي يحلق نهارا بشكل مستمر منذ 5 أيام فوق سماء المدينة».
وكشف الكردي عن «مبادرة قام بها أحد الأطراف لدى الجيش النظامي لوقف قصفه على المدينة لإخلاء عدد من الجرحى، لكنها قوبلت بالرفض»، وقال: «قدت شخصيا عملية لإخلاء عدد من عائلات المدينة وتعرضنا لقصف من الطيران الجوي قرابة ساعتين، تمكنا بعدها من إخراج عدد قليل من العائلات والجرحى».
وفي حين ذكرت «لجان التنسيق» أن ستة قتلى على الأقل سقطوا في قرية دفيل وحي الرويسة جراء القصف العنيف على مدينة اللاذقية، أفاد المرصد السوري بـ«اقتحام القوات النظامية السورية بلدة عتمان في ريف درعا وسط إطلاق رصاص كثيف وحملة مداهمات واعتقالات بحثا عن مطلوبين للسلطات السورية». وأشارت لجان التنسيق إلى سقوط قتيلين على الأقل وعدد من الجرحى واحتراق عدد من المنازل بعد اقتحام جيش النظام البلدة بأعداد كبيرة من الأمن والشبيحة والدبابات والمدرعات».
وفي حمص استأنفت قوات الأمن العسكرية قصفها لأحياء عدة في المدينة، فتعرضت أحياء الخالدية وجورة الشياح وأحياء أخرى لقصف عنيف وإطلاق نار من رشاشات ثقيلة ومتوسطة، وسط محاولات لإعادة اقتحامها من قبل قوات الأمن السورية. وقال المرصد السوري إن «القصف ترافق مع تحليق لطائرات الاستطلاع في سماء المدينة، وذكرت لجان التنسيق المحلية أن 15 شخصا على الأقل قتلوا في مدينة حمص وجوارها أمس، بينما تعرضت قرية الغنطو لقصف عنيف أدى إلى احتراق مساحات واسعة من أراضيها الزراعية.
وفي دير الزور اقتحمت قوات الأمن السورية حي الجورة وسط إطلاق رصاص كثيف. وذكرت لجان التنسيق أن قذائف تساقطت على مسجد التوبة ومعهد تحفيظ القرآن في المدينة، إضافة إلى احتراق خمسة منازل.
وفي العاصمة دمشق حاصرت قوات الأمن السورية حي القابون ثم اقتحمته وأغلقت مداخله ومخارجه كافة. وكانت قوات الأمن اقتحمت مدعمة بآليات عسكرية ثقيلة بلدة دير العصافير في ريف دمشق وسط إطلاق رصاص كثيف وتحليق للطائرات في سماء البلدة.
أما في حلب فقد وصلت تعزيزات أمنية وعسكرية إلى الريف الحلبي، وسط مخاوف عن نية لاقتحام بلدات رتيان وحيان وبيانو. وتعرضت حيان لقصف من قبل مروحيات القوات النظامية السورية التي تحاول السيطرة على البلدة منذ أيام، ما أدى إلى مقتل شخصين على الأقل.
وشهدت إدلب مظاهرات حاشدة خرجت في تشييع تسعة قتلى قضوا إثر قصف عنيف تعرضت له مدينة معرة النعمان مساء السبت الفائت.

الشرق الأوسط
(120)    هل أعجبتك المقالة (129)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي