أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

جماعة بروكسل ... سلطان الرفاعي

 ركب غراب وحمار في طائرة(ظهرا معا في برنامج فضائي) ، وأثناء تحليقها، قام الغراب بالضغط على الزر، فجاءت المضيفة تسأله: نعم أستاذ. فقال لها لا شيء فقط عم اتغالظ (اتمن-----) وهكذا أعاد الكرة عدة مرات، وفعل الحمار مثل الببغاء، وضغط على الزر، وجاءت المضيفة، وسألته فقال: اتغالظ( اتمن---). وهكذا حتى ضاق زرع المضيفة، فقالت للطيار. فقال لها: افتحي الباب واقذفيهم من الطيارة، وهكذا فعلت، ورمت بهم من الطائرة، الببغاء طار، أما الحمار فقد وقع ميتا، فقال له الببغاء: بما أنك لا تعرف الطيران فلماذا تتمن ---تتغالظ إذا

وهذا ما حصل أيضاً مع مجموعة بروكسل والذين ارادوا ان يتمن--يتغالظوا على الشعب السوري ، فقذف بهم ، وبما أنهم لا يُحسنون الطيران ، وفقدوا شرف الوطنية وعزتها ، كان سقوطهم  مدوياً .

من بروكسيل عاصمة بلجيكا العضو في الاتحاد الأوروبي جاءنا ما يلي: (( وتفاوضت مجموعة من 17 سياسيا منفيا جميعهم من الرجال حتى وقت متأخر من ليل الخميس في قاعة بأحد فنادق بروكسيل على إعلان مشترك يهدف لان يكون خارطة طريق إلى انتفاضة.وقال حسام ألديري زعيم الحزب الديمقراطي القومي الليبرالي السوري "هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي تجلس فيها جميع حركات المعارضة من داخل سوريا وخارجها إلى طاولة واحدة وتتفق على خطة مشتركة."
وقال خدام الذي يعيش في فرنسا انه اختار عقد الاجتماع في بلجيكا لان القانون الفرنسي يلزمه كلا جيء سياسي بالامتناع عن الإدلاء ببيانات ضد حكومات أجنبية.
وأضاف أن له مؤيدين كثيرين داخل حزب البعث الحاكم وفي الجيش.وقال خدام "إنهم سيكونون شركاء نشطين في تغيير النظام ولن تكون هناك أي مذابح."
وأضاف أن الناس يتحولون إلى الأخوان المسلمين في أرجاء العالم العربي عندما يتاح لها خيار ديمقراطي بسبب فشل العلمانيين والقوميين العرب أثناء وجودهم في السلطة.ومضى قائلا "نعتقد انه في الوضع الحالي في العالم العربي فان التيار الإسلامي ظاهرة واسعة وإذا جرت انتخابات حرة فان هذا التيار سيأخذ مكانه."))


سبعة عشر حمارا منفيين، بينهم ألحرامي وتاجر الحشيش والمجرم والأصولي والبعثي الحقيقي، جميعهم كما قال خدام سيكونون شركاء نشيطين في تغيير النظام، وانتبهوا إلى كلمة شركاء، فهو لم يقل، مناضلين، معارضين، غاضبين، بل قال شركاء، وقديما قيل الطبع غلب التطبع. فالتاجر مثله مثل الحاوي يموت وهو يلعب بأصابعه، وكذلك التاجر خدام، فهو لن ولم ينس أنه تاجر أولا وأخيرا، وبالتالي فتعبيره وأفكاره متناسقة متناسبة مع مكنونات قلبه. فالرجل قد تاجر بالسكر والطحين مع الحريري، وأولاده بالنفايات والمر تديلا واللحوم الفاسدة والعسل المغشوش والفطر المسموم والسمنة العفنة.

ماذا سيُحضر هذا التاجر لسوريا من مجمل بضاعته؟ أولا وثانيا، من هم هؤلاء البعثيون الباقون على حب هذا التاجر؟

معارض آخر من صنف الببغاء الذي يعرف كيف يطير، ولكنه فقد قدرته على الرؤية، والتفكير، فأصبح يرى في ابن تيمية وسيد قطب وألبنا دعاة ديمقراطيون سبقوا الغرب والشرق والعجم والتتر في خيارهم الديمقراطي، ولا ينسى صاحب مجازر الأزبكية ومدرسة المدفعية في حلب، واغتيالات صفوة علماء وأطباء سوريا، لا ينسى أن يقول أن العلمانية هي الشر والأصولية هي الخير الأسمى، والأمنية المنشودة للشعب السوري.

أما زعيم الحزب الديمقراطي القومي الليبرالي السوري الارتوازي الاستفزازي، ومعه ثلة من المنفيين على حد قوله، فيبدو أنهم أيضاً يُريدون أن يتغالظوا (يتمن--)وهم لا يعرفون الطيران. 2

المطلوب اليوم هو نظام علماني حضاري حقيقي، ينطلق من فكرة الأخوة الإنسانية، والمواطنة السورية، والرغبة في العيش المشترك، تحت هذا العلم الذي نرفعه جميعا. وعلى هذه الأرض التي نقدسها جميعا.والالتزام بحرية المواطن السوري والتضامن الاجتماعي من اجل التقدم العلمي والإنساني والاقتصادي وتحقيق السعادة لكل أفراد الوطن.

علاقتي مع الآخر تؤسس كرامتي الليبرالية الإنسانية، وهي تعني الاعتراف بالآخر كشبيه لي، وبمسئوليتي تجاهه التي يوقظها فيَ وجوده وحضوره.وبالتالي فان مفهوم الكرامة الإنسانية لي كليبرالي تقوم على أساس علاقيّ، وان كرامتي نفسها تتطلب مني احترامي لكرامة الآخر.

إن قيامة الكرامة الإنسانية على أساس علاقيّ يُفيد عدة معانِ.فانه يعني أننا نريد المساواة بين البشر، وأن نعمل على ألا يفرض الأكثر عنفاً أو نفوذاً إرادته على الآخرين، ويُفيد هذا أن نحيا العلاقة مع الآخر كعلاقة تضامن فعليِ تُبرز الاهتمام به، لأننا نحيا الكرامة الإنسانية ونبرهن عليها من خلال التزامات لبراليتنا، تلك الليبرالية التي نترجمها في ابتكار الأفعال والمواقف التي تؤسس هذا الرباط بيننا وبين أخوة لنا في الإنسانية.

ويؤدي أساس الكرامة الإنسانية العلاقيِّ إلى رفض ما هو غير مقبول في زمن ومجتمع ما قد يصبح فيهما كل شيء ممكنا ومسموحاً.لذا علينا إن نرفض ما يجب رفضه،وآلا نستسلم للضغوط ،لان ضميرنا الليبرالي يتكون ويتضح من خلال تحدينا للاستبداد ومقاومتنا له.

إن جميع علاقاتنا الاجتماعية الصحيحة يجب أن ترتكز على الحقيقة والعدالة، التي تقر لكل شخص حقه في العيش الكريم باعتباره بشراً لا متاعاً سائباً.

أما القاعدة الأخلاقية التي تحرم سلب الإنسان حريته واعتقاله لكلمة قالها، أو لفكر نادى به، فليست امتيازاً اًو استثناء لأحد.

على عاتق السياسة يقع دور هام في احترام الكرامة الإنسانية والدفاع عنها.ومن وظيفة القانون،في أي مجتمع،إن يقرّ ويمكّن من قيام نظام اجتماعي تظهر وتتحقق فيه =الإنسانية=بين الناس،ويسمح في قيام علاقات مختلفة في مأمن من العنف ,وسلب الحريات.

في الليبرالية، تقتضي كرامة الإنسان أن يوفر له كل ما يحتاجه ليعيش حياة إنسانية حقيقية، كالغذاء والكساء والمسكن والحق في اختيار الحياة التي يريدها اختيارا حرا، والحق في أن يؤسس عائلة ويربيها، والحق في العمل، والحق في المحافظة على حياته الخاصة وفي حرية عادلة حتى في القضايا الدينية.

في الليبرالية. الاعتقال التعسفي، التعذيب الجسدي والمعنوي، الضغط النفسي، أوضاع الحياة المنحطة، السجن من دون مبرر، الاستعباد، التسلط، انتهاك حريات الإنسان، إن كل هذه التصرفات هي في الواقع شائنة.تلحق العار بالذين يمارسونها على شعوبهم، أكثر مما تلحقه بضحاياه، كما أنها وصمة عار على شرف أي دولة.

www.bonjoursham.net
(112)    هل أعجبتك المقالة (116)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي