ما يميز البلدان عن غيرها بما تحويه من مقومات بشرية واقتصادية تكون ذا نفع وفائدة على الجميع و ما نشهده اليوم من امتلاك العراق لمخزون نفطي يعدّ الاول في العالم ناهيك عن الموارد الطبيعية الاخرى من معادن و في مقدمتها الزئبق و تمتعه ايضا بمناخ متنوع يعطي الزراعة فرصة حقيقية في التطور، و لا سيما بوجود نهرين ليس لهما مثيل في بلدان المعمورة. هذا غيض من فيض فما بال الشعب يعيش في عوز و فقر مدقع و نقص في الخدمات حتى اصبح توفير ثماني ساعات من الكهرباء يوميا بشكل متواصل حلما صعب المنال. كل هذا يجري في ظل حكومة منتخبة طبّل لها الجميع و اخذت الابواق الماجورة و الاقلام غير النزيهة تجمل وجهها القبيح فاليوم وصلت ازمة الكهرباء حدّاً لا يطاق و اصبحت من المشاكل المستعصية التي لا يُعرَف حلّها في هذا البلد بينما نشاهد بلدا أقل موارد و امكانيات و ذات اقتصاديات بسيطة فيها من الرفاه وتوفير الطاقة الكهربائية و الخدمات الشئ الكثير. فالى متى يكون هكذا الحال؟ و يتضح المشهد بصورة حقيقية معبرة عن فشل الحكومة في ادارة ملف توفير الطاقة الكهربائية اذا علمنا ان ما صرف الى الآن ما يقارب الـ 27 مليار دولا ر على قطاع الكهرباء
في تصريح لأحد المسؤولين، و الذي يظهر ضحالة في الفكر و الادراك لديه او ربما تنفيذه لواجب التصريح على اية حال – و ربما ينظر الرجل الى الشعب على انه مغفل و لا يدرك الحقائق - فيظهر متبجحا مستخفا بعقول الناس فيقول ان العراق سيشهد تصدير للطاقة الكهربائية الى دول الجوار بما يفيض عن حاجة البلد. أين انت يا رجل من كلامك هذا من النقص الحاد في تجهيز الكهرباء و الضغط على اصحاب المولدات لتوفير الطاقة الكهربائية بعد ان عجزت الدولة بكل امكانياتها من حل هذه المشكلة/ المعجزة، فهل تصدقون؟؟ و الادهى و الأمرّ ان الجميع في صمت مطبق الاّ نفر قليل قد تصدوا و تحمّلوا المسؤولية في قول الحق و النزول الى الشوارع فاضحين عمل المفسدين و مطالبين بحقوقهم الدستورية و داعين الى تدخل عربي و دولي من اجل انقاذ شعب العراق من المهازل التي صارت تسمع كل يوم من قبل السياسيين في صراعهم المستمر للحصول على مناصب اكثر و مغانم اكبر، ناسين – او متناسين- الوعود و الشعارات التي رفعوها ايام الانتخابات، تاركين الشعب يعيش في ايام القرون الوسطى.
اصبح لزاما على كل وطني صادق شريف يريد الخير للعراق أن يطالب بتغيير الواقع الفاسد بكل الوسائل و الطرق التي ضمنتها الاعراف و القوانين الدولية من اجل ان نلحق بركب دول العالم فيكون بلدنا بحق بلداً يمثل ارثه الحضاري الذي علّم الانسانية معنى الحياة.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية