
نسرين طافش وأسد المقاومة

أثار وقوف الممثلة نسرين طافش إلى جانب بشار الأسد ضد الثورة السورية المندلعة منذ أكثر من عام وثلاثة أشهر تقريباً حفيظة المتابعين لها ومن كانوا يرون فيها بذرة فنانة تملك القليل من الإنسانية، والتي كانت تحاول نقلها عبر أغلب أدوارها الدرامية في مسلسلاتها العربية والسورية.
فطافش التي يعود أصلها لأب فلسطيني وأم جزائرية كان موقفها مخيّباً من انتفاضة الحرية والكرامة التي اشتعلت في 15 آذار من السنة الماضية، ولم تخرج عن إطار الكثير من زملائها الذين باعوا فنهم وضمائرهم لصالح الحاكم الذي يرون فيه كلّ معاني الإنسانية والمحبة، بعد أن أُعميت أبصارهم عن مشاهدة الأطفال والنساء والمواطنين العزل الذين يسقطون كلّ يوم جراء القصف العشوائي لقوات الجيش، وعن طريق ذبحهم المباشر من قبل ميلشيات الأسد التي لا تفرق بين موال ومعارض.
فابنة الشاعر الفلسطيني يوسف طافش الذي كان كتب عن فلسطين في مؤلفاته الشعرية لم تر في حصار المدن السورية وتعذيب الأطفال وقتل الألاف، شيئاً مشابهاً لما يقوم به الإسرائيليين بحق أخوتنا في فلسطين، ليسقط قناع الحنان والمحبة التي كانت تتسر خلفه في أدوارها التلفزيونية التي باتت مدعاة للنقد بعد أن أظهرت اختلافاً جوهريّاً بين شخصيتها الفنية وحقيقتها الإنسانية.

فالممثلة التي كانت قد تكتمت على خبر زواجها لمدة شهرين في وقت سابق من أحد رجال الأعمال الإماراتيين أعلنت موقفها المؤيد لبشار الأسد في الفترة الأخيرة، على الرغم من نفيها لاتخاذها لأي موقف سياسي في الفترة السابقة فصرّحت صاحبة الملامح الفتانة بأنّها مع بشار الأسد "أسد" المقاومة والممانعة مؤكّدة رؤيتها بأنّ الأمور ستنتهي قريباً جداً على خير وإحساسها يوحي لها بأنّ سوريا ستعود بلد الأمان وستبقى سوريا الأسد.
ولعل موقف الفنانة التي احتفلت بالعيد الثاني لمجلتها بأحد أفخم الفنادق في بيروت منذ ما يقارب الشهر ترك جدلاً واضحاً لدى محبيها، لعدم علاقتها المباشرة بسوريا بسبب أصولها (الفلسطيجزائيرية)، ولكن تكتمها السابق على موقفها وخروجها بعد كلّ ما زهق من أرواح ترك أثراً سلبياً لدى من كان يعتبرها ابنة هذا الشعب قبل شهرتها، وخاصةً من خلال قصائد والدها التي تحيي أخوتنا من أبناء الشعب الفلسطيني الصامد في وجه الظلم الإسرائيلي، ليؤكّد عدد من الناشطين بأنّها أيّ طافش لو كانت تقرأ قصائد والدها ولو كانت مقتنعة بما يكتب لكان موقفها مشرفاً من الثورة السورية.
ومن المضحك المبكي هو هجوم الفئة المؤيدة للأسد على طافش التي لم تحترم بوجهة نظرهم ضحايا التفجيرات وقوات الأمن عندما أقامت حفلتها الخاصة بالمجلة، بينما قال ناشطون بأنّ هذه الحفلة هي ليست سوى دليلاً جديداً عن بعد الممثلين السوريين عن الشعب السوري الذي ذهبت دماؤه فداءً للحرية والكرامة سواءً كانوا في التفجيرات أو المظاهرات المناهضة للنظام أو أيّ مكان على أرض الوطن، بعد أن قاد تمسّك الفئة الحاكمة بالمناصب إلى سقوط أكثر من عشرة ألاف شهيد منذ اندلاع الثورة السورية.
نسرين وإلى الآن لم تنف ما نقل على لسانها لما يسمى بشبكة ستار تايمز بأنّها تؤيد الأسد بعد أن تناقلته أغلب المواقع الإلكترونية، ولم توضح في أيّ من اللقاءات إن كان موقفها قد بنته عن قناعة بقدرة الأسد على ما سمّاه بعض زملائها في الإصلاح.
ويرى الناشطون بأنّ حالها سيكون كحال العديد من زملائها الذين ينتظرون اللحظة المناسبة لغلبة الثورة على بطش النظام، لتوضّح بأنّ الوسائل الإعلامية قد فهمت موقفها بشكلٍ خاطئ أو بأنّها قد تعرّضت لضغوط جسدية كانت أو نفسية لتؤيد النظام، علما بأنها وإلى الآن لم تظهر بشكل واضح في مسيرة مؤيدة للأسد على الرغم من انعدام تجمع المسيرات المؤيدة له منذ ما يقارب الخمسة أشهر.
جورج خوري - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية