جدلية الوطن وسيد الوطن والصورة، وصاحب الصورة، اختلط فيها الحابل بالنابل،،،، تلبست عيونهم غشاوة مبطنة بالكره والحقد، فلم يعد احدهم يرى الوطن الا من بين فرجتي انف سيده صاحب الصورة، وبات يكثر في علنه الدعوات لسيده على كل ما انعم عليه به، وفي سره يكيل له السباب والشتيمة،،،،؟ يؤمن او يعتقد او يصور لمن حوله بان كل ما في الوطن هو منة القائد صاحب الصورة؟! حتى ملابسه الداخلية والخارجية هي هبة سخية من السيد؟ اما بيته وماكله ومشربه والهواء الذي يتنفس هو فاتورة يجود بها سيده عنه بالدفع لانه حامي وجوده وكينونته،،،،،؟؟!! حتى الهواء الذي يمر فوق الوطن جاء باوامر من سيد الصورة ، منة ومكرمة للرعية الذي يقرون له بالولاء وبالنعمة،،،، فهم اولى بالفضل من اي كائن قذفته المقادير ان يولد على نفس التراب،،،،، من هنا يرى هذا الكائن ان كل من يتطلع الى الصورة بعدم اكتراث او باستخفاف او بنظرة قد تفسر على انها كارهة ؟؟ هنا لابد من تقطيع الارض من تحت المسكين؟؟ ويتكاثر عليه اولئك من رجالات صاحب الصورة والمزروعين في كل ناحية وطريق على امتداد الوطن،،،، ومن ثم يسارعون الى تغييبه في سراديب الحقد ليكون الهواء عليه بمقدار، ويحرم من رؤية زرقة السماء فهي ترف،،،، والفضاء امامه هو قمة الكمالية،،،، والماء والهواء والنوم هي مكرمات سيدهم فكيف لمثل هذا الجاحد بالنعمة ان يتنعم بكل تلك النعم، ليصار الى تغييبه في السراديب لعقود،،،؟؟!! وليثقل كاهلة المرض والعاهات وليكون مصيره كمصير عشرات الالاف من ابناء الوطن الذبيح،،؟؟
الوطن ،،،، الاستقرار ،، الامن ، الطمانينة ،،،، توفير سبل العيش الكريم لابناء الوطن كلها مجسدة في شخص صاحب الصورة،،،، فحبسوا السيد على اوراق النقد المختلفة،،، وعلى كراريس ابناءنا، ومقررات المدراس والجامعات،،، وعلى الملابس الرسمية لطلبة المدارس،،، وتربع صاحب الصورة في كل بقعة ودكان ومرحاض داخله وخارجه، في كل دائرة ومدرسة وسجن ومصنع وعلى مؤخرة السيارات الخاصة والعمومية ،،،، هناك في كل مكان يرفع السوري تلك الصورة خوفا من بطش غلمان اجهزة المخابرات على كثرتها،،،،، وفي المحاكم والدوائر الرسمية وعلى كل ورقة تربع في اعلى يمينها صاحب الصورة،،،، صورة كالحة سوداء او ملونة تبعث على الاشمئزاز،،،،، وعلى طلب زج السجين صورة؟ وطلب الاخلاء صورة ،،،، وعلى طلب استخراج جثة المقتول والمتوفىى، وشهادة الميلاد صورة، ويكاد ان يكون اجبار السوريين بوضع صورة السيد الى جانب صورة كل منهم على صورة الهوية وجواز السفر وعقد الزواج وعقد الطلاق وشهادة الوفاة ووثيقة التقاعد و وثيقة فقر الحال ، حتى وثيقة الانتحار لابد ان تكون ممهورة بصورة، اذا البلد كلها صورة فاينما يتحرك السوري تحاصره الصورة؟ ويرتفع في وجهه صنم وتمثال في كل البقاع مرزع فيها التماثيل للقائد واب القائد واخ القائد، ولا ينقصنا الا تماثيل لبقية العائلة الكريمة (؟؟)
من هنا اعتقدوا ان كل ما في الوطن منة ، ومكرمة من فخامة صاحب الصورة، فاخذوا يصيحون وعلى كل المنابر ان اي اصوات تنادي بالاصلاح نعم هي مشروعة!! ان كانت تنادي بذلك بطريقة استجداء صاحب الصورة !!؟؟ فهو الوطن وهو كل ما اسلفنا؟؟ وكل دعوات خارج هذا الاطار تعني ضرب السلم الاهلي!! وضرب الوطن!!؟؟ والارتباط بالاجندات الخارجية والباطنية والفضائية والكونية والكرتونية؟؟ وكل من ينادي بما يسمى بالحرية المزعومة هو نوع من الالتفاف على الوطن، والصورة، وصاحب الصورة، لضرب الوحدة الوطنية، والممانعة، وتفتيت الصخرة التي تكسرت عليها مشاريع الاستعمار الحديث والقديم وما بينهما، يرفعون الصوت بان المطالبة بالاصلاح هي مطالب مشروعة ، ان كانت من خلال سيد الوطن، وهو بنظرهم المقام العال الذي لا يجب ان يفكر بشر في انه مخلوف بغيره، فهو بنظرهم الوارث ابن المورث وفي المستقبل المورث لوريثه ولوريث وريثه.
هو الوطن اذا في نظر اولئك ،،،،، الصورة وصاحب الصورة وكل من يدور في فلك الصورة،،،، وارث البلد الغير الشرعي، صاحب الصورة، هو مقام رفيع عال لا يجوز التفكير بالمساس به، حتى وان قامت فيالقه وغلمانه ومرتزقته بابادة البلد برجاله ونساءه وشبابه وشيبه وصغاره بالرصاص ،او تدمير المدن ،او بالقصف الثقيل عن بعد، وتدمير المنازل على رؤوس ساكنيها بكل انواع الاسلحة خفيفها وثقيلها، حتى بالطائرات، ثابتة الجناح منها او المتحركة الجناح،،،،؟؟؟ يحرقون المحاصيل الزراعية ويبيدون المدن باكملها، يطلقون العنان لكل انواع المرتزقة من المجرمين والشبيحة باستخدام كل انواع السلاح الابيض والاسود لممارسة كل انواع الشذوذ والقتل بدم بارد، بجز الرقاب، او بقر البطون، او باستئصال اجزاء من اجساد الضحايا؟ وفي معظم الحالات قاموا بحرق الضحايا اما بعد قتلهم او وهم احياء لا فرق،،،،، ناهيك هن الاغتصاب للصغيرات!!! البريئات وللحرائر بمختلف الاعمار على مرأى من اولياء امورهن،،،، وقتل الاطفال امام الامهات او قتل الامهات امام الاطفال ،،،،، اما خطف الجثث او جرها بالسيارات في ارجاء قرى وبلدات المجرمين فمنها الكثير؟؟؟؟؟ وسط زغاريد واهازيج تنز بالقبح وتطفح بالطائفية المظلمة القبيحة التي تعكس قيح وقبح ما في بطونهم وعقولهم ،،،،، على طريقة مجموعة من الضباط والعساكر يصلبون ضحية لزميل السلاح بعد قتله والتمثيل في جثته وربطه على متن الدبابة ويرددون الاهزوجة المفضلة لديهم (شبيحة للابد ،،،،، لاجل عيونك يا اسد )،،،، فهل مثل تلك الاهازيج هي عابرة او فردية،،،، فمن كانهناك عقوبة مفترضة لكل من يردد مثل تلك الاهازيج الطائفية المفترضة؟؟!! كيف يجرؤ اولئك على فعلها وفي اكثر من مكان وموقع ومدينة ،،،،،؟؟؟ هو القتل الممنهج بلا ادنى شك؟؟
اذا الوطن والصورة وصاحب الوطن هي مفردات نسجها النظام اللا شرعي في دمشق، وبات يتخبط بالسقوط في هاوية ويحاول النجاة،،؟؟ حتى يقع في سراديب العقل والمنطق، خارج اطار الانسانية والاخلاق،،،؟؟ يناصره فلول الطغمة الحاكمة بالوانها واشكالها التي تؤمن بان الوطن هو الصورة وصاحب الصورة،،،، ومن يجر على تهديد صاحب الصورة فهو المجرم؟ وبالتالي لا يستحق ان يعيش ،،،،،، والوطن هو صاحب الصورة،،،،، الم نسمع عبارات كتبها رجالاته في كل مكان حتى في المساجد تقول: الاسد او نحرق البلد؟؟؟؟
البلد ،،، الوطن،،، الصورة ،،،، وفكر التشبيح الممنهج،،،،عناوين عفا عليها الزمن،،، بلغ السوريون سن الرشد،،، لن يكون الوطن بعد اليوم صورة،،،، مسار الحاضر والمستقبل سيكون للوطن وللحرية ولن يكون لصورة مهما كانت ؟؟؟؟
* صحفي سوري مغترب
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية