أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الأكراد .. خلال قرن ... ابو حسين آل قنيت

 

مقدمة

يسلط  هذا المقال الضوء على نزوح الاكراد في فترة وجيزة  من القرن العشرين     من جبال زاكروس الايرانية والممتدة داخل تركيا ومن  الشريط الحدودي للحدود الايرانية- العراقية  والتركية- العراقية الحالية الى مدن وقرى شمال العراق من المسيحية والتركمانية وحتى العربية في الموصل   واضفاء  الطابع الكردي عليها،   ثم  الاستيلاء والسيطرة بحجة الحقوق القومية ، والحكم الذاتي واخيرا وليس اخرا الفيدرالية والسيطرة على جزء من  العراق والمطالبة بالجزء  الاخر من مناطق العراق الاخرى منها مثل خانقين وكركوك وطوزخورماتو ومناطق من موصل وديالى والكوت ، بحجة ان نسبة من سكانها اكراد والذين نزحوا اليها في العقود الاخيرة ، فضلا عن مواقع مهمة في بغداد

وكذلك  يتناول المقال محو الميليشيات الكردية الحاكمة كل ما يمت للعراق واللغة العربية في شمال العراق.

 ومعلوم ان القضية الكردية برزت على الصعيد الدولي في اعقاب الحرب العالمية الاولى ، وكانت ولازالت وسيلة واداة للمناورات والمساومات بين الدول الاستعمارية،وارتبطت حينها قضيتهم بقضية ألأرمن ولحماية المسيحيين في داخل الدولة العثمانيةَ.

 والمقال ليس لغرض الانتقاص من الاخوة   المواطنين الاكراد وخاصة  الطيبين والوطنيين  منهم، وان كاتب السطور له علاقة صداقة مع كثير من  الاكراد، بل وتم الحصول على المعلومات عن طريقهم وخاصة اختلاف اللغة بينهم ، وهم يعارضون التوجه القومي المتعصب  الذي يكتسح الساحة  السياسية الكردية ، فعندما هدد مسعود البارزاني  ،عندما كان عضواً في مجلس الحكم المؤقت  بحسم قضية كركوك عسكريا اذا فشلت الطرق السياسية ، عاتبت وذكرت لصديقي الكردي الذي يدرس دكتوراه في الرياضيات في احد الدول الغربية  على تصرفات وأقوال مسعود البارزاني وهو حينها كان عضوا في المجلس الحكم في بغداد !!، فأجابني صديقي الكردي : ألم تسمع بالنكتة العراقية ؟ فقلت ماهي ؟فأجابني :سأل يوما احد الاكراد عن خططه وبرامجه لو اصبح رئيساً للجمهورية فأجاب بسرعة سأعمل إنقلاب !!، فمسعود يطبق المثل العراقي بحذافيره!!.

والمقال  لعرض الحقائق ولمواجهة التطرف والمغالاة التي يبديها السياسيين والقوميين المتعصبين من  الكرد ،حتى وصلت الى محاربة كل ماهو عراقي وعربي فجرائدهم واذاعاتهم تتكلم دائما عن المطالب ثم المطالب ثم المطالب فان لبوا باحداهااختلقوا  مطلبا آخر وهكذا الدواليك! ان احد قادة الاكراد المعتدلين ذكر سنة 1995 في اجتماع مهم في صلاح الدين: ان الشوفينية الكردية اثبتت انها اقوى من الشوفينية العربية باضعاف، ثم اضاف متسائلا : لماذا هذا الالحاح على النهج القومي العنصري الكردي ،الم يجلب النهج القومي العربي للعراق الويلات والكوارث؟.

كما ان محاولات الاستيلاء على المدن الاخرى مثل كركوك بطرق شتى وتكريدها تمهيدا للانفصال في الظروف المناسبة،  تدعوا الى الاشمئزاز وتثير التقزز في نفس كل عراقي مخلص .

 الاعتقاد الخاطئ

 يعتقد كثير  من الناس وحتى بعضالكتّاب والسياسيين العرب وغيرهم ، ان الاكراد هم شعب عراقي قديم متواجد في شمال العراق منذ القدم، كما يظنون انهم شعب ومجموعة متجانسة يتكلمون نفس اللغة،وذلك بناءا على مايروجه  السياسيون  الكرد في العقود الاخيرة، ولعدم دقة المستعمرين في العهود الماضية احيانا ولاسباب ومصالح سياسية احيانا اخرى، ولكن الحقيقة غير ذلك!، فمجئ الاكراد الى العراق جديد ،بل هم أخر الاقوام التي نزحت الى العراق ونزوحهم مستمر من طرف الحدود والجبال الايرانية باتجاه مدن وقرى المسيحيين والتركمان في شمال العراق وحتى باتجاه المدن  الشرقية في وسط العراق والى العاصمة بغداد، وليست للاكراد اية جذور تاريخية او حضارية او مدنية في العراق، كما ان الاكراد يتكلمون لغات متعددة خلافا لما يروجونه من ان الاختلاف في اللهجات وليست في اساس اللغة . بل ان تشكيل وتاسيس شعب وقومية باسم كرد ومن ثم كيان سياسي في شمال العراق والمحاولة في دول المنطقة الاخرى  من مجموعة القبائل الساكنة في جبال زاكروس وسفوحها والتي تتكلم عدة لغات والمختلف بين الباحثين في اصولها ومنشئها، كان من عمل المستعمرين والمحتلين فالمبالغة في خصوصيات الاكراد كان من عمل الاستعمار الغربي للمنطقة!!.

اصل الكرد ولغاته

الاكراد هم من الاقوام الهندو-آرية التي سكنت في جبال زاكروس في ايران الحالية ،وبقيت هذه المجموعات الكردية منعزلة عن التاريخ والتمدن والاحتكاك مع الشعوب الاخرى، لعدم وجود لغة مشتركة بين هذه الاقوام ولصعوبة تضاريس الجبال بقيت بعيدة عن  الغزوات والحروب التي كانت تحدث في سهول وهضاب منطقة الشرق الاوسط الحالية.

 واللغات الهندو-آرية ( الايرانية )هي: الفارسية والطاجيكية والبشتون والكيلك والبلوشية واللورية  واللغات الكردية وبعض اللغات الاخرى الغير المفهرسة ضمن اللغات لعدم وجود كتابة او ادب خاص بتلك اللغات مثل بعض الاقوام التي تعيش في المناطق الجبلية من غربي ايران.

ورغم ان الاكراد من الاقوام الايرانية،الا ان المؤرخين يختلفون في تحديد اصل الكرد فبعضهم من اشار الى الكردوخيين وبعضهم الى الكرتيين الذين عاشوا في جبال زاكروس وبعضهم الى الميديين ولكن اقر بعض المؤرخين مؤخرا بتضخيم كلمة كرد، يقول المؤرخ المعاصر ماكدويل المختص في تاريخ الكرد ان الاصطلاح كرتي كان يطلق على المرتزقة البارثيين والسلوسيين الساكنين في جبال زاكروس وانه ليس اكيدا ان كانت لغويا تعني اسما للعرق .

كما يحذر الباحث الالماني باول وايت من الافراط في استعمال كلمة الكرد ويقول: ان الصعوبات في تعريف كلمة الكرد تواجه الاكادميون منذ القدم، لايوجد هناك تعريف واحد متفق عليه.

اما مينورسكي فيصف هذا الاصطلاح(الكرد) بالغامض والمبهم.

كما يذكر المؤرخ ماكدويل(ماكدويل ص 913) ان اكتساب مصطلح الكرد معنى القومية بدأت ولاول مرة في اواسط القرن التاسع عشر ، ويتفق اكبر الخبراء المعاصرون في تاريخ الكرد ماكدويل ،يايزنبرخ ،وايت، على ان الظروف السياسية والاقتصادية القاسية التي مرت بها الاقوام القاطنة في هذه المناطق جعلتهم ينحلون اجتماعيا ويتخذون الهوية الكردية قومية، رغم الاختلاف في اللغة والعرق والثقافة.

  فليس معقولا ان يطلق على مجموعات تتكلم لغات مختلفة ولها ثقافات متباينة  نفس الاسم التي تدل على نفس القومية!،والتناقض واضح في هذا المضمار ،فمثلا ان الفرق بين اللغة الكردية التي تتكلم بها البادينانيون يختلف في القواعد والكلمات عن الكردية السورانية، فاللغة الفارسية اقرب الى السورانية ولهما  مشتركات كثيرة وبكلام اخر ان (الكردي) السوراني يستطيع التفاهم مع الفارسي ولو بصعوبة في البداية ولكن لايستطيع التفاهم مع (الكردي)الباديناني ولنقرب  المقصود اكثر نقول :ان كردي من مدينة سليمانية لايفهم لغة الكردي من  دهوك، وهكذا الفرق بين الكردية السورانية والكردية الفيلية ، فالفيلية اقرب الى لغة الكيلك في ايران.

نستنتج من هذا ان كلمة الكرد كانت تعني وتشير  الى شريحة اجتماعية مثل سكان الجبليين او الى قطاع الطرق (كما ذهب الى هذا الرأي المؤرخ  مورني في كتابه ص265)  اوالفلاحين كما في تاريخ الطبري .    

ويتكلمون الاكراد حاليا عدة لغات منهاالكرمانجية ،ويتكلم بها اكثر من 60% من مجموع الاكراد ، وهي اكثر شيوعا بين الاكراد، ثم السورانية ، ويتكلم بها 25% من الاكراد في منطقة سنندج الايرانية والسليمانية العراقية، واللغة الثالثة التي يتكلمون بها هي الزازاكي والرابعة هي اللغة الكورانية كما ان هناك لغات اخرى مثل الفيلية وغيرها من اللغات الخاصة بالاقوام الجبلية الايرانية والتي لم تحدد تسميتها فتارة تسمى بالكردية وتارة بالفارسية  لتداخلها وعدم وجود ادب او كتابة لها مثل الاقوام الساكنة المناطق القريبة من مدينة كرمنشاه الايرانية.

 ومعلوم ان القضية الكردية برزت على الصعيد الدولي في اعقاب الحرب العالمية الاولى ، وكانت ولازالت وسيلة واداة للمناورات والمساومات بين الدول الاستعمارية،وارتبطت حينها قضيتهم بقضية ألأرمن ولحماية المسيحيين في داخل الدولة العثمانيةَ.

 والمقال ليس لغرض الانتقاص من الاخوة   المواطنين الاكراد وخاصة  الطيبين والوطنيين  منهم، وان كاتب السطور له علاقة صداقة مع كثير من  الاكراد، بل وتم الحصول على المعلومات عن طريقهم وخاصة اختلاف اللغة بينهم ، وهم يعارضون التوجه القومي المتعصب  الذي يكتسح الساحة  السياسية الكردية ، فعندما هدد مسعود البارزاني  ،عندما كان عضواً في مجلس الحكم المؤقت  بحسم قضية كركوك عسكريا اذا فشلت الطرق السياسية ، عاتبت وذكرت لصديقي الكردي الذي يدرس دكتوراه في الرياضيات في احد الدول الغربية  على تصرفات وأقوال مسعود البارزاني وهو حينها كان عضوا في المجلس الحكم في بغداد !!، فأجابني صديقي الكردي : ألم تسمع بالنكتة العراقية ؟ فقلت ماهي ؟فأجابني :سأل يوما احد الاكراد عن خططه وبرامجه لو اصبح رئيساً للجمهورية فأجاب بسرعة سأعمل إنقلاب !!، فمسعود يطبق المثل العراقي بحذافيره!!.

والمقال  لعرض الحقائق ولمواجهة التطرف والمغالاة التي يبديها السياسيين والقوميين المتعصبين من  الكرد ،حتى وصلت الى محاربة كل ماهو عراقي وعربي فجرائدهم واذاعاتهم تتكلم دائما عن المطالب ثم المطالب ثم المطالب فان لبوا باحداهااختلقوا  مطلبا آخر وهكذا الدواليك! ان احد قادة الاكراد المعتدلين ذكر سنة 1995 في اجتماع مهم في صلاح الدين: ان الشوفينية الكردية اثبتت انها اقوى من الشوفينية العربية باضعاف، ثم اضاف متسائلا : لماذا هذا الالحاح على النهج القومي العنصري الكردي ،الم يجلب النهج القومي العربي للعراق الويلات والكوارث؟.

كما ان محاولات الاستيلاء على المدن الاخرى مثل كركوك بطرق شتى وتكريدها تمهيدا للانفصال في الظروف المناسبة،  تدعوا الى الاشمئزاز وتثير التقزز في نفس كل عراقي مخلص .

 الاعتقاد الخاطئ

 يعتقد كثير  من الناس وحتى بعضالكتّاب والسياسيين العرب وغيرهم ، ان الاكراد هم شعب عراقي قديم متواجد في شمال العراق منذ القدم، كما يظنون انهم شعب ومجموعة متجانسة يتكلمون نفس اللغة،وذلك بناءا على مايروجه  السياسيون  الكرد في العقود الاخيرة، ولعدم دقة المستعمرين في العهود الماضية احيانا ولاسباب ومصالح سياسية احيانا اخرى، ولكن الحقيقة غير ذلك!، فمجئ الاكراد الى العراق جديد ،بل هم أخر الاقوام التي نزحت الى العراق ونزوحهم مستمر من طرف الحدود والجبال الايرانية باتجاه مدن وقرى المسيحيين والتركمان في شمال العراق وحتى باتجاه المدن  الشرقية في وسط العراق والى العاصمة بغداد، وليست للاكراد اية جذور تاريخية او حضارية او مدنية في العراق، كما ان الاكراد يتكلمون لغات متعددة خلافا لما يروجونه من ان الاختلاف في اللهجات وليست في اساس اللغة . بل ان تشكيل وتاسيس شعب وقومية باسم كرد ومن ثم كيان سياسي في شمال العراق والمحاولة في دول المنطقة الاخرى  من مجموعة القبائل الساكنة في جبال زاكروس وسفوحها والتي تتكلم عدة لغات والمختلف بين الباحثين في اصولها ومنشئها، كان من عمل المستعمرين والمحتلين فالمبالغة في خصوصيات الاكراد كان من عمل الاستعمار الغربي للمنطقة!!.

اصل الكرد ولغاته

الاكراد هم من الاقوام الهندو-آرية التي سكنت في جبال زاكروس في ايران الحالية ،وبقيت هذه المجموعات الكردية منعزلة عن التاريخ والتمدن والاحتكاك مع الشعوب الاخرى، لعدم وجود لغة مشتركة بين هذه الاقوام ولصعوبة تضاريس الجبال بقيت بعيدة عن  الغزوات والحروب التي كانت تحدث في سهول وهضاب منطقة الشرق الاوسط الحالية.

 واللغات الهندو-آرية ( الايرانية )هي: الفارسية والطاجيكية والبشتون والكيلك والبلوشية واللورية  واللغات الكردية وبعض اللغات الاخرى الغير المفهرسة ضمن اللغات لعدم وجود كتابة او ادب خاص بتلك اللغات مثل بعض الاقوام التي تعيش في المناطق الجبلية من غربي ايران.

ورغم ان الاكراد من الاقوام الايرانية،الا ان المؤرخين يختلفون في تحديد اصل الكرد فبعضهم من اشار الى الكردوخيين وبعضهم الى الكرتيين الذين عاشوا في جبال زاكروس وبعضهم الى الميديين ولكن اقر بعض المؤرخين مؤخرا بتضخيم كلمة كرد، يقول المؤرخ المعاصر ماكدويل المختص في تاريخ الكرد ان الاصطلاح كرتي كان يطلق على المرتزقة البارثيين والسلوسيين الساكنين في جبال زاكروس وانه ليس اكيدا ان كانت لغويا تعني اسما للعرق .

كما يحذر الباحث الالماني باول وايت من الافراط في استعمال كلمة الكرد ويقول: ان الصعوبات في تعريف كلمة الكرد تواجه الاكادميون منذ القدم، لايوجد هناك تعريف واحد متفق عليه.

اما مينورسكي فيصف هذا الاصطلاح(الكرد) بالغامض والمبهم.

كما يذكر المؤرخ ماكدويل(ماكدويل ص 913) ان اكتساب مصطلح الكرد معنى القومية بدأت ولاول مرة في اواسط القرن التاسع عشر ، ويتفق اكبر الخبراء المعاصرون في تاريخ الكرد ماكدويل ،يايزنبرخ ،وايت، على ان الظروف السياسية والاقتصادية القاسية التي مرت بها الاقوام القاطنة في هذه المناطق جعلتهم ينحلون اجتماعيا ويتخذون الهوية الكردية قومية، رغم الاختلاف في اللغة والعرق والثقافة.

  فليس معقولا ان يطلق على مجموعات تتكلم لغات مختلفة ولها ثقافات متباينة  نفس الاسم التي تدل على نفس القومية!،والتناقض واضح في هذا المضمار ،فمثلا ان الفرق بين اللغة الكردية التي تتكلم بها البادينانيون يختلف في القواعد والكلمات عن الكردية السورانية، فاللغة الفارسية اقرب الى السورانية ولهما  مشتركات كثيرة وبكلام اخر ان (الكردي) السوراني يستطيع التفاهم مع الفارسي ولو بصعوبة في البداية ولكن لايستطيع التفاهم مع (الكردي)الباديناني ولنقرب  المقصود اكثر نقول :ان كردي من مدينة سليمانية لايفهم لغة الكردي من  دهوك، وهكذا الفرق بين الكردية السورانية والكردية الفيلية ، فالفيلية اقرب الى لغة الكيلك في ايران.

نستنتج من هذا ان كلمة الكرد كانت تعني وتشير  الى شريحة اجتماعية مثل سكان الجبليين او الى قطاع الطرق (كما ذهب الى هذا الرأي المؤرخ  مورني في كتابه ص265)  اوالفلاحين كما في تاريخ الطبري .    

ويتكلمون الاكراد حاليا عدة لغات منهاالكرمانجية ،ويتكلم بها اكثر من 60% من مجموع الاكراد ، وهي اكثر شيوعا بين الاكراد، ثم السورانية ، ويتكلم بها 25% من الاكراد في منطقة سنندج الايرانية والسليمانية العراقية، واللغة الثالثة التي يتكلمون بها هي الزازاكي والرابعة هي اللغة الكورانية كما ان هناك لغات اخرى مثل الفيلية وغيرها من اللغات الخاصة بالاقوام الجبلية الايرانية والتي لم تحدد تسميتها فتارة تسمى بالكردية وتارة بالفارسية  لتداخلها وعدم وجود ادب او كتابة لها مثل الاقوام الساكنة المناطق القريبة من مدينة كرمنشاه الايرانية.

للعلم ان اللغة الكردية التي اصبحت رسمية في العراق حسب قانون ادارة الدولة التي وضعه الاكراد مع بريمر الحاكم  الامريكي للعراق هي اللغة السورانية، ولايفهمه قسم من اكراد العراق واكراد الدول الاخرى مثل اكراد تركيا  لانهم يتكلمون بالكرمانجية والزازاكي المختلفتين تماما عن السورانية.

اول مستوطنة كردية داخل الأراضي العراقية الحالية

  ان اول تجمع سكاني كردي عرفته تاريخ العراق  القديم هي  السليمانية والتي انشآها العثمانيون  سنة 1503 ميلادية،وسميت بمخيم  السليمانية نسبة الى السلطان العثماني المعروف  سليمان القانوني، ليكون مْآوى للمجموعات الكردية  الفارة من الحرب مع الصفويين،او اللاجئين الاكراد الذين اضطهدهم الصفويين لانحيازهم الى العثمانيين في الحرب بين الطرفين حيث ان الدولة العثمانية التي كانت سنية المذهب، استخدمت الاكرادالسنة كخط دفاعي في حربها ضد الصفويين الذين كانوا من اتراك الشيعة،فنزحت جموع من اكراد ايران ملتجئة الى الاراضي العراقية الحالية والتي كانت جزءا من الدولة العثمانية، فاستقروا في اودية الشمال الشرقي  في الخط الحدودي لحدود العراق الحديثة والتي نلاحظ اليوم ان غالبية اكراد العراقيين من الجيل الماضي من سكان تلك المناطق.

لقد كانت تحالف الاكراد الساكنة حينها في شمال غربي ايران  مع العثمانيين لمحاربة الصفويين ونزوح قسما منهم الى العراق خوفا من قتل الصفويين ،اول بداية  لدخول الكرد للتاريخ، ولأن المعارك الكبرى  بين الدولتين حدثت قرب المناطق الكردية في شمال غربي ايران مثل معركة جالدران المعروفة في تاريخ المنطقة، والتي قتل فيها اكثر من 120000 شخص لقد كان تورط الكرد في التعاطف مع الجانب العثماني وهرب قسمامنهم  من جبال زاكروس الايرانية الى الوديان الواقعة شرقها  في شمال شرقي العراق الحديث على خط الحدودي مع ايران، ولما كان من سياسة الدولة العثمانية هي السيطرة والولاء والطائفية الدينية فلم يكترث العثمانيين بالقومية ، كما تركوا الاقوام الاخرى على حالها .وبقيت الحال هكذا الى انسحاب العثمانيين  من السليمانية اثر احتلال الانكليز للعراق وقد سلموها للشيخ محمود .

دهوك: فهي مدينة اشورية الاصل فقد نزحت اليها البادينانيون الاكراد من جبال  الواقعة جنوب الاناضول ولازال الاشوريين يشكلون نسبة مهمة من سكان دهوك و كانت تابعة الى محافظة موصل حتى السبعينات قبل ان يتحول الى محافظة مستقلة.

اربيل: فالمعروف انها مدينة  قديمة واسمها الاصلي بالاشوريةاربخا ( وتعني الالهة الاربعة)  وسكانها الاصليون الآن من التركمان ، وكانت مدينة تركمانية الثقافة واللغة وان الاكراد الذين نزحوا اليها بعد الحرب العالمية الثانية ولحد السبعينات تعلموا التركمانية وتكلموا بها.

ولما كانت من سياسة الحكومة العراقية تجميع الاكراد في مناطق سهلية وليست جبلية لذا هدم قسما من قراهم الموجودة في المناطق المستعصية من الجبال حتى يسهل على الدولة السيطرة عليهم من جميع الجوانت العسكرية والثقافية.

 ولجعل الكرد متعلمين ومدنيين بنت لهم الحكومات العراقية المتعاقبة كثيرا من المدارس والكليات المختلفة،واعطى للكرد العراقيين خيار الدراسة باللغة الكردية  ضنا من الحكومات  العراقية ان ذلك يسهل عملية حل المشكلة الكردية والقضاء على التمرد.

 وجعل الحكومة العراقية مدينة اربيل مركز الحكم الذاتي لكردستان العراق ، وبنى فيها مستشفا كبيرا وجامعة وفنادق ومراكز سياحية في اطراف المدينة .

ولقد هاجر كثير من الاكراد الى هذه المدينة ابتداءا من النصف الثاني من القرن العشرين وخاصة  بعد عمليات انفال السيئة .

وفي  السنوات الاخيرة استبدل الميليشيات الكردية  اسم مدينة  اربيل التاريخية  الى كلمة كردية وهي  (هولير)، ضاربين التاريخ والجغرافيا والثراث العراقي عرض الحائط ومن يحاسبهم طالما انهم تعودوا للعيش كحالة ميليشيات ومواجهة الحياة بالمشاكل ، وهجوم على كل ماهو غير كردي!! ، وحتى ان صدام عندما ابدل اسم كركوك التاريخي الى تأميم ، اكتفى بتغيير اسم المحافظة من دون  المدينة!! وكان هذا التغيير احد موارد اتهام صدام من قبل الميليشيات الكردية.

لغات اكراد العراق

ففي  الشمال الشرقي من العراق تتكلم الاكراد اللغتين الرئيسيتين هما البادينانية والسورانية،فتتكلم اكراد النازحين من ايران قديما وحديثا بالسورانية والاكراد النازحين والمهاجرين من تركيا باللغة البادينانية ، نقول النازحين الى الشمال ، لان شمال العراق  الجبلي منها  كانت تتكون من المسيحيين الذين حافظوا على مسيحيتهم في الجبال, مَثَلهِم مثل مسيحيي لبنان ، او كانت مناطق خالية او مناطق سهلية سكنها التركمان منذ القدم.

 لقد تم تقسيم المنطقة التي تسيطر عليها الاكراد في شمال العراق  رسميا بين الحزبين   الى منطقتي نفوذ هما : سوران والثانية بادينان بعد معارك الحزبين ،الاتحاد الوطني الكردستان (بقيادة جلال الطالباني) والحزب الديمقراطي الكردستاني(بقيادة مسعود البارزاني) والتي اخذت ذروتها من 151994 الى 2291998 وكانت احد جولاتها استعانة الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود البارزاني بقوات الحرس الجمهوري العراقي بقيادة قصي صدام حسين ضد الطرف الاخر ، وذلك يوم 30 اب 1996 عندما اجتاحت القوات المذكوره مدينة اربيل وبعدها السليمانية ، وتم ارتكاب مجزرة كبيرة ضد الكرد من سكان المنطقة وهروب الاف العوائل الى الجبال وايران , وكذلك مجزرة كبيرة  ضد   المعارضة العربية  وخاصة  منتسبي المؤتمر الوطني العراقي المعارض حينها لنظام حكم صدام حسين ، وكذلك للتركمان من اهالي اربيل والهاربين منهم اليها والتي كانت ضمن المناطق الآمنة (المحمية من قبل الولايات المتحدة).

وسائل الاعلام الكردية َ

 بعد ان روج الغرب المستعمر الفكرة القومية بين الاقوام والشعوب الشرقية، ومن بينها  القبائل الجبلية التي تتكلم عدة لغات في غرب ايران وجنوب شرقي اناضول والتى تسمى بالكرد والتي كانت حينها في بداية تمايزها ونزولها لمعترك التاريخ والصدام في بداية القرن العشرين،  و الحقيقة  أن الغربيين قد بالغوا كثيرا في كلمة الكرد  وعمموها الى جميع  القبائل الجبلية التي  تتكلم لغات مختلفة، بعد ان كانت الكلمة تعني المجموعات البشرية التي تعيش في الجبال .

 وبعد ان اصبح لهذه المجموعات خلال مدة قصيرة حسانفسيا  وسياسيا واجتماعيا مشتركاً واحدا ، واصبحت الكلمة تدل وتعبر عن مجموعة قومية ذات اتجاه سياسي وشعور واحد وهو الغبن والحصول على اكبر مايمكن من الحقوق والامتيازات من الدول التى يتواجدون فيها او التي نزحوا اليها ومحاولة ايجاد كيانات سياسية بكل الطرق ومن بينها تشهير السلاح ضد الحكومات والانظمة ،لشعورهم بالظلم نتيجة عدم وجود كيان سياسي لهم ، حتى ولو كانت داخل الكيانات الاخرى مثل الحكم الذاتي او الفيدرالية.

 بدأ الانكليز بعد احتلالهم العراق بوضع اول لبنة للكتابة بالكردية السورانية وذلك في مدينة السليمانية حيث ابدلوا لغة البرقيات والتي كانت ترسل بالتركية والعربية الى اللغة الكردية في عام 1919 ميلادية ثم وضعوا قواعد للغة الكردية وكانت تلك التغيرات بداية انتقال الكردية من اللغة الشفوية الى لغة الكتابة ولاول مرة في التاريخ ، واصبحت رويدا ورويدا  لغة ذات خصوصيات مختلفة بعد ان كانت من اللغات المجهولة في العالم  او من لهجات اللغة الفارسية، ولأن الكردية تفتقر الى المصطلحات فبدأو بأستعارة المصطلحات من اللغة الفارسية واللغات الاوربية والعربية، استرعت ملاحظاتي مظاهر بدت أنها خطة مدروسة في محاربة اللغة العربية وتمثلت في تغيير عناوين المؤسسات الحكومية الى الكردية والانكليزية ،دون العربية في المناطق الكردية ، فتحولت كلية الشرطة الى  أكاديمي بوليس!! وهكذا بقية الدوائر ولم يتوقف هذا التحرك المشبوه حتى فرضت نفسها على الدستور!

 بعد قرن من الدعم المتواصل للدول الغربية للاقوام الجبلية وبعد ان اصبحت كلمة الكرد تعني القومية والشعور المشترك   واصبحت للكرد احزاب وميليشيات  وتنظيمات وقادة ووسائل اعلام مرئية ومسموعة بل اصبحت لهذه المليشيات في الفترة الأخيرة قنوات فضائية!!، ولقد 

لقد جند بعض كتّاب والسياسيين  الكرد انفسهم لكتابة تاريخ للكرد،( أقول للكرد وليس تاريخ الكرد لان ليس هناك شيئا جليا وواضحا باسم التاريخ الكردي ). 

من المعلوم  انه لم ترد في التاريخ القديم للعراق  كلمة كرد بتاتا بشكل صريح وواضح تعبر عن مجموعة عرقية،وكل ماذكره بعض المؤرخون ان صلاح الدين الايوبي كان كرديا  تربى في كنف الاتراك الاتابكيين في شمال اطراف موصل ومدينة تكريت الحالية ثم قاد الجيش العربي الاسلامي لتحرير القدس.

 وكونه كردي هو ايضا محل شك في رأي بعض الباحثين ،لان الايوبيين هم من قبيلة  بني ربيعة العربية وكان صلاح الدين نفسه وجيشه يتكلمون  العربية ،وحتى الدولة الايوبية كانت دولة عربية اسلامية.

 لاتوجد في أي جزء من العراق اية مخطوطة او كتابة تاريخية بالكردية  بل توجد اشعار لشعراء اكراد  تعود الى اوائل القرن العشرين واواخر القرن التاسع عشر  أي مع بدايات النزوح المضطرد في اواخر الدولة العثمانية  وقد وجدت بدايات للشعر الكردي باللغة السورانية في السليمانية واطرافها او الذين هاجروا من اطراف سليمانية الى مدن العراق الاخرى ،فالمتحف العراقي ومدن  وارض العراق ملئ بالاثار السومرية والبابلية والاكدية والاشورية والعربية والسلجوقية والعثمانية من اثار وادب سوى ماهو كردي لانهم دخلوا الى شمال العراق في المدة الاخيرة ، ولو وردت شيئا لما كان هناك حاجة من كتّاب الكرد وخاصة السياسيين منهم ليكتبوا دراسات ومقالات وتاويلات بل واقوال  ليست لها اية اساس ،ليقولوا للعالم ان الاكراد موجودون في العراق منذ الازل و قديم الزمان، اذا كانوا موجودين ففي أي جزء من الشمال ؟ حيث انه من الواضح نزوحهم الى شمال العراق قريب جدا، وهناك مسألة  أخرى يخدعون بها كتّاب الاكراد القارئ ، فهم احيانا كثيرة يتكلمون عن قضية كردية عامة كان يكون بحثا عن تاريخ  الاكراد وبالسند والمصدر ويمهون القارئ بشكل حيث يتصور ان تلك المصدر كان يقصد المناطق المكردة حاليا، وبكلام اخر عندما ينقل الكاتب الكردي مقولة عن باحث اوربي لنقل مثلا ان الباحثين اختلفوا في اصل الكرد ، فاحدهم قال انهم ابناء الميديين الذين استوطنوا في الجبال ،قبل  2000 سنة ( مثلا )، فعندما يأتي الدور للكاتب الكردي وينقل كلام الباحث الاوربي ، يموه القارئ ويتكلم او يكتب وكان الكرد كانوا في العراق قبل 2000 سنة في مدينة  اربيل مثلا!!!، رغم ان الكاتب الاوربي قصد جبال زاكروس  الواقعة في ايران ، ورغم ان هذه النظرية اصبحت باطلة اليوم ،  لكن الكاتب الكردي ينقل بانتقائية .

وللعلم ان كتّاب الكرد الذين من هذا الطراز ، جميعهم سياسيين .

ولعدم وجود أي موطئ قدم للكرد  في تاريخ العراق القديم ولكونهم من السكان الجدد للعراق، لقد قام بعض كتّاب الاكراد بكتابة تاريخ ليقنعوا الاخرين به،فجاءت اقوالهم مبتورة واكاذيب فاضحة،فمثلا كتبت جريدة( الاتحاد) للحزب الوطني الكردستاني مقالا عن تاريخ الكرد ان السومريين كانوا من الكرد!!ولأن الكرد يعيشون في شمال شرقي العراق ولتلافي هذه الورطة ادعى كاتب المقال ان الفيليين هم احفاد السومريين!! ومعلوم ان الاخوة  الكردالفيليين يعرفون تاريخ قدومهم الى العراق من ايران او تاريخ او سنة قدوم اباءهم لعدم مرور فترة زمنية طويلة على قدومهم  من اطراف مدينة ايلام وقصر شيرين الايرانية بحثا عن لقمة العيش ولكونهم من الشيعة فقد سكنوا في المدن الشيعية في العراق فمجيئهم ابتدأ في اوائل القرن العشرين ،ولم يمر على وجودهم في العراق جيلين حتى سفرهم نظام صدام الى ايران لان الجنسية العراقية التي كانت بحوزتهم كانت جنسية مكتسبه عن طريق الاقامة والولادة وليس من ابوين عراقيين بالولادة، وحتى بعضهم كان يعيش في العراق بالاقامة على جواز السفر الايراني، وعندما سفروا الى ايران قد حصل الكثير منهم على الجنسية الايرانية  لان اسماءهم او اسماء ابويهم كان موجودا في سجلات الاحوال المدنية الايرانية اما ادعاء اعلام المعارضة العراقية حينها بان صدام سفرهم لانهم شيعة فقط فانه كلام غير منطقي من ناحية، لان صدام كان لو اراد تسفير كل من هو شيعي، لكان اكثر مدن العراق فارغة اليوم.

ومعلوم ان السومريين هاجروا الى العراق من قبل اكثر من 5000 سنة، وبداية تكوين اول الاقوام الهندو-آرية التي تنتمي الكرد اليها في ايران بحدود 2500 سنة،ثم ان اللغة السومرية لها علاقة باللغات  التركية القديمة(المستشرق كارل بروكلمان،تاريخ الشعوب الاسلامية،الناشر: دار العلم للملايين،بيروت) لانهم اقوام هاجروا من منطقة تركستان الحالية في شمال الصين الى العراق وحتى الملم باللغة التركية الحديثة يمكنه يفهم شيئا ولو قليلا باللغة السومرية رغم مرور مايقارب 6000 سنة على انفصال الجذور.

وكاتب اخر يدعى منذر الفضل ادعى في مقاله المقدم الى مركز كربلاء للدراسات في لندن، ان اسم مدينة كركوك كردية!!وتعود الى 1600 سنة قبل الميلاد (أي حوالي 3600 سنة قبل الميلاد)وقد اشار الى مصدر كلامه وهو السياسي الكردي بريفيكاني!!! ان هذا الاسلوب يعبر عنه بالعامية العراقية: (عصفور كفل  الزرزور واثنينهم طيارة). ومعلوم لجميع  الباحثين وبوضوح لايقبل الشك ان العراق بعد تدوين التاريخ (أي اختراع الكتابة) كانت تحت الحكم السومري ثم  البابلي ، وبعدها الاشوري ثم بعدها الفارسي وبعدها العربي وتلاها حكم الدويلات التركية التي ناهزت العشرة ثم الحكم العثماني، فاين موقع الكرد في التاريخ العراقي القديم لكي يطلق احدهم اسما كردي لمدينة كركوك؟ ومعلوم للقاصي والداني ان اسم كركوك قديم جدا وهي اشورية وحتى القلعة التي بنيت فيها تعود للعهد الاكدي، وقد احتفظ التركمان بهذ الاسم وحافظوا علية ولم يبدلوه رغم التحولات التي طرأت على الاسم الاصلي( العالم اللغوي العراقي الدكتور مصطفى جواد)، ويبدوا ان السيد منذر الفضل  لم يرى كركوك طوال عمره ولايعرف ان في كركوك واطرافها عدة قلاع تاريخية تعود للعهد الاكدي والاشوري، وإلا لكان يقول ان الاكراد قد بنوا هذه القلاع!! والسيد منذر الفضل من اصول كردية ايرانية لم يعش في شمال العراق و يبدوا انه لايعرف عنه شيئا وألا لكان يتروى في مقولاته المبالغ فيه الى حد الكذب الفاضح .

ويدعي كاتب اخر وهو السيد نوري الطالباني  في مقال له حول مدينة كركوك،ان مدينة كركوك كردية، وكعادة السياسيين المناورين يترك الواقع ويستشهد بكتابات خاطئة وغيردقيقة عن منطقة كركوك ،فهو يستشهد في مقالاته بكتاب قاموس  الاعلام لمألفه شمس الدين سامي الالباني  الاصل الذي ذكر في كتابه نقلا عن اخرين بان كركوك مدينة ذات غالبية كردية،في ص3846 المجلد الخامس، ونفس  الكلام ردده جلال الطالباني عندما كان عضوا في مجلس الحكم المؤقت على مسامع الحضار،حيث استشهد بنفس كلام المؤلف المذكور،ولكننا نلاحظ ان المؤلف نفسه(شمس الدين سامي) يذكر في  الطبعة الرابعة وفي ص 2889 بان اكثرية كركوك تركية(تركمانية)،  وفي نفس الكتاب يقول  ان مدينة بغداد واربيل تركية، فلو كان المؤلف على قدر يسير من الالمام لما كان يقول ان بغداد مدينة تركية. اتمنى ان يتأمل القارئ كيفية ونوع الكذب الذي يروج !!

ثم السيدان نوري الطالباني وجلال الطالباني يعرفان جيدا ماهية كركوك .

وللعلم ان عشيرة  الطالبانية والداودة نزحوا الى اطراف مدينة كركوك في نهاية القرن التاسع عشر حيث نزح الطالبانيين من قرية طالبان في اطراف السليمانية.

ماذكرناه هو جزء بسيط من التحوير والانتقائية التي يمارسها سياسيي الكرد باسماء مختلفة مثل الباحث والكاتب ورئيس مزكز دراسات كذا....

العوامل التي ادت  الى زحف الكرد من الشريط الحدودي الضيق  والسيطرة على مدن شمال العراق

كما ذكرنا انفا ان الاكراد كانوا يتواجدون في بداية القرن العشرين في الشريط الحدودي لايران وتركيا والذين نزلوا الى العراق اثناء تعاون الاكراد مع العثمانيين في حربهم مع الصفويين ، ثم بداو وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية  بالنزوح الى اماكن اخرى من العراق وفيما يلي بعض العوامل التي ادت الى نزوح الاكراد:

1-المنطفة الجغرافية:ان كون الاكراد يعيشون في منطقة جبلية مستعصية وذات تضاريس صعبة، وبالتالي صعوبة العيش والتنقل ،مقارنة  بسهولة التنقل التي احدثتها التكنلوجيا الحديثة ،قد أغرت  الاكراد على النزوح  الى السهول والمدن  المجاورة .

2-الحالة الاقتصادية للمنطقة، فصعوبة العيش في الجبال وبرودة  أجوائها وتداعياتها الاقتصادية ، اجبرت كثيرا من الاكراد للنزوح الى مدن العراق الاخرى وخاصة اربيل  وبعض القرى شمال كركوك ثم كركوك المدينة  وبغداد وتكريت والبعض الاخر الى دول غربية بحثا عن فرص  العمل والعيش الرغيد.

3-عدم الاستقرار السياسي: وكان من العوامل المهمة في زيادة هجرة الكثير من الاكراد هربا من الحرب والقتال التي كانت رحاها الجبال التي تختبأعلى  سفوحها المقاتلين الكرد .

4-الحالة الثقافية: بما ان غالبية الكرد من اصول ريفية وقبلية لذا ان تعدد الزوجات من الامور الطبيعية فكانت نتيجة ذلك التوالد والتكاثر بسرعة مذهلة، بحيث استطاعوا تكريد كثيرا من المناطق بسهولة مثل دهوك واربيل في مدة زمنية وجيزة.

5-القوميات المجاورة: ومن الاسباب الاخرى للزحف الكردي نحو مدن العراق ،هو ان سكان  شمال العراق من المسيحيين والتركمان ليست لهم كثافة سكانية كبيرة ، او منطقة جغرافية موحدة مثل التركمان  موزعون على 5 محافظات في العراق ويعيشون في مناطق سهلية مما كان سهلا على الاكراد  النزوح والهجرة الى مدنهم . مقابل الروح التوسعية للاحزاب السياسية الكردية في ايجاد  كيان كردي موحد يمتلك قدرة البقاء ومحاولات الوصول الى منابع النفط في كركوك معتمدين في ذلك ممارسات التهديد بالمليشيات والقتل ، كما حدثت مع  الاشوريين ويجري الان مظاهر منها مع التركمان في كركوك .

مدينة كركوك والتركمان

تقع مدينة كركوك شمال مدينة بغداد على بعد حوالي 300 كم من بغداد، والى الشرق منها تبعد السليمانية حوالي 120 كم ، والى الشمال توجد مدينة اربيل.

تحتوي باطن ارض كركوك على اكثر من 7% من المخزون العالمي للنفط، وعرفت المدينة بارض النار الازلية بابا كركر وقبل اكتشاف النفط فيها بشكل تجاري وانشاء الشركات كانت اراضي بابا كركر النفطية من املاك عائلة نفتجي التركمانية.

لقد استوطنت  الحكومة العراقية في الثلاثينات من القرن العشرين   في الاراضي الخالية بين كركوك وتكريت وفي منطقة حويجة عشيرة ال عبيد العربية فاصبح لاهالي تلك المنطقة ثقلهم في تلك الاجزاء وفي القرارات السياسية.  

لاشك فيهاان مدينة  كركوك واطرافها مدينة تركمانية  السكان والثقافة والتقاليد،

 بداءت الموجات التركمانية بالمجيئ الى العراق منذ الاف السنين من تركستان(اسيا الوسطى)، وكانت اولى  الموجات التركية التي وطأت  ارض العراق هي السومريين(كارل بروكلمان)ثم انقطعت الموجات وربما قلت لقيام دول قوية في العراق مثل الاشورية والفارسية،وبدأت في العهد الاموي بعد الفتوحات الاسلامية لتركستان(اسيا الوسطى ) حيث بدا الاتراك بالانخراط في الجيش الاموي رويدا ورديدا، ولكن انخراطهم في الجيش اصبح بشكل كبير زمن العباسيين، حيث بنى العباسيون مدينة سامراء ليكون مدينة ومعسكرا للترك بعدما اشتكى سكان بغداد من كثرة العسكر في بغداد، حتى قيل ان الدولة العباسية بنيت على ثلاثة اسس وهي بلاغة العرب وقوة الترك ودهاء الفرس، ثم ان الاتراك اسسوا اكثر من عشرة دول في العراق اهمهاالسلجوقية والالخانية والقرة قوينلو واق قوينلو والجلائرية والعثمانية وكذلك كانت العراق فترة تحت سيطرة الدولة الصفوية التركية التي كانت مركزها ايران، والاثار التركية شاخصة للعيان في العراق  لحد الان حيث المدارس النظامية التى اسسها السلجوقيين في بغداد والموصل وبصرة قبل الف سنة وكذلك الشعراء التركمان الذين كتبو بالتركية والعربية مثل فضولي  البغدادي في كربلاء  ونسيم البغدادي.

جاء حول التركمان في التقرير الاولي للمقرر الخاص  ماكس فان دير شتويل  الذي أعده للجنة حقوق الانسان  - الامم المتحدة في دورتها الثامنة والاربعين ، وفقا لقرار اللجنة 1991-74 لعام 1991   مايلي:

تعتبر التركمان ثالث اكبر مجموعة اثنية في العراق  واستوطنت في العراق  منذ اكثر من الف عام ، ولاتزال تقطن المناطق الشمالية والوسطى  متركزة في ولايات الموصل وأربيل وكركوك وديالى ، وعددها يناهز حاليا مليوني نسمة.

زاول النظام البائد التفتيت والتهميش ضد التركمان حيث ان تهديم المناطق التركمانية مثل تسين وبشير وتركلان ومصادرة بيوتهم واملاكهم  وغيرها في كركوك وطوز والتون كوبرو وترغيب  الموظفين التركمان للعمل في المحافظات الاخرى.

وان ذكرنا لهذه الملاحظات ليس من اجل  استعلاء التركمان والحط من الاخرين ، بل لاظهار الحقائق التي يغض عنها قادة الميليشيات الكردية ، بل يعملون ليل ونهار على تهميش التركمان لان التركمان هم السكان الاصليون لكركوك واربيل.

ونحن كعراقيون نرى من واجبنا الوقوف امام حملات التهميش الجارية ضد التركمان على قدم وساق  ، فتهميش التركمان ليس من مصلحة العراق لان هؤلاء  لم يحملوا السلاح يوما ضد احد وكانوا دائما مع وحدة التراب  العراقي ، فمثلا نرى عندما يخطب جلال الطالباني في أي تجمع عراقي يذكر العبارة:القوميتان الرئيستان في العراق  هي العربية والكردية، ونتساءل هنا كيف يوازي جلال الطالباني قوميته مع القومية العربيه  في العراق فاذا كان نسبة الكرد في العراق هو15%  نصفهم من السوران ونصفهم من البادينان فيكون نسبة  جماعته  التي ينتمي اليها (السوران) 7.5% فليس هناك اية مقايسة  مع العرب ولكن  استعماله هذه العبارات لها مغزى اخر هو تضخيم الكرد وجعلها بمستوى قومية العربية  وتهميش التركمان!! ، لاننا نعرف انه ليس هناك فرق كبير في التعداد  بين القومية الثانية وهي الكردية والقومية الثالثة وهي التركمانية 

واليوم يتبع قادة الاكراد القاعدة الحسابية التالية في الاستيلاء على المدن العراقية: 50 + 1 = 51  أي مادام نحن الاغلبية فاذاً هذه لنا وتلك لنا ،فالديمقراطية حسب المفهوم الاحزاب الكردية هي المعادلة المذكورة، وتحقيق هذه المعادلة ليس صعبا عليهم مادام هناك مئات الالوف من الاكراد الفقراء في الشمال والجبال مستعدون للنزوح  من اجل الآمال الموعودة ، بعدما نزح ربع مليون الى كركوك  ومادامت هناك كثير من الاكراد  في الدول الجوار في تماس جغرافي مع المنطقة الكردية في العراق  ويستطيعون الدخول والخروج من العراق ببساطة والاشتراك في الانتخابات ولأن اصدار اية وثيقة عراقية اصبحت منذ 15 سنة بيدهم ،  ومادام الاحزاب الكردية تعلموا التزوير في الانتخابات حيث ان جميع نفوس الاكراد في العراق لاتعادل نفوس محافظة البصرة ولكنهم حصلوا على حوالي  مليونين ونصف مليون صوت بل هم حماة صناديق الاقتراع في الشمال!! ،ومادام العرب  والتركمان مشغولين بالطائفية والتشتت، فلهذه الاسباب جميعا  ليس  هناك قلق من الاحصاء والانتخابات من قبل الميليشيات الكردية  حتى وان جرت في بغداد وليس في  كركوك فقط  لمعرفة  من هم الاغلبية !! .

التعريب وكركوك

كانت من سياسات  النظام العراقي السابق تعريب كركوك واطرافها وتشكيل جدارأمني من  العرب في اطراف كركوك وتقسيم الاراضي بين الفلاحين العرب الذين استقدمهم الى المحافظة ضنا من النظام ان ذلك يساعد على السيطرة على المدينة واطرافها، لقد جرى التعريب على مراحل ابتدأت اولا ببناء اول مستوطنة عربية في جنوب مدينة كركوك حينها وهي حي البعث وذلك سنة 1974 وتم لهذا الغرض الاستيلاء على اراضي الواقعة في جنوب شرق  منطقة تسين(تسعين) العائدة الى التركمان ثم تلاها بناء مستوطنات واحياء اخرى مثل حي النصر وحي الامن وحي القادسية وحي المعلمين وحي العروبة  وشقق الغاز وشقق مصلى  وحي واحد حزيران وحي الدوميز للضباط وحي العسكريين وحي الشهداء وحي النداء وحي الخضراء واحياء اخرى لقد تم الاستيلاء على اراضي اهالي كركوك التركمان واهالي تسين(تسعين) الزراعية عنوة واخراجهم من منازلهم حيث هدم القسم القديم من المنطقة  وجعلوه محطة قطار، اما الدور الجديدة والتي تمتد من بيت حاكم حميد القريب من سكة قطار القديمة والى مدرسة  متوسطة التحرير تم الاستيلاء عليها وتعويض سكانها بشكل جزئي وتشتيتهم في الدور الجديدة بهدف التعريب.

ولما كان للكرد طموح في كركوك لذا اقاموا الدنيا ولم يقعدوها لسياسة التعريب  التي انتهجها النظام في كركوك!!  ولكن الاحياء التي اقيمت في كركوك اغتصبت جميع اراضيها من التركمان وليس من الكرد او من احد اخر لان الاكراد ليست لهم اية اراضي في كركوك ليغتصب،!وفيما يلي أسماء  ملاكي  منطقة واحد حزيران فقط وبالطبع جميعهم من اهالي تسين (تسعين ) التركمان وقد صودرت مئات الدونمات لكل واحد منهم  واكتفينا بمنطقة واحدة منها حتى لاتتحول المقالة الى دفتر طابو!:محمد علي افندي ، جلال افندي ،محمد علي كهية ،غالب كهية ،قنبر كهية ،مهدي كهية ، ملا علي مردان ، بكتاش ولي ،مؤيد عباس ،حاج حبيب فخري علي ، مريم رؤوف ،نجف مهدي كولشن رشيد، حاج صابر،حلمة صابر ، ساقي قنبر كهية، كما ان جميع المنشآت التي بنيت في كركوك من مدنية وعسكرية تعود للتركمان فمثلا اراضي منشاة نفط الشمال تعود لعائلة نفتجي التركمانية واراضي المقامة عليها معسكر خالد ومطار كركوك  تعود قسما منها  لعائلة الحاج احسان علي وعوائل اخرى من سكان نفس المنطقة(تسعين) وكذلك تعود للتركمان اراضي المقامة عليها مخازن المواد الغذائية ومحطة الاذاعة والتلفزيون ومقر الفرقة الثانية والفيلق الثاني ومقر استخبارات المنطقة الشمالية وغيرها من الدوائر والمنشآت.

واما الاراضي الزراعية التي وزعت للعرب القادمين الى كركوك تعود مالكيتها الى اهالي بيش يير(بشير) التركمانية حيث تم هدم المنطقة وترحيل سكانها وتشتيتهم وجلب العرب الى اماكنهم.  

ان الحاح الكرد لاخراج العرب من كركوك هو ليس لتوطيد العدالة وارجاع الحق لاصحابهاالاصليين التركمان وانما لجلب الاكراد من مناطق اخرى لتوطينها في الدور التي يحتلها العرب الان  فالاكراد جلبو اكثر من ربع مليون كردي من مناطق الشمال الى كركوك بحجة انهم كانوا مرحلين ولكن الارقام الرسمية الصحيحة لاتتجاوز 11000 مرحل كردي وتركماني من كركوك واطرافها.   

كركوك وادعاءات الاكراد

يرى المتابع للشؤون الكردية في العراق ان الحوادث المتعلقة بالكرد بدأت من الشريط الحدودي لايران،فاول قضية تتعلق بالكرد كان انتفاضة الشيخ محمود البرزنجي ضد الانكليز في مايس 1919 ميلادية،بعد ان عينوه الانكليز حاكما عاما على السليمانية،وانتهت بنفيه الى الهند حتى عام 1922 ميلادية.

ونلاحظ ايضا ان جميع الحركات والحروب مع الحكومة المركزية حدثت في العقود الاولى للحركة المسلحة الكردية في المناطق النائية والجبلية مثل حركات البارزانيين بين 1927م الى 1932م، بل ان قيادات الاكراد من تلك المناطق،

ثم نلاحظ ان الامور يتطور فيدعي ملا مصطفى البارزاني في عقد  الستينات لازدياد اهمية نفط كركوك وازدياد سعر النفط في الاسواق العالمية بان مدينة كركوك كردية، نتيجة هجرة الاكراد  الملحوظة  الى كركوك في الاربعينات والخمسينات من القرن العشرين .

 بدأ الاكراد بالسكن في مخارج مدينة كركوك الى السليمانية واربيل في الثلاثينات من القرن العشرين حيث بداو بشراء الاراضي السكنية من شخص تركماني يدعى السيد نورالدين، والذي باع المتر المربع الواحد للاكراد ب4 فلوس، وبعد مدة من الزمن وفي الخمسينات اصبحت هناك في مخارج مدينة كركوك وضواحيها احياء كردية فقيرة، ويعمل سكانها بالمهن البسيطة، واصبحت  للكرد القادمين ، بمرور الزمن علاقات اجتماعية وصداقات  مع التركمان  وحالات زواج بين الطرفين ،كما تخللتها حالات عدائية هو مذبحة الكرد الشيوعيين للتركمان في 14 تموز من عام 1959م.

بقيت الحالة هكذا ولم يتجاوز سكان الكرد اكثر من 10 % داخل مركز المدينة وربما كانت الاحصائية تختلف باختلاف توابع مدينة كركوك،فمنطقة جمجمال الكردية التي كانت تابعة يوما ما الى السليمانية، قد اصبحت تابعة الى كركوك بعد انتفاضة الشيخ محمود البرزنجي،ثم اعيدت تابعيتها في الثمانينات الى محافظة السليمانية، وبعد سقوط نظام صدام نزحت الى كركوك مئات الالوف من الاكراد،لان فرص العمل والوظيفة قد فتحت للكرد في كركوك واصبحت الدوائر الحكومية في تصرف الكرد ووزعوا الاراضي السكنية لهم وبنوا مستوطنات سكنية وعملوا على ترغيب الكرد بالاستثمار والسكن في كركوك ،وبتواطئ القوات الامريكية في العراق والتي تحالفت معها الاكراد.

وبعد ان شق الاكراد طريقهم من حافات الحدود وشكلوا مستوطنات في كركوك وبغداد وتكريت، قاموا بادعاء حق الحاكمية على بعضها مثل كركوك وطوز وقبلها اربيل، ولما كان  السكان الاصليون التركمان المنافسون للكرد في هذه المناطق ، فوضعوا كل كاهلهم لعزل التركمان وتهميش دورهم وزعزعة استقرارهم.

وان تصريحات الشبة اليومية لقادة الميليشيات الكردية بالمطالبة بضم مناطق اخرى الى أقليم كردستان الذي فرضوه على العراق   تدل على اصرارهم في السير في الانفصال بعد استقطاع جزء مهم من العراق  وها هو   مسعود البارزاني بتصريحاته  النارية حول كركوك  عندما كان عضوا في مجلس الحكم المؤقت وهدد باحتلال كركوك اذا لم تعطى للحكومة التي شكلها الاكراد في الشمال،ولايمر مناسبة الا ويصرح المسؤلين الاكراد عن استعجالهم في الحاق كركوك بهم, بل ان الاكراد ثبتوا مادة قانونية في قانون ادارة الدولة المؤقت وهي المادة 58   والتفسير الكردي لها : أخراج العرب من  كركوك واسكان الاكراد، وبالطبع كما ذكرنا في الاراضي التي استملكتها الدولة من التركمان!!.

والان يجاهد الاكراد بشتى الوسائل الممكنة لضم كركوك لاقليمهم ويعتبرونها فرصة  تاريخية في ظل غياب حكومة مركزية قوية ودعم امريكي.

ولازال هناك بعض الاكراد المعتدلين والوطنيين   يعارضون سياسة الميليشيات الكردية وادعاءاتهم،ونرى ذلك ماذكره الدكتور محمد الحاج في كتابه القضية الكردية في العشرينات ص 85 حيث يقول :علما بأن بعض كتاب الاكراد المتعصبين وبعض الباحثين الاجانب يبالغون في حجم مساحة المنطقة الكردية العراقية ليضموا اليها مناطق اخرى كثيرة تتميز بتركيب مكاني شديد الامتزاج ولايشكل فيها الاكراد العنصر الغالب، مثل محافظة كركوك ،وكثير من اقضية الموصل فضلا عن مدن تفع في مناطق اخرى كمحافظتي واسط وديالى توجد فيها نسب مهمة من الاكراد جنبا لجنب مع العرب والتركمان وغيرهم، ولاتشكل وحدة جغرافية مع المنطقة الكردية الشمالية.  

الاكراد ورقة بيد الدول العظمى

 

كانت ولازالت الاكراد ورقة بيد الدول العظمى ابتداء من العثمانيين واخيرا وليس اخرا الامريكان.

يتسائل الكاتب والسياسي الكردي دكتور محمد الحاج ويذكر العبارات التالية في كتابه القضية الكردية في العشرينات : لماذا يجب ان  يحتاج الاكراد دائما الى حماة ومحررين اجانب؟.وفي مكان اخر يقول :والواقع ان معظم دراسات المستشرقين ومعاهد الاستشراق الاجنبية ولاسيما في بريطانيا وفرنسا والاتحاد السوفياتي تتسم بالتشديد المصطنع والمغالاة المفرطة في ابراز الخصائص القومية الكردية والمطامح الكردية بما يشجع على تباعد الاكراد عن العرب.

كان لتعاطف وتحالف الاكراد في شمال غربي ايران مع العثمانيين السنة في العراق ضد الصفويين الشيعة في ايران، بداية دخول الاكراد في التاريخ البشري ولو بشكل يسير، ولكن المسألة والقضية المهمة في هذا الصراع والتي اثرت على مجريات الامور في العراق فيما بعد هي  بداية نزوح وهجرة القبائل الكردية من الدولة الصفوية في ايران والتي رفعت شعار التشيع بقيادة شاه اسماعيل الصفوي (الذي كان من سكان مدينة اردبيل احد مدن اذربيجان الايرانية )اعلن الدولة الشيعية الدينية في ايران التي كانت سنية المذهب فيما مضى ، كان ذلك بداية لتحالف بعض الاقوام الكردية مع القوى النافذة الاخرى.

لقد كانت لوجود دولة سنية في ارض العراق وهي الدولة العثمانية، وتأسيس دولة شيعية في ايران في القرون الاخيرة وبروز مشاكل العثمانيين مع ألأرمن والاثوريين  الطامحين الى الاستقلال في نهاية القرن التاسع عشر ،كل ذلك شجعت الاكراد باجاد موطئ قدم في حافات الحدود العراقية الايرانية الحالية ثم الهجرة والنزوح الى مدن العراق الاخرى والسيطرة عليها في مدة قصيرة من الزمن.

شكل العثمانيون في اواخر حكمهم  ميليشيات من عناصر كردية واسموها بالحميدية مقابل ميليشيات الليفي التى شكلها الانكليز من المسيحيين .

ولاجل ذلك اهدى العثمانيين قسما من الاراضي العراقية للاكراد النازحين من  جبال زاكروس فقد اسكنوا عشيرة الطالبانية بين السليمانية وكركوك.

وعن نزوح الاكراد الى اراضي المسيحيين في العراق نذكر المذكرة التي ارسلتها حكومات روسيا وبريطانيا وفرنسا الى الدولة العثمانية:لما كان الاكراد الرحل الذين يعيشون في الجبال ،والذين يهبطون الى الوديان التي يقطنها المسيحيون لا لغرض الا لاشاعة الفوضى ، ينبغي ان لا يدخلوا في الاحصاءات التي تحدد من هم غالبية سكان تلك المنطقة(د.عبدالرحمن قاسملو،كردستان والاكرادص52)

وفي عهد الانتداب البريطاني كان تشرشل الذي اصبح وزير المستعمرات في سنة 1921م اكثر المتحمسين  لاقامة دولة كردية في الشمال وان جهوده فشلت حينها لان عنصر الكردي كان محصورا في الشريط الضيق من الحدود كما ذكرنا،كما ان تشرشل كان يفكر بفصل مدينة كركوك عن العراق ونلاحظ ذلك في برقية المرسلة من وزير شؤون المستعمرات الى المعتمد السامي في العراق حيث يذكر في البرقية المرسلة القسم الاول منها الساعة1 بعد الظهر يوم 24 حزيران 1921م:

وفي برقيتي المرقمة 109 بتاريخ 25 ـ أيار حول موضوع الليفي سألتكم ،كما لابد ان تتذكروا ،عما اذا كنتم تفكرون في اعتبار كركوك كجزء من كردستان او جزء من بلاد مابين النهرين مبينا لكم الفوائد المحتملة لفصله عن العراق وان ما كان في بالي دويلة حاجزة مؤلفة سكانيا من العناصر الغير العربية تتوسط العراق وتركيا.

وفي القسم الثاني للبرقية المرسلة الساعة 3:40 في نفس اليوم يذكر تشرشل  مايلي:

ان المعيار لتقرير خط الحدود بين المناطق التي تديرونها وتديرها حكومة بلاد ما بين النهرين(العراق) يجب ان تكون الحد السكاني للمناطق العربية الصرفة بدلا من المناطق الكردية الصرفة .ان مدن اربيل وكفري وكركوك هي ليست مدنا عربية بأية حال وان لم تكن كردية

بونجور شام
(178)    هل أعجبتك المقالة (153)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي